قراراتنا لا تصدر إلا بعد حدوث الكوارث
---------------------------------------------------
"كفى بالموت واعظا" هكذا نحن دائما نحتاج دائما إلى صدمة لكي نعود إلى جادة الصواب وإن كانت عودة مؤقتة في أحيان كثيرة!
لا أعلم بكل صراحة كيف أعبر عن الحزن الشديد الذي أصابني عندما قرأت خبر وفاة الطالبة جواهر ذات الأحد عشر ربيعا وهي واقفة في طابور الصباح والذي كان طابورا للموت في إحدى مدارس البنات بمنطقة الجوف عندما توقف قلبها من البرد الشديد وهذا ليس اعتراضا على قضاء الله وقدره بقدر ما هو محاولة لفهم طريقتنا في التفكير واستصدار القرارات والتي أصبحت تعتمد في كثير من الأحيان على وقوع المصائب ليصبح القرار ردا للفعل وليس فعلا بحد ذاته كما حدث مؤخرا عندما ألغت إدارة التربية والتعليم في الحدود الشمالية وكذلك في الجوف طابور الصباح كردة فعل وتدارك للموقف حتى لا تحدث وفيات أخرى رغم أن التوقعات الجوية سبقت موجة البرد وأصبح الجميع يردد بأن درجة الحرارة ستصل إلى درجات منخفضة جدا لم نشهدها من قبل وكان من الأولى الاعتماد على توقعات الأحوال الجوية وجعلها سببا لإلغاء طابور الصباح بدلا من انتظار وقوع ضحايا كما حدث مع الطفلة البريئة جواهر وهذه الطريقة في التعامل مع الأحداث ليست مقتصرة على إدارة التعليم في الحدود الشمالية أو الجوف ولا حتى الوزارة رغم أن لها قرارات كثيرة جدا كانت عبارة عن ردود أفعال كحادثة الحريق المشهورة في مدرسة البنات والتي تلتها موجه عارمة أدت إلى إغلاق الكثير من المدارس التي لا تتوفر فيها وسائل السلامة والتي كان من المفترض استباق الحدث والبحث عن لوازم السلامة قبل أن تقع الكارثة.
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=2654&id=1668