أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال تعالى(لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم- ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن)
لا يوجد في الإسلام مخلوق درجة ثانية، بالتالي فالثيب( التي سبق لها الزواج) ليست أقل منزلة عن البكر (التي لم يسبق لها الزواج) وإليكم توضيح ذلك كما في الكتاب و السنة بعد الإستعانة بالله, مع عرض الرأي و الرأي الآخر و مناقشته:- المرآة ليست مأكول يؤكل منه أو ملبوس يلبس ويبلى ( فتبارك الله أحسن الخالقين )
عندما قالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه و سلم يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً و فيه شجرة قد أكل منها ,و وجدت شجراً لم يؤكل منه,في أيها كنت ترتع بعيرك؟قال: في التي لم يرتع منها, يعني أن النبي لم يتزوج بكراً غيرها ) هذا الحديث انقله نصاً من صحيح البخاري فلو كان المقصود أن النبي صلى الله عليه و سلم لن يضع جواده إلا في الأبكار فقط, فكيف أنجبت السيدة مارية وهي ثيب ولده إبراهيم ؟!!! و لننظر لباقي الحديث كما ورد بصحيح البخاري:أن النبي لم يتزوج بكراً غيرها .فلو كان المعنى كما فهمه الناس, فكيف لم يتزوج بكراً سواها ؟!!! كان من باب أولى ألا يتزوج بعد هذا الحديث إلا الأبكار.
وكذلك لكان النبي صلى الله عليه و سلم جعل باقي زوجاته كالمعلقة وحاشاه صلى الله عليه و سلم عن ذلك الظلم والذي ثابت في السنة أنه لم يحدث.و لكن دعونا نلاحظ والله أعلم-أن الشجرة التي أكل منها مفردة و أن الشجر الذي لم يؤكل منه جمع- فقد قصدت بالشجرة التي أكل منها نفسها. و بذلك يستقيم المعنى بأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يتزوج بكراً سواها فقد علم النبي صلى الله عليه و سلم الأمة كيفية التعامل مع الصغار و مع الأبكار عن طريقها و لا حاجة له في بكر أخرى- وهذا ما تستريح له النفس-فما كان من الممكن أن يسمح النبي صلى الله عليه و سلم للسيدة عائشة أن تغتاب أمهات المؤمنين الأخريات و النساء الثيبات من أمة النبي صلى الله عليه و سلم بتلك الغيبة التي ما سمعت بها ثيب إلا جرحتها!!!.

البقرة لا فارض ولا بكر ومع ذلك فهى مسلمة لاشية فيها
قال تعالي في سورة البقرة ( قال انه يقول أنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون ) ثم قال تعالي بعد ذلك ( قال أنه يقول أنها بقرة لا زلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها ) ومعنى مسلمة لاشية فيها أي لا عيب فيها مع كونها ليست بكرا أي أن الثيوبة ليست عيبا أو نقصاً . وفي بعض التفاسير أن البكارة معناها صغر السن وهنا أي أن البكارة معناها له علاقة بالسن وليس غشاء البكارة وربما من هنا اعتبر الشيعة الأمامية أن من سبق لها الزواج تعد بكرا ما دامت صغيرة في السن حتى ولو سبق لها الزواج . وربما لهذا انفرد أبي حنيفة بجوازه أن تزوج المرآة الرشيدة نفسها بكفؤ بغض - الرسول صلى الله عليه و سلم كالطبيب يصف لكل فرد ما يناسبه من الدواء :
معروف في علم الحديث أن الرسول صلى الله عليه و سلم يصف لكل فرد ما يناسبه فعندما قال له رجل إن أبي يريد أن يجتاح مالي فرد عليه صلى الله عليه و سلم قائلا ( أنت ومالك لأبيك ) رغم أن شرعا الرجل ليس من الواجب عليه الإنفاق علي أبيه القادر علي الكسب والأنفاق , و لا على الأب الذي ينفق المال على شرب الخمر مثلاً. ولكنه ينفق عليه من باب البر والإحسان منه علي أبيه. لكن الرسول صلى الله عليه و سلم قال ذلك لأنه يعرف الرجل ويعرف أبيه جيداً ولأن الرسول صلى الله عليه و سلم علي خلق عظيم فلم يشأ أن يقول للرجل أنت كاذب وظالم فقال له أنت ومالك لأبيك .

وبالتالي فالحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: عليكم بالأبكار فأنهن أطيب أفواها ، وانقى أرحاما ، وارضي باليسير ).لم يرويه من الخمسة سوى ابن ماجه.
فالذي يبدوا من هذا الحديث- و الله أعلم -هو أنه كان معروضاً عليهم نساء أبكار وأخريات لسن أبكارا, و نحن نعلم أن في هذا الوقت كان يكثر السفاح و انخاذ الأخدان,و السبي,و الزواج من غير المسلمات,و قد تكتم المرأة ما في رحمها لتحقيق مكسب,ما دام لا يوجد خوف من الله, وعندما اخذ رأي صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه و سلم لم يشأ أن يذم في الأخريات بشكل مباشر فمدح الأبكار . وإلا ما كان من الممكن أن يقول ما لم يفعل حاشاه صلى الله عليه و سلم عن ذلك, فلم يتزوج سوى بكر واحدة , ونلاحظ دخول ال-التعريفية على كلمة(الأبكار) أي أن الأمر ليس على إطلاقه بل هو عن شئ معروف سلفاً ومحدد و هذا و ظيفة ال-التعريفية.فلو قلنا( أعطي القلم لتلميذ) تختلف عن( أعطي القلم للتلميذ) ففي الثانية أقصد تلميذ معروف محدد يعرفه القائل و المستمع. وإلا أين سنذهب بآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت و يطهركم تطهيرا} و ذرية النبي صلى الله عليه و سلم من ثيبات-السيدة خديجة و السيدة مارية_إذا لم يكونوا انقى أرحاماً؟!!!!!!!!!!!!وأين سنذهب برد رسول الله على السيدة عائشة عندما قالت له عن السيدة خديجة
( ما هي إلا امرأة حمراء الشدقين أبدلك الله خيرا ًمنها , فقال صلى الله عليه و سلم (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، لقد أعطتني حين حرمني الناس,و واستني حين خذلني الناس,و صدقتني حين كذبني الناس,و رزقني الله منها الولد و لم يرزقني من سواها).و سيدنا أبو بكر تزوج بثيب,كذلك عمر رضي الله عنه,و قد رثته تلك المرأة الني كانت ملقبة(بزوجة الشهداء)بأفضل ما يرثي امرأة زوجها ,و ذلك رغم غيرته الشديدة,ولا أظن أن النبي صلى الله عليه وسلم أو سيدنا عمر أو ابي بكر,أو أي رجل أبي سيأتى أن يتزوج يإمرأة ليست نقية الرحم!!!و بالتالي هذا ينفي أن يتخذ هذا الحديث ضد المحصنات من الثيبات,و الا ما فائدة العدة اذاً

_أما كون النبي صلى الله عليه و سلم عندما تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعاً ثم قسم ,و إذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاثة ثم قسم.فهذا نظراً لطبيعة البكر الجسمانية و النفسية و ليس ميزة لها . فالبكر تحتاج من زوجها في أول زواجها الصبر والهدؤ و إعطائها وقت حتى يلتئم جرحها و قدرة منه على احتوائها لكسر الرهبة حتى لا تكرهه و ربما تكره الزواج كله.أما الثيب فالأمر أهون حيث لا يوجد جرح البكارة و لننظر ماذا قال صلى الله عليه و سلم لأم سلمة كما في صحيح مسلم(إنه ليس بك على أهلك هوان.إن شئت سبعت لك.و إن سبعت لك سبعت لنسائي)هذا يعني أن الثلاث أيام فقط ليس لعيبا ًفيها أو نقصاً أو هواناً لها.
والعرب قديماُ كانوا يميلوا للزواج بالثيب و يروا أنها أكثر إسعاداً للزوج من البكر .حتى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم مهموما. و قال له إني تزوجت جارية بكر و أخشى أن تفركني-أي تبغضني- فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أول يوم قبل أن يبني بها أن يصلي ركعتين ثم يدعوا الله عز و جل- أن يجمع بينهم إذا جمع على خير و أن يفرق بينهم إذا شاء على خير,كذلك حديث أم زرع المتفق عليه روته السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم, والذي أظهر كيف كان العربي يفضل الثيب على البكر,فطمأنها النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون لها كأبي زرع الا أنه لن يطلقها.

لم يميز النبي صلى الله عليه و سلم بين الثيب والبكر بل جعل التفاضل على أساس الدين فقط.
في الحديث الوارد في صحيح مسلم الذي أمامي تحت عنوان( نكاح ذات الدين) عن جابر بن عبد الله.قال تزوجت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم. فلقيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( يا جابر!تزوجت) قلت:نعم.قال (بكر أم ثيب؟)قلت:ثيب.قال (فهلا بكراً تلاعبها؟)قلت:يا رسول الله!إن لي أخوات.فخشيت أن تدخل بيني و بينهن.قال (فذاك إذن إن المرأة تنكح على دينها, ومالها , وجمالها . فعليك بذات الدين تربت يداك ) فذات الدين يمكن أن تكون ثيب أو بكر .فلم يذكر كونها بكراً ضمن ما تنكح من أجله المرأة.و نلاحظ في هذا الحديث علامة تعجب من كون سيدنا جابر تزوج .مما يدل على صغر سن سيدنا جابر وقتها ,و ما يدل على ذلك أيضاً استخدام كلمة تلاعبها وتلاعبك و التي تستخدم مع الأطفال.

*-*أما حديث سيدنا جابر بن عبد الله كما ورد بصحيح البخاري و صحيح مسلم الذي أمامي الآن و الموجود بصحيح البخاري تحت باب (تزويج الثيبات) و ليس عدم تفضيل التزوج منهن- كما يعتقد البعض.فهو للثيب وليس ضدها،و أشير أن كل من الإمام مسلم و البخاري لم يضعا كتبهم على الأبواب الفقهية بل الأسانيد، و الآن الى الحديث .{ عن عبيد الله ابن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن محارب عن جابر بن عبد الله قال:تزوجت امرأة. فقال لي رسول صلى الله عليه و سلم {هل تزوجت؟} قلت :نعم.قال{أبكراً أم ثيباً؟} قلت:ثيباً.فقال :{فأين أنت من العذارى و ِلعابها؟}. قال شعبة:فذكرته لعمرو بن دينار.فقال:: قد سمعته من جابر. و إنما قال:{فهلا جارية تلاعبها و تلاعبك؟} . و في رواية-في صحيح مسلم-أن سيدنا جابر أجاب النبي صلى الله عليه و سلم قائلا: إن أبي هلك و ترك تسع بنات(أو سبع)و إني كرهت إن آتيهن أو أجيئهن بمثلهن. فأحببت أن أجئ بامرأة تقوم عليهن و تصلحهن(ورد ذلك في صحيح البخاري تحت باب معونة المرأة زوجها في ولده .فهي لن تقوم بالعمل وحدا بل ستتعاون معه و سيتعاون الجميع على البر و التقوى والإحسان لبعضهم. قال صلى الله عليه و سلم {فبارك الله لك}أو قال {خيراً} و في رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال { أصبت}
قبل أن أتناول هذا الحديث أرى أن أذكر الحديث الذي يقول (نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فحفظها,ووعاها و أداها كما سمعها ؛فرب مُبلَّغ أوعى من سامع)
الاحتمال الأول : رواية {هلا جارية تضاحكها و تضاحكك}المقصود المرأة صغيرة السن في مثل سنه-وهذه إحدى معاني البكر فقد كان شاب وربما تزوج بكبيرة في السن لا تستطيع الملاعبة واللعب . و ذلك لتكون بين أخواته كأم لها هيبتها فتستطيع عند غيابه إن تقوم عليهن و تصلحهن . ويبدو أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يسمع أصوات أخواته البنات وهم يلعبون معا, واستغرب كيف ستنسجم معهم هذه المرأة وأراد أن يطمئن أن سيدنا جابر مقتنع بها.و ما يؤكد ذلك الاحتمال :تعدد روايات-هلا جارية-في صحيح البخاري و مسلم .و أن عمرو ابن دينار صحح رواية محارب لشعبة و أكد أن جابر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:هلا جارية تلاعبها و تلاعبك أو قيل تضاحكها و تضاحكك .
كذلك لابد أن نذكر أن هذه المرأة كانت كبيرة جدا حتى أنها لم تستطيع الإنجاب له ، و عندما مات سيدنا جابر مات و لا وريث له إلا أخواته البنات.
الاحتمال الثاني:حتى إن افترضنا أن الرواية الأولى هي الصحيحة:أين أنت من العذارى و ِلعابها-رغم عدم تعدد رواياتها و إنكار بن دينار لها . لما لم ينظر أحد أن هذا اختبار نفسي لسيدنا جابر لمعرفة مدى اقتناعه بزوجته، و قدرته على الدفاع عنها؟!!خاصة أن النبي في إحدى الروايات لهذا الحديث قال له {أصبت} فلو قال أو فعل غير هذا لكان أخطأ.
ثانياً: لا أدري كيف أستدل من هذا الحديث أن الثيب أقل منزله خاصة بعد مآل إليه الحديث من دعاء الرسول بالبركة لهما- و في هذا أكبر تكريم للثيبات-!!! فلو سكت النبي صلى الله عليه و سلم لكان هذا إقراراً منه فما بال و قد دعا بالبركة. حتى أن الله جعل لتلك المرأة وزوجها كرامة؛فبفرخ و حفنة شعير أطعما المها جرين و الأنصار جميعاً في غزوة الأحزاب ؛ حتى إن الجيش ليربطوا حجراً على بطونهم من شدة الجوع، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يربط حجرين.فأكل الجميع من طعامهما حتى شبعوا.و نرى كيف أنها هدّأت من روع زوجها عندما أخبرها أن الرسول صلى الله عليه و سلم قادم و الجيش. وقالت له (إن رسول الله أعلم بما يصنع) مما يدل على قوة إيمانها.
ثالثا: أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يوضح أن الثيب لا يعيبها شيئاً عن البكر؛فقد استدرك القول بتلاعبها وتلاعبك أو قال تضاحكها و تضاحكك. حتى لا تذهب الأذهان لأي شئ آخر.نرى مثل هذا الأسلوب أستخدم في القرآن الكريم-كما أوضح الشيخ الشعراوي رحمه الله عند تفسيره لآية{ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم}فقد أرادت أن تبعد تفكيره عن قتله,و لم تذكر سوى أراد سوء ولم تسميه حتى لا يثور العزيز ولا تتمكن من تهدئة ثورته.فنرى انه أحياناً يظهر الإنسان بصورة الضد و هو في الواقع يريد حماية من يتحدث عنه.
3-إن النبي صلى الله عليه و سلم تاجر ماهر يعلم كيف يسوق لما يريد.و نظراً أن النبي صلى الله عليه و سلم كان صديق لوالد سيدنا جابر و يعلم طبع سيدنا جابر و رغبته في امرأة عاقلة تحمل المسؤولية معه و تصلح من شأن أخواته.و أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يظهر ميزة تلك المرأة .وأفضل وسيلة لإبراز ميزة شخص جداً و جعل الطرف الآخر يتمسك به لأقصى درجة,هي أن تظهرها بصورة عيب.فمثلا إن عانى رجلاً كثيراً من الخبيثات و الماكرات ثم أردت إقناعه بامرأة ما و جعله يسعد بها.قل له ألم تجد غير تلك!! إنها طيبة لدرجة لا اعرف كيف تتعامل بها مع الناس! و كيف تعيش في هذه الدنيا! و بذلك تمس الوتر الحساس من شخصيته و يشعر أن تلك المرأة مثله و تحتاج لمساعدته. و لنفهم ذلك أكثر فلنرى كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم ضاحك سيدنا جابر وداعبه و نلاحظ من ذلك الموقف كيف أن سينا جابر لا يفهم كثيراً في أمر كهذا.
فيوم أن قال النبي هذا الحديث داعبه النبي صلى الله عليه و سلم كنوع من المداعبة و المضاحكة عندما كان عائدا من الغزوة على جمل فسأله النبي صلى الله عليه و سلم عن أحواله- خاصة أن والده رضي الله عنه قد توفى- صلى الله عليه و سلم أن يداعبه فأساله أن يعطيه الجمل. فقال سيدنا جابر خذه يا رسول الله هو هدية لك.و هنا نرى أن سيدنا جابر قد نجح في أول اختبار، فرغم فقره و حاجته إلا إنه كريم و محب للنبي صلى الله عليه و سلم.فداعبه النبي صلى الله عليه و سلم بأنه سيشتريه منه بمبلغ واضح جداً أنه ليس ثمناً للجمل لأنه أقل بكثير أن يعقل أن يصدق أحداً أن أحد سيشتري جملاً بهذا الثمن.خاصة أن النبي صلى الله عليه و سلم تاجر يعلم ثمن الجمل و لن يبخس لسيدنا جابر جمله و خاصة أن سيدنا جابر عرضه علي الرسول صلى الله عليه و سلم كهدية منذ البداية-فقد كان الثمن أوقية أي ما يساوي 28.35 جرام من الفضة الخام .إلا أن سيدنا جابر لم يفهم تلك المداعبة و ظن أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يعرف ثمن الجمل قائلاً لا يا رسول الله خذه هدية.وانتهى الحديث مع النبي صلى الله عليه و سلم بان رضي صلى الله عليه و سلم عن تلك الزيجة و دعى لهما بالبركة و بشر سيدنا جابر بأن الله سيوسع عليه في رزقه عندما سأله هل لديكم نمارق؟ فقال سيدنا جابر:لا. فقال صلى الله عليه و سلم سيكون لديكم نمارق. و نرى أن سيدنا جابر ظل معتقداً أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يريد الجمل. فذهب و ربطه بجوار بيت النبي صلى الله عليه و سلم.فأعاد النبي صلى الله عليه و سلم الجمل و معه الأوقية كهدية بمناسبة زواجه.و هذه أيضاً مباركة أخرى و رضا من النبي صلى الله عليه و سلم بتلك الزيجة.بينما أن صحابي آخر-رغم أنه من لأعراب- إلا انه فهم مداعبة النبي صلى الله عليه و سلم و سايره فيها. فعندما قابله النبي صلى الله عليه و سلم في السوق و وضع يده الشريفة على عينه,و قال من يشتري هذا العبد؟-و قد كان هذا الصحابي عجوز و ضعيف-فرد الصحابي من يشتري يشتري كاسداً(أي انه بيعة خاسرة)فقال له صلى الله عليه و سلم انه عند الله لست بكاسد. و عندما دعى النبي لطعامه و معه رجل أو رجلان يوم غزوة الخندق .فدعى النبي صلى الله عليه و سلم المهاجرين و الأنصار. عاد سيدنا جابر لزوجته فزعاً, يقول لها أدركيني الرسول قادم و معه الجيش!!فسألته زوجته:هل أخبرته بما لدينا من طعام؟ قال:نعم.فقالت:رسول الله أدرى بما يصنع.و هذا كان واضحاً منذ البداية. فالوقت وقت حرب, وما دام النبي صلى الله عليه و سلم يعلم بكمية الطعام ؛فهو أدرى بما يصنع.
4-اختار النبي صلى الله عليه و سلم صفة مرتبطة بالشخصية اكثر من كونها مرتبطة بالبكارة و الثيوبة. و في هذا إظهار لخلو الثيب عن أي شئ ينقصها عن البكر.فسيدنا جابر لم يتزوج من قبل ولا يعلم إذا كان هناك عيب أو فرق بين الثيب و البكر.فأراد النبي صلى الله عليه و سلم-و الله أعلم أن يوضح له ذلك بطريقة غير مباشرة.فقد سمعنا عن الملاعبة التي حدثت بين السيدة عائشة (البكر) و السيدة سودة (الثيب الكبيرة في السن و التي كانت حتى أكبر من السيدة خديجة نفسها بالعديد من السنوات) وقد حدثت تلك المداعبة أمام النبي صلى الله عليه و سلم حيث صنعت السيدة عائشة حريرة للسيدة سودة إلا ان السيدة سودة لم تشأ أن تأكلها, فأخذن يتقاذفن بالحريرة حتى أتى طارق على بيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم اذهبا فاصلحا من شأنيكما.إذن فالسيدة سودة استوعبت مداعبة السيدة عائشة و تفاعلت معها و لم تغضب منها.و كانت تقول عنها السيدة عائشة إنها أمي بعد أمي لما كانت تشعر به من صدق الود و الحب منها.كذلك فقد كان معروف عن السيدة سودة حبها للضحك, و خفة ظلها, و كثيراً ما كانت تضحك النبي صلى الله عليه و سلم بالقول و الفعل عندما تثقله الهموم .و قد كانت تتكلف مشية خاصة لتضحك النبي صلى الله عليه و سلم بها-فقد كانت امرأة مسنة و بدينة كذلك روي عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم صليت خلفك البارحة, فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن تقطر دماً....فضحك النبي صلى الله عليه و سلم عندما تخيل ذلك المشهد.فهاهي تضاحك النبي صلى الله عليه و سلم و يضاحكها, و تلاعب السيدة عائشة و تلاعبها. و هذا ما يؤكد ما قلته سابقاً
في أحد القنوات الفضائية الإسلامية سأل أحد الأفراد أنه يرغب في الزواج من مطلقة لكنه يخشى نظرة المجتمع.لكن النبي صلى الله عليه و سلم يريد إن يتأكد أن من يتزوج بالثيبات رجال بحق ثابتين على ما اقتنعوا به ,قادرين على الدفاع عنه بثقة و اقتناع و هذا ما أتثبته سيدنا جابر و لذلك حظى بمباركة النبي صلى الله عليه و سلم.و استحقت أن تسمى تلك الزيجة (بالزيجة المباركة).وهذا ما آل إليه الحديث؛فلا ينبغي أن نقول لا تقربوا الصلاة دون أن نذكر باقي الآية و هي: وانتم سكارى.
رابعا و الجدير بالذكر:الرواية المتفق عليها لهذا الحديث هي(هلا جارية تلاعبها و تلاعبك)و جارية هي في اللغة إسم فاعل من الفعل الثلاثي جرى,و نحن نعلم أن من يقدر على الجري فهو يقدر على المداعبة و الممارسة للزواج ,و هذا لا علاقة له ببكارة أو ثيوبة ،بل صحة و روح مرحة.
النظر عن كونها سبق لها الزواج أم لا .

.

( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ) الرسول صلى الله عليه و سلم هو المصطفى – فقد
- اصطفى له الله زوجاته وجعلهن أمهات للمؤمنين وهن بالتالي صفوة نساء أمة النبي صلى الله عليه و سلم ومع ذلك جميعا ثيبات ما عدا واحدة فقط بكر و أمها التي اصطفاها الله لتربيتها كانت ثيب. ولو كانت البكارة ميزة لأكثر الله منها .
كذلك كان أول من تزوج بها النبي السيدة خديجة ( ثيب) وبعد وفاتها وبعد البعثة تزوج السيدة سودة ( ثيب) كما أنه تزوج بعد السيدة عائشة ستة كلهن ( ثيبات ) وإن أراد الله أن يحفظهن بكرا لنبيه لفعل عز وجل لو كانت البكارة فضل علي غيرها . كما كان من الممكن أن يتزوج النبي صلى الله عليه و سلم من نفس عائلاتهن من هن أبكارا ولكن هكذا اقتدت حكمة الله عز وجل .
- وعندما أرادت أن تفخر السيدة عائشة علي السيدة فاطمة أنها البكر الوحيدة التي تزوجها النبي صلى الله عليه و سلم قال لها النبي صلى الله عليه و سلم قولي لها وأبي هو البكر الوحيد الذي تزوجته أمي أي لا مجال للفخر.
- السيدة رقية و أم كلثوم ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم كن مطلقات و تزوجن من سيدنا عثمان و كن نوارتي حياته،و نجحن في زواجه الثاني ،و لم تنجح السيدة زينب في زواجها الأول عندما كانت بكرا لكنها استحقت أن تكون أم المؤمنبن في زواجها الثاني من النبي صلى الله عليه و سلم،و لم ينجح زواج الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن(سيدنا زيد)عندما تزوج من بكر لكنه نجح عندما تزوج بعد ذلك أم أيمن،كذلك ابنه سيدنا أسامة نجح كثيرا زواجه من السيدة فاطمة بنت قيس و كانت ثيب و مطلقة-كما ورد في صحيح مسلم-
- السيدة زينب ( ثيب مطلقة ) هي الوحيدة التي كانت تفخر علي باقي زوجات النبي صلى الله عليه و سلم بأنهن زوجنهن الأولياء, بالمهور بينما هي زوجها الله و رسوله, بقرآن يتلى ليوم القيامة لا يبدل ولا يغير.و كانت وليمة عرسها أعظم الولائم و دعا لها سبعين رجلا من جلة أصحابه و كبار إخوانه . وعندما مكث المدعوون- في بيت رسول الله أكثر من اللازم يتحدثون و يتسامرون,و رسول الله صلى الله عليه و سلم مشغول بينهم وبين زوجته زينب . و السيدة زينب في جانب البيت حتى تأذت من ذلك هي و رسول الله صلى الله عليه و سل, إلا أن رسول الله أستحي أن يصرح لهم بتأذيهما من طول وقت مكثهم بعد أن طعموا نزل قرآن يتلى للدفاع عنها و تعليم المسلمين آداب الزيارة –سورة الأحزاب الآية:53و نزل الأمر بالحجاب غيرة عليها وعلى بنات المسلمين .
- وكان عندما يتعاون زوجات النبي عليها لغيرتهم منها كان ينزل قرآن يتلى للدفاع عنها ( إن تتوبا إلي الله فقد صغت قلوبكما وأن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) .فالله عز وجل كان وليُّها في زواجها و أبدلها الله خيراً مما فقدت و هو وليها في أمر الدفاع عنها بقرآن يتلى ليوم القيامة و قد قال تعالى {فلما قضى ذيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج فيى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا و كان أمر الله مفعولا}الأحزاب37 فبعد أن صرح القرآن أنها قٌضي منها وطراً لم يكن هناك حرج أن يزوجها لنبيه,حتى لا يكون للمؤمنين حرج في الزواج بمن قٌضي منها وطر_ ولا ننسى أن للنبي صلى الله عليه وسلم ابنتين كانتا مطلقتين هما السيدة رقية و أم كلثوم و تزوجهما سيدنا عثمان )تزوج بالسيدة أم كلثوم بعد وفاة السيدة رقية } و سمي بذي النورين من أجل ذلك ، و تزوج سيدنا أبي بكر بالسيدة أم رومان و قد كانت مطلقة من زوجها المشرك و هي أم السيدة عائشة البكر الوحيدة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.و هذا يثلج صدر كل مطلقة .
- أيضا هي من شرفها الله عز وجل بأن تكون أول زوجاته لحوقا به في الآخرة والتمتع بصحبته الشريفة عندما قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( أولكم لحوقا بي أطولكن يدا ) لأنها كانت كريمة وتلقب بأم المساكين فكان هذا كناية عن كرمها .و قد كانت تقول عنها السيدة عائشة(و هي التي كانت تساميني عند رسول الله صلى الله عليه و سلم)و مع ذلك عندما سألها في رأيها في حادثة الإفك التي أتهمت فيها السيدة عائشة,دافعت عنها قائلة أحمي سمعي و بصريي .أي أن كل من سيتحدث عن السيدة عائشة بسؤ فإنما يعرض سمعه و بصره لعقاب الله في نار جهنم لكذبه.
- حب النبي صلى الله عليه و سلم وميل قلبه للسيدة عائشة فهذا لأن الرسول صلى الله عليه و سلم هو المصطفى . فأصطفى له الله أن يميل قلبه للسيدة عائشة تعويضا لها فقد مات عنها النبي صلى الله عليه و سلم وهى ابنة18 عام- بالحساب الهجري- في مقتبل العمر ربما من في مثل سنها لم تتزوج بعد وهى محرم عليها أن تتزوج بعد النبي صلى الله عليه و سلم وهى لم تتزوج سواه صلى الله عليه و سلم وستتحمل عبء تعليم أطفال المؤمنين الصغار منذ كان عمرها 9 سنوات- بالحساب الهجري-. فقد كان يرسل لها النبي أطفال الأنصار لتعلمهم الدين في صورة لعبة ,فقد كانت تحكي لهم قصص النبياء كقصة سيدنا سليمان و تصنع معهم و سائل إيضاح (العرائس التي بها شراشيف كنموذج لخيل سيدنا سليمان التي لها أجنحة) فقد كانت أم للمؤمنين الأطفال و قد قامت بتعليم جيل الصحابة والتابعين وربما تابعي التابعين وفقدت أباها وأخيها بعد وفاة زوجها صلى الله عليه و سلم بسنين قليلة وقد تعرضت لحادث الإفك من المنافقين وهى الطاهرة العفيفة وتعرضت للفتن و الابتلاءات الشديدة مقارنة بزوجاته الأخريات اللائي لم يتعرضن لها و قد لحقن به أسرع منها واسترحن من الدنيا وأعبائها والاستمتاع بصحبة النبي في الآخرة فقد كان هذا الحب تعويضا لها عن كل ذلك وتطيبا لخاطرها عما ستمر به وتتحمله بعد ذلك فليس للأمر علاقة بالبكر والثيب . وما أدراك أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يشرح لزوجاته ذلك واسترضاهن وتفهمن الأمر بحكمتهن واصطفاء الله لهن لذلك تنازلت السيدة سودة عن ليلتها للسيدة عائشة وكانت تعاملها كأم لها بشهادة السيدة نفسها.مما يدل أنها كانت تشعر بصدق ودها ,فقد كانت تقول عنها لقد كانت أمي بعد أمي.
- بل إن الله عز وجل اصطفى للبكر الوحيدة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أم (ثيب) -و هي السيدة أم رومان- وهي أم السيدة عائشة . هذه السيدة الجليلة قد سبق لها الزواج قبل سيدنا ابي بكر الصديق .
قال تعالي ( ثيبات وأبكاراً )
لا يمكن أن نغفل قوله تعال (عَسَىَ رَبّهُ إِن طَلّقَكُنّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مّنكُنّ مُسْلِمَاتٍ مّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيّبَاتٍ وَأَبْكَاراً)
وهنا لا نلاحظ أي تمييز للبكر بل ونجد الواو التي تفيد المساواة بين ما قبلها وما بعدها .

أما عن وصف الحور العين في الجنة حيث يقول الله تعالي ( لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان ) فقد فسر ذلك أنه لم يطمثهن سوى أزواجهن فهن عفيفات ، وكذلك الثيب فهي كذلك لم يطمثها سوى أزواجها فهي عفيفة فلم تسافح أو تتخذ أخدان . و لا أحد ينكر أن السيدة خديجة في الجنة و أنها زوجة النبي صلى الله عليه و سلم في الجنة و قد تزوجت قبله مرتان و هي أفضل من الحور العين.
( إنا أنشأناهن إنشاءاً فجعلنهن أبكاراً )من سورة الواقعة. فالمرأة في الآخرة ينشئها الله مرة أخرى بكراً في سن صغيرة يقال 30 أو 35 سنة .فسرها ابن كثير أنهن سيصبحن شابات بعد أن كن عجائز رمصا في الدنيا . أما من فسرها أنها العذرية كميزة فكان من باب أولى أن يذكرها الله للسابقين الأعلى منزلة!!! و هذا لم يحدث. و مثال ذلك أن- في سورة الرحمن-ذكر الله عز و جل العينان النضاختان لمن هم في منزلة أقل ولم يذكرها للأعلى لأن الله أبدلهم خيراً منهما ,و هما أن العينان تجريان و من فسرها أنها كلما تزوجها عادت عذراء و كأن العذرية اكثر إمتاع لأستخدم الله عز وجل(فنجعلهم)التي تفيد التجديد .ولكن الرسول صلى الله عليه و سلم أخبر أن البضع واحد كما سنوضح لاحقا-إنشاء الله-و على كل إن كان غشاء البكارة هو ما سيبعد عن المرأة شبح أن تكون مخلوق درجة ثانية. فلم لا تخرج فتوى تبيح للثيب أن تعيد غشاء بكارتها عند طبيب كما أبيح للمغتصبة ذلك . ولن يكون هناك غش.فل يعقل أن تعاقب امرأة لأنها غضت بصرها, و حصّنت فرجها,وزوّجها أولياؤها على سنة الله و رسوله إلا أن الله الواسع الحكيم لم يكتب لهذه الزيجة الاستمرار.
الله ليس بظلام للعبيد . فلا يظلم ربك أحداً .
- لا يوجد مذهب يحرم زواج الصغيرة ولكنهم يتيحوا لها حق فسخ العقد عندما تكبر إن اعترضت علي اختيار أولياءها فإن كانت الثيب أقل منزلة من البكر فهذا ظلم واضح للفتاة الصغيرة فنحن كمن يحكم علي فرصة زواجها بإنسان مناسب مرة أخرى بالإعدام . ولا يظلم ربك أحداً .
- الثيب ميزان حسناتها في تلك الجزيئة أثقل قال صلى الله عليه و سلم ( في بضع أحدكم صدقة فتعجب الصحابة يأتي الرجل شهوته وله أجر, فقال صلى الله عليه و سلم: أفإن وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ فقالوا: نعم .قال: فإن وضعها في الحلال فله أجر)
فليس من المعقول أن نتسامح مع الزانية ونقول أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وفي بعض المذاهب تعامل كالبكر ونري حقها في الزواج إن تابت , و نتستر على الزانية ما لم يشاهدها مشاهدة مؤكدة خمسا.ولا نتسامح مع الحرة العفيفة التي تزوجت علي سنة الله ورسوله بإذن أولياءها ونحسبها عليها زيجة ونحولها لمخلوق درجة ثانية في الوقت الذي ما فعلته رفع ميزان حسناتها ولم ينقصه وإلا فكيف تتوب حتى تصبح كمن لا ذنب له ؟ !!
قال تعالي ( انكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم واماءكم ) وهنا نري أن الله عز وجل لم يميز البكر وجعلها علي إطلاقها{ انكحوا الأيامى منكم بل قد يحمل لفظ ايم علي الثيب فقد قال صلى الله عليه و سلم ( الأيم تستأ مر والبكر تستأذن ) و في رواية أخرى للحديث (الثيب تستأمر) و هذا يدل ان الأيم شئ و البكر شئ آخر,و الرواية الأولى و الثانية تميل إلى أن تدل أن الصحابة و العرب تفهم الأيم بأنها الثيب.
قال صلى الله عليه و سلم ( انكحوا الودود الولود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) إذا سألت من أراد أن يطبق هذا الحديث هل خطيبتك ملحوظ عليها أنها ودود فسيقول نعم. أذن فقد لاحظ ذلك علي الفتاة نفسها وليس نساء عائلتها أذن فكيف نعتمد علي نساء عائلتها أنها ولود ، فمن الممكن أن يكون لدي الفتاة تشوه في الرحم أو انسداد بقناة فالوب – في عهد النبي صلى الله عليه و سلم لم تكن هناك دار أيتام أو جمعيات خيرية بل كان يتزوج الرجل المرأة ويكفل أبناءها ويوفر لهم حياة أسرية سليمة كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم مع أبناء أخيه من الرضاعة أبو سلمة رغم أن زوجته كانت كبيرة وغيور فأخبرها النبي صلى الله عليه و سلم أنه سيدعو الله أن يذهب غيرتها .
من الشائعات التي تقال علي الثيبات
1- أن الثيب أقل حياءاً من البكر : والحقيقة أنها أكثر حكمة لذلك هي أولي بنفسها من أولياءها لأنها عرفت الحياة الزوجية بشكل عملي - وليس أقل حياء - وإلا لكان الأولي أنها هي التي تجلد إن زنت ويكون الرجم للبكر لأن الثيب معذورة فقد قل حياؤها . ولكن في الحدود العكس الذي يحدث لأنها فهمت حقيقة الرجل والزواج وليست هائمة في الأحلام .
الرسول صلى الله عليه و سلم ( كان رجل ثيب ووصف بأنه أشد حياءاً من العذراء في حذرها )
قال صلى الله عليه و سلم ( الحياء شعبة من الإيمان ) إذن فالحياء من الإيمان وليس مرتبط بثيوبه أو بكارة

قال تعالي ( إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ) وإن كان الحياء نقص وهو من الإيمان لكان هناك لوم .
2-الثيب قد تحن لزوجها الأول وأنها تقارن بين الأول والثاني : وما أدراك أن البكر لن تحن لأحد أو أنها لن تقارن بين زوجها وفارس أحلامها الخيالي أو خطيب أو رجل كانت تتمنى الزواج به. علي الأقل الثيب إن فعلت ذلك ستقارن بحياة واقعية بها المميزات والعيوب أما البكر فقد تشطح في الخيال الذي بلا حدود أو تقارنك برجل لم تري منه سوى المميزات . وأخيراً المؤمنة بكراً كانت أم ثيب ترضي بقضاء الله وقدره وتؤمن بأن الله أختار لها الأصلح وهي غاضة للبصر منشغلة بآخرتها مع القيام بأمر دنياها .
إن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه عندما عدد الله تعالي علي الرجال من يحرم عليهم الزواج منهم قال بعد ذلك (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلك أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) ثم قال تعالي (والمحصنات من الذين أمنوا والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب حل لكم ) (ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات ) إذن فقد أباح الإسلام الزواج بالثيب ولا يوجد تفضيل عليها فهي وهي متزوجة محرمة - وهذه عزيمة - فإن انفكت عقدة الزواج بطلاق أو موت فهي حلال - وهذه رخصة- . - ولا مجال لرفض الرجل الزواج من الثيب بحجة غيرته : ففي الحديث قال صلى الله عليه و سلم فيما معناه ( أتعجبون من غيره سعد فأنا أغير من سعد والله أغير منا ولذلك حرم عليكم الفواحش ) وقد تزوج النبي صلى الله عليه و سلم بالثيب إلا أنه احتراماً للنبي وأن أزواجه أمهات للمؤمنين لهن مهمة تربية المؤمنين ونقل السنه حرم أن يتزوج أحد أزواجه من بعده . و أوضح النبي صلى الله عليه و سلم {أن من الغيرة ما يحب الله و منها ما يكره أما ما يحب فالغيرة في الريبة و أما ما يكره فالغيرة في غير ريبة}و رفض الزواج بالثيب بحجة الغيرة فقط غيرة بغير ريبة.
أذن فلا مجال للاعتراض علي الثيب 0
و أخيرا : فإن البضع واحد
قال صلى الله عليه و سلم ( إذا رأي أحدكم ما يعجبه فليأت أهله فإن البضع واحد ) ومن الممكن أن يكون أهل الرجل ثيب ومن تعجبه بكر ولكن النبي صلى الله عليه و سلم الذي تزوج البكر والثيب قال أن البضع واحد .
كما جاء للنبي صلى الله عليه و سلم رجل يخبره أنه لن يتمكن من معاشرة زوجته بعد أن أنجبت كل هذا المولود - فأخبره النبي أن يأتي بإناء من عسل ثم خط فيه بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم خطا فعاد العسل كما كان - فسال النبي صلى الله عليه و سلم الرجل ما الذي حدث للعسل فقال الرجل : لم يحدث شئ فأخبره النبي أن كذلك زوجته - فتبارك الله أحسن الخالقين - جعل جسد المرأة يعود لحالته ويصلح من حاله فقد أعده الله للولادة عدة مرات فلله الحمد من هو علي كل شئ قدير .
- كذلك الرجل لا يجب عليه أن يخشى أن يكون أقل من الزوج الأول وذلك للأسباب الآتية قال تعالي ( فأتوا حرثكم أنا شئتم ) أي في أي وقت شئتم .
( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )
( قدموا لأنفسكم ) أي أن الرجل مقابل أنه يقضى شهوته من المرأة فإنه عليه أن يعطيها حاجتها منه وهي المقدمات . فالمرأة ما تريده من الرجل في هذه الناحية شيئان أولاً : المقدمات فآدم خلق من طين وهو مادة ميتة بلا روح و ملموسة- إلا إنها نفخ فيها من روح الله عز و جل,أما حواء فخلقت من ضلع آدم وهي مادة حية . ففي الوقت الذي يحتاج الرجل فيه للغريزة الجنسية بمعناها المعروف تحتاج المرأة لها كغريزة حسية روحية .قال الله تعالى عنها {أفمن ينشأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين} فلكونها أنثى فبطبيعتها تميل للتزين و الدلال و أن يتم الإعجاب بها و مدحها وتحتاج لمن يحِن عليها و يرفق بها. و نظراً لأن الرجل أناني لا يعطيها ذلك إلا من خلال الوطء فإنها تبدو كمن تريد تلك العملية.فلا ننسى أن الرجل هو الذي يدفع المهر للمرأة بما استحل من فرجها. ولو أن هذا الأمر ذو أهمية للمرأة كالرجل- كما تعتقدون- لوجب أن تدفع هي له المهر أو على الأقل لا داعي للمهر0
– كذلك المرأة لتشعر بالسكن والاستقرار تحب أن تنام وزوجها بجوارها بالمضجع فهذا يشعرها بالانتماء له ويذكرها بحواء التي كانت جزءاً من آدم وليس لغرض تلك العملية ، ولذلك فيكون عقابها أن يهجرها في المضاجع وهذا يعني أن ينام ويعطيها ظهره - ونلاحظ أن الله تعالي قال في المضاجع أي داخل ولم يقل
عن المضاجع أي في حجرة أخرى . والغرض من ذلك تذكيرها أنها أغضبت آدم التي هي جزء منه وليس لإشعارها بنفوره منها أو أنه لن يمارس معها تلك العملية وإلا كان ترك لها الفراش ولم ينم معها في نفس الفراش – فأرجو أن ينتبه الرجال لهذه الجزئية حتى لا تؤدي لرد فعل عكسي بأن يزداد نشوز المرأة واستغناءها عن زوجها .
المهم هو أن ما أريد أن أقوله أن المقدمات للمرأة والنتائج للرجل .
- وقال صلى الله عليه و سلم ( إذا مس الختان الختان وجب الغسل ) لأنه مجرد ذلك سيحدث مقدار كبير من المتعة لتقارب الزوجين وحميميتهم والله أعلم .
الشيء الثاني التي تريده الكثير من النساء هو إشباع غريزة الأمومة .
والجدير بالذكر أن المرأة التي لا تعرف مكان زوجها إن كان متوفي أم لا فإنها تنتظره أربع سنوات ثم تعتد عدة المتوفى عنها زوجها أربع أشهر وعشر وممكن أن يعود في تلك المدة فيظل زوجها وممكن ألا يعود ولا تجد زوجاً آخر فتظل بلا زواج فإن كانت هذه العملية هامة ومعضلة للمرأة لكان هذا تكليف لها فوق طاقتها ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
ولا ننسي امرأة عمران والتي أنجبت السيدة مريم وأخيها هارون التي وصفها القرآن أنها ليست بغياً فهي لا تبغي الرجال ورفضت من تقدم للزواج بها بعد وفاة زوجها وتفرغت لتربية أبناءها وكذلك أبنتها السيدة مريم خير نساء العالمين وأم عيسى عليه السلام ولم تكن تبغ الرجال إذن فهذه العملية عند بعض النساء ليست معضلة أطلاقاً قال تعالي : ( يا أخت هارون ما كان أبوكي امرأ سؤ وما كانت أمك بغياً )
( أني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغياً ) إذن فكل ما هو مطلوب من الزوج البر والإحسان للزوجة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها )
وفي الختام أرجو لمن قرأ رسالتي سواء اقتنع بها أم لا ، ألا يذكر أن الثيب حسبت عليها زواج وأنها قد لا يرغب فيها أحد لأن هذا قد ينتج عنه الأضرار الآتية :
1- سيلجأ الفتيات ضعاف الإيمان للتعرف علي الشباب في الظلام معتقدين أن هذا أفضل من التعرف عليهم في النور لأن الإسلام يرفض أن تذم المرأة في عفتها إلا بأربع شهود ويتسامح مع مرتكبة الكبيرة إن تابت فتصبح كمن لا ذنب لها إلا أنه يحسب على التي تزوجت علي سنة الله ورسوله الزواج كأنها مخطئة لا يرغب أحد للارتباط بها إلا مضطر رغم أنه من الممكن أن أولياءها لم يوفروا لها الوقت أو الظروف للتعرف عليه أكثر بشكل ملائم أو لم يسألوا عليه كما يجب . علماً بأن الله تعالي يقول
( ما ترك امرئ شئ مخافة الله في الحرام إلا أبدله الله خيراً منه في الحلال )
2- قد يلجأ ضعاف الإيمان من الثيبات ( اللاتي سبق لهن الزواج ) أن يبتعدن عن الشريعة الإسلامية وتعاليمها لأنهم يروا أنه لن ينظر لهن من خلالها إلا كمخلوق درجة ثانية رغم أنهن لم يرتكبن خطيئة بل إن من ارتكبت الخطيئة فربما لها فرصة للعودة للحياة أكثر منهن وينسوا ( إن الله إذا قضى أمرا فإنما يقول ل كن فيكون ) ويهئ له الأسباب وأن كل شئ بقدره فلا راد لفضله أو لحكمه . و ان الله عز وجل قال( إن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته إن الله واسع حكيم) فالله الواسع الحكيم الغني وعد أن يغنيها من سعته.و أكد بكلمة كلاً ليؤكد بأن هذا للمرأة أيضاً.أي ليس كما يعتقد أن زواجها و طلاقها ضيق عليها .
3- سيعيش كثير من الرجال مع زوجات يتمنوا لهم الموت في كل لحظة ويكفروا عشرتهم ويسيئوا لهم ومع أن هؤلاء الزوجات لا يرغبن في أزواجهن إلا أنهن مستمرات في تعذيب أنفسهن وأزواجهن وأهلهن وأهل أزواجهن لأنهن يعلمن جيداً أنهن إن أخذن القرار بالخلع فلن يغفر لهن المجتمع ذلك ولن يكون لهن أمل بالزواج مرة أخرى وينسوا أن الله كتب لكل فرد نصيبه ولا يحتاج لأسباب .
و علينا أن نذكر قوله تعالى(وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) والرسول صلى الله عليه و سلم أوتى جوامع الكلم وبالتالي فأنا أعتقد أنها تعني أيضا أن الإحسان للمطلقات وقضاء حوائجهن حق على المتقين و علامة من علامات التقوى.فماذا فعل إمام المتقين مع السيد فاطمة بنت قيس (مطلقة ثلاثة طلقات)0اولا:وفر لها مكان إقامة عند أم شريك ثم تابع أخبارها فوجد أم شريك يأتيها أصحابه مما سيجبر السيدة فاطمة على التستر من الرجال مما قد يضيق عليها فبرحمته صلى الله عليه و سلم شعر بمشكلتها دون أن تطلب ووفر لها مكان آخر يمكنها أن تضع فيه ثيابها.فرشح لها منزل عبد الله بن أم مكتوم لأنه رجل ضرير.وأمرها صلى الله عليه و سلم إذا انقضت عدتها أن تأتيه و يبدو أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعلم بطبيعة من يتقدم للمطلقة مستغلين حالتها النفسية بعد تلك الصدمة و إمكانية قبولها بزواج سريع علّه يداوي جرح الماضي.فقد تقدم للسيدة فاطمة أثنين:الأول صعلوك لا مال له مستغلا أنها فاقدة الثقة بنفسها و سترضى بأي شئ.و الأخر:لا يضع العصا عن عاتقه معتقدا أن المطلقة نمرة تحتاج للترويض وليس امرأة مجروحة تريد من يفهمها و يهدئ من روعها إلا أنها حرة محصنة تأبى أن تستجدي ذلك و لكن إمام المتقين صلى الله عليه و سلم أوضح لها أن تلك الشخصيات لا تصلح لها بل ولم يكتفي بذلك بل رشح لها الزوج الصالح-وهو سيدنا أسامة بن زيد-الذي كان يلقبه النبي صلى الله عليه و سلم بالحب بن الحب(الحبيب بن الحبيب) وأمه أم أيمن حاضنة(مربية) النبي صلى الله عليه و سلم .وبذلك قطع صلى الله عليه و سلم ألسنة من أدعى أن زوجها طلقها بسبب سؤ خلقها مع أهل زوجها.فهذا كان أبلغ دفاع عنها.فلو كانت كذلك لما زوجها لأسامة -رضي الله عنه-و قد ذكر أنهما عاشا سعداء.فقد ذكر في صحيح مسلم- أنها اغتبطت و كانت تمدح في سيدنا أسامة و تقول أكرمني ابن أبي زيد و شرفني ابن أبي زيد. إن المرأة التي طلقت مرتان و ثلاثة ليس لعيب فيها بقدر ما هو عيب في المجتمع الذي خلا من المتقين الذين يعطوها حقها كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم فيبصروها بعيوب المتقدمين لخطبتها من أمثال من تقدم لخطبة فاطمة بنت قيس و يرشحوا لها الأفضل لتتزوج به.و الآن سأعطي نبذة مختصرة عن شخصية أسامة بن زيد.هو بن زيد بن حارثة الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القران. أول معركة سمح له الاشتراك فيها كانت غزوة حنين و التي تقهقر فيها المسلمين ولم يبقى مع النبي صلى الله عليه و سلم سواه و تسعة أو عشرة صحابة فقط مما يعني أنه رجل ليس إمعة ثابت في دفاعه عمّا اقتنع به .عندما بلغ سنه 15 سنة ولاه النبي صلى الله عليه و سلم قيادة جيش فيه أبو بكر و عمر بن الخطاب .فلنتخيل تلك الشخصية. ونرى أنه أمر أن يذهب لنفس البلد التي حدثت بها غزوة مؤتة و قتل فيها أبوه والقائدين الآخرين و قتل فيها شهداء كثيرون.و لو كان غيره لأعتبر هذا فرصة للأخذ بالثأر ممن يتموه و قتلوا أباه,إلا إنه لم يقتل و لم يخرب و تصالح مع أهل تلك البلدة واضعا شروطه للصلح. مما يدل أنه ليس ممن يحب العنف أو الانتقام لنفسه.كما أنه سياسي لم يشهد له التاريخ مثيلا.كيف أنه حقق ما يريد دون أن يخسر شهيداً واحداُ و وضع شروطه على البلدة التي صنعت ما صنعت بالمسلمين بمؤته رغم علمهم بأن الخلافة الإسلامية تواجه مشكلات داخلية(حرب المرتدين ومانعي الزكاة)مما لن يتيح لها إمكانية إمداد جيش أسامة.و لا ننسى وقفته في حادثة الإفك.فعندما سئل سيدنا علي بن أبي طالب عن رأيه لمح للنبي بتطليقها.فالنساء غيرها كثير ولا داعي أن يضايق النبي نفسه بأمر كهذا.إلا أن سيدنا أسامة عارض هذا الرأي و أشار على النبي بإمساكها و عدم الالتفات لكلام الأعداء ونزل القرآن الكريم يؤيد رأيه .و نرى كيف أن الرسول كان يثق بعقله رغم صغر سنه حتى أنه صلى الله عليه و سلم أخذ برأيه في أمر حساس كهذا الأمر بل و أخذ بمشورته .و يجب أن نشير أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يسال أصحابه في هذا الأمر ليس بصفته زوج بل بصفته رجل دولة و زوجته أم المؤمنين .وهذا الحادث يهم كل المؤمنين ويتحدد بناءاً عليه نظرتهم لأنفسهم ونساءهم و نظرة الآخرين لهم .{ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا و قلوا هذا إفك مبين}.فكان الهدف استطلاع للرأي ليتحدد بناءا ًعليه الخطة المستقبلية لمواجهة هذا الخطب.أما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد كان واثقاً في زوجته وصرح بذلك على المنبر وأثنى عليها حيث قال{من يعذرني في رجل بلغني أذاه في أهلي,و الله ما علمت على أهلي إلا خيراً,و لقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيراً,و ما كان يدخل على أهلي إلا معي} .و حرص النبي صلى الله عليه و سلم ألا تدفع الغيرة و ما يكون بين الضرائر من الوقوع في عرض السيدة عائشة رضي الله عنها خاصة و قد وقعت في عرضها أخت السيدة زينب بنت جحش.و بالتالي يقع عليهن حد القذف و هو(ألا تقبل للقاذف شهادة أبداً و يعد من فساق المسلمين هذا بالإضافة للجلد و الذي يكون في حقهم –حاشاهم أن يقعوا في تلك الفاحشة مضاعفا- )و بالتالي ما كانت ستستمر من تفعل ذلك أماً للمؤمنين.فحرصاً من النبي ألا يقع ذلك فأخبر أن سيدنا جبريل لم يأتيه في لحاف امرأة سواها ؛ فدل ذلك إن الله عز و جل أراد أن يؤكد طهارتها و يلفت النظر لذلك و ليس ميزة البكارة في حد ذاتها ،و إلا لما أفاد الاستدلال بهذا على طهارتها من الإفك.,فلا يظن المسلمون بأنفسهم إلا خيراً.
ومن هنا نلاحظ: أن مبدأ الزواج من الثيب عموماً ومبدأ زواج الشاب من الثيب خصوصاً ليس عليه أي غبار أو شائبة .فالرسول صلى الله عليه و سلم عندما كان بكراً و عندما كان ثيبا تزوج من ثيبات .و رشح لحبيبه وابن حبيبه –أسامة ابن زيد_زوجة ثيب مطلقة- و عاشا سعداء بفضل الله .و لم يجعل الله ذرية نبيه المطهرة من الرجس إلا من أرحام الثيبات.و أكثر من أحب من زوجاته-السيدة خديجة_كانت ثيب و تزوجت قبله مرتين.و البكر الوحيدة التي تزو جها النبي صلى الله عليه وسلم كانت أمها ثيب-السيدة أم رومان.
و كلمتي لكي أختي المطلقة:لا تجعلي سعادتك في يد رجل قد يأتي أو لا يأتي,و كأنك لم يخلقك الله سوى لتكوني أنثى فقط، و إلا تعيشي تعيسة تندب حظها،كلا يا أختي؛ أذكري أن لك رب يدافع عنك، و يغدق عليكي بنعمه ، و يتولى كل شئونك،أشد ما يقف بجوارك أبيكي،و أعمامك{فإذا قضيتم مناسككم فأذكروا الله كذكركم أباءكم أو أشد ذكرا}، و هو أحن عليكي من أحن أم على وجه الأرض-كما أخبرنا صلى الله عليه و سلم_، فلتعبديه ،و تفرغي شحنك العاطفية في حب الله عز وجل ،و حب نبيه بحبه ،كما فعلت رابعة العدوية، كذلك استعيني بالصبر و الصلاة ،كما امرك في كتابه،فقد كانت قرة عين نبيك،و أقرب ما يكون العبد، فلا تجعلي شكواك إلا لله ، و ادعيه فهو قريب مجيب، و توكلي على الله في أمر الدفاع عن نفسك،قال تعالى{إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، أكثري من قول{اللهم }أجرني في مصيبتي و أبدلني خيرا منها}فحقا على الله أن يبدلك خيرا منها، و اعلمي أن كل البشر في كبد ،حتى و إن أوهموك عكس ذلك ، بل قد يكون مصابك أقل ، ثم أن الحياة قصيرة و لن يبقى سوى العمل الصالح ،فإعملي الخير لأسرتك ، و مجتمعك لوجه الله ، و إذا شعرتي بظلم فإهرعي للصلاة ،و اشكي لربك ، و إذا شعرتي بضيق بغير سبب ، فتزيني بأفضل ما لديك ، ثمّ مارسي نوع من الرياضة البدنية ،فإذا تعبتي فقومي بأخذ حمام فاتر و إنشاء الله ستتحسني كثيرا،و احذري أن تسمحي لنفس العقرب أن يلدغك مرتين،و اعلمي أن الناس معادن فمن كان معدنه رخيص لا تظني أن بُعدك عنه سيحوله لمعدن غالي،فالصفيح لا يتحول لذهب بطول المدّة ،قال صلى الله عليه وسلم {الناس معادن ،خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا} حديث صحيح.

أخيراً فما كان في هذه الرسالة من خير أو علم فمن الله وبتوفيقه وفضله وما كان فيها من خطأ فأنا أتبرأ إلي الله منه ,واسأل الله أن يسخر له من يصلحه واسأل الله عز وجل أن ينفع بها الإسلام والمسلمين, والله الموفق.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
منقول