رمضان يرفع مبيعات الألبان في السعودية 30 %
الشرق الأوسط //



بدأت شركات الألبان الكبرى في السوق السعودية بالدخول في منعطف جديد من التنافس القوي على منتجات «الأجبان»، و«العصائر» خلال الفترة الماضية.. يأتي ذلك في الوقت الذي يعد فيه شهر رمضان المبارك منصة بالغة الأهمية لمبيعات هذه الشركات، وهي المبيعات التي تقفز بنسبة 30 في المائة عن بقية الأشهر.


وتدخل شركات الألبان الكبرى في السوق السعودية موسم شهر رمضان بحزمة من المنتجات التي اعتادت عليها في الفترة الماضية، مبدية في الوقت ذاته منافسة كبرى في السوق المحلية من جهة، وفي السوق الخليجية بشكل عام من جهة أخرى، حيث تمثل كل من الكويت، والإمارات، والبحرين، وعمان، أسواقا خارجية مهمة لشركات الألبان السعودية.


وفي معلومات جديدة توفرت لـ«الشرق الأوسط»، أمس، فإن منتجات الأجبان والعصائر في السوق السعودية أصبحت أكثر مجال للتنافس في السوق السعودية من ذي قبل.


يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه شركة «نادك» السعودية بالمنافسة على سوق منتجات الأجبان منذ نحو خمس سنوات، إلى جانب شركة «المراعي» السعودية التي توفر منتجات الأجبان منذ فترة أطول.


ويعد حلول شهر رمضان المبارك فرصة كبرى لشركات الألبان السعودية، وسط تأكيدات مسؤول رفيع المستوى في إحدى شركات الألبان المدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن مبيعات شركات الألبان خلال شهر رمضان المبارك تقفز بنسبة تصل إلى 30 في المائة، مقارنة ببقية فترات العام.


وتعليقا على هذه التطورات، أكد مطلق الحمدان، وهو صاحب سلسلة من المراكز الغذائية الكبرى في العاصمة «الرياض»، أن مبيعات مراكز البيع من منتجات الألبان والأجبان والعصائر ترتفع بصورة ملحوظة خلال مواسم الصيف. وقال: «شهر رمضان المبارك في هذا العام يتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الصيف، فمن المتوقع أن تكون مبيعات منتجات الألبان والعصائر خلال شهر رمضان المبارك من هذا العام أكبر من النسبة التي كانت عليها في الأعوام الماضية».


ولفت الحمدان إلى أن شركات الألبان الكبرى في السوق السعودية تحتدم المنافسة بينها بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان المبارك. وقال: «المنتجات النهائية يجري بيعها بهوامش ربحية متقاربة بالنسبة لنا كمراكز بيع نهائية، ولكن تحديد منتجات الألبان الأكثر مبيعا هو أمر يعود إلى رغبة المستهلك».


إلى ذلك، أكد فهد المشاري، الخبير الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن منافسة شركات الألبان السعودية على سوق الألبان محليا وخارجيا (على مستوى الدول الخليجية وبعض الدول العربية)، تمثل جانبا يدعو إلى كثير من الاعتزاز. وقال: «على هذه الشركات أن تسعى إلى التوسع، وزيادة معدلات توطين الوظائف، حتى تكون قيمة مضافة للاقتصاد السعودي».


وأوضح المشاري، أن ارتفاع مبيعات منتجات الألبان في السوق السعودية يجعل هناك فرصة لدخول شركات جديدة في سوق المنافسة، مضيفا: «ارتفاع المبيعات محليا يتزامن معه ارتفاع ملحوظ في المبيعات في الكثير من الأسواق الخارجية، وخصوصا في بعض الدول الخليجية كسوق الكويت، والإمارات، والبحرين، وعمان».


وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي كانت فيه الشركات الصغيرة في قطاع الألبان السعودي مهددة بالخروج من السوق قبل نحو عامين، في ظل ارتفاع حجم التكاليف، وانخفاض مستوى مبيعاتها، وعدم قدرتها على منافسة الشركات الكبيرة والمتوسطة في القطاع.


وقال المهندس محمد أنور جان، رئيس لجنة صناعة الألبان في مجلس الغرف السعودية، لـ«الشرق الأوسط» حينها: «تعد وزارة الزراعة السعودية هي مرجع شركات الألبان في النواحي الفنية، كالخدمات الصحية والقطيع وخلافه، بينما تعد وزارة التجارة مسؤولة عن تنظيم الأسعار وحماية المنافسة بين الشركات».


وأوضح جان، أن عددا من الشركات العاملة في قطاع الألبان من الأساس «صغيرة»، مضيفا: «هذه الشركات يبلغ عددها أربع شركات، وهي شركات مهددة بالتوقف عن العمل والخروج من السوق في أي وقت، بسبب عدم قدرتها على المنافسة، وارتفاع مستوى التكاليف عليها».


وعدّ رئيس لجنة صناعة الألبان بمجلس الغرف السعودية الحل الممكن لمواجهة هذه الأزمة هو أن تقوم هذه الشركات بعمل «تحالفات» فيما بينها، مشيرا إلى أنه ليس هناك حل عملي للأزمة التي يمرون بها غير هذا الحل.


وكشف جان خلال تصريحه لـ«الشرق الأوسط» آنذاك، عن أن حصة الشركات الصغيرة من سوق الألبان السعودية لا تتجاوز ما نسبته عشرة في المائة فقط. وقال: «في عام 2002 كانت هناك محاولات لبعض الشركات للاندماج، إلا أن محاولاتها لم تنجح على وجه الإطلاق».