صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 46 إلى 60 من 112

الموضوع: نماذج معينة في مادة التعبير

  1. #46
    ريتشارد
    قصة قصيرة


    بعنوان : سارقو الحلم ...

    حقيبة السفر بيدي.. شواهد تتراءى أمام ناظري، قريتي الصغيرة، بيت طيني ذو رائحة لذيذة، أختي ذات الجدائل الطويلة، أمي صاحبة الدفء العارم... تستفزني صور منثورة هنا وهناك، تثيرني أصوات قادمة من بعيد، أشرد عنها تقتحم لحظتي بقسوة، أستسلم، ألقي عليهم نظرة أخيرة...

    يستقر جسدي المكدود على أول مقعد في هذا القطار يحيطني هدوء عاصف يهز أوتار سكوني، تتناهى إلى أسماعي حكايات كثيرة.. تصدح بها أفواه عطشى للثرثرة، تمجها حواسي المأسورة في قمقم اللحظة المفاجئة، أخرج من جيبي ورقة صغيرة أرمقها بشدة، تتداعى كلماتي كالسيف الجارف نحوها "لو لم أرك لكنت معهم الآن" غمامات سوداء تختلس النظر عبر نوافذ المساء تشق جدار النور تهتك ستره الشفاف، تعبر خيوط الدفء من هتون ذاكرة مشحونة بالألم، يصرخ الحنين داخلي، أكتمه، يزيد أقمعه، يتحول أنينًا ينتشر في صدري الواهن... أرنو بعيني الذابلتين، نحو ركاب تحيطهم زوابع التعب... نام الجميع... إلا.. أنا، أحلق بأنظاري فوقهم.. ماذا أرى؟ أهداف هاربة.. يثقلها الشجن، أجساد نحيلة تخالها بقايا هياكل منسية لم توارَ تحت الثرى، لربما لأن النبض لم يفارقها بعد، أرض مجدبة تمطرها سحائب الفقر المتلاحقة.. رحلوا مثلي بحثًا عن دنانير.. دنانير.. يا له من حلم صغير يداعب أجفانهم كل ليلة، يعود ذاك الصفير ليعلن شارة الوصول.. أتردد في خطاي، تدفعني الأيدي الممتلئة بالعجلة، أندفع بقوة مصطنعة، أخرج تلك الورقة ثانية، أتفرس العنوان جيدًا، أجر قدمي جرًّا، ها قد وصلت.. يا للهول.. هناك الكثير تساقطوا فوق المعابر، أسير بينهم أتأملهم، ذات الملامح التي فارقتها لتوي... سرقت أحلامهم منهم.. أغلقت أبواب الأمل في وجوههم الشاحبة، أضحوا جذورًا ميتة وطأتها أقدام الجشع بقسوة.. تمزقت.. تناثرت.. غدت أشلاء، لم يبق إلا الصور الماضية، التقطتها يد سارقي الحلم، باعوها بثمن رخيص، وهم من دفع الثمن، لفني رعب مبهم تغلغل في شراييني.. انسحب.. تسرع خطواتي الثكلى، تبتغي خطوات أخرى أسرع أكثر.. يحاصرني صوت شديد أصغي بأذني، لم يكن إلا طيف الحقيقة يهمس بي: "احذريهم إنهم سارقو الحلم، إياك أن تعودي فيسرقوا حلمك الوليد" أفيق فجأة على صوت أمي "أما زلت نائمة؟ سيفوتك القطار".. أتصنع النوم، أقرر ألا أفيق، لن أدعهم يسرقون حلمي وحلمك يا أمي
    ..

  2. #47
    ريتشارد
    مناظرة


    مناظرةبين الكتاب والتلفاز .

    الكتاب :- إني أنا الكتاب ، ألفني الكّتاب ، لأغذي الألباب ، بالعلوم والعجاب ، فأقبلوا
    ياصحاب …
    التلفاز:- إن تنادي ياصديق ،فإن صدرك سيضيق ، وقد تصاب بجفاف الريق ، فصوتك أصبح كالنعيق
    .

    الكتاب:- ومن تكون يا هذا، يا من بكلامك تتمادى، وعلى الكتاب تتجافى .

    التلفاز :- وهل هناك من لا يعرفني ؟ هل هناك من يجهلني ؟ أنا صديق الناس، ومشغل الإحساس
    ، فبرامجي كالمساج تريح مختلف الأجناس ، فأنا أنا .. أنا التلفاز.

    الكتاب :- لا والله ياتلفاز ...
    .. فلقد خدعت البشر ، وأعميت البصر ، فنسوا المفيد من الكتب ما ينار به العقل ، وتاهو
    وراءك يا أداة الشر ، ياجالب الضرر .

    التلفاز :- ولكن قراءك قلل ، تصيبهم بالعلل ، وتشعرهم بالملل إلا القلة من البشر .

    الكتاب :- أبداً ..أبدا فمنذ أقدم العصور ، من عهد الديناصور ، كنت
    أنير العقول بالعلوم و الفنون ، وأنقلها عبر القرون ، والهضاب والسهول ، و أجوب بها هذا
    الكون المعمور، والناس في ديارهم جالسون .

    التلفاز:- لعل ما قلت صحيح،لكنك تعلم يا فصيح ، أنني عندما أصيح ، الكل يسرع كالريح ،
    ليشاهد المليح والقبيح ، ويجلس على كرسيه المريح ، إلى أن تسمع الديك يصيح .

    الكتاب:- إني لأعرف ما تبث من ضرر ،وما أفظعها من صور، تهدم معاني الفكر، وتنقل حضارة
    الغجر، وكل أهداف الكفر ،علمتهم شرب الخمر ،ترك الحجاب ونزع الستر، معاني الرذيلة
    لمواكبة العصر..

    التلفاز:- ربما قد أصبت ، لكني قد رأيت البشر يسعون لجلبي إلى البيت ، مهما زاد سعري
    وغليت ، وأنت حتى لو أماهم ظهرت ، فلن يشتريك لا الولد ولا البنت ،حتى لو رخصت
    وبنصف قرش صرت ، فلن يشتروك قط .

    الكتاب :- هجرني الكثير ، وصحبني القليل ، ولكني مازلت أهدي العلم المنير ، لكل عقل فهيم
    ، وإن كان التلفاز قد أغوى بعض الناس و أبعدهم عن الكتاب ، فعلهم يهتدون وإلى الصواب
    يرجعون ، وعن مصلحتهم يبحثون ، والسلام على المحسنين ، والحمد لله رب العالمين

  3. #48
    ريتشارد
    مقال نقديهذه الأبيات من قصيدة لابن زيدون.. وهي من أجمل القصائد التي قيلت في الغزل..
    وأبن زيدون شاعر اندلسي..كان يعشق أميرة أندلسية أسمها ولادة..
    فرق بينهم الوشاة.. فأنشد لها هذه القصيدة..




    أضحي التنائي بديلاً من تدانينا
    وناب عن طيب لقيانا تجافينـا
    ألاَّ و قد حان صُبح لبين صَبَّحنا
    حينٌ فقام بنـا للحيـنِ ناعينـا
    من مُبلغ المُلبِسينـا بانتزاحهـمُ
    حزناً مع الدهر لا يبقى ويُبلينا
    أن الزمان الذي مازال يُضحِكنا
    أُنساً بقربِهمُ قـد عـاد يُبكِينـا


    معاني الأبيات:تكاد تكون الابيات وحدة شعرية لا يخرج فيها الشاعر عن دائرة قلبه المحطم.. وهو هنا يقوم بوصف الحال الحاضر ووصف للماضي.. فيقذف بنا في جو آلامه بوثبة عاطفية تصور لنا حاله وماآل إليه.. لقد أصبح قربه بعداً.. وأصبح الهجر والموت سوءاً في نظره ويود أن يعلم ذاك الذي ألبسه حزناً دائماً ببعده عن حبيبته.. يود أن يعلمه أن ضحكه قد حال إلى بكاء.

    العاطفة والأسلوب:إن الميزة التي تبدو في أسلوب ابن زيدون هي (الفن) ..فهو شاعر فني قبل ان يكون حكيماً.. أو غواصاً على المعاني أو وصافاً.. وهذه الخصائص الفنية تتجلى واضحة في الابيات فألفاظها حلوة عذبة تتلقفها الاذن في لين وتحدث في النفس بتأليفها وتنسيقها تناغماً وجرساً يعكس عاطفة الشاعر ويعبر عنها خير تعبير.. ونرى أن أكثر الكلمات تتساند وتستدعي بعضها بعضاً..ولئن كان الشاعر يلجأ إلى الطباق في العاطفة فإنه يلجأإليه في اللفظ أيضاً..لذلك نرى هذه المزاوجة في المعاني والألفاظ مما يعطيها جمال.. ومما يزيد في رجفة الألم هي القافية الممدودة وهذه(النونات الطويلة) والتي تضيف الى جرس القطعة أنيناً موسيقياً حزيناً.
    ونجد أن الابيات تشمل على فنون البيان والبديع ولكنها ما كانت لتأتي متكلفة.. بل أحيانا تثبت المعنى وتعطيه نوعا من التجسيم.. كقوله:


    أن الزمان الذي مازال يُضحِكنا
    أُنساً بقربِهمُ قـد عـاد يُبكِينـا


    وبرغم روعة هذه الابيات إلا انه قد عيب عليه ضعف الجرس وثقله على السمع في قوله:


    من مُبلغ المُلبِسينا بانتزاحهـمُ
    حزناً مع الدهر لا يبقى ويُبلينا


    فاستعماله (الملبسين حزن) ثقيل على الاذن في أبيات تحمل معاني غزلية..
    كما عيب عليه ان معانيه بسيطة ساذجة ..أكثرها مطروق .. فلا تجدد في التصاوير..
    ولكن بعده عن التكلف والصنعة واستخدامه موسيقى جميلة..جعلت الابيات تقع موقع حسن

  4. #49
    ريتشارد
    مقال وصفي
    الــــــــــــقــــــــــ ـمــــــــــــر
    كوكب مقره سماءنا ،،،،، أنواره تشعل الجمال في وجودنا ،،،

    بإشراقاته نعرف بدايات شهورنا ومنتهاها ،،،،،،

    هو زينة السماء ،،،، الساهر مع المحبين والمحزونين ،،،

    فالقمر يتميز بوجهين ،،، نعم وجهين ،،،

    وجه مشرق يبعث رسائل المحبين والمبتعدين وأشواقهم ،،

    أشواقهم لمن يحبونهم ولمن هم مبتعدين عن محيطاتهم ووجودهم ،،،

    ووجه مظلم يقضي جل وقته مع من صدتهم الحياة بأقدارها ،،،

    مع من وقفت الأقدار في وجوههم ،،، وابتلاهم الله بالمصائب في حياتهم

    القمر له جاذبية تحرك البحار وتزيد في اضطرابها ،،،

    فيكون توترها مدعاة ( للمد والجزر ) ،،، على شواطئنا ،،،

    القمر ملك متوج على عرش السماء ،،،

    والنجوم جواري تخدمه في وجوده وغيابه ،،

    القمر ذلك الأسطورة

    هو في أصله صحاري لا تنمو بها زرع ولا يوجد به ماء ،،،

    لا من يسكنه ،،،، ولا من يشتاق لأراضيه ،،،

    القمر حبيبي وحبيب المحبين والمحزونين وكل من تتحرك في نفسه مشاعر الجمال ،،،

    ولكنني أحن عليه ،،، وأشفق عليه ،،، فهو صحاري ظلماء ،،،

    ولكنه سيبقى ذلك الملك المتوهج في سماءنا وفي سويداء قلوبنا ،،،

  5. #50
    ريتشارد
    مقال وصفي

    بينما كنت جالسةً على شاطئ الرمال الذهبية أحدق في تلك الأمواج المتلاطمة وأرى ارتطامها بتلك الصخور هذه ، وتلك الأصداف مبعثرة من حولي وخيوط الشمس الذهبية تعانق تلك الأمواج وتحمل معها أشواق المحبين...
    وأرى السفن تشق البحار وتجول بين شواطئ تلك البلدان وهاهي تلك الرياح تعانق شراعها المنصوبة وتدفعه بهمة إلى الأمام فأتذكر ما يتردد على مسامعي من كلمات معلمتي وهي تدفعني للمثابرة واقتحام بحور العلم والغوص وراء عميق مكنوناتها....
    أما جناحي النورس وهما يصافحان السحب سحابةً بعد الأخرى ويمضيان مودعين فيذكراني بأيامي الماضية
    ووداعي لأحبائي في مراحل عمري المختلفة...
    ولما حل الغروب وأحاطت بالكون حمرة الشفق تذكرت أن الختام آت ولابد من لحظات الوداع فتمنيت لو أني أمسكت بإحدى خيوط الشمس و أرحل معها في الفضاء الكوني اللا محدود..
    ما أجمل أمواج البحر الساحرة !! تمنيت لو أنها تأخذني إلى عالمها وأهيم مخلفةً حولي هموم هذه الدنيا الوضيعة

    ولكن..

    ماكل ما يتمنى المرء يدركه****تجري الرياح بما لا تتشتهي السفن

  6. #51
    ريتشارد
    حوار بين الحليب والببسي
    في يوم من الايام تلاقوا البيبسي والحليب فدار بينهم حوار نقلته لكم



    حـوار بين الحليب والبيبسي




    البيبسي



    من أنت ؟







    الحليب



    أنا الحليب أنا الشراب السائغ الطبيعي أنا الذي أعطي القوة والنشاط
    لكن شكلك عجيب ولونك مريب ، فمن تكون يا غريب !؟







    البيبسي




    أنا المشروب العصري، ذو الطعم الحضاري
    أنا البيبسي وأنا غني عن التعريف.. فهل أخفى عليك ؟
    ألا ترى اسمي في الشوارع الواسعة وعلى الشاشات اللامعة
    وفي المطاعم العالمية ، والمقاهي اليلية ؟







    الحليب




    نعم ، نعم .. لقد عرفتك الآن أنت الذي خدعت الناس بمظاهرك الكاذبة ؟
    فأنت منتفخ بغير فائدة ، دخلت الموائد ودخلت معك الأمراض والمصائب فجلبت البطنة وذهبت بالفطنة






    البيبسي



    ماذا ؟ماذا ؟
    ماذا تقول أيها العجوز؟
    فأنت لم يعد لك عهد ووجود
    فقد استبدلك الناس بي وفضلوني عليك
    والشاهد على ذلك كثرة مبيعاتي وانتشاري
    في أنحاء العالم وازدهاري
    فلا ترى شاباً إلا وهو يمسك بي بافتخار
    وفي يده سيجارة وشعلة نار




    الحليب



    أتعيرني بقدمي؟
    هذا فخر لي أني موجود من قديم الزمان
    في عصر الصحبة والأعيان وهون عليك .. ما فضلك علي إلا أهل العقول الخاوية والأفكار الواهية
    أما أهل العقول الحليمة، والاجسام السليمة
    ما رضوا بك بديلا عني... كيف وهم يعلمون من صنعك وما مكوناتك؟





    فقد جئت من بلاد الكفر والفجور
    وقيل يدخل في صناعاتك مشتقات من الخنزير وأنا بشأنك خبير
    فمن كان كذلك فلا يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير
    في الصحة والقوة والنشاط إلى غير رجعة






    فهل ستشرب الحليب أم البيبسي ؟

  7. #52
    ريتشارد
    مناظرة بين الصيف والشتاء

    في ليل هادئ وجو دافئ ؛ وعلى مسرح هذا الكون الفسيح , وأثناء دوران الأرض حول الشمس. تقابل فصلان متناقضان هما؛ الصيف والشتاء. ودارت بينهما المناظرة التالية ( وأرى أن تكتبي ودار بينهما الحوار التالي):

    الصيف/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الشتاء/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الصيف/ مرحبا بفصل الثلوج والأمطار.
    الشتاء/ أهلا بصاحب الشمس الحارقة.
    الصيف/ وهل هناك أروع من الشمس وحرارتها, ليس مثلك , نادرا ما تشرق شمسك , وإن أشرقت سرعان ما تتوارى خلف غيوم كثيفة . أما أنا ففصل السفر والرحلات اللطيفة.
    الشتاء/ على رسلك أيها الصيف. أنسيت فرحة الناس بظهور الغيوم. ففرحة هطول الأمطار تطرد الهموم.
    الصيف/ أنا فصل الحصاد وجني الثمار. أما أنت فقد عريت الأشجار , وسلبت منها الأوراق وحتى الثمار.
    الشتاء/ أنت فصل لا يستطيع الناس فيك مفارقة المكيفات. في البيت أو السيارات.
    الصيف/ لا تنس يا هذا أن جوك بارد قارس, ولابد من الملابس الثقيلة , والتي لا يملك معها الإنسان حيلة. هذا غير المدافئ . أما أنا فما أجمل نزهة معي على الشواطئ!
    الشتاء/ ليلك قصير , لا يتمتع الإنسان معك بالنوم والفراش الوثير. ونهارك ممل طويل.
    الصيف/ على رسلك ...وقبل أن تقول ما قلت أجبني عن سؤالي:
    ما فائدة الليل الطويل والذي يصاب معه الإنسان بالخمول؟ ونهارك القصير كيف يستغله المرء فيما يفيد؟
    الشتاء/ طال ليلي فكان فرصة لقائم يصلي , أو مذنب يستغفر, فرصة لقارئ يتلو القرآن ويتدبر. واللبيب من استغل طول ليلي .
    الصيف/ ونهاري الطويل فرصة للعمل والكد والتعب, وفرصة لطرد الكآبة واللعب. فأنا الأكثر فائدة للإنسان.

    وبعد برهة تأمل وتدبر من الصيف والشتاء , وتفكير فيما قالاه .

    سمعا صوتا خفيا يقول:

    كفا عن هذا النقاش وهذه المناظرة.
    الصيف والشتاء/ من المتحدث؟! من أنت ؟!
    الليل/ أنا الليل أحد مظاهر هذا الكون . وآية من آيات رب العالمين.
    الصيف/ لقد أتيت في الوقت المناسب أيها الليل حتى تحكم بيننا وتبين من هو الفصل الأكثر فائدة للإنسان.
    الليل/ كلاكما مفيد , وليس الإنسان وحده منكما يستفيد . حتى الحيوان والنبات . وسائر المخلوقات.
    ولا تنسيا رفيقيكما فصل الخريف والربيع. وعليكما أن تدركا أن الله لم يخلق شيئا عبثا أو دون فائدة.

    وتبين بعد ذلك للصيف والشتاء أنهما من خلق الله ومن آياته في الكون وكل منهما له أهميته في الحياة. وافترقا سعيدين بما سمعاه من الليل
    .

  8. #53
    ريتشارد
    حوار مع الشيطان

    السلام عليكم

    حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب إلى المسجد
    فقال لي :عليك ليل طويل فارقد .
    قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة
    قال :الأوقات طويلة عريضة
    قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة
    قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة
    فما قمت حتى طلعت الشمس ...
    فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات
    وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار
    فقلت: أشغلتني عن الدعاء
    قال: دعه إلى المساء
    وعزمت على المتاب ،
    فقال: تمتع بالشباب !
    قلت: أخشى الموت
    قال: عمرك لا يفوت ...
    وجئت لأحفظ المثاني
    قال: روّح نفسك بالأغاني
    قلت: هي حرام
    قال: لبعض العلماء كلام!
    قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة
    قال: كلها ضعيفة
    ومرت حسناء فغضضت البصر
    قال: ماذا في النظر؟
    قلت: فيه خطر
    قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال
    وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق ..
    فقال: ما سبب هذه السفرة ؟
    قلت: لآخذ عمرة
    فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة
    قلت: لابد من إصلاح الأحوال
    قال: الجنة لاتدخل بالأعمال
    فلما ذهبت لألقي نصيحة ..
    قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة
    قلت: هذا نفع العباد
    فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد
    قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص؟
    قال : أجيبك على العام والخاص
    قلت : أحمد بن حنبل؟
    قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل
    قلت : فابن تيمية؟
    قال : ضرباته على رأسي باليومية
    قلت : فالبخاري؟
    قال : أحرق بكتابه داري
    قلت : فالحجاج ؟
    قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج
    قلت : فرعون ؟
    قال : له منا كل نصر وعون
    قلت : فصلاح الدين بطل حطين؟
    قال : دعه فقد مرغنا بالطين
    قلت: حسن البنا؟
    قال: كان لكم أعظم بنّاء
    قلت : محمد بن عبدالوهاب؟
    قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكل شهاب
    قلت : أبوجهل؟
    قال : نحن له أخوة وأهل
    قلت : فأبو لهب ؟
    قال : نحن معه أينما ذهب !
    قلت : فـلينين؟
    قال : ربطناه في النار مع استالين
    قلت : فالمجلات الخليعة ؟
    قال : هي لنا شريعة
    قلت : فالدشوش ؟
    قال : نجعل الناس بها كالوحوش
    قلت : فالمقاهي ؟
    قال : نرحب فيها بكل لاهي
    قلت : ما هو ذكركم؟
    قال : الأغاني
    قلت : وعملكم؟
    قال : الأماني
    قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟
    قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق
    قلت : كيف تضلّ الناس ؟
    قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات
    قلت : كيف تضلّ النساء ؟
    قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور
    قلت : فكيف تضلّ العلماء؟
    قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور
    قلت : كيف تضلّ العامة ؟
    قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة
    قلت : فكيف تضلّ التجار ؟
    قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات
    قلت : فكيف تضلّ الشباب ؟
    قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام
    قلت : فما رأيك بدولة اليهود (اسرائيل) ؟
    قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة
    قلت : فأبو نواس؟
    قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس
    قلت : فأهل الحداثة؟
    قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة
    قلت : فالعلمانية؟
    قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني
    قلت : فما تقول في واشنطن؟
    قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن
    قلت : فما رأيك في الدعاة ؟
    قال : عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت
    قلت : فما تقول في الصحف ؟
    قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف
    قلت : فما تقول في القنوات الاخبارية ؟
    قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم
    قلت : فما فعلت في الغراب ؟
    قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب
    قلت : فما فعلت بقارون ؟
    قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز
    قلت : فماذا قلت لفرعون ؟
    قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر
    قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟
    قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم
    قلت : فماذا يقتلك ؟
    قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي
    قلت : فما أحب الناس اليك ؟
    قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون
    قلت : فما أبغض الناس اليك ؟
    قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد
    قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !

  9. #54
    ريتشارد
    قصة قصيرة ( بيت المستقبل )

    السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

    كانت أم جالسة مع أطفالها تساعدهم في واجباتهم المدرسية وكان من بين أبنائها طفلها الذي لما يدخل المدرسة وبعد الانتهاء من الواجبات الدراسية قامت الأم لتحضير الغداء لأب زوجها (المسن) الذي كانت له غرفة منعزلة في الخارج في حديقة المنزل ذهبت إليه وقدمت له الغداء واطمأنت عليه وتأكدت أنه لا يريد شيئًا آخر ، وفي أثناء عودتها إلى المنزل أصابها الفضول فيما يفعله ابنها الطفل حيث لاحظت الأم قبل إحضار الطعام لأب زوجها أن ابنها كان ممسكا بقلم أحد إخوته ويرسم مربعات ودوائر على ورقة فتجاهلت الأمر .. لكنها تفاجأت أنها وبعد انتهاء عملها وعودتها من عند أب زوجها(عمها) أن ابنها لايزال ممسكا بالقلم ويرسم .. فاقتربت الأم شيئًا فشيئًا إلى ابنها وهي تسأله : ماذا يرسم الحبيب ؟ فقال لها أرسم بيت المستقبل الذي سأسكنه أنا وزوجتي وأطفالي ففرحت الأم بما سمعته ولكنها لاحظت أن ابنها رسم مربعا منعزلا خارج المنزل .. فسألته: لم هذا المربع منعزلا عن باقي المربعات والممرات في المنزل فكان الجواب كالصاعقه للأم التي لم تتوقعه من ابنها .. والتي حمدت الله على سؤال ابنها قبل فوات الأوان .. كان جواب الابن البريء : هذي ماما ستكون غرفتك عندما تكبرين .. فسألته :وهل ستجعلني في غرفة وحدي ولا أحد يؤنسني .. فقال لها : لا سأزورك ولكنني سأجعلك في غرفة منعزلة مثل غرفة جدي.. ما إن سمعت الأم هذا الجواب من ابنها حتى فاضت عيناها بالدموع فقررت تبديل غرفة الجلوس في البيت بغرفة عمها (أب زوجها) ونقل غرفة الجلوس إلى الخارج .. وأثناء عودة الزوج من عمله استغرب لما يحصل في المنزل من تغييرات فذهب إلى زوجته وسألها ما الذي يحصل؟ ولم هذه التغييرات ؟ فأجابته : تأثرت بكلام ابني الذي رسم بيت المستقبل وغرفتنا أنا وأنت المنعزلة عن المنزل فلا أريد أن يرى أبنائي جدهم منعزلا ويقوموا بفعل نفس الشيء بنا أنا وأنت
    كاد الزوج أن يطير من الفرحة لما قررته زوجته وبارك لها جهودها

    فهذه يا أحبتي قصة من بين آلاف القصص أردت أن يعرف الآباء والأمهات أن حسن معاملة الوالدين مهمة .. لأنها ستحظى بنفس المعاملة من الأبناء

  10. #55
    ريتشارد
    مقال علمي

    السلام عليكم

    ..((السمنــــــــــــــــــ ه((
    معظم النساء يخضعن انفسهن في مرحلة من مراحل حياتهن لنظام غذائي معين يتطلب شراء انواع معينة من الاغذية والفيتامينات من اجل الوصول الي الوزن المثالي.

    فهل السمنة مرض حقيقي يستوجب العلاج أم انها فكرة وهمية نشأت حديثا، مع رغبة المرأة في الاستحواذ علي مظهر رائع الجمال؟

    هناك وجهان لعملة السمنة، الاول انها مرض حقيقي يعاني منه الكثيرون من النساء والرجال معا، وانها ليست مرضا مقتصرا علي النساء فحسب، الوجه الثاني انها ايضا مرض وهمي تعاني منه المرأة في اوربا واميركا خاصة بسبب مطاردة حلم النحافة والرشاقة المقدم اليهن دائما من قبل اجهزة الاعلام وعروض الازياء والافلام السينمائية، لذلك يمكننا القول أن السمنة مرض حقيقي ووهم يدر الارباح الطائلة في آن واحد.

    مرض السمنة

    يصف الاطباء السمنة وزيادة الوزن احيانا بأنها حالة ذهنية بالاضافة إلي كونها زيادة حقيقية في الوزن، ولا يمكن اعتبارها مرضا الا عندما تتحول كمية المواد الدهنية المترسبة في انحاء الجسم الي خطر يهدد صحة الانسان.

    وفي بريطانيا مثلا تشير الاحصائيات الرسمية الي ان 85% من النساء و 60% من الرجال يرغبون في فقدان كمية معينة من وزنهم وان ربع السكان يتبعون ريجيما غذائيا في مرحلة من مراحل حياتهم.

    وتؤكد الاحصائيات بأن السمنة كمرض صفة حقيقية لامرأة واحدة من كل ثماني نساء ورجل واحد من كل 12 رجلا فقط في بريطانيا مما يعني ان خطر السمنة قليل نسبيا قياسا الي كثرة ما نقرأ عنها ووفرة المنتجات الغذائية المساعدة علي التنحيف الموجودة في الاسواق بالاضافة الي كميات الكتب المعنية بتقدير انواع الريجيم والمنشورة بمعدل كتاب في الاسبوع في اوروبا واميركا.

    واذا ما القينا نظرة سريعة علي الوضع الغذائي في اميركا لوجدنا أن هناك 100 مليون بالغ يعانون من السمنة نصفهم يتبع ريجيما غذائياً معينا، وتبلغ الثروة الاقتصادية المصروفة علي حبوب واطعمة ومنتجات الريجيم 35 مليار دولار اميركي سنويا بالمقارنة مع ملياري جنيه استرليني سنويا في بريطانيا.

    وتشير كل الدلائل بأن معدل السمنة في اميركا والدول الاوروبية قد ازداد بالمقارنة مع بداية القرن وان هذه الزيادة تقترب تدريجيا من البلدان الآسيوية وبقية انحاء العالم، ولاسباب عديدة وهي زيادة الرفاهية ومعدل دخل الفرد وقدرته علي شراء المنتجات الغذائية الغنية بالدهون والسكريات التي يتم الاعلان عنها بشكل صارخ بالاضافة الي ان متطلبات العمل اليومي لم تعد تتطلب جهدا جسديا وعضليا كبيرا.

    المرأة والازياء والسمنة

    ان مضار السمنة علي المدي البعيد جسيمة وتشكل خطراً حقيقا علي حياة الانسان والمرأة اكثر من الرجل معرضة لزيادة الوزن خاصة في مرحلة منتصف العمر وقائمة الامراض المرافقة للسمنة طويلة اهمها خطر الاصابة بأمراض القلب وزيادة نسبة الكولسترول في الدم وآلام المفاصل وقلة الحركة وارتفاع ضغط الدم.

    وهي امراض خطرة تستدعي اتباع نظام غذائي صحي وايجاد علاج سريع وطويل المدي للمشكلة.

    ولكن ماذا عن السمنة الوهمية؟ أي السمنة المتكونة كفكرة في عقل المرأة خاصة بسبب الصورة الاعلامية الجاهزة المرسومة عن عالم عارضات الازياء والنجمات وعدد قليل من سيدات المجتمع.

    لقد بدأت موضة النحافة المفرطة منذ فترة الخمسينات عندما تألقت الممثلة اودري هيبورن بأدوارها علي الشاشة ورسخت صور المرأة النحيفة، الضعيفة التي تمنح الرجل الاحساس بالقوة والرغبة في حمايتها.

    ثم حلت فترة الستينيات لتضيف عارضات الازياء بعدا جديدا الي مفهوم الاناقة الراقية فأصبحت الاناقة مرتبطة بقوام المرأة النحيفة وبقدرتها علي ارتداء الازياء الضيقة التي لا تدل علي وجود أي ترسبات دهنية زائدة
    .

  11. #56
    ريتشارد
    قصة ( إن بعد العسر يسرًا )
    والقصه كماهي:
    عبدالرحيم.. يتزوج.. ولا مال لديه!
    عبدالرحيم .. شخص كريم النفس.. حميد الخصال.. قدر الله له أن يكون.. فقيراً.. وقد تعرفت عليه أثناء إقامتي في أمريكا للدراسة..
    كلم يخطب بنا في صلاة الجمعة.. وكان خطيباً مفوهاً.. جهوري الصور.. حماسي الأداء.. إذا خطب.. خشينا عليه.. أن يفرط قلبه.. وينهار.. فقد كان يخطب بالحضور وكأنه يخاطب كلاً منهم شخصياً.. ولكن بقوة وحماسة.. وتأثير..
    كان عبدالرحيم.. أكبر منا سناً.. ولكنه كان فتياً.. وقد احتاج إلى الزواج.. ولكنه.. لا يملك المال.. فكيف؟
    عندما أراد الله به الخير.. تطبيقاً لقوله تعالى.. "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً".. إلى قوله.. "إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله".. قيض له الأسباب.. وقد حصل!
    فعبدالرحيم.. الفقير مادياً.. الغني النفس بالله.. الذي لا يملك بيتاً.. ولا سيارة.. ولا دخلاً شهرياً ثابتاً.. فتح الله عليه أبواب الخير.. ففي ذلك الوقت.. أسلمت امرأة أمريكية.. طيبة.. وكانت غير متزوجة.. وكانت حريصة على تعلم الدين.. فخطبها له بعض الإخوة.. ولكن.. أنى له نفقات وتبعات الزواج المالية..؟
    كان عندنا شقيقان من أبناء التجار الفضلاء.. من الكويت.. وكانت لديهما شقة فاخرة.. مؤثثة بأحسن الأثاث.. وكان وقت تخرجهما في الجامعة.. هذا الفصل.. فلما سنعا بخبر زواج عبدالرحيم.. قدما له الشقة بكل ما فيها.. هدية الزواج.. هذه واحدة..!
    وكان عندنا شاب دمث الأخلاق.. قريب لأحد الوزراء في دولة الإمارات الشقيقة.. وكانت لديه سيارة فاخرة.. وكان وقت تخرجه أيضاً في هذا الفصل.. فلما عرف بزواج عبدالرحيم.. تقدم إليه وقدم إليه سيارته له هدية.. وهذه الثانية!
    وكان عبدالرحيم قد تقدم بطلب إلى الجامعة منذ مدة طويلة.. للحصول على منحة لاستكمال دراسته الجامعية العليا.. للحصول على الماجستير والدكتوراه.. فتلقى رسالة من الجامعة تفيد بالموافقة على المنحة.. وبراتب يغطي جميع مصاريفه هو وزوجته.. وكل ما يحتاج إليه.. وهذه الثالثة!
    فما أكرمك يا رب.. وما أعظم عطاءك.. وما أرحمك بعبادك.. فإن مرت بك ضائقة.. ذات يوم.. وسدت في وجهك الأبواب.. وظننت أن لا ملجأ من الله إلا إليه.. فاعلم.. أنه لاشك.. سيكرمك..
    وتذكر.. عبدالرحيم.. يا عبدالرحمن
    ..

  12. #57
    ريتشارد
    حوار بين الحق والباطل حوار بين الحق والباطل:*

    - تمشَّى الباطل يوماً مع الحق

    فقال الباطل: أنا أعلى منك رأساً.

    قال الحق: أنا أثبت منك قدماً.

    قال الباطل: أن أقوى منك.

    قال الحق: أنا أبقى منك.

    قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون.

    قال الحق:

    (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون )

    قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.

    قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين
    .

  13. #58
    ريتشارد
    قصة قصيرة

    الحذاء الحكيم
    للقاص / محمد عبد الحليم عبد الله
    كان دكانه في آخر القرية ، بينه وبين الحقول مسافة قصيرة ، وكان متواضعا جدا ؛ ليتناسب مع البيئة التي فتح فيها . رأيته جالسا على كرسي قصير ، وأمامه منضدة عالية عليها أدواته . وكان متوسط العمر ، على وجهه آثار الصحة ، وفي كفيه خشونة تتناسب مع الصنعة ، قابلني بوجه رزين لا ينبىء بشيء . لم يكن فيه تودد ولا ترحيب . ألقى عليه نظرة خاطفة ، وهو يفحص الحذاء الذي قدمته له ، وأحسست بوطأة الخجل ، وهو يقلبه بين يديه ، كما يقلب الطبيب طفلا ميتا ؛ وكأنه يقول لي بغير كلام : لم يبق فيه ، يا سيدي شيء يصلح ، ثم وضعه على المنضدة أمامه ، وانصرف إلى خياطة حذاء جديد على وركيه .
    كل هذا ولم يرفع إلي طرفا ؛ فأحسست بقلق وضجر ، وغيظ ، وبعد فترة ، تناهى إلي صوته يقول ، وهو مطرق نحو حجره : ماذا تريد يا سيدي ؟
    - أريد أن تصلح لي الحذاء . فأجاب دون أن يغير وضعه ، وكأنه يتحداني :خمسون جنيها .
    - أنا لا أسألك عن تكاليف الحذاء الجديد .
    - مفهوم .
    وسكت كل منا ، وجعل يعمل إبرتيه المقوستين فيما بين يديه دون أن يكلمني . فقلت له :
    - ألا يكفي ثلاثون ؟
    - يفتح الله .
    وخطفت الحذاء ، وانصرفت قبل أن أضربه بشيء ، مما أمامه . وسرت في طريقي أتمتم بدعوات وتمنيات مختلفة ، حتى وصلت إلى حجرتي ، وجلست أستعيد الموقف . ولما هدأ غضبي قلت :
    - لا مفر هل أسير حافيا ؟ ليكن ما يكون !
    وعدت إلي ؛ وكان جالسا كما كان ، يعمل إبرتيه المقوستين .
    وألقيت عليه السلام، فلم يرفع إلي طرفا ، وجلست ، فلم ينظر إلي ، ووضعت الحذاء أمامه ، فلم يتحرك . عندئذ قلت :
    - أرجو أن تنتهي من إصلاحه هذا اليوم .
    - إن شاء الله . فبلعت ريقي ، وقلت في سذاجة :
    - ألا يمكن أن تتنازل لي عن عشرة جنيهات ؟ إنك تبالغ .
    - أنت تعرف جيدا الحالة التي آل إليها حذاؤك .
    - افرض أنني لا أملك هذا المبلغ .
    - في هذه الحالة ، استغن عن الحذاء وامش حافيا .
    فرفع إلي وجهه ، وابتسم للمرة الأولى ، وقال بصوت خافت :
    - لا تغضب ! ليس في الدنيا شيء يستحق الحزن .
    - أنت لا تعرف كيف تتكلم !
    - يخيل إلي ذلك . أنا لم أخطىء . في الدنيا ناس يتمنون على الله أن يسيروا حفاة ، ويكونوا سعداء جدا بذلك . ألا تصدق ؟ وفك ربيعة رجليه ، وأظهر إحداهمامن تحت جلابيته فإذا بها مقطوعة ، وكان مع ذلك يبتسم في هدوء !
    عندئذ ، ذكرت المثل القائل : ( خرجت أطلب حذاء فوجدت ناسا بدون رجلين ) وعدت إلى مسكني أكثر هدوءا وسعادة
    .

  14. #59
    ريتشارد
    مناظرة خيالية بين القرية والمدينة
    في إحدى الليالي حيث كان القمر غائبا ، وقد اشتدت ظلمة الليل خارج المدينة ، نظرت المدينة إلى نفسها مزهوة وقالت : ما أجمل المدينة ! وما أكثر أنوارها ! أين القرية من هذا الجمال الفاتن ؟
    سمعت القرية سؤال المدينة فدارت بينهما المناظرة الآتية :
    القرية : مالي أراك مزهوة بنفسك قد امتلأت كبراً وغروراً ؟!
    المدينة : ومالي لا أزهو ؟ ألست درة متلألئة وسط هذا الظلام ؟!
    القرية : لا تنسي نفسك ، أيتها المدينة المغرورة ، وتذكري كيف كنت بالأمس القريب حين انقطعت عنك
    الكهرباء ، وبقي الناس في منازلهم ساخطين عليك ، متبرمين من ظلامك .
    المدينة : لئن انقطعت عني الكهرباء ليلة أو ليلتين فإنك تعيشين دائماً في هذا الظلام .
    القرية : وهل جلبت هذه الأنوار إلا الصخب والضجيج فأرهقت الأعين وأتلفت الأعصاب ؟ ثم - بالله عليك-
    أين أنت من ليلي ، وما أتمتع به من وسكون ترتاح إليه النفس ، فيزول ما بها من كد وعناء ؟!
    وهل يشعر أهلك بجمال السماء في الليل يسطع فيها ضوء القمر وقد اجتمعت النجوم من حوله
    مرحبات به يسمرن معه في حفل بهيج ؟!
    المدينة : لئن سلمت لك بما ذكرته من جمال ليلك فلا تنسي شوارعي الواسعة ، وبناياتي العالية ،وخدماتي
    المتعددة كالمستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها من المصالح والإدارات التي يحتاجها أبناؤك فيأتون إلي ثم يعودون إليك معجبين بما رأوه في من حسن وجمال .
    القرية : أما المدارس والمستشفيات والكثير من الخدمات فقد نشرتها الحكومة في كل مكان ، فصار أبنائي
    يتمتعون بها كأبنائك ، ولا تنسي أن كثيرا ممن يديرون مستشفياتك ويدرسون في جامعاتك هم أبنائي الذين نشؤوا في ربوعي ، وتربوا في أحضاني ، فصفت عقولهم وزكت نفوسهم بهدأتي وسكوني . ولا تنسي - أيتها المدينة المغرورة - أنك قطعت ما بين أبنائك من صلات , فأصبح القريب لا يصل قريبه ، والجار لا يعرف جاره ، والزميل لا يزور زميله ، بينما احتفظت أنا بهذه الروابط الاجتماعية الغالية ...

    حينئذ سكتت المدينة مقرة للقرية بفضلها .

  15. #60
    ريتشارد
    - قصة قصيرة أمنيته رجل أن يكون ضابطا يخدم وطنه

    كانت أمنيته في هذه الحياة أن يكون ضابطا يخدم وطنه
    في أي مكان ولكن هذه الأمنية لم تتحقق بل تحقق بعضها فعمل عسكريًا
    برتبة ( وكيل رقيب ) فتم تعيينه في أحد القطاعات العسكرية وكان نعم الرجل
    خلقا ودينا وأمانة وعندما عـُـرف بهذه الصفات جعله زملاؤه إماما لهم يؤمهم
    في صلواتهم وكان يطيل إمامته لهم ولا سيما في صلاة الفجر وكان رئيسه متهاونا
    في دينه ،شديدا على مرؤوسيه فيوقظهم قبل صلاة الفجر لأداء التمرينات العسكرية وكان
    يأمر العسكري بتخفيف الصلاة لاغتنام الوقت في كثرة التدريبات وفي ذات مرة شدد الضابط
    برتبة ( نقيب ) على هذا الفرد فقرأ في الركعة الأولى " وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا
    السبيلا " فكبر للركوع وقرأ في الركعة الثانية " ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا " وبعد نهاية
    الصلاة طلب الضابط من الفرد المثول والحضور لديه فامتثل الفرد وحضر عند الضابط فجلسا يتجاذبان أطراف
    الحديث - فسأل الضابط الفرد ما سبب قراءتك لهاتين الآيتين ؟ فرد الفرد هما آيتان في كتاب الله والله تعالى
    يقول "فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّر منه " فكرر الضابط سؤاله مرة أخرى بحزم وشدة :ما سبب قراءتك لهاتين الآيتين
    في صلاة الفجر دون غيرهما فرد الفرد إنفاذا لأمرك وطاعة لك لأنك كنت تأمرني بتقصير القراءة فقرأتهما
    فازداد غضب الضابط من إجابة الفرد كتب تقريرا سيئا ووضعه في ملف الفرد فتم نقل الفرد نقلا تأديبيا
    لأبعد مكان عن مقر سكنه ولكن في المدينة نفسها وفي القطاع نفسه فباشر الفرد في مقر عمله الجديد
    وبعد فترة لحظ زملاؤه الجدد استقامته وأمانته ودماثة خلقه ولفتت تلك الصفات انتباه رئيسه الجديد الضابط
    برتبة ( عقيد ) فتعجب العقيد من التناقض بين التقرير السيء والصفات التي يتصف بها الفرد فاستدعى
    العقيد الفرد وأخذ يسأله عن قصته فأخبر الفردُ رئيسه الجديد العقيدَ بالقصة وهاتف العقيد الرئيس السابق
    النقيب للتأكد من صحة كلام الفرد فتطابق كلام الرئيس القديم مع كلام الفرد فأصدر العقيد أمره بإعادة
    الفرد لمقر عمله السابق معززا مكرما

صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. منهج التعبير مرحلة الثانوي ( كامل مع نماذج )
    بواسطة الجازي1429 في المنتدى عربي ثانوي النصف الثاني
    مشاركات: 183
    آخر مشاركة: 05-11-2014, 09:43 PM
  2. موسوعة نماذج لمادة التعبير و الإنشاء
    بواسطة تولين في المنتدى لغتي متوسط -النصف الأول
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 14-02-2014, 11:46 PM
  3. مقال شخصي في مادة التعبير
    بواسطة بيداء الأمل في المنتدى عربي متوسط النصف الثاني
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-04-2010, 08:15 PM
  4. طالب رسب فى مادة التعبير لاتفووووووووووتكم
    بواسطة سحر الدنيا في المنتدى منتدى الفكاهة والغربلة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-12-2008, 03:30 AM
  5. أحد الطلاب رسب في مادة التعبير
    بواسطة ريفـــــــــان في المنتدى منتدى الفكاهة والغربلة
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 07-09-2003, 03:12 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •