قد يظن البعض أن الصفقات ومبالغها الخرافية عربون نجاح .. وقد يرى اخر أن السمعة والنجومية هو المهر لكل شيء .. وما أن ينطلق المسير إلا ويكتشف من ظن ؛ أنها ( سوزا ) أخرى أصبحت عبء على القافلة برمتها .. أو أن خانة دون غيرها أصيبت بالتخمة بينما أخواتها الأٌخر عرايا لا تكاد تجد من يلعب فيها .. لتكون المنظومة عرجاء وكرة القدم لعبة يجب أن تتجانس فيها خرزات العقد ومتى أكتملت حصد من فعل الثمر أما القافلة العرجاء فهي نشاز لا تسمن ولا تروي عطش مهما دفع فيها من أثمان باهضة.. !!

و مساء البارحة بدأ هلالنا أول خطواته مشمرا عن ساعديه وعينيه على كل ألقاب الموسم .. ما بين أمل ورغبة جامحة خلفها عمل وبذل .. ولكن تبقى النهايات التي تؤول اليها الأمور هي ساعة النطق بالحكم .. إلا أن البداية مؤشر لما سيكون عليه الهلال اثناء المسير .. وخصوصا أنك في ساحة الكل يعمل فيها وما يحدث الفرق هو نوعية العمل وقيمته الفنية .. ومن قلب أوراق الأندية سيجد أن جلها تقاطر عرقها خلال الأيام الماضية تبحث عن ذات الأهداف التي يسعى الزعيم لتحقيقها مع تفاوت سقف الطموح ما بين واحدة الى أكل الجمل بما حمل .. وهي حق للجميع وعلى نفس المسافة .. وهنا تكمن المتعة .. فمن سيكون فارس هذا الموسم ..!!

أظن ( والعلم عند الله ) بعد الظهور الأول لهلالنــا أنه سيكون خلال هذا العام أفضل من عاميه السابقين لأسباب عدة .. فالبناء شبه مكتمل مما سيساعد المنظومة لتعمل بصورة متناغمة .. جهاز فني متجانس عالي الأمكانات والأهم أن كل منهم يعي دوره المناط به .. ولاعبون محليون على مستوى مميز يساندهم لاعبون أجانب في خانات يعاني منها الزعيم .. و جهاز إداري رزين متفهم لدوره تجاه المنظومة .. وخدمات مساندة شبه مكتملة ( ملاعب وصالات لياقة وأجهزة طبية ) وقبل كل ذلك استقرار مالي شبه مثالي والذي اعده أهم حلاقات المنظومة .. فكثير من الأندية تسرف في عقود اجانبها وصفقاتها المحلية وما أن تسير المركب حتى تعج المطالبات لتقف المنظومة عاجزة عن الحركة فالضجيج والسخط كبل أطرافها مما يسبب خلل عكسيا على أداء الفريق ..!!

حرام .. اللي قاعد يصير ..!!

غالبــــا ما تتوقف محبرتي عن عزف النقد حتى يشتد المسير وتصبح الصورة جلية لا يخالطها غمش او غبش .. لأن الأحكام المبنية على التوقع أو التي لم تلملم جميع أطراف الصورة قبل طرحها غالبــا ما تظل الطريق .. ووسطنــا الرياضي بصورة عامة لا يجيد التروي ؛ فالكل على عجلة من أمره ، وما زاد الطين بلة أن جله ذلك الوسط قضاة لا تتروى في اصدار أحكامها حتى ولو جهل .. فالكل طبيب زمانه والكل أوتي الحكمة والكل جهبذ لملم الكرة وفنونها وقوانينها بين جنبيه ، فلا ينطق إلا حقا ولا يفتي إلا عن علم ودراية .. بل إن الكل له حق تقمص دور المدرب والكل لاعب والكل محلل والكل قانوني والكل اعلامي .. بل والكل رئيس نادي حتى اختلط الحابل بالنابل وبكل أسف ..!!

بل ما يدعو للحزن أن تتحول الأطروحات الأعلامية بعد المباريات الى لوحات عبث وسخرية وتهكم .. لتزيد الجرح نزفـــا وكأننا في حاجة لمزيد من تلك السفاهة .. كنا قبل زمن نستمتع بما يطرح فجله نقي صافي المنفعة تحليل حقيقي ودراسات فنية ذات قيمة للمتلقي .. أما الآن فهي وبكل أسف اسفاف وقلة وعي ونكت وسخرية ولغة شوارعية ساذجة الكلمة والهدف .. بل إن بعض ما يطرح تجاوز الخطوط الحمراء وغاصت في الشتم وامتهنت الانتقاص من قدر الأخرين لأسباب أقل ما يقال عنها ( حبة شعير ) لكنها غدت قمحا في زمن رويبضات اعلامنـــا وبكل أسف..!!

فالمسؤوليات المناطة بمن حمل القلم وأمانته لاشك أنها الجزء الأهم في تطوير أي مسلك في الحياة .. وخصوصا حين يزخر بالشباب والمراهقين .. والحاجة حتما ستكون ماسة لأهل الفطنة والحكمة ليكونوا عونا للمركب لتصل للساحل الآمن بالقيم والمبادئ التي يسعى قادة الوطن لتحقيقها .. إلا أن ما يطرح يسير بعكس توجه المركب بعد أن غصت الساحة بالغث والساذج الذي لا هم لهم إلا القهقات والنكات والسخرية يحركها شرارة ( أوريك فيهم ) وكأننـــا أوطان لا وطن يستظل الجميع في رغده .. لتتحول الساحة لصرعات بعد أن كانت ساحة بناء وتوجيه .. ولعل ما يحدث في تويتر من تلك الثلة كوارثي بكل المقاييس .. فالأمر لم يقف عند تغذية التعصب بل غاص في تفتيت المجتمع ونحر قيم سامية ومبادئ نقية بلا رادع تخشاه أو وازع يعسفها عن غييها لتصبح المفردة شوارعية وبصورة .. محزنة .. محزنة ..!!

ولا أغرب من صمت أهل الحل والعقد في وزارة الاعلام ومجلس الشورى ووزارة الداخلية رغم أن ما يقع على مسمع ومرأى منها وكأن الأمر لا يعنيها في ظل تكبيل يدي الرئاسة العامة لرعاية الشباب فالمساحة الممنوحة لها من الرقابة والعقوبة لا تمكنها من تعديل الوضع والسيطرة عليه .. وتكاتف الجهات كلها لأنقاذ شباب الوسط الرياضي من ذلك العبث أمر ملح ومطلب عاجل .. لأن الأمر يلامس جيل ناشئ يتقمص قيم ومبادئ ما يدور في رحى رياضتنا خيره وشره وترك الأمر على علاته جريمة كبرى بحق فلذات الوطن .. فقاصري النظر والتوجه من كتاب ساحتنا الرياضية لا تعي سوى فاز وخسر .. وأوريكم فيهم .. لتبذر الكره والحقد والغل بين أبناء اسرة واحدة فضلا عن وطنا وراية واحدة .. ولمثلهم يترك الأمر ..!!

أنّــا هنا لا أخص أحدا بعينه أو نادي دون أخر بل كل من خاض قلمه في ذلك الوحل مهما كان لون محبرته .. فلا عصمة لنادي دون سواه .. فالأمر لم يعد تنافسا رياضيـــا .. بل صراع يجب أن تتوقف انفاسه مهما كلف من تكميم أفواه .. فقلم أو لسان لا يألف بيننــا لا بارك الله في وجوده حتى وإن كان قلم من حزمتنا ..!!

ألا يستحق ذلك الأمر أن يترك مجلس الشورى ( الحبارى ) قليلا .. وان تركن وزارة الأعلام تقييم تلك المسلسلات التي لا تسمن ولا تغنى من جوع لتمنح ذلك العبث جزء من اهتمامها .. إليست وزارة الداخلية معنية بأمن الوطن وتكاتف أبنائه أم أن الأمر لا يستحق وقد فاض الحقد والكره ذلك الوسط بعد أن تغلغ التعصب في أوداجهم .. والله من وراء القصد ،،،






الظاهرة