أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الألباني :في رسالته مناسك الحج و العمرة ص 32 :(لقوله صلى الله عليه و سلم : إن هذا يوم رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوا من كل ما حرمتم منه إلا النساء ، فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا هذا البيت صرتم حرماً لهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة ، قبل أن تطوفوا به )
و علق عليه الألباني في الهامش :
وهو حديث صحيح ، و قد قواه جمع منهم الإمام ابن القيم ، كما بينته في صحيح أبي داود 1745
ولما اطلع على هذا الحديث بعض أفاضل أهل العلم قبل ذيوع الرسالة ، استغربوه و بعضهم بادر إلى تضعيفه _ كما كنت فعلت أنا نفسي في بعض مؤلفاتي _ بناء على الطريق التي عند أبي داود ، و هذه مع أنها قواها ابن القيم في التهذيب و الحافظ في التلخيص بسكوته عليه ، فقد و جدت له طريقاً أخرى يقطع الواقف عليها بانتفاء الضعف عنه ، وارتقائه إلى مرتبة الصحة ، و لكنها لما كانت في مصدر غير متداول عند الجماهير ، و هو شرح معاني الآثار للإمام الطحاوي خفيت عليه كما خفيت علي من قبل ، فلذلك بادروا إلى الاستغراب أو التضعيف.
و شجعهم على ذلك أنهم وجدوا من قال من العلماء فيه : لا أعلم أحداً من الفقهاء قال به ، و هذا نفي ، و هو ليس علماً ، فإن من المعلوم عند أهل العلم أن عدم العلم بالشيء ، لا يستلزم العلم بعدمه ، فإذا ثبت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان صريح الدلالة كهذا ، وجبت المبادرة إلى العمل به ، و لا يتوقف ذلك على معرفة موقف أهل العلم منه .، كما قال الإمام الشافعي : (يقبل الخبر في الوقت الذي يثبت فيه ، و إن لم يمض عمل من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا ، إن حديث رسول الله يثبت بنفسه ، لا بعمل غيره بعده )
قلت فحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم أجل أن يستشهد عليه بعمل الفقهاء به ؟ فإنه أصل مستقل حاكم غير محكوم ، ومع ذلك فقد عمل بالحديث جماعة من أهل العلم منهم عروة بن الزبير التابعي الجليل ، فهل بعد هذا أحد عذر في ترك العمل به ؟
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليما كثيرًا.
الجزائر في : الأربعاء 13 شعبان 1435 هـ / 11 يونيو 2014 م