أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه الصغرى :

نَوْعٌ آخَرُ مِنْ الذِّكْرِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ

1310 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ أَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قلت : إسناده حسن ، وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن النسائي : صحيح الإسناد .
وقد ذكره في سننه الكبرى بنفس الإسناد المذكور ،
والحديث به وهم من بعض الرواة ، والأظهر من عمرو بن علي الفلاس ، أي كان يقول في صلاته ، والمحفوظ : كان يقول في خطبته .

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في فتح الباري :

وقد بوّب النسائيّ في ( ( سننه ) ) : ( ( باب : الذكر بعد التشهد ) ) ، وخرج فيه حديث عكرمة بن عمار : ثنا إسحاق بن أبي طلحة ، عن أنسٍ ، قال : جاءت أم سليٍم إلى النبي ( ، فقالت : يا رسول الله ، علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي ، قال : ( ( سبحي الله عشراً ، واحمديه عشراً ، وكبريه عشرا ، ثم سليه حاجتك ، يقول : نعم ، نعم ) ) .
وخرّج - أيضاً - بعد ذلك من حديث جعفر بن محمدٍ ، عن أبيه ، عن جابر ، أن رسول الله ( كان يقول في صلاته بعد التشهد : ( ( أحسن الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمدٍ ) ) .
وهذا الحديث إنما يعرف فيه أن النبي ( كان يقوله في تشهده في الخطبة ، كما في ( ( صحيح مسلمٍ ) ) وغيره ، فلعل ذكر الصلاة فيه مما توهمه بعض الرواة ، حيث سمع أنه كان يقوله في تشهده ، فظنّ أنه تشهد الصلاة اهـ .

وقال الشيخ أبو الحسن عبيد الله بن محمد عبد السلام بن خان محمد بن أمان الله بن حسام الدين الرحماني المباركفوري رحمه الله تعالى في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :

963- قوله: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول) أي أحياناً. (أحسن الهدي هدى محمد) الهدي- بفتح فسكون- السيرة والطريقة والهيئة، والحديث ظاهر في معناه، وأن الذكر المذكور فيه مشروع في الصلاة بعد التشهد قبل السلام وهو الذي فهمه النسائي حيث أورد الحديث في باب "نوع آخر من الذكر بعد التشهد"، وتبعه الجزري في "جامع الأصول"، لكن أبدي الشيخ الألباني احتمال أن المراد به الذكر الوارد في خطبة الحاجة المعروفة بعد الشهادتين، حيث قال في تعليقه: قوله: "في صلاته" أي دعائه وثنائه على الله، وقوله "بعد التشهد" أي في خطبته، قال: ويبدو لي أنه أي هذا الحديث مختصر من حديث جابر الذي رواه مسلم بهذا الإسناد الذي في النسائي: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه، ويقول: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد" الحديث. ورواية له بلفظ: كان يخطب الناس يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول: " من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وخير الحديث كتاب الله" الحديث. فقوله "يحمد الله" الخ. إشارة إلى خطبة الحاجة المعروفة "إن الحمد لله نحمده ونستعينه... من يهده الله فلا مضل له... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" فهذا هو التشهد الذي عناه الراوي في حديث جابر هذا، وذلك من الاختصار
المخل اهـ .

وفي المسند :

14431 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ: " إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - قَالَ يَحْيَى: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ - وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا "، وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ أَعْلَى بِهَا صَوْتَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ، ثُمَّ يَقُولُ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ "، وَأَوْمَأَ: وَصَفَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى .

وقال محققو المسند :

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه النسائي 3/58، وأبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 3/328 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد،- واقتصر النسائي على قوله: أن رسول الله في كان يقول في صلاته بعد التشهد: "أحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد".
وانظر (14334) .