أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

هناك موضوع أحببت أن أناقشه و أذكره هنا . تعرفت في يوم من الأيام على مجموعة من الجماعات التي تدعي الصلاح و الإتباع و الدعوة إلى الله تعالى. فدعوني مرة من المرات للخروج معهم إلى الدعوة إلى الله تعالى كما يزعمون. فخرجت و رأيت ما اغتاظت له نفسي و لم أرتح له. فوجدت أنهم من جماعة الدعوة و التبليغ. و عندهم بعض الأعمال التي لم أشاهدها من قبل. و حادثت بعض منهم بعد ذلك و من المتعاطفين معهم فوجدت أنهم لا يرون ضير من تلك الأفعال بل و يستدلون بأقوال بعض العلماء على أفعالهم. و من أكثر الممارسات التي لم أرتح لها هي ما يسمونه بالخروج في سبيل الله ( لا ليس الجهاد) و هم يقومون بذلك ثلاث أيام في الشهر و أربعين يوما في السنة . و لكن الجماعة يقولون أن هذا لا بأس له و العالم الجليل ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ قد أقره مشروعيته و هذا ما نقل عنه رحمه الله تعالى .
"
السؤال: فضيلة الشيخ: جماعة الدعوة الذين يخرجون ثلاثة أيام، وهم جماعة التبليغ والدعوة، المهم -يا شيخ- أني بدأت الالتزام قريباً، ومضطرب في هذا الأمر، هناك بعض الشباب من الإخوان يقول: لا تتبع هذه الجماعة، وهناك بعض العلماء في المدينة نصحني بالخروج معها، فما رأي فضيلتكم؟
___________________________________
الجواب:الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطاً: فمن الناس من يثني على هؤلاء كثيراً، وينصح بالخروج معهم، ومنهم من يذمهم ذماً كبيراً، ويحذر منهم كما يحذر من الأسد، ومنهم متوسط،وأنا أرى أن الجماعة فيهم خير، وفيهم دعوة، ولهم تأثير لم ينله أحد من الدعاة، تأثيرهم واضح، كم من فاسق هداه الله! وكم من كافر آمن! ثم إنه من طبائعهم التواضع والخلق والإيثار، ولا يوجد في الكثيرين، ومن يقول: إنهم ليس عندهم علم حديث أو من علم السلف أو ما أشبه ذلك؟ هم أهل خير ولا شك، لكني أرى أن الذين يوجدون في المملكة لا يذهبوا إلى باكستان وغيرها من البلاد الأخرى؛ لأننا لا ندري عن عقائد أولئك ولا ندري عن مناهجهم، لكن المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في المملكة منهج لا غبار عليه، وليس فيه شيء،وأما تقييد الدعوة بثلاثة أيام أو أربعة أيام أو شهرين أو أربعة أشهر أو ستة أو سنتين فهذه ما لها وجه، ولكنهم يرون أن هذا من باب التنظيم،وأنه إذا خرج ثلاثة أيام وعرف أنه مقيد بهذه الثلاثة استقام وعزف عن الدنيا، فهذه مسألة تنظيمية ليست بشرع، ولا هي عبادة،فأرى -بارك الله فيك- إن كان اتجاهك لطلب العلم فطلب العلم أفضل لك؛ لأن طلب العلم فيه خير، والناس الآن محتاجون لعلماء أهل سنة راسخين في العلم، وإن كان ما عندك قدرة على تلقي طلب العلم، وخرجت معهم لأجل أن تصفي نفسك، فهذا لا بأس به،وهناك أناس كثيرون هداهم الله عز وجل
على أيديهم " و نقل عنه رحمه الله أيضا قوله :
" بقي أن يقال: إنهم يقننون الخروج ثلاثة أيام, وأربعين يوماً, وأربعة أشهر, وقد سألناهم عن هذا: لماذا؟ قالوا: إن المقصود بهذا هو تمرين الإنسان في هذه المدة على العبادة "

( سلسلة لقاءات الباب المفتوح )

ولا ننسى بعض المشايخ الذين نقل عنهم التحذير من هؤلاء كالشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ تعالى. و هذا معروف من تلاميذه و بامكنكم الذهاب إلى منتدى كل السلفيين للتاكد. و غيرهم كالشيخ ابو اسحاق الحويني حفظهم الله جميعا.
و لكن دعوننا نناقش ما قاله الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ . أنا أرى أنه قال ما قاله بسبب نقل خاطيء . فهم قالوا له نفعل ذلك ترتيباَ . و انا ما شاهدته أن ذلك صحيح . فلو كان بالفعل ترتيبا فلماذا يحدد بعدد معين و يطلب من الجميع الإلتزام به. فكنت أستمع لحواراتهم و هم يقولون : يا فلان هل خرجت الأربعين يوما الخاصة بك ؟ و أنت يا فلان هل خرجتها ؟ و لأننا في السعودية عندنا يومان إجازة فقط فإني عندما خرجت معهم سمعت حوارا بين رأسين من رؤوسهم. فقال له : يا أخي المفروض أن خروجكم يكون ثلاثة أيام . فرد عليه الآخر الذي خرجت معه بأننا لا نستطيع و لكنه أخبره أنه يمكنهم أن يجدوا حلاَ لذلك بأن يأخذ الواحد إجازة من العمل فيصبح الخروج لمدة ثلاثة أيام . فأي ترتيب هذا ؟؟!! لو كان الأمر صحيحاَ لما كانت هناك أي مشكلة في جعل الخروج يومين. أليس هذا دليلا على أنهم يتعبدون بجعل الخروج لأيام محددة و معدودة لثلاثة أيام أو أربعة شهور أو أربعين يوماَ .
أنا سمعت أن تحديد العبادة بعدد أو وقت أو مكان من دون دليل شرعي يجعلها بدعة أليس هذا صحيحاَ ؟ ما الذي قصده الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ تعالى بأنه إذا كان هذا تنظيم فإنه لا بأس به .


هذا طبعا لا ينفي وجود أمور أخرى يجب أن يحذر منها كتكلمهم في أمور الشرع من غير علم و هذا وجدته انا شخصيا. و لكني أريد فقط التحدث في هذه المسألة حتى أتقنها و لا أحذر منها إلا على بينة مئة بالمائة . أفيدوني أفادكم الله .