أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


"خاطرة الأسبوع " :

لا تتردد ...... و ارفع يديك .

تأمل و تدبر قول الله عز وجل (( و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ))

لقد سمى رب العزة الدعاء عبادة ، و توعد الذين يستكبرون عن عبادته بالعذاب الأليم .. و يؤيد هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الدعاء هو العبادة "

ومن نظر في أحواله و شؤون حياته ، لوجد شدة احتياجه إلى الله الغني الحميد .. كيف لا !! و هو الذي يدبر الأمر و لو مقاليد السماوات و الأرض . و ما من حركة أو سكون أو ضر أو نفع إلا بإذن الواحد الأحد . فإذا علمت هذا المعنى العظيم ، فكيف أراك - يا عبدالله - تعرض عن طلب العون و الدعاء و الاستنجاد بالله ؟؟!!

إن ظاهرة الإعراض عن الدعاء ناجمة عن مشكلة إيمانية أساسها ضعف اليقين بالله سبحانه وتعالى ، و تغلب الدنيا على قلوب أكثر العباد ، و الغفلة المنسية المشغلة عن التفكر في شؤون الآخرة .

أقول لهؤلاء المساكين الذين أعرضوا عن مناجاة ربهم : ألم تقرأوا قول الله تعالى : (( ادعوا ربكم تضرعا و خفية ...))

أما علمتم أن الدعاء من الذكر (( و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ... ))

إن الدعاء مفتاح لأقفال الدنيا ، دواء للهموم و شفاء للغموم ، و حياة للقلوب . به يتقرب العبد إلى مولاه و يتلذذ بمناجاته ، و يشعر بالضعف و الافتقار إليه ..

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها ، مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم " فقال رجل من القوم : إذا نكثر ؟ . قال : " الله أكثر " .

أيها المسلم .....

لا تتردد ....... في طلب العون من الله (( و إياك نستعين ))
لا تتردد ........ فخزائن الله لا تنفد ، و رحمته وسعت كل شيء .

لا تتردد ........ وارفع يديك ، فالله عز وجل حيي كريم ، يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا ..

لا تغتر بإيمانك أو علمك أو مكانتك ، فأنت في كل الأحوال محتاج إلى الله ........ ادع الله و أنت موقن أنه لن يضيع دعائك .....

اللهم إنا نسألك حبك و حب من يحبك . و حب كل عمل يقربنا إلى حبك .. و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


محبكم : بو يعقوب