أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


سئل الإمام العلامة فقيه الزمان محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - كما في ( فتاويه ) ( 12/398 ) :

( هذا الحجر يسميه كثير من العوام حجر إسماعيل ، ولكن هذه التسمية خطأ ليس لها أصل ، فإن إسماعيل لم يعلم عن هذا الحجر ، لأن سبب هذا الحجر أن قريشاً لما بنت الكعبة ، وكانت في الأول على قواعد إبراهيم ممتدة نحو الشمال ، فلما جمعت نفقة الكعبة وأرادت البناء ، قصرت النفقة فصارت لا تكفي لبناء الكعبة على قواعد إبراهيم ، فقالوا نبني ما تحتمله النفقة ، والباقي نجعله خارجاً ونحجر عليه حتى لا يطوف أحد من دونه ، ومن هنا سمى حجراً ، لأن قريشاً حجرته حين قصرت بها النفقة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة - رضى الله عنها - : لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ، ولجعلت لها بابين ، باب يدخل منه الناس ، وباباً يخرجون منه )) ) .


وقال في ( فتاوى نور على الدرب ) ( 4/223 ) :

( والحكمة من كون الركنين اليمانيين في الكعبة يمسحان دون الركنين الآخرين أن الركنين الآخرين ليسا على قواعد إبراهيم لأن الكعبة كانت أكثر امتدادا نحو الشمال مما كانت عليه الآن ولكن قريشاً لما أرادوا أن يعمروها قصرت بهم النفقة فرأوا أن يبنوا هذا الجزء وأن يدعوا الجزء الآخر واختاروا أن يكون المتروك الجزء الشمالي لأنه ليس فيه الحجر وبذلك نعرف أن الحِجر الموجود الآن ليس كما يزعم العامة حِجر إسماعيل فإن هذا الحِجر إنما أحدث أخيراً في عهد الجاهلية فكيف يكون حِجر لإسماعيل لكنه يسمى الحجر والحطيم ولا يضاف إلى إسماعيل إطلاقاً ونصيحة لهؤلاء القوم الذين يتمسحون بحجرة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتقوا الله عز وجل وأن يعبدوا الله بما شرعه لا بأهوائهم فإن الله تعالى يقول (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنّ) وكل إنسان يعبد على خلاف شريعته فإنه عمل مردود عليه وهو آثم به إن كان عالماً بأنه مخالف للشريعة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما صح عنه (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وفي لفظ (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) أي مردود عليه ) .

وقال في ( شرح كتاب الحج من صحيح البخاري ) ( ص 62 ) :

( ...وفي هذا دليل على كذب ما اشتهر عند العوام أن هذا الحجر حجر إسماعيل ، إسماعيل بنى الكعبة على قواعد أصلية ، وهذا مما أخرجه قريش ، حتى غالى بعضهم وقال : إن إسماعيل دُفن تحت الميزاب يعني أن قبره في هذا الحجر ، وهذا أكذب وأكذب وأشد خطراً على الأمة ؛ لأن العوام إذا اعتقدوا هذا وصاروا يصلون في هذا المكان اعتقدوا أنهم يصلون على القبر ، وهذا خطير ، ولذلك يجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس مثل هذه الأشياء، حتى لو قال لك يا فلان أنا والله طفت من دون حجر إسماعيل. صحح كلامه أولاً ثم أجيبه في ذلك . ) .

منقول من طاهر نجم الدين المحسي