أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قراءة سورة الكهف يوم الجمعة:
تلخيص الموضوع يعقبه البيان:
التلخيص:
روي هذا الحديث من طريق عدد من الصحابة، أمثلها: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وبقيتها أسانيدها واهية.
أما حديث أبي سعيد رضي الله عنه فقد اختلف في:
(1) رفعه ووقفه.
(2) وفي ذكر يوم الجمعة وعدم ذكره.
(3) وفي أن ذلك يوم الجمعة أو ليلة الجمعة.
(4) وفي وصف النور المترتب على قراءة السورة.
1- أما الاختلاف في الرفع والوقف: فالوقف هو الراجح في قول جماعة من الحفاظ والنقاد، وأعلى من خالف في ذلك وصحح الرفع هو أبو عبد الله الحاكم في المستدرك، وتعقبه الذهبي وردَّ قوله.
2- وأما الاختلاف في ذكر الجمعة وعدم ذكرها: فالحديث بذكرها مداره على هشيم بن بشير الذي اختلف عليه رفعًا ووقفًا، وبدون ذكرها رواه الثوري وشعبة بإسناد هشيم موقوفًا في رواية سفيان و هو الراجح من رواية شعبة.
3- وأما الخلاف في أن ذلك يوم الجمعة أو ليلة الجمعة: فالأكثر على أنه "يوم الجمعة" وقد انفرد أبو النعمان عارم بن الفضل السدوسي عن هشيم بقوله: "ليلة الجمعة" ولعل ذلك من تخليط أبي النعمان؛ فإنه اختلط في آخر حياته.
4- وأما الاختلاف في وصف النور: فالأكثر على رواية: "أضاء له ما بينه وبين البيت العتيق" وخالف نعيم بن حماد وحده، فقال: "ما بين الجمعتين". وروايته شاذة، وهذا يؤكد ما في رقم (2).
#وحاصل ما سبق:
أ- أن الراجح في هذا الخبر أنه موقوف على أبي سعيد رضي الله عنه.
لكن قال غير غير واحد منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في النكت الظراف (3 / 447) : "ومثله لا يقال من قبل الرأي، فله حكم المرفوع". اهـ
ب- أن الأرجح في هذا الفضل المنقول عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه لمطلق قراءة سورة الكهف، دون التقييد بالجمعة. والله تعالى أعلم.
البيان:
أشهر ما ورد فيه: حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "مَنْ قَرَأ سورةَ الكهف يوم الجمعة، سَطَعَ له نور من تحتِ قدمه إلى عَنَانِ السَّمَاء، يُضيء به يوم القيامة، وغُفِرَ له ما بين الجمعتين ".
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3 / 249) من حديث نعيم بن حماد حدثنا هشيم أخبرنا أبو هاشم عن أبى مجلز عن قيس بن عباد عن أبى سعيد الخدرى أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال :« من قرأ سورة الكهف فى يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ».
قال البيهقي: ورواه يزيد بن مخلد بن يزيد عن هشيم وقال فى متنه :« أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق ».
ورواه سعيد بن منصور عن هشيم فوقفه على أبى سعيد وقال :« ما بينه وبين البيت العتيق ».
وبمعناه رواه الثورى عن أبى هاشم موقوفًا.
ورواه يحيى بن كثير عن شعبة عن أبى هاشم بإسناده أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال :« من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة ».اهـ
وقال البيهقي في شعب الإيمان (2 / 474) عقب رواية سعيد بن منصور: هذا هو المحفوظ موقوف، ورواه نعيم بن حماد عن هشيم فرفعه.اهـ
قال النسائي في عمل اليوم والليلة (954) بعد أن رواه مرفوعًا وموقوفًا: وقفه أصح. ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير (2 / 175)
وأخرج رواية نعيم المرفوعة: الحاكم في المستدرك (2 / 399) فتعقبه الذهبي بقوله: نعيم ذو مناكير.اهـ
واكتفى الدارمي في سننه (3450) بإيراد رواية هشيم الموقوفة من طريق أبي النعمان عنه.
ورواه القاسم بن سلام أيضًا عن هشيم موقوفا في فضائل القرآن (380)
وأخرجه أيضا فقط ابن الضريس في فضائل القرآن (205) من طريق أحمد بن خلف البغدادي عن هشيم موقوفًا.
وقال ابن القيم في زاد المعاد (1 / 378) بعد إيراده: ذكره سعيد بن منصور من قول أبي سعيد الخدري وهو أشبه. اهـ
إذًا فقد تابع نعيمَ بن حماد على هذه الرواية: يزيدُ بن مخلد بن يزيد، عن هشيم.
ويزيد له ترجمة في الجرح والتعديل: (4/ 2/ 291) وسكت عنه ابن أبي حاتم.
وخالفهما أربعة: سعيد بن منصور، وأبو عبيد القاسم بن سلام - وهما إمامان- وأبو النعمان عارم بن الفضل - وهو ثقة إمام لكنه تغير بأخرة-وأحمد بن خلف البغدادي - وهو غير مشهور عند الخطيب البغدادي-، فرووه عن هشيم، فجعلوه موقوفاً على أبي سعيد من قوله.
ولا شَكَّ أن رواية من وقفه أرجحُ من الأخرى؛ إذ هم أوثق، وأشهر، وأثبت ممن رفعوه، فنعيم بن حماد - أحد رواة الرفع - كثير الخطأ، ويزيد بن مخلد - مُتَابِعُهُ - شبه المجهول، فلا يقاومان هؤلاء الأئمة.
لكن قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت الظراف (3 / 447) : "ومثله لا يقال من قبل الرأي، فله حكم المرفوع". اهـ
وقد وقع في بعض ألفاظه: "ليلة الجمعة" بدل: "يوم الجمعة"، وانفرد بذلك أبو النعمان دون سائر من رواه، وذلك فيما أخرجه الدارمي، ولعل ذلك من تخليط أبي النعمان المعروف بـ"عارم"؛ فإنه اختلط في آخر حياته.
ووقع فيه اختلاف آخر، إذ إن سائر الروايات قد وردت بلفظ: "...ما بينه وبين البيت العتيق" . وخالف نعيم بن حماد وحده، فقال: "ما بين الجمعتين" ، ولعلَّ ذلك من مناكيره؛ فإنه لم يوافقه على هذه اللفظة أحد، حتى أن يزيد بن مخلد - الذي تابعه على رفع هذا الحديث - جاء به موافقاً للفظ الجماعة، مما يؤكد أن نعيم بن حماد قد أخطأ في متنه كما أصابه الخطأ في سنده.
وقد تُوبع هشيمٌ على معنى هذا الحديث، تابعه: سفيان الثوري، وشعبة. لكن:
(1) موقوفا - في رواية سفيان والراجح من رواية شعبة-.
(2) وبدون ذكر يوم الجمعة، بل لمطلق قراءة سورة الكهف.
أورد ذلك كله النسائي في عمل اليوم والليلة وفصَّله وبين أن الراجح في رواية شعبة الوقف أيضًا.
ولحديث أبي سعيد شاهد من حديث ابن عمر في تفسير ابن مردويه ، وإسناده غريب كما قال ابن كثير، والحديث منكر، وقد أوردوه في كتب الضعفاء في ترجمة محمد بن خالد الختلي.
قال ابن عراق في تنزيه الشريعة (69): "وقد صح الحديث في العصمة من الدجال بحفظ بعض سورة الكهف من غير تقييد بيوم الجمعة. رواه مسلم من حديث أبي الدرداء، فالمستنكر من الحديث ما سوى ذلك والله تعالى أعلم".
صحيح مسلم - عبد الباقي (1/ 555)
( 44 باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي ) 809 وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال.
809 وحدثنا محمد بن المثنى وبن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا همام جميعا عن قتادة * بهذا الإسناد قال شعبة من آخر الكهف وقال همام: من أول الكهف كما قال هشام.
وكتبه أبو أنس الصبيحي