نقل المعلمات.. مرة اخرى
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحمن عبدالعزيز المرشد
اثارت هذه الصفحة مراراً وتكراراً مشكلة النقل المدرسي سواد للطلبة او الطالبات من جهة او للمعلمات من جهة اخرى ولكن لا حياة لمن تنادي.
وطالبنا بإنشاء شركة كبرى متخصصة تتولى القيام بعملية النقل ليتم خلالها توظيف ابناء الوطن واستثمار طاقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة ضمن شروط محددة تضعها وزارة التربية في الاشخاص المراد تشغيلهم.. ولكن بدون فائدة.
الملاحظ حالياً فيما يتعلق بنقل المعلمات ان المساءلة تخضع للاجتهادات الفردية، فمن لديه واحد او اكثر من (المايكروباص) وضع لافتة على ظهر السيارة تشير انه متخصص في نقل المعلمات (سواء داخل الرياض او خارجها) ومن تريد الاستفادة من خدماته عليها الاتصال به على الهاتف الذي يضعه على اللافتة.
المشكلة ان هؤلاء لا يخضعون للرقابة ولا يلتزمون بالشروط التي سبق ان وضعتها الوزارة لممارسي هذا العمل، فالسعودة مفقودة وأنا اشاهد كثيراً من المقيمين في شوارع الرياض يزاولون هذه المهنة بدون خوف او وجل وبدون محرم؟ (حسب الشروط التي وضعتها الوزارة على السائق السعودي) كما ان الشروط التي تم وضعها لسلامة المركبة غير متوفرة، فأغلب من يقوم بالنقل وبالأخص على الطرق الطويلة سياراتهم غير مؤهلة بتاتاً ولا تتوفر بها عوامل السلامة، وكم سمعنا من مآسٍ لبناتنا المعلمات وقعت بعد قضاء الله وقدره بسبب السيارة.
وتشير دراسة حديثة اطلعت عليها مؤخراً اصدرتها اللجنة الوطنية لسلامة المرور ان عدد حوادث المعلمات بلغ (6) لكل مائة معلمة تنقل للتدريس خارج محيط المدينة او المراكز وأن هناك جملة من العناصر المشتركة في وقوع هذه الحوادث المروعة ومنها تجاوز عمر بعض المركبات الناقلة للمعلمات اكثر من (12) سنة (بمعنى انها غير صالحة للنقل) اضافة الى استخدام اطارات تجاوزت عمرها الافتراضي، فيما تشير دراسة حديثة للادارة العامة للمرور ان حوادث المعلمات تفوق جميع الحوادث المرورية العادية، وتسجل منطقة الرياض اعلى نسبة في حوادث المعلمات حيث بلغت 17.5% تليها منطقة عسير بنسبة 14% ثم منطقة مكة المكرمة بنسبة 13% وخلال السنوات الثلاث الماضية كما تشير احدى الدراسات توفيت 140معلمة واصيب 496اخرى.
نزيف هذه الدماء البريئة يحتم علينا المسارعة لوضع الحلول وكما قلنا سابقاً ان قيام شركة كبرى للنقل تضم اسطولاً من المركبات الحديثة بمواصفات عالية وسائقين مؤهلين، هي الانسب مع تزويدهم بوسائل اتصال متطورة لتفادي الاشكالات التي تقع على الطرق النائية. اما اذا تم ترك عملية النقل للجهد الفردي فإن مسلسل الحوادث الدموية لن يتوقف.
http://www.alriyadh.com/2007/11/26/article296984.html