أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم




روى البخاري768 ومسلم471 وغيرهما عن ابن أبي ليلى عن البراء قال:

(كان ركوع النبيﷺ وسجوده وإذا رفع رأسه من الركوع وبين السجدتين قريبا من السواء).


- وفي رواية لمسلم زيادة: (قيامه). "1"


-في رواية للبخاري759 زيادة: (ما خلا القيام).



-فما الجواب عن هاتين الروايتين اللتين ظاهرها التعارض ؟


فيه أجوبة:-


* الجواب الأول:
زيادة(قيامه) معلولة. "2"



* الجواب الثاني"3":
أن القرب في رواية البخاري بمعنى التساوي، وفي رواية مسلم بمعنى تناسب هذه الأركان في الطول؛ (بحيث لايظهر التفاوت الشديد في طول هذا وقصر هذا، كما يفعله كثير ممن لاعلم عنده بالسنة؛ يطيل القيام جدا ويخفف الركوع والسجود، وكثيرا ما يفعلون هذا في التراويح). كتاب الصلاة لابن القيم ص150 "4"



* قلت: وقد ظهر لي جواب ثالث محتمل، لم أر من ذكره.

محصله أن روايات التناسب تحمل على الصلوات الطويلة، وروايات التساوي وشبهه تحمل على الصلوات الخفيفة، ويؤخذ ذلك مما سبق من الروايات[خاصة زيادة البخاري] مع صريح ما في حديث أم هانئ في صحيح مسلم336 في صلاتهﷺ صلاة الضحى يوم الفتح:(لا أدري قيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده؛ كل ذلك منه متقارب).

- وليس معنى هذا التساوي= التساوي المطلق، ولكن الصلوات الخفيفة لسرعتها لا تكاد تميز بين قدر الفرق بين الأركان لقلته= فتبدو كالمتساوية، ولذلك تأمل تعبير أم هانئ: لا أدري أكذا أطول أم كذا، وتأمل أيضا اختلاف صيغة التفاوت بين القيام وغيره وبين البقية في حديث حذيفة في حديث قيامه الليل مع النبيﷺ في صحيح مسلم772: (ركوعه نحوا من قيامه)، ثم قال:(قام طويلا قريبا مما ركع)، ثم قال:(سجوده قريبا من قيامه).
[القيام الثاني والثالث المراد به القيام من الركوع]


كتبته على عجل، ولعلي أزيده لاحقا إن شاء الله تحريرا وزيادة. والله أعلم والحمدلله


-------------------------------

"1" ونحوها في حديث حذيفة في حديث قيامه الليل مع النبيﷺ في صحيح مسلم772.


"2" وهذا الجواب استعبده غير واحد من العلماء[كابن دقيق في الإحكام2/208]، وقد صحح هذه الزيادة مسلم وابن خزيمة وابن حبان وابن عساكر وغيرهم.


"3" وهو الجواب الذي اعتمده غير واحد من المحققين كابن تيمية في"الفتاوي"14/6و"الاقتضاء"98
وابن القيم في"زاد المعاد"1/221و"تهذيب السنن"1/40
وابن رجب في"الفتح"5/132.


"4" وقد حكى في كتابه هذا ص166 اتفاق الصحابة على أن ركوع النبيﷺ وسجوده ورفعه كان مناسبا لقيامه.