على رسلك أيها الإعلام!
--------------------------------------------------------------------------------
محمد بن علي بن راجح الشهري
تكاد تكون وزارة التربية والتعليم وجبة إفطار شهية لكثير من مطالعي صحفنا اليومية، ولاسيما الذين عندهم وصاية طبية بالإفطار مبكرا ومائدة شهية لاتقل طعما ولذة عن وجبتنا الشهيرة (الكبسة) لمن لا يلتزم بجدوله الرجيمي في وقت الظهيرة كيف لا؟! ونحن نرى صحفنا اليومية لا تفتأ تخلو صفحة من صفحاتها الا وفيها نقد او تجريح لهذه الوزارة الأم التي تشكو الى الله عقوق الابناء.
إنني لا أريد أن يفهم من مقالي هذا أني ضد حرية التعبير او أطالب بحصانة هذه الوزارة عن السؤال والمساءلة او أني أزكيها من الزلات والهفوات - لا والله - فأنا مواطن يتألم أبنائي مما يتألم منه أبناء المواطنين وأحلم بما يحلم به السادة المثقفون.
وهناك حقائق لا ينكرها إلا مكابر ولا يجهلها الا متغابيا، فالمبنى المدرسي مثلا لا يعد صالحا لأن يكون مقراً مناسبا للتربية والتعليم. والمناهج لا تخلو من الحشو الزائد والمعلم يحتاج الى كثير من العناية والاهتمام. وكل هذه الأمور تقبع بين أعين المسؤولين التربويين الذين يتربعون على رأس الهرم التربوي.
ولم نر ولم نسمع في يوم من الايام - على حد علمي - أن وزارة التربية نفت مصداقية تلك الملحوظات التي يعج بها الاعلام من حين لآخر.
بل إنها صرحت في أكثر من مناسبة بأنها جادة في تخطي كل العقبات التي تحولها عن تحقيق أهدافها المرسومة.
ولكن يا ترى ما الذي جعل الاعلام رتيبا في طرحه ومملا في معالجته للأخطاء فنجده يكرر تلك الملحوظات وكأن محبي الصحف اليومية يختبرون فيها آخر العام ان أخوف ما أخاف منه أن نكون بطريقتنا هذه أقرب الى الاساءة منه الى الاحسان فنجعل دائرة الاخطاء أكبر من دائرة الانجاز فنهضم بذلك حق الشكر والتقدير لأناس صرفوا جل وقتهم لإصلاح الكيان التربوي.
فيا أيها الإعلاميون، هذبوا وشذبوا عناوينكم الصحفية تجاه وزارتكم الأم التي أرضعتكم بثدييها تربية وتعليماً وأخرجتكم الى ساحة النور، ولتكن ملاحظاتكم تحمل النقد الهادف البناء المتجدد.
ويا حبذا نترك مسافة زمنية كافية للتطوير حتى لا يكون إعلامنا مجرد نكاية لجهة او لأخرى.
http://www.alriyadh.com/2007/12/09/article300433.html