أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


فضل شهر شعبان
أبو عاصم البركاتي المصري
شهر شعبان من أهم الشهور في السنة لأن أعمال السنة ترفع فيه إلي الله عز وجل ؛ فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" رواه أحمد والنسائي، وحسنه الألباني.

ليلة النصف من شعبان
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه -عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ" [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني]، وفي رواية: "إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اطَّلَعَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ" [رواه البيهقي والطبراني، وحسنه الألباني].

قال العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله :ومن البدع التي أحدثها بعض الناس :بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان, وتخصيص يومها بالصيام ,وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه؛ ....ثم قال :والذي أجمع عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة. انتهى [ رسالة حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان].

من السنة صيام أكثر شعبان
شهر شعبان كالسنة القبلة لصيام الفريضة في رمضان؛ وصيام الست من شوال كالسنة البعدية لصيام رمضان.

أخرج البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عَنْ أَبِى سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - حَدَّثَتْهُ قَالَتْ لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ :«خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم -مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّتْ » وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً دَاوَمَ عَلَيْهَا.

لم يتم النبي صلى الله عليه وسلم صيام شهر إلا رمضان
أخرج البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما – قَالَ: " مَا صَامَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ ، وَيَصُومُ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ لاَ وَاللَّهِ لاَ يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ لاَ وَاللَّهِ لاَ يَصُومُ".

وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان ».

وقد رجح طائفة من العلماء، أن النبي لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره، ويشهد له ما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما علمته - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - صام شهراً كله إلا رمضان». وفي رواية له أيضاً عنها قالت: «ما رأيته صام شهراً كاملاً منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان».

وكان ابن عباس يكره أن يصوم شهراً كاملاً غير رمضان، قال ابن حجر رحمه الله :"كان صيامه في شعبان تطوعاً أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان".

قال ابن رجب رحمه الله: " صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه".

فوائد صوم شعبان
صيام شهر شعبان تهيئة وإعداد لصيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان فيشق عليه، وقد ورد في الحديث عن أهميه الصوم في شعبان ما ثبت في الصحيحين «عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: (هل صمت من سرر هذا الشهر شيئاً؟) قال: لا، قال: (فإذا أفطرت فصم يومين)».وفي رواية البخاري :أظنه يعني رمضان وفي رواية لمسلم :«(هل صمت من سرر شعبان شيئاً؟)»

فمن يصوم في شعبان يدخل رمضان بقوة ونشاط.

وعليه فالمؤمن يجهز نفسه لرمضان ويتهيأ له من قيام ليل وصدقة وقراءة قرآن، قال سلمة بن سهيل كان يقال: شهر شعبان شهر القراء.

وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال :هذا شهر القراء.

وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.

الجمع بين النهي عن الصيام إذا انتصف شعبان وبين أحاديث الإباحة
أخرج أحمد والترمذي بإسناد صحيح عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ.

وأخرج الترمذي وغيره وصححه الألباني عن أبي هريرة :قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموه".
قال أبو عيسى الترمذي :ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مفطرا فإذا بقي من شعبان شيء أخذ في الصوم لحال شهر رمضان وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ما يشبه قولهم حيث قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقدموا شهر رمضان لصيام إلا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه أحدكم" وقد دل في هذا الحديث أنما الكراهية على من يتعمد الصيام لحال رمضان. انتهى
النهي عن صيام آخر يومين من شعبان
عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين. إلا رجل كان يصوم صوماً، فليصمه» رواه مسلم .

ومثله من له عادة صوم كأن يكون المسلم محافظٍا على صيام يومي الإثنين والخميس ، فلا بأس بصيامهما.

كما نهى -صلّى الله عليه وسلّم- عن صيام (يوم الشّكّ) وهو يوم الثلاثين من شعبان إلا أن يوافق عادته في الصّيام.

وجوب قضاء رمضان إذا تعين في شعبان
يجب على من أفطر في رمضان لعذر أن يقضي ما أفطره في شعبان إذا لم يكن قضى في الشهور السابقة؛ فقد أخرج البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ :سَمِعْتُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ كَان يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلاَّ فِي شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النَّبِيِّ، أَوْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وأخرجه مسلم.

والله من وراء القصد