أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ قَالَتْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ : (الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا) .



أخرجه أبو داود (426)، كتاب الصلاة، والترمذي (170)، كتاب مواقيت الصلاة، وأحمد (27103)،والبيهقي في سننه الكبرى (1141)، والحاكم (189)، والدارقطني في سننه (92) وغيرهم .

ومداره على القاسم بن غنام الأنصاري ، رواه عنه عبد الله بن عمر العمري المصغر وأخوه عبيد الله بن عمر العمري المكبر والضحاك بن عثمان .

والمتأمل في هذا الحديث يجد أن فيه أكثر من علة :
أولها : الاضطراب : فقد اضطرب في سنده واختلف فيه اختلفًا شديدًا، ففي بعض الروايات عن القاسم عن جدته أم فروة، وفي بعضها عن عمته أم فروة بدون واسطة، وفي بعضها عن بعض أمهاته، وفي بعضها عن بعض أهل بيته، وفي بعضها عن عماته، وفي بعضها عن أهله، كل هؤلاء عن أم فروة .
وممن قال بالاضطراب : الترمذي والدارقطني والزيلعي وغيرهم، إلا أنهم اختلفوا في سبب الاضطراب، فذهب الدارقطني إلى أنه من قِبَل القاسم بن غنَّام ، ومال الترمذي إلى أنه من قِبَل عبد الله بن عمر العمري المكبر، والراجح أنه من قبل القاسم لسببين :
الأول : أن عبد الله بن عمر العمري المكبر لم يتفرد بالحديث ، إنما تابعه عليه أخوه عبيد الله المصغر والضحاك بن عثمان كما تقدم ، وهذا يوضح خطأ ما ذهب إليه الترمذي من تفرد عبد الله بن عمر العمري بالحديث حيث قال : (لا يروى الحديث إلا من حديث عبد الله بن عمر العمري وهو ليس بالقوي عند أهل الحديث واضطربوا في هذا الحديث) .

الثاني : أن القاسم رُمِيَ بالاضطراب، قال العقيلي في الضعفاء : (في حديثه اضطراب)، وقال الحافظ في التقريب : (صدوق مضطرب الحديث) . وهذا ما رجحه الزيلعي في نصب الراية (1/241)، وكذا الألباني في تحقيقه لأبي داود .

زد إلى ذلك : أن الواسطة بين القاسم وأم فروة مجهولة وهي العلة الثانية ، ولايخفى حال عبد الله بن عمر العمري المكبر فلولا المتابعات لكانت العلة الثالثة .

وقد مال الألباني إلى صحة الحديث لشواهده التي في الصحيحين منها حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ: (الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا) قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ قَالَ: (ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ) قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ ؟قَالَ: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) البخاري (527)، كتاب مواقيت الصلاة، ومسلم (85)، كتاب الإيمان .

فائدة :
ذكر ابن عبدالبر والطبراني أن أم فروة هذه هي بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق لأبيه ، كانت ممن بايع تحت الشجرة ، وكانت من المهاجرات، وكذا قال المنذري وابن العربي .
ورجح الحافظ ابن حجر أنها غير أخت أبي بكر الصديق وأنها أنصارية، وحجته ظاهر الرواية القاضية أنها جدة القاسم بن غنام الأنصاري أو عمته .
والراجح أنها أخت أبي بكر لأبيه ، والظاهر أنها جدة القاسم لأميه أو أم أبيه، ففي رواية الحاكم عن القاسم بن غنَّام الأنصاري عن جدته أم أبيه الدنيا عن أم فروة جدته، وفي رواية آخرى له عن القاسم عن جدته الدنيا عن جدته أم فروة وكانت ممن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت من المهاجرات الأول ، هذا والله أعلم .

أفيدوني بارك الله فيكم بالنصح والتسديد .