أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده وبعد:-
1/روى الطبراني في كتابه الدعاء((حديث 1339)):-
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الحسن بن حماد الحضرمي، ثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوج تُشَيّبُني قبل المَشيب، ومن ولد يكون علي ربا، ومن مال يكون علي عذابا، ومن خليل ماكر عينه تراني وقلبه ترعاني إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيئة أذاعها» هذا حديثٌ ضعيفٌ وهذا إسنادٌ حَسَنٌ لولا أنه مما تفرد برفعه محمد بن عجلان عن سعيد المَقبُري فابنُ عجلان ضعيف في إتقانه لحديث سعيد خاصة كما ذكره الائمة فمن ذلك:قال المروذي: سألته (يعني أحمد بن حنبل) عن ابن عجلان، فقال: ثقة، قلت: إن يحيى قد ضعفه، قال: كان ثقة، إنما اضطرب عليه حديث المقبري كان عن رجل، جعل يصيره عن أبي هريرة. «سؤلاته» (162).
ثم إن الحسَن وإن كان ثقة -وثقه الخطيب- فليس هو في درجة أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الذي روى هذا الحديث عن أبي خالد الأحمر عن سعيدٍ مرسلاً كما في جزء حديثي له ((حديث رقم69)):-
حدثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال ((كان من دعاء داود عليه السلام اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن زوج تشيبني قبل المشيب ومن ولد يكون علي ربا ومن مال يكون علي عذاباً ومن خليل ماكرٍ عيناه ترياني وقلبه يرعاني إذا رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها)) فإذا قلنا إن الحضرمي قد سلك فيه الجادة(1) لم نكن ابعدنا النجعة خصوصاً وانه جعل الحديث من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والمعروف انه من دعاء داود عليه السلام.
2/وللحديث شاهدٌ تالفٌ كما جاء في تاريخ واسط لأسلم بن سهل الواسطي((جزء1/ص130)):-
ثنا الحسن بن زياد بن زبالة المدني، قال: ثنا محمد بن يزيد عن هشيم الحذاء عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان من دعاء أخي داود عليه السلام: اللهم إني أعوذ بك من مال يكون علي فتنة، ومن ولد يكون علي وباء، ومن حليلة تقرب الشيب قبل المشيب» وهذا اسناد مُظلمٌ بمرة إلا ان يكون فيه سقطاً بأن يكون ((هشيم -عن- الحذّاء)) فيكون هشيم هو ابن بشير عن خالد الحذاء فيكون الاسناد بذلك مُظلماً فقط!.....ومع إظلامه فحسين الرحبي متروك بمرة قد أجمعو على ضعفه وبعد إجماعهم وثّقه الحاكم فلا يُلتَفتُ لتوثيقه!
3/وكذلك رُوي هذا الخبر عن التابعي الجدلي مقتصراً على بعض ألفاظه كما في مصنف ابن أبي شيبة((29891-و-30511)): حدثنا محمد بن الحسن الأسدي ، قال : حدثنا يحيى بن المهلب ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : كان داود النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((اللهم إني أعوذ بك من جار عينه تراني وقلبه يرعاني ، إن رأى خيرا دفنه ، وإن رأى شرا أشاعه)) والأسدي ضعيفٌ ولكن تابعه أبوعبيد القاسم بن سلّام((الخطب والمواعظ حديث 63)) عن علي بن عاصم التيمي عن ابن السائب بمثله........وعليٌ كذلك ضعيف لكنه يصلح للمتابعات والشواهد، فهذا المرسل ثابتٌ عن عبد الرحمن بن عبدٍ الجدلي رحمه الله ومعلوم أن المرسل من أقسام الضعيف باستثناء مراسيل بعض الكبار والجدليُ وسعيدٌ المَقبُري ليسا منهم قطعاً! فهذا حديثٌ لم يَثبُت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد حسّنه الإمام الهُمامُ علّامة الشام الألباني رحمه الله وأسكنه الفردوس فمَن أخذ بإجتهاده وحسّن الحديث فأنى لمثلي أن يَعيب عليه خصوصاً أن الباب باب فضائل فهو هيّن إن شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

-----------------
(1) سلوك الجادة او ركوب المجرّة يطلقها أهل الحديث على من وهم في الإسناد فحدّث بالطريق المشتهرة عن الراوي فالمَقبُري دوماً يروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.