|| أيها الحجيج من تقصدون ||
أفواج عظيمة أتت من كل حدب وصوب .. جاءوا ليحلوا قيوداً كبلتهم ويحطوا أثقالاً أرهقتهم ..
اصطفاهم ربهم وقربهم في موطن نزول الرحمات وإجابة الدعوات ،كلهم يرجوا أن يكون ممن قال عنهم -صلى الله عليه وسلم-
[ من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ] -رواه البخاري -
القلوب وجلة منكسرة تخشى أن يشوب حجها شيئاً من حظوظ الدنيا .. ويحذرون من قوله -صلى الله عليه وسلم-
[ من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ] - متفق عليه -
يسبحون ربهم وينزهونه ..
فهو العالم بخفايا قلوبهم ومقاصدها المتباينة ..
ويعلمون أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه تعالى ، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-
[ من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه] - رواه مسلم -
لذا امتلأت قلوبهم حباً له وتعظيماً ..
يرجون ثوابه والفوز برضوانه ..
واحتسبوا في كل وطأة تطؤها أقدامهم حسنة وتمحو بها سيئة ..
وجعلوا حجهم مطية لدخول الجنان ..
فرحلتهم إيمانية مباركة يباهي ربهم بهم الملائكة ..
طوبى لهم ضيوفاً عند الكريم الذي لا يرد من دعاه ..
ويغفر للمخطئين المستغفرين ..
ويمحو بحلمه إساءة المذنبين ..
ويقبل بعفوه اعتذار المعتذرين..
فالحج يوم ميلاد جديد لهم ..
يخرجهم من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة ..
ويوقظهم من غفلاتهم .. فيعاتبون أنفسهم المقصرة ..
وتذرف عيونهم الدمع بعد أن ذاقوا حلاوة الإيمان ..
واستشعروا عظمة ربهم المتعال ..
فيا أيها الحجيج تفكروا في من تقصدون ..
رد مع اقتباس
