مشروع الملك لتطوير التعليم بين الواقع والطموح
--------------------------------------------------------------------------------
مريم عبدالرحمن الغامدي
أبرزت مجموعة من المقالات مدى احتياجنا إلى مشروع التطويركما أبرزت الآمال المتعلقة به والطموحات المتطلعة إليه وعمق الظمأ ورغبة الإرتواء منه بسرعة كسرعة الطفرات السريعة التي تشهدها البلاد في جميع المجالات وإن كنت قد أحسنت النية مسبقا ألا يكون التطوير قد فسر بمفهومه القديم حسب التقسيمات التي أصابته لأن تطوير التعليم يعني مجموع الصيغ والأنظمة والقوانين والبنى التحتية التي تتحكم في مجرى العملية التعليمية وتطوير المنهج لم يعد ضيقا ومقتصرا على المعلومات والمعارف المقررة في المواد الدراسية أو المحتوى المعرفي الذي يضمه كتاب مدرسي مقرر حتى يتم تطويره مستقلا عن المعلم والبيئة والنشاط بل يتعدى مفهومه إلى مجموع الخبرات التربوية المخططة والمتكاملة على المستوى المعرفي والفني والتقني والمهني والإداري التي تقدم للطالب بقصد تعديل السلوك والمساعدة على التطوير الشامل وفق إطار متميز تتحقق من خلاله الأهداف التي تتغير بتغير الزمن وتستمر باستمرارالحياة. بدأت أتساءل ثم بدأت أحلم و أتخيل كيف سنصبح بعد مشروع التطوير؟.
1) هل سنجد إجابات للأسئلة التالية أم أن الأسئلة سوف تتلاشى تماما؟.
* لماذا تختلف الأنظمة المدرسية والقوانين الصفية من مدرسة لمدرسة؟.
* لماذا لايوجد سؤال واحد في جميع المقررات في جميع المراحل في جميع الأقسام تفوح منه رائحة الإبداع
* لماذا تختلف طرق التدريس من معلمة لأخرى ويختلف فهم المتابعة والتقويم من مدرسة لمدرسة ؟
* لماذا ينتقل الطالب من مدرسته بحثا عن درجات أعلى في مدرسة أخرى؟
* لماذا يختلف التوقيت الزمني في الحصص ونهاية الدوام من مدرسة لمدرسة؟
* لماذا يختلف دورالمرشد الطلابي ووظيفته من مدرسة لأخرى ؟
* لماذا نكرم المدرسة التي يحصل جميع طلابها على تقدير ممتاز(لم يرسب أحد) ونعتبرها الناجحة والرائدة بين المدارس.
* لماذا يتفاوت تنفيذ الأنشطة اللاصفية في بعض المدارس ويتم تنفيذها بلا حدود في مدرسة أخرى
* لماذا إذا تغير مدير المدرسة تغيرت بعده المدرسة إما للأفضل أو للأسوأ وتغيرت الأنظمة ومالت إما للشدة أو الليونة .
* لماذا لاتخضع المدارس لخطة إشرافية موحدة تعمل على إيجاد منهجية تحفظ توازن العمل وتبرز رؤية واضحة له وتخطيطا سليما.
3)سوف تزول الشكوى من انتقال أعداد كبيرة من طلاب المرحلة الابتدائية إلى المتوسطة ويمثلون عائقا في سير العملية التعليمية من حيث الفهم والرغبة والأبسط من ذلك الإملاء.
- سوف تنتشر ثقافة التخصص العلمي في تدريس المرحلة الابتدائية التي هي ارتكاز للمراحل اللاحقة ويصبح التنافس على تعليم المرحلة إلى حد الصراع.
- سوف يصبح طلابنا قادرين على وضع الخطط و اتخاذ القرار وحل المشكلات المستقبلية حسبما وضع لهم من أهداف وماينتظر منهم من نتائج.
- سوف نتخلص من تكرار الموضوعات الدراسية في مقررات المراحل المختلفة من خلال التنسيق بين المراحل والاحتياجات النفسية والاجتماعية والمعرفية لكل مرحلة.
- سوف يتسع دور المدرسة ليتضمن التنسيق مع كل الجهات التي تحقق لطلابها التعليم الذاتي.
- سوف يتسع دور المعلم ليشمل التنسيق بين ما يتعلمه الطالب ذاتيا ومساعدته في تقويم ما يتعلمه بحيث يصبح المعلم (شاملا) صاحب بعد ثقافي بعد تخصصي بعد تقني مرشد إلى مصدر المعلومة ومرشد نفسي ومرشد اجتماعي ومشرف نشاط ومشرف ماده بواقع حصص أقل وطلاب أقل وبواقع تقديرأعظم وتعزيزأكبر لدور المعلم الذي إذا لم يثمن انقدنا جميعا إلى أعظم فشل في حياتنا وإذا أردنا أيضا أن نتخلص من وجود معلم مهمل أومقصر.
- سوف تتم معالجة كثافة المواد الدراسية وارتباطها مع مدة العام الدراسي ممايترتب على ذلك التركيز على النواحي العلمية والاهتمام بنتائجها على النواحي الوجدانية والعاطفية والانفعالية وتهميشها وقمعها أحيانا كثيرة لأنها تعطل الزمن المخصص للمادة ولأنها غير موجودة ضمن مفردات المنهج ولايمكن قياسها.
- سوف نعرف كيف تحقق الأمم أهدافها الاستراتيجية عندما يبني التطوير أوسع الأطر الممكنة لاستيعاب المهارات والقيم والاتجاهات التي يتطلبها الوعي الراقي بالإنسان.
- سوف يقتنع التعليم بأن الطالب القوي علميا لن يستفاد منه إذا لم تكن مشاعره مشبعة وانفعالاته موجهة وعواطفه مرتبطة بوطنه وبأهله وبذاته.
- سوف يتصل التعليم بالمجتمع بكافة مؤسساته وهيئاته و مراكزه ومعاهده وأفراده حتى يصبحوا جهات مسؤولة ومشاركة في تقبل خططه وتفعيلها.
- سوف يتم ردم الفجوات المتباعدة بين مخرجات التعليم العام ومدخلات التعليم العالي ومتطلبات الاستراتيجيات الجديدة للدولة التي وضعت في قائمة جدولتها استثمار كل القدرات البشرية واستغلالها بالكامل.
- سوف يتم لم شمل التعليم بالتربية البيئية والتربية السكانية والتربية الإعلامية.
- سوف نفتح نوافذ الترحيب بالصباح لأننا سنلتقي بمدارسنا منبرالتعبير عن الذات منبرالشعوربالذات منبرالتطلع إلى رد الجميل لوطن جميل. سوف نقول وداعا وإلى الأبد للفقروالمرض والجوع والعجزوالألم والقهر ..وداعا لأزمات المقاعد الدراسية ..وداعا لأزمات التخصصات العلمية .
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12572&P=4
