[align=center]~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~أول المشوار~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~[/align]
[align=justify]ما أن فرغ علي من تناول طعام الغذاء ، التفت إلى معتز
ــ الحمد الله... إن شاء الله بيت عامر بأهله
قاطعه معتز
ــ أكمل غذائك ... لم تأكل شيئاً ... أم أن طبخ أختي حياة لم يعجبك؟!
سرت بجسده قشعريرة لم يشعر بها من قبل عندما سمع أسمها .... آه ما هذا الإنجاز الكبير هذا اليوم لقد عرف ما هو أسمها أيضاً ...
ــ حقاً أنه أسم على مسمى (( قالها بقرارة نفسه))
هذه المرة قاطعه صوت صديقه "منذر" والطعام يملأ فمه
ــ بربك أليس الطعام شهياً؟
أجابه وهو يعيد فكره إلى الغرفة التي يجلسون بها بعد أن وصل به إلى الغرفة التي تجلس بها حياة...
ــ حقاً أنه طعام لذيذ .. حتى أنني أكلت أكثر من عادتي .... عفواً أريد أن أغسل يدي أين المغسلة؟!
قالها بسرعة وهو يتمنى أن يلمح حياة مرة أخرى ليمتع ناظريه برؤية عيناها الجميلتان إلاَّ أن صوت معتز المرتفع أصابه بصاعقة لم يكن يتوقعها وهو ينادي على أخته حياة:
ــ حياة ..... ياحياة هاتي المنشفة وأرشدي الأستاذ علي إلى المغسلة
ثم التفت إلى علي متابعاً كلامه وهو يشير إلى الباب الذي يؤدي إلى فسحة المنزل
ــ أخي علي تفضل .. من هنا المغسلة
اتجه علي مسرعاً و كأن معتز يرشده إلى باب الجنة ليلتقي أجمل حورياتها وما أن خرج من الباب ليجد نفسه في وسط فسحة المنزل وأمامه قمراً يخطو على الأرض اقتربت منه ببطءٍ شديدٍ والخجل يكاد يلتهمها قائلة وهي تشير إلى مغسلة بيضاء في زاوية الفسحة:
ــ تفضل أستاذ علي ... من هنا المغسلة
ما إن رآها وسمع صوتها حتى أصبحت دقات قلبه لا تعد ولا تحصى ، بل أنه خاف أن يسقط مغشياً عليه
ــ الله ... ما هذا وجه جميل .... عينان جميلتان .... وصوت عذب .... لا أنها معجزة ــ قالها بصوت لم تسمعه حتى أذناه ـ
ــ ماذا هل قلت شيئاً
انتبه إلى نفسه والتفت إليها وهو يتجه إلى المغسلة وهي تسير خلفه تحمل بيدها المنشفة
ــ كلا ... كنت أقول لكِ شكراً
ردت عليه بكلمات مترددة
ــ لا شكر على واجب
فتح صنبور المغسلة وتناول قطعة الصابون من المصبنة الموجودة جانب المغسلة وبدأ يغسل يديه وعيناه مسمرتان في المرآة الموجودة فوق المغسلة كانت صورتها تطغى على نقاء المرآة وهي تقف خلفه مطرقة رأسها في الأرض من شدة الحياء ، استمر في غسل يديه لعدة دقائق... عفواً استمر بالنظر في المرآة ولم يوقظه من سهوته هذه إلا صوت صرير الباب الحديدي معلناً قدوم أحد فأسال الماء على يديه ليزيل أثار الصابون عنها والتفت إليها وتناول المنشفة ليجفف يديه قائلاً لها
ــ شكراً لكِ على كل شيء
ردت عليه بتردد وخوف
ــ نعم ؟! على كل شيء ؟! على ماذا؟!
إلاَّ أن وصول معتز في الوقت الغير مناسب ، حرمه من أن يصرح لها بأي كلمة، فبادره معتز قائلاً في الوقت الذي بدا فيه منذر قادماً:
ــ ألف صحة أخي علي ما رأيك أن نشرب الشاي في هذه الفسحة أليس أفضل
ــ كما تريد ... أفضل ... أفضل
التفت معتز إلى حياة قائلاً:
ــ من بعد إذنك ، ناوليني المنشفة ، وجهزي لنا كأسين من الشاي على ذوقك
ــ تكرم عينيك ... غالي والطلب رخيص ــ قالتها وهي تناوله المنشفة والبسمة ترتسم على وجههاــ
وتوجهت إلى المطبخ الذي لم يكن بابه بعيداً عن المغسلة ، أحس علي أن كلامها موجهاً إليه وليس إلى أخيها معتز، تناول كرسي كان قريباً منه ، وجلس عليه ، كان مكان جلوسه يطل على أحد نوافذ المطبخ ، توقع في كل لحظة أن يراها تمر أمام النافذة لكنه لم يكن يلمح سوى ظلها يتحرك على الجدار المقابل .
قطع عليه خلوته صوت معتز وهو يسحب أحد الكراسي ليقدمه لمنذر وكرسي آخر ليجلس عليه
ــ أهلاً وسهلاً بالشباب ... هكذا دائماً دعونا نراكم
ردَّ عليه منذر وهو يضحك
ــ طبعاً .... طبعاً طالما هناك طعام لذيذ هكذا .... ما رأيك أخي علي أم أن لك رأي آخر؟
ــ طبعا ... طبعاً ... بالتأكيد
التفت منذر باتجاه معتز وهو يضحك
ــ ألم أقل لك أن أخونا علي يحب بطنه
حاول علي أن يدخل في الجو لكي لا يثير انتباههم فقال ساخراً
ــ لا حضرتك ... لا تحب بطنك ... بل تحب ظهرك
ضحك الجميع بصوتٍ مرتفع قطعه صوت أم معتز من الداخل
ــ إن شاء الله بتكون كل أيامكم فرح وضحك يا رب
رد عليها منذر وهو يضحك
ــ وأيامك إن شاء الله خالتي أم معتز
ما هي إلا دقائق معدودة حتى أطلت حياة وهي تخطو كاليمامة فوق الأرض ممسكة بصينية الشاي ، فتسارعت دقات قلب علي إلى أعلى درجاتها وهي تقدم له كأس الشاي قائلة بابتسامة خجلة
ــ تفضل أستاذ علي ... إن شاء الله يعجبك الشاي
تناول الكأس بيده وهي ترتجف ، قاطعه منذر وهو يتناول الكأس من يد حياة
ــ بالمناسبة بنت خالتي حياتي أحسن واحدة تعمل شاي في العالم
أرى علي أن يرى صفين من اللؤلؤ تخفيهما حياة في فمها فبادره قائلاً:
ــ فهمنا ... خالتك أحسن طباخة في العالم .... ابنة خالتك أحسن واحدة تعمل شاي في العالم ، وأبن خالتك معتز ما هو ...
ــ معتز.. معتز ... ــ قام منذر بحك رأسه بسبابته وهو يفكر كعادته ــ إنه أحسن ابن خالة في العالم
هنا ضحك الجميع وأشعت أسنان اللؤلؤ في فم حياة وهي تمضي مسرعة باتجاه غرفة الجلوس حيث تجلس والدتها ووجنتيها تكادان تقطران دماً من شدة الاحمرار خجلاً.
بعد أن انتهوا من شرب الشاي ودع علي ومنذر معتزاً بعد أن شكراه على حسن الضيافة ، وبينما هما يسيران في الطريق فاجأه منذر بسؤالٍ سريعٍ كان وقعه عليه كالصاعقة:
ــ علي بك ... والآن قل لي ما رأيك ؟
تردد علي كثيراً قبل أن يجيب وتبدل لون وجه ، وأخيراً أجاب على السؤال بسؤال
ــ رأي بماذا؟
ــ بالطعام طبعاً ــ أجاب منذر ضاحكاً ــ
وهنا تنفس علي الصعداء ، وأحسَّ بارتياحٍ كبير أن سؤال منذر كان عن الطعام وليس عن حياة ، فلو كان سؤاله عن حياة لما عرف بماذا سيجيبه.
استمر منذر بحديثه مع علي بأمور الحياة الأخرى ، وعلي يسير معه بجسده وعقله وقلبه في مكان آخر ، وكان بين الحين والآخر يكتفي بأن يقول له كلمة أكيد أو طبعاً .
كان علي يفكر هل القدر هو من وضع هذه الفتاة أمامه ، وكان أكثر ما يعكِّر صفوه ، كيف سيسأل عنها ، صحيح أنَّ صداقته بمنذر قوية ، ولكن هذا يعدُّ حجر عثرة أمامه ، فهو يخاف أن يفهمه منذر خطأً ، فتكون نهاية الصداقة بينهما.[/align]
[flash=[align=center]ترقبوا أحداث الجزء الثالث (( عائلة أبو معتز ))[/align]]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]