أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفرق بين مدرسة المتقدمين والمتأخرين في إعلال الرواية ..
كنتُ تناقشتُ مع بعض أصحابي حول منهج المتقدمين والمتاخرين ...وبينتُ له ان منهج المتقدمين أسلمُ وأعلمُ وأحكمُ, والمتاخرون يجرون على ظاهر الإسناد, والدليل على صحةِ دعواي بحثي هذا مثال واحد: حول حديث "النوم أخو الموت ، وأهل الجنة لا يموتون"
فالمتقدمون ضعفوه بالإرسال ,والمتأخرون صححوا الموصول واهملوا علله وهو الإرسال ,وراج عليهم الموصول على ما فيه من الضعف.
الحديث:
أخرجه ابن المبارك في الزهد 2:79والطبراني في الاوسط 1:282و8:342وتمام في فوائده 1:174وأبونعيم في الحلية 7:90و1:117و2:56والبيهقي في الأداب 2:178 وفي الشعب 6:409والعقيلي في الضعفاء 2:301
والصيداوي في معجم شيوخه 1:73وأبو الشيخ في طبقات المحدّثين 3:37 والبزار في مسنده كما البداية والنهاية لابن كثير 20:355
اما الموصول فرواه الطبراني في الاوسط 1:282: حدثنا أحمد،. قال: نا عمرو بن محمد الناقد، قال: نا سليمان بن عبيد الله الرقي قال: نا مصعب بن إبراهيم قال: نا عمران بن الربيع الكوفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: سئل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، أينام أهل الجنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون»وفي 8:342 حدثنا المقدام بن داود، نا عبد الله بن محمد بن المغيرة، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة»
لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة "
وهذا اسناد ضعيف بمرة فمصعب بن ابراهيم قال فيه ابن عدي كما في كامله 1:91 " مصعب بْن إِبْرَاهِيم منكر الحديث عن الثقات وعن غيرهم.
وقَالَ : وَلِمُصْعَبٍ هَذَا غَيْرُ ما ذكرت، وَهو مجهول ليس بِالْمَعْرُوفِ وَأَحَادِيثَهُ عَنِ الثِّقَاتِ لَيْسَتْ بالمحفوظة.
وجهّله الإمام احمد كما في سؤالات ابن هانئ 1241: قال ابن هانىء: سألته (يعني أبا عبد الله) عن مصعب بن إبراهيم؟ فقال: لا أعرفه.
والطريق الثانية ففيهاالمقدام ضعيف متهم بالوضع وشيخه أضعف منه ..وقد رواه البيهقي في الشعب 6:409 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي، نا عبد الله بن هاشم، نا معاذ بن معاذ العنبري، نا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أينام أهل الجنة؟ قال: " النوم أخو الموت، ولا يموت أهل الجنة .
قلت الظاهري:وهذا اسناد ضعيف تالف لا يقوم بمثله حديث ,ففيه عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي كان مدمنا لشرب الخمر وبه ضُعّف..
وطريق أبي الشيخ في طبقات المحدثين فيها النضر بن هشام وان كان صدوقا فهو لا يحتمل المخالفة لمن أرسلوه وهم كثر وأرفع وأقوى واحفظ منه..
,واما طريق البزار فقال: حدثنا الفضل بن يعقوب، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، هو الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: «قيل: يا رسول الله، هل ينام أهل الجنة؟ قال: " لا، النوم أخو الموت» ". ثم قال البزار: لا نعلم أحدا أسنده عن محمد بن المنكدر، عن جابر، إلا الثوري، ولا عنه سوى الفريابي. كذا قال…
قلت الظاهري:والفريابي على ثقته أخطأ فى شىء من حديث سفيان ….فهو وإن كان من أصحاب سفيان إلا انه دونهم في الحفظ والضبط ,فيقد عليه غيره من أصحاب سفيان :مثل: يحيى القطان ، و وكيع ، و ابن المبارك ، و ابن مهدى ، و أبو نعيم الفضل بن دكين ..
وأخرجه ابو الفضل الزهري في آحاديث الزهري 491 - ، نا حمزة، نا العباس بن محمد الدوري، نا يونس بن محمد، نا سعيد بن زربي، عن ثابت، عن نفيع بن الحارث، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا؟، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الموت شريك النوم، وليس في الجنة موت»، قالوا: يا رسول الله، فما راحتهم؟ قال رسول صلى الله عليه وسلم: «إنه ليس فيها لغوب، كل أمرهم راحة» فأنزل الله تعالى عند ذلك: {لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} [
وكذا أخرجه البيهقي في البعث باسنادٍ مثله وسعيد بن زربي قال المزى :
قال أبو بكر بن أبى خيثمة و معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال البخارى : عنده عجائب .
و قال أبو داود : ضعيف .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال أبو حاتم : عنده عجائب من المناكير
قلت الظاهري:ومنهج المتقدمين أسلم وأعلم وأحكم قال ابن أبي حاتم في العلل 5:511 وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ الفِرْيابي عن، الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر؛ قال: قال رجل: يا رسول الله، أينام أهل الجنة؟ قال: النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا يموتون.
قال أبي: الصحيح: ابن المنكدر، عن النبي (صلى الله عليه وسلم ؛ ليس فيه: جابر...
وعلله الدارقطني بالارسال فقال كما في علله 13:337 : 3215- وسئل عن حديث محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إنه سئل: أينام أهل الجنة؟ فقال: لا، النوم أخو الموت، والجنة لا موت فيها.
فقال: يرويه الثوري، واختلف عنه؛
فرواه عبد الله بن محمد بن المغيرة، عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر.
وكذلك قيل عن الأشجعي.
ورواه يحيى القطان، وابن مهدي، وأبو مهدي، وأبو شهاب الحناط، وأبو عامر العقدي، عن الثوري، عن ابن المنكدر مرسلا، وهو الصواب.


أما المتأخرون ، فقد قال الهيثمي في "المجمع" 10/415 : رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح!!!
أما الشيخ الألباني فقد قال كما في السلسلة الصحيحة 3:77 قلت: وهؤلاء الخمسة كلهم ثقات غير قطبة بن العلاء، ولا شك أن روايتهم
المرسلة أقوى من رواية الذين أسندوه، فلو كان الذي أسنده فردا لكانت روايتهم
تجعلنا نعتقد أنه وهم في إسناده، أما وهم جمع أيضا، فلا سبيل إلى توهيمهم،
فالصواب القول بصحته مسندا ومرسلا ولا منافاة بينهما، فإن الراوي قد ينشط
أحيانا فيسنده، ولا ينشط تارة فيرسله...
قلت الظاهري :فرحمَ اللهُ الشيخ ناصرًا الالباني كيف اهدر قولي أبي حاتم وابي الحسن,..
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف : في تصحيح وصل الحديث نظر ظاهر من حيث الرواة الذين وصلوه ، والمصادر التي خرجته موصولاً .