أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مخالفةً للإعتقاد السائد بأن اللهجات العامية ابعد ما يكون عن لغتنا العربية الفصحى ، و بعد بحث و تحقيق ، وجدت ان لهجاتنا العامية مليئة بكم هائل من الالفاظ الفصحى بغض النظر عن بعض التحريفات التي دخلت لغاتنا او الالفاظ الاعجمية التي شابتها ، من هنا استنتجت قاعدة عامة الا و ان لكل لهجة من لهجاتنا اصل في اللغة ، فلهجاتنا لم تأتي من عدم

و هذا الموضوع يحتاج لإطلاع و معرفة واسعة باللغة و مفرداتها و جذورها ، و لقد حاولت جمع فيه ما امكنني من الاصول الفصيحة لمفرداتنا العامية

و لنأخذ امثلة عن كلماتنا العربية ..و من ثم نتكلم عن الفاظنا ذات الاصول الاعجمية


عندما تسمع شخص "شامي" يقول -كما هو شائع في الشام- : يا رَجُل! او يا رجّال! فهي كلمات فصحى تماماً ..فالاولى على وزن (فَعُل) و الاخرى على وزن صيغة مبالغة (فِعّال) ..و جمعها لديهم (رِجال) (رجاجيل) و كلاهما فصيح ، فالأولى جمع على وزن (فِعال) و الأخرى صيغة مبالغة على وزن (فعاعيل)

اما في مصر و بلاد المغرب فيقولون للمُفرد (راجل) و الجمع (رجّالة) ...نرى هنا ان الالفاظ فصيحة و صحيحة تماما ... كما انهم فعلوا عكس الشوام فنطقوا الجمع بصيغة مبالغة و المفرد اسم فاعل ...راجل على وزن فاعل ، و جمعها رجّالة صيغة مبالغة على وزن فِعّالة

نأخذ مثالاً اخر ..اهل مصر يقولون (نشف الماء) ..اهل الخليج يقولون (يبس الماء) ..اهل الشام يقولون (جف الماء) ..انها مترادفات عربية و ليست لغات مختلفة

كما نلاحظ ان الالفاظ تختلف طريقة نطقها بين كل بلد ، و المرادفات كذلك تختلف بين كل بلد ..لكن بالنهاية جميعها عربية فصحى ، و اتضح انها ليست مختلفة بل مجرد مترادفات ، كل ما في الأمر ان كل بلد تختار الفاظ معينة من اللغة و بحكم الاعتياد يسري استخدامها على الألسُن فيصير بالتالي لكل بلد لهجته المحليّة الخاصة

انه لأمر ممتع و جميل ان ترى تنوع مفردات اللغة العربية بمعانيها المترادفة في كل بلد عربي ..فالحفاظ على اللغة تعني الحفاظ على الهوية

سنلاحظ ان اللهجة العامية تؤدي الى نطق حروف فصيحة كثيرة الى حروف إبداليه ، لعل هذا ما يصعّب على اغلب المحققين التعرف على اصل الكلمات ...مثلا الثاء تقلب الى تاء ..و الذال الى دال ..و الظاء الى ضاد ..و الجيم احيانا الى شين


*****



من عادة بعض العرب تفخيم الحروف حتى و إن كان تفخيم خاطئ لغويّاً ، مثلاً :
بدلاً حظك = حظتش مثل ساحل الخليج
اقلبه = اجلبه مثل ساحل الخليج كذلك
الضمان = الظمان
برا = برع مثل الاماراتيين
لا = لع مثل صعيد مصر
هذا = هاضا مثل الاردن
إلخ

و يكثر عند اهل مصر خلط الكلام ، مثل :
معلقة - بدل ملعقة
غلط - بدلا من لغط
زغروطة - بدلا من زلغوطة ، تغيرت اللام الى راء و جاءت بعد الغين بدلا من ان تكون قبلها
عبيط - بدلا من بعيط ، و هي صفة من البعط و معناه في المعجم الوسيط (بعط بعطاً اي غلا و افرط في جهل او عمل قبيح)
اهبل - بدلا من ابهل ، و الأبله المُصاب بالبلاهة و سخافة العقل
بعض الريفيين يقول المرسح - بدلاً من المسرح
بعض الريفيين يقول انرب - بدلاً من ارنب

كذلك ينطق اهل مصر بعض الالفاظ بإبدال الحرف الى نون ، مثل :
فاطنة بدلا من فاطمة
ذبّان بدلاً من ذباب ، و لعل سبب تسمية هذا النوع من الحشرات بهذا الاسم كما جاء بالمعجم الوسيط (لكثرة ذبّه اي تحويمه المتواصل و عدم استقراره في مكان واحد)
تخين - اصلها من التخمة بالميم و ليس التخنة بالنون
غصبن عنك - اصلها من غصب ٍ عنك


كما نلاحظ في مصر و الشام كثيراً تحريف اللام الى الراء ..و نأخذ امثلة على ذلك :
فبدلاً من ان يقول المصريون (الهُزال) بمعنى (الملاعبة او المُزاح) ، يستبدلونها بـ الراء فتصير "الهُزار" ..و هي من الهُزالة اي الفُكاهة
و بدل من ان يقول المصريون و الشوام (يا ليت) يستبدلون اللام بالراء فتصير (يا ريت)
و في بعض المحافظات يستخدمون كلمة عنتيل ، و هي تحريف لكلمة (عنتير) تشبيهاً بعنترة بن شداد كناية عن الزعامة و القوة ، يرادفها استخدام كلمة "جدع" في القاهرة
و بدلا من ان يقول المصريون (حملق) ..يقولون (حمرق) و معناها في المعاجم اي إشتداد النظر ..و يستخدمها العامة فيقولون (انت بتحمرق في العدد) او (الحمرقة) و يقصدون بها اخطاء او غش او فعل غير مرغوب ..و هذه الكلمة بالذات تُستخدم لهذا المعنى كناية عن (وجود الخطأ رغم اشتداد البصر)
زغروطة بدلا من زلغوطة كما سبق

كما يكثر عند اهل مصر و بعض العرب في السعودية و اليمن اختصار او إبدال حروف العلة "ا-و-ي" حسب موقعها من الكلمة ، مثلا (جعان=جوعان) (جايع=جائع) (سمية=سامية) (عليا=عالية) ..إلخ


كلمة (يمرق) عند اهل الشام لا زال يُستخدم بنفس معناه و لفظه الفصيح و في لفظ الحديث (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة)

و كلمة (بدّي) المستخدمة في بلاد الشام و صعيد مصر ، لعل اصل الكلمة من (بُدّي) او (البُدّ) و هو كما بالمعجم الوسيط (النصيب من كل شئ) و البدّ كذلك اي (الحاجة) ، فعندما اقول بدّي كذا ، اي (حاجتي في كذا) او (نصيبي في كذا) لأني اريده و احتاجه ..والله اعلم


و كلمة (بلّج) او كما ينطقها الشوام (بلّش) كلمة عربية و ليست اعجمية ، فإذا قرأنا في المعجم الوسيط و اساس البلاغة ، سنجد ان التبليج هو الظهور او الوضوح و منها البلجة اي ضوء الصبح عند انصداع الفجر ، و بلج الصبح بلوجاً اي اسفر و انار ، و الحق ابلج اي ظاهر .إلخ
فكما رأينا ان مرادفة كلمة (ظهر=بلّج) و قد سمعت اخوة اماراتيين و عرب عموما يقولون (لا تظهر من البيت) اي لا تخرج ، و الاخوة الشوام استعموا مرادفتها (البلجة) لكن لعل معناها عندهم اختلف بمرور الزمن فصاروا يقصدون بها (نبتدئ) او (نستفتح الامر بكذا كما يبلج ضوء الشمس اخر الفجر)
و هناك الكثير من الكلمات الاخرى التي يبدل بها (المصريون و الشوام) الجيم الى شين ، مثل (جاويش=شاويش) كانت رتبة عسكرية في الزمن الماضي ، (جنطة=شنطة) و هي ليست عربية بل تركية و تعني الحقيبة ، و (قلش) و التي لعل اصلها من (القلج) و لا ادري معناها


كلمة (شاف) في المعجم الوسيط هو اسم من اسماء الرؤية و يعني كذلك في اللغة (النظر او الإشراف) ..و هي كلمة تُستخدم في كل بلد عربي

و من الإختصارات ايضاً في صعيد مصر و بلاد الشام كلمة (عمّ) التي تبدئ في اول كل فعل (عم يأكل) (عم يشرب) (عم يكتب) و هي اختصار لكلمة (عمّال) على وزن (فعّال) من صيغ المبالغة (عم ياكل=عمّال يأكل) ، و بعض اهل الصعيد لا ينطق إلا العين فيقولون (عياكل - عيشرب) إلخ

المرا - كلمة تُستخدم في كل بلد عربي ، و هي اختصار لكلمة "المرأة" ..اما كلمة "ستِ" التي يستخدمها بعض العامة فهي ليست عربية ، بل من اصل مصري قديم فالفراعنة كانوا يقولون عن المرأة "سِت" و ظل المصريون يستخدمونها الى الان ، و نتيجة السفر و الاختلاط انتقل اللفظ الى بلاد الشام و العراق و بعض بلاد الخليج

كلمة (كويّس) - تستخدم في بلاد الشام و العراق و مصر ، و لعل اصلها من كلمة (كيّس) لكن بصيغة تصغير (فُعـيـّـل=كويس) ..مثلما نقول (كتاب=كتيّب) ، (صَغير=صُغـيـّـر) ، (حامد=حُمـيـّـد) ، (عين=عوين) ، (عيون=عوينات) كما يقول اللبنانيون (عوينات تصغير على وزن فُعيلات) ، (ولد=وُليد) ..إلخ

ضل - مثال (ايش ضل عندكم؟) كلمة عامية تعني ماذا ظلّ لديكم ؟ ترادفها في مصر (تفضّل)

شحط - من معانيها في اللغة الاضطراب او التخبّط ، لعل الاخوة الفلسطينيون اخذوا اللفظ و نسبوا منه (الشحّاطة) اي الحذاء ، لأن الشخص يلبسه و يتحرك فيه بحريّة و يضطرب حذاؤه بدلاً من قدمه في الارض ، و الشحط كذلك هو عود يرفع عليه الاغصان الرطاب و نحوها حتى لا تتدلى الى الارض ، و لعل (الشحّاطة) سميت كذلك لأنها ترفع و تفصل بين قدم الشخص و الارض لتحميه . والله اعلم

و لا زال اهل المغرب يقولون كلمة (اخرى) بنفس النطق الصحيح ، مثال : (اشياء اخرى)
و يقولون (لا باس)=(لا بأس) و هو انفراد متميز لبلاد المغرب بالحفاظ على الفاظ فصحى كهذه ..و احيانا في مصر نقول (الف لا بأس عليك) يعني سلامتك
و اعرف عن اهل تونس قولهم عن السمك "حوت" و هو لفظ عربي نادر الإستعمال ، و قد ذكر الله تعالى طعام نبي الله موسى و فتاه في قصة الرجل الصالح من السمك بإسم (الحوت)


*****

(ايش) تعني ماذا ، و اصلها (اي شئ) . قال السيوطي في المزهر :(من ذلك قول عامة العرب : إيش صنعت يريدون أي شيء..) . قال محققو شرح الشافية: أيش: أصلها أي شئ؟ فخففت بحذف الياء الثانية من أي الاستفهامية، وحذف همزة شئ بعد نقل حركتها إلى الساكن قبلها، ثم أعل إعلال قاض
كلمة (ليش) تعني لماذا ، و هي اختصار لكلمة (لأي شئ؟)=(لام السؤال-اي-شئ) ...مثلما نقول (لماذا؟)=(لام السؤال-ما-ذا الإشارة)
اما في مصر كلمة ايه اختصار لـ ايش ، و كلمة ليه اختصار لـ ليش ..الاختصارات تحل محل الاصل عادةً لغرض التسهيل و النطق السريع

منو؟ - اختصار لكلمة "من هو؟" للإستفهام
شو؟ - اصلها من إيش هو ؟
شنو او شني ؟ - لعل والله اعلم اصلها من ايشٍ هو ، و النون ليست نوناً بل ( ٍ) فيكون اصلها الكامل (اي شئ ٍ هو؟) للعلم المذكّر مثل القلم و العمود و اللوح و الكتاب ..إلخ و اما للعَلَم المؤنث مثل الدولة و الشجرة و اللوحة فنقول (شني؟) اي (اي شئ ٍ هي؟)
و البعض في صعيد مصر مثل محافظة بني سويف يقولون (اش دا) و تعني (ايش ذا؟)

كلمة (فين) المستخدمة في السعودية و اليمن و مصر ، لعل اصلها من (فأين هي؟) و بسبب دروج استعمالها المُعتاد ، صارت تحل محل (اين) و كذلك الحال مع (وين)

كلمة كِدا - تغيرت الذال الى دال فأصبحت من (كذا) إلى (كِدا) و البعض يختصرها لتصير (كه) و يستخدمها اهل السعودية و مصر و اليمن و السودان ...و الاخوة المغاربة اختصروا كلمة (هكذا) فشاع على لسانهم (هكّة) و اما الشوام و العراقيون فحرّفوا الكلمة تدريجيا الى ان صارت تنطق (هيك)
اما في بلاد الخليج الساحلية مثل الامارات فينطقون كلمة (تيه) و هي كلمة تطورت عبر مراحل عديدة (كذا)ثم(تشذا)ثم(تشدا)ثم(تشدي) ثم(تشي)ثم(تيه)

كلمة دا - اصلها من (ذا) و هو اسم إشارة و يُستخدم كذلك في مصر و السودان و السعودية و اليمن و اما باقي البلاد فيستخدمون المرادفة الاخرى (هـ-ـذا) لكن يحرفونها الى (هاذ - هاد - هاض - هيدا - هَودا ..إلخ) و بدل (هذه)=(هادي - هاذي - هاي - هايدي ..إلخ)

و عند النسبة لهذه الكلمات نختصر و نحرف الكثير من الكلام ..فمثلا بدلا من ان يقول البعض (هذا القمر) (هذه المرأة) يقولون إختصاراً (هالقمر) (هالمرا)

والسودانيين بدلاً من ان يقولوا (هذه الساعة"بمعنى الان") يبدولنها بـ (هـ-ـالساع) و العراقيين و بعض الشوام يختصرونها اكثر لتصبح (هسّة)
ترادفها عند المصريين (دلوقتي) و هي جاءت عبر تطورات كثيرة : دلوقتي - دلوقت - دا الوقت - ذا الوقت ..كما نرى فأصل الكلمة (ذا الوقت) بمعنى الآن و يرادفها عند الخليجيين (ذا الحين) او (دالحين)
يرادف هذا كله عند اللبنانيين و السوريين كلمة (هلّا) ...لعل اغلبكم لا يدري ان البدو او الفلاحين في سوريا و لبنان ينطقون هذه الكلمة بهذا الشكل (هلّق) و اختصار لجملة (هـ-الوقت)=(هذا الوقت)

و المصريون يقولون (الليلةدي) و اصلها (الليلة ذي)=(ذي الليلة)
و يقول المصريون (النهار دا) بمعنى (اليوم) اصلها من (النهار ذا) لكن من اخطاء العامية وضع اسم الإشارة بعد المشار اليه و هذا خطأ ..الصحيح هو (ذا النهار)

و اما جمع (ذا)=(ذول) ، فنطقها البعض (ذول) و البعض الاخر (دول) و اخرين (دولا) (دولي) (ديلا) (ها-دولا) (هادولي) (هديلا) ..إلخ


*****

و هناك الكثير من الالفاظ الاخرى الفصيحة التي تستخدم الى الان في مصر ، مثل :
اهو - اسلوب إشارة شائع الاستخدام بين عامة مصر و اصلها (ها هُوَ)
ايوا - و هو لفظ استجابة ، اصلها من (اي) و (وا) ...اتذكر اني لما كنت في الثانوية العامة اخذت اساليب النداء في مادة اللغة العربية ان لفظة (اي) هي كلمة نداء للقريب و (وا) كلمة نداء للبعيد ، فيكون لكلمة (ايوا) معنى بلاغي و ادبي ، و هو عندما يناديك احدهم فتجيب (ايوا) تعني (انا استجيب لك سواءاً كنت قريب او بعيد) ..و سرت الكلمة فصارت تستخدم كذلك بمعاني اخرى مثل (صحيح) او (نعم)
البلاط - ظننت ان الكلمة سابقاً اعجمية او عامية ، لكن فوجئت لما قرأت في اساس البلاغة للزمخشري ان كلمة (يُبلّط) عند العرب اي (بلاط الارض و هو ما صلب من متنها و مستواها . و منه بلط داره اذا فرشها بصخر او آجر . و ما احسن بلاط صحنك ..و رايت داره مصهرجة مبلطة و ارض الكعبة مبلطة بالرخام..إلخ) و في المعجم الوسيط التبليط اي التسوية
برطم - في المعجم الوسيط (برطم فلان : اغتاظ . و انتفخ و ادلى شفتيه من الغضب . و برطم فلاناً غاظه . و البَرطَم : العييُّ اللسان) و تُستخدم الكلمة بين العامة الآن للدلالة على الشخص الغاضب عندما ينفعل و يقول كلام نتيجة اغتياظه
بلّم - في المعجم الوسيط (بَلِمَ بلمةً : ورمت شفتاه . و ابلم الرجل : سكت ، و ابلمت شفتاه : ورمتا) و يقول العامة الكلمة للشخص الذي يسكت نتيجة الحزن او الغضب
بقى - اي الشئ المتبقّي ، مثال : (بقى عندك ايه دلوقتي؟=ماذا تبقى عندك الان؟) و نتيجة سريان الكلمة اصبحت تستخدم في مواضع مختلفة اخرى مثل (بقى انت احمد؟)
البُق - من البقبقة في المعجم الوسيط اي (اسم من اسماء الصوت كصوت غليان الماء و صوت وقوع الماء و بقبق الرجل : كثر كلامه ، و بقبق علينا الكلام : القاه جزافاً ...و البَقبَاق : الفم) لذلك نتيجة اختصارات المصريين المعتادة ، فقد اختصروا كلمة بقباق الى بق
بُص - اصلها من (البَصّ) و للكلمة معاني كثيرة في المعجم الوسيط منها صفة التحديق بالنظر او البصر الشديد (بصّ بصّاً ، و بصّ بصيصاً لمع و تلألأ ، و بصّت العين نظرت بتحديق فهي بصّاصة ، و بصّ الماء رشح) ، و في اساس البلاغة بصص او بصّ اي (له بصيص اي بريق ، و رماه بالبصّاصة و هي العين ..و بصّص الجرو و بَصُر : فتح عينيه) . و جاء في ج1 من كتاب حياة الحيوان الكبرى -باب الباء -ترجمة الببغاء ، عندما ذُكِر بعض الشعر لأبو اسحاق الصابي (ت384هـ) واصفاً طائر الببغاء : تنظر من عينين كالفُصّين ***في النور والظلمةِ بصّاصين . و في المثل الشعبي : رقيتك واسترقيتك من كل عين بصاصة تندب فيها رصاصة . العين البصاصة هنا هي التي تحدّق بشدة كناية عن الحسد . و في لسان العرب : ((بص الشيء يبص بصا وبصيصا : أضاء . وبصص الجرو تبصيصا : فتح عينيه ، وبصبص لغة . وحكى ابن بري عن أبي علي القالي قال : الذي يرويه البصريون يصص ، بالياء المثناة ; لأن الياء قد تبدل منها الجيم لقربها في المخرج ولا يمتنع أن يكون بصص من البصيص وهو البريق لأنه إذا فتح عينيه فعل ذلك))
برا - شاع استخدامها بمعنى "الخارج" و لعل اصلها من البَرّ اي ما نبسط من سطح الارض فعندما نقول (اطلع برا) نقصد (اطلع او اخرج برّاً اي في البر) . و البَرّ كذلك اي السفر في البرّ ، و يقال ابرّ و ابحر اي كان كثير السفر . فلعل المعنى تحول من السفر الى اسم عام للخروج . والله اعلم
البلاص - كلمة يطلقها اهل الصعيد على جرة كبيرة ذات عروتين تستعمل لنقل الماء و تخزينه ، سمّيت بالبلاص لانه يبلص ما بداخله من ماء و غيره اي يُخفيه و يخزنه عن الأعيُن "من المعجم الوسيط"
بتاع - لعل اصلها من "المتاع" اي الاغراض او الحاجيات و في النسبة "متاعي" فتحرفت التاء الى باء فصارت "بتاعي" . و في تاج العروس (20/ 370):{وابْتَاعَهُ: اشْتَرَاهُ يُقَالُ: هَذَا الشَّيْءُ} - مُبْتَاعِي، أَي اشْتَرَيْتُه بمَالِي، وَقد اسْتَعْمَلَهُ المِصْرِيُّونَ فِي كَلامِهِم كَثِيراً، فيَحْذِفُونَ المِيمَ. ومِنْهُم مَنْ أَفرَطَ فجَمَعَ فَقَالَ: بُتُوعِي، وَهُوَ غَلَطٌ، وإِنَّمَا نَبَّهْت عَلَى ذلِكَ لأَنَّ كَثِيراً من النّاسِ لَا يَعْرِفُ مَا أَصْل هَذَا الكَلامِ
تابت او مـتـبـّـت - اصلها من "ثابت او مثبّت" يستخدمها العامة عادة للكناية عن دوام الشخص او مكوثه في مكان ما لفترة طويلة
جدع - الاجدع او الأقدع هو الشخص المبتور الانف ، و لا ادري كيف تحرف المعنى من مبتور الانف الى الشجاع ! لعل لقب "الجدع" رمزية عن الشخص كثير الحروب ممن يحمل جراحاً و جدعت انفه ، مثلما نقول (الاشتر) او (الابتر) او (الاعور) و (الاجدع) كناية عن الإقدام و الشجاعة
الجيم المصرية - الصحيح انها جيم يمنية و ليست مصرية ، فأصل الحرف يمني و سببه انتشار القبائل اليمنية في مصر و كذلك في السودان مما ادى الى نشر لهجتهم و تداولها ، و ذلك عقب الفتح الإسلامي لمصر عام 20هـ ..و هي لغة من لغات العرب النادرة و لا تزال بعض قبائل اليمن و عمان حتى الان تستعمل هذا الحرف ،و يُكتب هذا الحرف عند اهل العراق و ايران بهذا الشكل (گ)
الحنت - يكثر استعمال جملة (ابن حنت) بين العامة و يُقصد بها الرجل الدجال او المشعوذ ، و اصل الكلمة من (الحنث) و هو الذنب العظيم ..تستخدم الكلمة للكناية عن الذنب العظيم او الكبير الذي يرتكبه الدجال
الحنش - اسم من اسماء الثعبان يستخدمه بعض عامة المصريين
الحنك - هو في المعجم الوسيط يعني باطن اعلى الفن من الداخل ..و شاع استخدام الكلمة بين عامة مصر للدلالة على الفم ..و لا زال البعض في المناطق الريفية يسميه بإسم قريب من الفصحى (الـفـُـم) بضم الفاء
الحديت - كلمة تستخدم في صعيد مصر اصلها من (الحديث)
الحدق - من كلمة (الحَذِق) و تعني الفطن ، يكثر استخدامها بين عامة مصر
حتتك بتتك - جملة يستخدمها العامة مثلا عند وصف شخص يُنهي التهام طعامه تماما ، و الحتّ و البت كلمتين مترادفتين في اللغة ، تعنيان التقطيع الى اجزاء بشكل مستأصل ، فمثلاً عندما اقول (اكلت طعامي حتتك بتتك و خلّصته=اكلت طعامي و التهمته إرباً إرباً)
حتّة - قرأت في المعجم عن معنى "الحتّ" فقرأت ان معناه (سقط و زال و ذهب ، كما نقول مثلاً حت الورق عن الشجر حتا : سقط . و تحاتت الشجرة : تساقط اوراقها . و حت الله ماله : اذهبه فأفقره . و حت الشئ عن الثوب : ازاله) و (الحَتّة : القطعة من الشئ ..و يُقال : ما في يدي منه حُتاتة : شئ) و الحذّة او الحذوة (القطعة من الشئ لأنها تُحذا اي تؤخذ من الشئ فتصير جزء او قطعة اخرى)
خش - من الخشش او الخشّ في اللغة اي الدخول فيه كما في المعجم الوسيط و اساس البلاغة (خشّ الرجل : مضى و نفذ . و خشّ في الشئ : دخل فيه . و يقال خشّ في القوم و خشّ في الدار . و انخش في الشئ : دخل فيه . و الرجل مِخَشّ ليل : دخل في ظلمته . و انخش في القوم و في الشجر)
خرق - الشئ خرقاً : شقّه و مزّقه . و تستخدم الكلمة حتى الان بنفس المعنى
خلقات - من معاني الخلق في اللغة اي بليت مثلما نقول (خلق الثوب خُلوقاً : بَلِيَ . و اخلق الثوب و الجلد و غيرهما : بلي) فلعل المعنى تحرف من الثوب البالي الى اسم عام للثوب كما تُستخدم الكلمة في صعيد مصر و فلسطين و الاردن . و خلّق الشئ كذلك اي : ملّسه و سوّاه ، فلعل العامة تسمى الثوب بالخلقات لأنها مُهيّئة و مسوّاة و مخلّقة اي مصنّعة . و الله اعلم
يا خراشي - الخَرش له معاني عديدة في المعجم الوسيط منها (خرش الجسد : خدشه بظفره او خدشه مطلقاً ، و خارشه مُخارشةً ، و خِراشاً : خادشه و اخذه على كره ، و الخَرش : سقوط متاع البيت ، و كذلك الرجل القليل النوم لخوف او جوع) و قد شاع استخدام الكلمة حتى صار يُعنى بها الكناية عن الفزع من حدوث مصيبة كأن يُعني مثلاً بـ (وا وجعاه! وا سقوط بيتاه! وا اضطراب نوماه!) اي (وا مصيبتاه! وا خرشاه!)
و نسمع كثيراً على السُن المصريين عندما يرون رجلٌ شره لا يشبع من الطعام كلمة (دا راجل بيرمرم) او (الراجل دا بياكل لغاية اما يرمرم) ربما لا تدرون ان هذه الكلمة هي فصيحة تماما ، فجملة (رمرم الرجل) في اللغة تعني الأكل من ما على الارض او ما سقط عليها و عدم توخّي ما جاء عليها من القذر و في الحديث الشريف (حبستها فلا اطعمتها و لا ارسلتها ترمرم من خشاش الارض) ، و يشيع استخدام الكلمة في مصر لغرض وصف الشخص الأكول الذي لا يشبع كناية عن عدم ترك شئ و اكل كل ما امامه حتى ما سقط على الارض من الطعام
الردي - كلمة كان يكثر استعمالها في السابق كثيرا و في الامثال الشعبية بالاخص ، و اصلها من "الردئ" و قل استخدامها الان
الردح - يلاحظ استخدامها عندما تحصل مشادة كلامية بين امرأة و اخرى ، و اصل الكلمة في اللغة الثبوت و التمكّن و تعني كذلك المُعاركة ، و ردحت المرأة : اي ضخم ردفها و سمنت اوراكها ..و يستخدمها المصريون عند وصف مشادة كلامية كناية عن الشدّة او القوّة
زق - تعني في العامية (ادفع او ازح) و لا ادري ما اصلها في اللغة
زهق - من الكلمات الفصحى التي لا تزال تُستخدم بين عامة مصر ، اصلها من الزهق و في المعجم (زهق زهقا و زهوقا : سبق و تقدم ، و يقال زهت الفرس : سبقت و تقدمت امام الخيل . و الباطل : زال و اضمحل فهو زاهق و زهوق . و السهم : جاوز الهدف . و نفسه زُهوقاً : خرجت . و الاصل في الزهوق : الخروج بصعوبة . و منه قول الشاعر : فلما تولّت كادت النفس تزهق) ، و يقصد بها العامة كناية عن الملل الشديد الى درجة الإزهاق
سلى - يكثر استخدامها في ريف و صعيد مصر و تعني "النسيان" مثلا (انت ليه بتسلاني؟=انت ليه بتنساني؟) لعل اصل الكلمة هو الإنقطاع (مثلما نقول : سَليَت الحامل : اي انقطع سلاها او تدلى فهي سلياء) ..و للكلمة معنى اخر في اللغة كذلك فعندما نقول اسلت الشاة اي "سمنت" ، و سلى الشاة او الناقة و نحوها : اي نزع سلاها و اخرجه او اخذه ، و لذلك يطلق عامة مصر على السمن الحيواني الماخوذ من الشاة و نحوها "المِسلى"
شبط او شبت - يستعملها العامة في مصر للدلالة على التمسّك او التعلق الشديد بالشئ ، و لعل اصلها من "شبث - تشبّث" اي لزمه و تعلق به
شِمال - و هي الجهة اليُسرى ، عكس اليمنى ، و في التنزيل الكريم (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ)
شيّع - كلمة عامية يكثر استخدامها بين عامة مصر بمعنى إرسال شئ او توصيله او نشره ، و التشييع له معاني كثيرة في اللغة منها (النشر) و لها كذلك معنى (إذاعة الشئ او إظهاره)
شاطر - لعلها تشبيه بالشخص الذي يشطر طريقه بسيفه و لا يقف امامه احد ، كناية عن الفطنة و الدهاء ، و مثيلتها كلمة "جدع" التي مرت معنا
الصنج - يقصد بها في المعجم اسم لاحد انواع ادوات الموسيقى ذات الصوت الصاخب ، و يستخدمها العامة في مصر فيقولون (انا اصنجّيت) لغرض إعطاء معنى فقدان الأذن لحاسة السمع ، كناية عن صخب صوت الصنج العالي الذي ادى الى فقدان السمع!
اطمس او ادمس - من الكلمات الفصحى التي تُستخدم في صعيد مصر ، و تعني اخفي او ادفن
عتر - هو فعل يستخدمه عامة مصر و اصلها من كلمة "عثر" اي وجد ، مثال : (دوّر هنا يمكن تعتر على حاجة)
العركة - من العِراك او المعاركة اي المشاجرة ، يكثر استعمال الكلمة في الإسكندرية اما في القاهرة يكثرون استخدام (الخِناق)
اعبط - اي احتضن ، و لا ادري ما اصلها في اللغة ، علماً بانها تستخدم كذلك في بلاد الشام و ليس في مصر فقط
علشان - اصلها من (على شأن)
فلس - مثل افلس ، حيث ابدلت الباء كذلك بالفاء ، فأصلها (ابلس)
فِضِل - من التفضّل اي الشئ المتفضّل او المتبقّي
قوّر - في المعجم (قار الشئ : خرقه من وسطه خرقاً مستديراً) يستخدمها العامة بنفس المعنى تقريباً او بمعنى حفر حفرة مستديرة في الشئ
قشطة - (القشط و القشد و الكشط) كلها مترادفات لغوية بمعنى واحد ، و هو الكشف او النزع ، و قد سميت احد منتجات الالبان بهذا الإسم لأنها تُجمع بالقشد من على سطح المنتجات الالبانية او نحوه ..في المعجم (القُشادة : الثفل يبقى في اسفل الزبد إذا طبخ ليتّخذ سمناً)
القصعة - تعني الصحن الكبير ، كلمة منتشرة في صعيد مصر كثيراً
الكدر - عندما نقرأ في المعجم الوسيط عن معناها نقرأ : تكّدر الماء اي شابته العكرة و هو ضد الصفاء ..و كدر اللون : نحا نحو السواد ...و يستخدمها العامة كناية عن التعب او الغمّ و الإرهاق . يكدّر عيشه :اي ارهقه و اتعبه
كركر - اصلها من قرقر وهو اسم لنوع من انواع الاصوات ، ففي المعجم (قرقر في ضحكه ، و قرقريراً : استغرب فيه و رجع . و الشراب في حلقه : صوت . و بطنه : صوت من الجوع . و الدجاجة :رددت صوتها كصوت الزجاجة إذا صب فيها الماء ..و القرقرة : الهدير . و صوت البطن . و الضحك العالي)
يا لهوي - تستخدم للترويع و الفزع ، لعل الندم على اللهو و غفلته كناية عن ان اللهو و اللعب الهاه عن جادة الصواب و لذلك ندمعلى لهوه ، و ربما اصلها من (يال هولي) . و الله اعلم
منتور او منطور - اي منثور من النثر او الرمي ..انطرها اي انثرها
متبعتر - اصلها من (مـُـتَبَعثر او مُبعثَر) اي المتفرّق او المُتبدد و في الآي الكريم (إذا بُعثر ما في القبور)
المنخير - على وزن "مِفعيل" و تنطق في الصعيد و الشام "منخار" و في المعجم الوسيط (النُخرة مقدمة الانف ، و احدى فتحتيه و هما نخرتان) و اصل النخر اي البلى و التفتيت او الثقب ، و منها جاء المنخار لأنه ثقبين في الأنف ، و بالتالي منها الفعل "نخر" اي افتعل صوتاً بمنخاره
النافوخ - اصلها من "اليأفوخ" و هو اسم من اسماء الرأس
نفش - مثلما نقول (انت شعرك منفوش ليه؟) و الكلمة تحريف من (منبوش) اي النبش و التشتيت ، و قد قرأت في احد الصحف القديمة في فترة المملكة المصرية كاريكاتير لمدرس يلبس الطربوش يقول لأحد تلاميذه مهذّباً (انت شعرك منبوش كدة ليه يا ولد؟)
نضر - مثل (انضر) اي (انظر) و تستخدم في بعض قرى صعيد مصر
نهض - من الكلمات الفصحى التي يستخدمها اهل الريف ، معناها في المعجم الوسيط (قام يقظا نشيطا ، و نهض له : قام و تحرك اليه مسرعاً ، و استنهض فلانا في الامر : دعاه دعاه الى سرعة القيام به) و هي تستخدم في ريف مصر بنفس المعنى ، مثلاً (انهض بسرعة للشغل)
الهرش - تعني في اللغة الشدّة او العِراك ، و يستخدمها عامة مصر لقصد حكّة الجسد كناية عن شدّة الحكّ
***
كما رأينا ، من الغريب ان اغلب مفردات اهل مصر من اصل كنايات تحوي معاني / مثل الهرش كناية عن شدة الحك و الرمرمة كناية عن التهام الاخضر و اليابس ، و الردح كناية عن شدة الصراع ..إلخ
هذا يدل على البيئة الخصبة التي خرجت منها الثقافة المصرية المُتأثرة تأثيراً كبيراً بجماليات اللغة العربية و كناياتها و تشبيهاتها و بلاغتها
و يلاحظ ان اغلب الالفاظ السابقة تستخدم في الصعيد و الريف ، و حتى ان الالفاظ التي تُنطق بشكل خاطئ بالقاهرة فهي تُنطق بشكل صحيح في الريف و الصعيد ..مثلا القاهري يقول (انت مسدأني؟) لكن الصعيدي يقول (انت مصدقني؟) بالصاد و ليس السين ..القاهري يقول (انا متدايئ) لكن الصعيدي (مضّايق)


نطق الشين اخر الكلمة عند الفني - هذه الطريقة بالأصل من لغات بعض القبائل العربية في اليمن و التي انتشرت مع الهجرة في مصر و بلاد المغرب و فلسطين و الاردن ..فـ(أصل العرب اليمن) كما يقولون
مثلا كلمة : ماكلش ...و اصلها اللغوي : ما آكل شئ
و كلمة تُستخدم في صعيد مصر : ماعلهش و البعض يختصرها معليش ..و اصلها اللغوي : (ما عليه شئ ، او ما على هذا شئ) و معناها (لا عليك)
و كلمة ماتقراش ..اصلها ما تقرأ شئ
و كلمة ماتجيبش ...اصلها ما تجيب شئ
و كلمة ماتهدّرش ..اصلها من (ما تُهدر شئ)
و كلمة (ماتدّهولوش) ..اصلها من (ما تدّي له شئ) ..بالمناسبة : كلمة (ادى) ليست عربية بل كلمة معرّبة من (دي) الفرعونية و يسري استخدامها للآن بين عامة مصر و لعل الكلمة انتقلت للسعودية عبر الهجرة و الاختلاط و معنى الكلمة (اعطي)
و من المعروف ان بعض العرب عند النفي وجب ان تبتدئ و تنتهي بهاتين الكلمتين (ما شئ) و هذا يُلاحظ بشدة في لهجات اهل اليمن ، و التي انتشرت في بلاد كثيرة كما ذكرنا
و لعل سائل يسأل : ما هو الفرق بين كلمة مافي و ماشي و مافيش عند النفي ؟
قلت : ستلاحظ تشابه لغوية عجيب بين هذه المفردات لتتأكد بنفسك انها من اصل واحد : (ما في) ...هي اختصار لكلمة (مافيش = ما في شئ) و البعض يقول (ما شئ) ..انه الجذر اليمني الاصلي الواحد الذي تفرعت منه لغات و لهجات عديدة
و تجدر الملاحظة ان (ماشي) في مصر و الشام تعني (حسناً) او (كلامك يمشي او يسير كناية عن انه يسري و مقبول) ..اما لفظة (ماشي) في الخليج و اليمن فهي اختصار لـ (ما شئ) و تعني عدم الموافقة
و اما كلمة (موش) المستخدمة للنفي فأصلها (ما هو شئ) و ينطقونها احيانا (مش) و احيانا (مو)
و عندما نقول بلاش ..نقصد (بلا شئ)


و لعلكم سمعتم سوريون يقولون (امبلى=بلى) و مصريون يقولون (امبارح=البارح) ، (امتى؟=متى؟) ، (اتكلم=تكلم) ، (امّال؟=ما المآل؟)
ذكرني ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "ليس من امبر المصيام في امسفر" وقد تكون بينهما علاقة ما وقد لا تكون ولكني تذكرت الحديث لما قرأت المعلومة
حيث استخدم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه مع قبيلة عربية ام التعريفية بدلا من ال التعريفية
( أم ) التعريف "طمطمانية حمير" :
وهي التي أسماها اللغويون ( طمطمانية حمير ) وهي تقابل ( أل ) التي للعهد عند علماء اللغة ، فهم يقولون : امشمس(الشمس) ، وامقمر(القمر) ، وامجبل(الجبل) ــ إذا كان معروفا لدى السامع ــ ولا يقولون : امحمد أو امعلي
ويقول الثعالبي : ( الطمطمانيه تعرض في لغة حمير كقولهم طاب امهواء يريدون طاب الهواء
وفي حديث أبى هريرة : أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال : الآن طاب امضرب أي حل القتال ، أراد طاب الضرب فأبدل لام التعريف ميما وهي لغة عربيه يمانية
ويقول الحريري : (وقد روي عن حمير أنهم يجعلون آلة التعريف ( أم )فيقولون طاب امضرب ، وجاء في الأثر فيما رواه النمر بن تولب انه صلى الله عليه وسلم نطق بهذه اللغة في قوله : { ليس من امبر امصيام في امسفر } )
وأنشد أبو عبيد ، ونسب إلى بحير بن عتمه الطائي : ذاك خليلي ودو يواصلني يرمي ورائي بامسهم وامسلمه ..أراد بالسهم و السلمة
ويروي ثعلب عن الأخفش أنه سمع قائلا يقول : قام امرجل ، يريد قام الرجل . قال ثعلب : هذه لغة للأزد مشهوره


و نلاحظ ان الاخوة الاماراتيين يقولون على القلب (فود) و لعلكم لم تلاحظوا ان الكلمة اختصار لـ "فؤاد" و الفؤاد هو اسم من اسماء القلب ..و الالف و الهمزة اُكلت كعادة اللهجة العامية لانه حرف من حروف العلة "أ-و-ي" و التي تحل احياناً محل بعضها في كلمات عديدة ..فمثلا المصريون يقولون "ماتضيّعش" اما الاخوة الفلسطينيون يقولون "ما تضوّعش" ، و لدى المصريون "ودان" و اصلها من "اذان" فالواو حلت محل الالف و الذال حلت محل الدال
كما يستخدم الاماراتيون حتى الان كلمة (اخفض) بنفس اللفظ و المعنى الفصيح
و يقول كذلك الإماراتيين و الخليجيين عموماً و العراقيين (اركض) بنفس اللفظ و المعنى العربي الفصيح الى الان
و سمعت من لهجة بعض البدو في الامارات قولهم (صه) و هو لفظ يُستخدم منذ عهد النبي صل الله عليه و سلم و يعني (بس) بالعامية
خلّي ولّي - جملة تستعمل في الإمارات كثيراً تعني الإعراض او الإدبار عن شئ غير مرغوب ..كلمة (خلي=اي تخلّى عن او ترك) و (ولّي=اي ادبر و اعرض)
خضّ - اي الهز و الإضطراب ، و لعل اصها من كلمة (خضرب) فخضرب الماء تعني اضطرب ، و الخُضارب الماء يموج بعضه في بعض ..و تأتي الكلمة مختلفة المعنى عند المصريين ، فيقولون خض اي خضربة او اضطراب كناية عن الإفزع و التخويف
سالفة - و جمعها سوالف اصلها من (السالف من الأخبار او الماضي منها الذي سلف) و نتيجة شيوع الكلمة و كثرة استخدامها صارت تستخدم لمعاني مختلفة مثل (المواضيع) (الكلام) (المناقشة)
المطوّع - تعني عند الخليجيين "الشيخ" و سموه بالمطوع لأنه (طوع نفسه لله)
لبيك - تستعمل الى الان في كل بلد من بلاد الخليج لكن بحذف الكاف فيقولون (لبّيه) ، و هي لفظة استجابة ذوقية
دوسر - اسم قبيلة معروفة في المملكة العربية السعودية ، و الدوسر هو احد اسماء البعير و يعني (البعير العملاق)
و من الفصاحة التي بقيت الى الان في بعض بلاد الخليج فقط دون غيرها ، قولهم عن جمع المُذكّر مثلاً (ياكلون) (يجيبون) اما جمع المؤنث (ياكلن) (يجيبن) ، خلافاً للمصريين مثلا اللذين يتكلمون عن كلا المذكر و المؤنث بنفس الصيغة و هذا خطأ
ومن الاساليب الفصحى كذلك عند اهل الخليج عند الجمع ينطقون النون اخر الكلمة ، مثل (ليش ما تروحون؟)(يكتبون)
و من الكلمات الفصحى التي لا يزالون يستخدمونها كلمة (صوب) اي إتجاه ، (سير صوب كذا) اي اذهب في اتجاه كذا ..و البعض يقصد احيانا بالكلمة "المكان" مثل (لأي صوب سرت؟) اي إلى ايّ مكان ذهبت؟
و يقولون (خشم) على الانف ، و الكلمة اختصار للـ(خيشوم)
و يقولون (لا توهّـقني) بمعنى لا تتعبني ، اصل الكلمة جاءت من الوهق اي المنع او الحبس ، و الوهق كذلك هو حبل في احد طرفيه انشوطة يُطرح في عنق الانسان و الدابة حتى يؤخذ او يمشي ، سارت الكلمة على الألسنة حتى صارت كناية عن التعب و المشقّة
و يسمي اهل السعودية الثعلب بإسم (الحُصَين) و هو اسم من اسماءه ..و بعض اهل اليمن يسميه (العُسيَق)
انثبر - اصلها من الثبور ، و هي من الكلمات المستخدمة في السعودية عند السبّ ، و من معانيها في اللغة الهلاك او الطرد

و نلاحظ كذلك ان الاخوة السعوديين يقولون (شخص رخمة او رخوم) على الشخص الضعيف قليل الحيلة ...و هي فصيحة تماماً ، فالرخامة لها معاني كثيرة ، لكن جميعها تشترك في جذرها الأصلي "الانتقال من حال اصعب الى حال اسهل" ، مثل :
رخم الصوت : تحسن و صفا الى الافضل
رخم : اصبح ناعماً بعد ان كان خشناً
فالسعوديين يقولون عن الشخص الضعيف (رخم) كناية عن النعومة و عدم تحمل المشقّة
و هناك كلمة ذات معنى مُشابه عند المصريين ، فعند بناء احد اسقف المنازل بشكل خاطئ او عدم وجود اعمدة ، سيحدث للسقف حالة تسمّى "ترخيم" و تعنى نعومة خرسانة السقف و انحناءها للأسفل بشكل مقعّر ..و هذا المعنى مشترك مع سابقيه في انتقال الحال من الاعلى او الاخشن الى الانعم او الاسهل
و في المثل (لا تكن صلداً فتكسَر و لا سهلاً فتُعصر)
كما ان لكلمة "يرخم" معنى اخر في المعجم الوسيط ، و هو "الملاعبة او المزاح" ..لكن تم تحويرها عند المصريين ليصبح معناها (المزاح الثقيل) او (الفعل غير المرغوب)