[align=center]لا يوجد نص صحيح يفيد أن آية تحويل القبلة نزلت في{مسجد القبلتين}[/align]
[align=center]
[/align]
[align=center]عبد الرحمن الغامدي – المدينة المنورة [/align]
[align=justify]
يعد مسجد القبلتين والذي يقع في الطرف الغربي من المدينة المنورة أحد المعالم المشهورة في المدينة النبوية حيث يرتاده الكثير من الزوار المسلمين من شتى بلدان العالم، وقد بني هذا المسجد منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي فيه قوم بني سلمة. أما في الوقت الحاضر فإن هذا الجامع المعروف يقيم الكثير من المناشط الدعوية والبرامج التوعوية للجاليات الإسلامية، ويقدم العديد من الدروس والمحاضرات والدورات العلمية للمصلين.
ويقوم الشيخ الدكتور سليم مسعد الأحمدي وهو من مواليد حي القبلتين بالمدينة المنورة والمسمى بحي بني سلمة بإمامة المسجد والخطابة فيه .. حيث إنه منذ نشأته إلى الوقت الحاضر وهو يسكن تلك المنطقة ويتولى الإمامة والخطابة منذ أكثر من أربعين سنة.
وفي حديث لـ(المدينة) يقول الدكتور سليم الأحمدي معرفاً بجامع القبلتين: «لقد نشأت منذ الصغر في هذا الحي والمسمى حي (بني سلمة) وهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دياركم تكتب آثاركم) وهم مجموعة كبيرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم منهم جابر بن عبد الله بن حرام رضي الله عنه».
ويضيف الشيخ الأحمدي: «أما عن مسجد القبلتين فهذا المسجد يسمى بالقبلتين وهذه التسمية جاءت متأخرة ولم نعثر على نص صحيح بأن النبي صلى الله عليه وسلم نزلت عليه آية تحويل القبلة في هذا المسجد، والصحيح هو الذي جاء في صحيح البخاري أنها نزلت عليه في مسجده (المسجد النبوي). فبعض الناس يعتقد أن تسمية المسجد بهذا الاسم إنما جاءت لأن الآية نزلت في هذا المسجد وهذا لم يثبت لأن المدينة كانت كلها قبلتين وتحويل القبلة حدث مفاجأة والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان في غير صلاة ثم بعد ذلك صلى معه الصحابة في مسجده فوجدوه اتجه إلى الكعبة فأخبرهم بعد الصلاة بنزول التحويل فذهب واحد ممن -صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم- إلى مسجد قباء فوجد الناس متجهين نحو الأقصى (القبلة الأولى) فقال لهم: أشهد أن رسول الله توجه إلى الكعبة فانحرفوا وهم يصلون وأكملوها جهة الكعبة فتحولت القبلة في السنة الثانية من الهجرة قال تعالى: (فول وجهك شطر المسجد الحرام). وهذا ما كان يريده النبي -صلى الله عليه وسلم- ويتمناه لقوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها). ومسجد القبلتين أيضًا وردت تسميته في طبقات ابن سعد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زار بعض أصحابه في المسجد ونزلت الآية هناك ولكن هذا لا يقاوم الموجود في صحيح البخاري لأن الصحيح في هذه الرواية أنها ضعيفة فقد نقلها ابن سعد. ويذكر الشيخ الأحمدي عن نفسه فيقول: «كنت إماما للناس في هذا الجامع وأنا في المرحلة الابتدائية في عام 1376هـ، تطوعا وقد تواتر على المسجد عدة أئمة من قبلي ومنهم الشيخ محمد عكاشة وأصله تركي، ثم جاء بعده الشيخ محمد ناصر القايدي، ثم جاء بعده الشيخ عبد الله الملة، وكنت أنا مساعدًا له وكان معي شهادة الماجستير عام 1383هـ، ثم جاء بعدي أئمة منهم محمد محي الدين والدكتور محمد ربيع المدخلي، ثم تركوا المسجد وأنا لازلت مستمرا ولله الحمد في إمامة وخطابة المصلين. ويعرف عن (مسجد القبلتين) أنه خضع لعدة توسعات حيث كان المسجد صغيرًا وعلى (تل مرتفع)، ثم وسُع قليلا وكان له ساحتان منها ساحة لها محراب متجه للمسجد الأقصى وكان بعض الجهلة يصلي فيه، فهدم بعد ذلك وأصبح المحراب على جهة المسجد الحرام. ثم وسُع بعد ذلك في عهد الملك فهد-رحمه الله- وهي التوسعة الأخيرة والموجودة حاليًا. ويقول إمام الجامع الشيخ الأحمدي: «نرجو من الله أن يوسع أكثر لأنه مع كثرة الزوار يعتبر ضيقًا والمصلون يصلون أوقات المناسبات في الخارج لكثرة الزحام. ويقيم المسجد مناشط دعوية مختلفة منها دورة مالك بن أنس رضي الله عنه وهي تقام في الإجازة الصيفية من كل عام، أما خلال السنة فتوجد الكثير من المحاضرات والدورات العلمية منها الدورة المقامة حاليا في الجامع وهي دورة الإمام ابن القيم -رحمه الله- للعلوم الشرعية. والمسجد يزوره الكثير من خارج وداخل المملكة فالمسجد يعتبر معلما إسلاميا لا يخلو غالبا من الناس، كما يؤم عدة أئمة منهم الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر خطيبا ويتزامل معه في الخطابة الشيخ مسعد الحسيني وفي إمامة الصلوات يؤم حاليا فضيلة الشيخ محمود خليل -حفظهم الله.[/align]
[align=center]المصدر جريدة المدينه الإثنين 25/10/1428هـ
أختكم التوفي[/align]
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ^ طـــيــف ^
