البكر يقلب الأوراق ويخص "الاقتصادية" بحديث الوداع:
أنا حيادي.. هلاليتي شرف.. وليس ذنبي أن يكون الهلال زعيما
بعد عشرة دامت 20 عاما، رمى بورقة "الفراق"، راجيا الابتعاد دون قيد أو شرط أو مؤخر صداق، هل هي طلقة أم اثنتان وللعودة باب، ولكل سؤال جواب، أم ثلاث أغلقت الأقفال، وحطمت الآمال، وقطعت حبال الوصال؟.."وكم يمضي الفراق بلا لقاء... ولكن لا لقاء بلا فراق"
بعد أن وقع الطلاق، وحل الفراق، غاصت "الاقتصادية" في بحر من الأشواق، تسبر أغوار هذا القرار، من أين ابتدأ؟، كيف صار؟، وأين الآن "القرار"؟..
من هنا، ينطق صوت الحماس، الفريد بين الأجناس، معلنا الرحيل بعد مشوار طويل.. "وداعا يا أحباب حان وقت الارتجال"..
محمد البكر أناخ راحلته، وأنزل أمتعته، بعد رحلة طويلة مع رفيق دربه "المايك"، طرق القلوب بلا استئذان، وصافح المشاعر قبل الآذان، وأكد أنه اختار الوقت المناسب لاعتزال التعليق بعد أن أمضى عقدين من الزمان، مؤكدا " التعليق مرحلة من حياتي ولها وقت وانتهى".
ونفى البكر أن يكون قراره قد اتخذه بسبب تهميش لجنة المعلقين له، لافتا إلى أن المعلق السعودي فقد هويته بعد غزو الفضاء للتلفزيون السعودي.
وزها بهلاليته، مؤكدا أنها شرف، مضيفا "ليس ذنبي أن يكون الهلال زعيما".
البكر وقع في شباك "الاقتصادية" وخصها بحديث الوداع، فانساب هذا الحوار رقراقا كخفة دم بطله، وإلى نص الحوار:
لماذا اخترت هذا التوقيت لإعلان لاعتزال؟
وجدته الوقت المناسب لإعلان اعتزال التعليق، ولدي قناعة تامة بأنني لا ستطيع أن آخذ حقي وحق غيري، ولا سيما إني أعتبر التعليق مرحلة من مراحل حياتي ولها وقت وانتهى، لتبدأ مرحلة جديدة قد تتضح معالمها مستقبلاً.
لكن هناك اتهام بأن البكر اعتزل التعليق بسبب تهميش لجنة المعلقين له؟
عندما أعلنت رغبتي في اعتزال التعليق والابتعاد كانت المباريات المهمة من نصيبي فعلقت على مباريات المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، ونهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الهلال والاتحاد وهما أفضل فريقين في الوقت الحالي، فكيف تقول إن اللجنة همشتني، ولكن كما ذكرت لك أنني اخترت الوقت المناسب الذي أودع فيه الجماهير، وهم يطالبوني بالبقاء ولم أنتظر اللحظة التي أريد فيها البقاء والناس تريد مني الابتعاد.
كيف ترى اتجاه المعلقين السعوديين إلى القنوات الفضائية؟
اتجاه المعلقين السعوديين للتعليق في القنوات الفضائية الأخرى قضى على التلفزيون السعودي، ولا سيما أن الحل والربط أصبح بين القنوات الخاصة، ما جعل المعلق السعودي يفقد هويته، ولم تعد مباريات المنتخب السعودي ملحمة وطنية بعد أن فقدت فاكهتها ومذاقها الخاص لالتزام المعلق كثيرا، فالذي يعلق على تلفزيون وطني غير الذي يعلق على قناة خاصة، ولكن الأسف الشديد فقد فقد التلفزيون السعودي والمعلق السعودي هذا الشرف العظيم تدريجيا، ما جعل المعلق يتجه للقنوات المحتكرة، ناهيك عن بعض الأمور المالية المؤثرة، وهذا حق من حقوقهم.
لكن هناك من يتهم لجنة المعلقين بمحاربتهم؟
يقال "حدث العاقل بما يليق"، هذا الكلام عار من الصحة، وغير منطقي، فلا يوجد سبب واحد يجعل اللجنة تحارب المعلقين، وليس هناك مصلحة لمحاربة المواهب السعودية، وهذا الكلام يردده من لم يثبت جدارته ولم ينل رضا الناس بعد أن منح كل الفرص.
ولكن يقال: بعد رحيل زاهد قدسي لم تكن هناك لجنة للمعلقين رغم اجتهادات خالد الحسين، ما رأيك وأنت عاشرت الجميع؟
الحسين رجل إعلامي وأكاديمي، ويعد الرجل المناسب في المكان الناسب، بعد رحيل زاهد قدسي حيث حافظ على مكانة اللجنة وهيبتها وذلك ليس بمستغرب عليه فقد كان شريكا مع أبي إبراهيم والمعلق الكبير محمد رمضان ـ رحمه الله ـ.
من ترى من المعلقين نسخة منك؟
كنت أرى حسن شاكر نسخة أخرى من محمد البكر، ولكن لا أعرف ماذا حصل له في الفترة الأخيرة، وأتمنى أن يراجع نفسه ويستمع إلى تعليقه كي يعرف أين يقف؟.
البكر يبالغ في التعليق على مباريات الهلال، ما جعل البعض يتهمه بأن دمه أزرق؟
إذا لعب الهلال خارجياُ فمن المنطق والواجب إن أتعاطف معه، وهذا الأمر حدث مع الاتفاق، الاتحاد، والنصر وغيرهم، أما داخليا فإنني لا أنحاز إلى أحد، وأنا من هنا، ومن هذا المنبر أقول لك ولكل من اتهمني بمجاملة الهلال "هاتوا أدلتكم واختاروا من تريدون للحكم على حياديتي".
ومن يعتقد إن الحيادية هي للإساءة للهلال، أريد أن أؤكد لتلك الفئة إنني وبعد 20 عاما من التعليق رفضت ذلك وسأظل، وليس ذنبي أن يكون الهلال زعيما ويحقق البطولات ويفرض نفسه علي وعلى أي كاتب، وهلاليتي شرف لي، وليس اتهاما.
في مباراة العين الإماراتي والهلال السعودي، تلفظت على الحكم بصوت مسموع بعد أن عانى الهلال منه الأمرين، ما الذي أجبرك على ذلك، وما قصة منعك من دخول العين الإماراتية؟
أولا: قلت من قبل إن قصة العين والهلال قلت وأكرر إنني نادم جداً على ما حدث، وأحرجت نفسي ومن وقف معي، وبناتي في المدرسة وإخواني في المجتمع، ولدي الشجاعة للاعتذار، وأؤكد لكم أن الأسباب الحقيقية لما حدث لا يمكن سردها أو الحديث عنها آنذاك فهناك أمور أكبر من الحكم ومن المباراة، وأنا هنا أوضح ولا أبحث عن أعذار فقد كان من الواجب علي أن أتحمل وأن أتعامل بهدوء مع ما حدث مهما كان حجمه وتأثيره.
ثانياً: هناك من خلط الحابل بالنابل وأقصد أنه بعد أشهر عدة ذهبت إلى العين للتعليق لقناة المستقبل على بطولة الخليج للأندية ولكن نادي العين رفض إصدار بطاقة دخول لي وليس لمباراة الهلال، إنما بسبب مقال كتبته عن مدينة العين لم يرض المسؤولين هناك، رغم أنه يتعلق بالمدينة لا أهلها، ومع الأسف أن إعلامي سعودي يميل إلى أحد الأندية السعودية أرسل مقالي للنادي الإماراتي ما أغضب مسؤوليه، ورفضوا منحي بطاقة دخول كبينة التعليق، واختلط الأمر من ذلك الحين وحتى الآن على الجميع، والسبب أن الحادثتين في مدينة واحدة.
بعد هاذ المشوار الطويل، ما الموقف الطريف الذي حدث لك أثناء التعليق؟
في كأس الخليج في الكويت والتي فازت فيها السعودية علقت على المباراة شوطاً كاملاً دون صوت.
ما مقومات المعلق الرياضي؟
الموهبة، الثقافة، خفة الدم، سرعة البديهة، القراءة، المتابعة، والصوت الجميل المريح.
التعصب الرياضي داء عضال استشرى في الإعلام، ما رأيك؟
مع الأسف أن بعض الصغار سنا، وعقلا الذين لم ينضجوا بعد ولم يفهموا خطورة تعصبهم ابتلوا صحفنا، ما أوصلهم إلى ما هو أخطر من ذلك، والمشكلة واضحة ولا أحد يريد إيقافه.
ما رأيك في أندية المنطقة الشرقية؟
البركة في الاتفاق، والعوض على الله في البقية.
هناك من يتهم الدوري السعودي بأنه ضعيف، كيف تراه؟
لا أرى الدوري السعودي ضعيفاً بل العكس محافظ على قوته ومبارياته مثيرة فلا تكن محبطاً رغم جمال الكرة السعودية.
ما أفضل، وأسوأ مباراة علقت عليها؟
كل المباريات الختامية التي حضرها قادة الوطن مباريات مهمة ومباريات المنتخب السعودي راسخة في العقل والقلب ولا يمكن أن أنسى نهائي كأس آسيا 88 والتي كانت أول بطولة لي مع المنتخب السعودي.
وعلى مستوى الأندية مباراة الهلال والعربي الكويتي في دوري أبطال العرب والتي فاز فيها الزعيم، ولا أتذكر مباراة سيئة علقت عليها.
كلمة أخيرة ؟
أشكر كل من وقف معي وخاصة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله والذي لا أنسى مواقفه الكريمة معي كإعلامي، معلق، ومواطن بسيط، ولا أنسى الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل، اللذين منحاني كل الفرص للوصول إلى قلوب الناس، والشكر موصول للزملاء الإعلاميين والذين وقفوا معي ودعموني وكذلك مسؤولي رعاية الشباب وأخص منهم منصور الخضيري والصديق الوفي خالد الحسين اللذين تحملا الشيء الكثير بسببي ومن وراء رأسي كما يقال، والشكر لـ "الاقتصادية" لمنحي هذه الفرصة للحديث.
رد مع اقتباس
-new.gif)
