أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد :
فمع كثرت من كتب في هذا إلا أني وجدت أنه ينبغي أن يكون الترتيب بين خطوات النظر في التعارض واضحاً للناظر وذلك من خلال ما يلي :


إذا وجدت في الراوي جرح وتعديلاً متعارضين فما هي الخطوات العملية للترجيح ؟


الخطوة الأولى : تمحيص الجرح والتعديل هل هو حقيقي ( بمعنى هل هو المراد عند علماء الحديث وهو العدل في دينه الضابط لحديثه )
والتمحيص يكون بالنظر فيما يلي :
أ- مصدر الجرح والتعديل هل هو من علماء الحديث وعلماء الجرح والتعديل أم أنه من غيرهم فلا عبرة بمخافة من غير علماء الحديث .
ب- إذا ثبت أنه من علماء الحديث فهل ذلك الجرح أو التعديل متوجه للديانة أو الضبط ( لأن بعض علماء الحديث قد يجرح أو يعدل بما ليس متوجهاً للعدالة الدينية أو الضبط ) .
ت- إذا ثبت أنه متوجه للديانة أو الضبط فننظر ما درجة ذلك العالم من التشدد أو التساهل أو الاعتدال فينظر هل هو بين متشددين أو متساهلين أو معتدلين أو بين متساهل ومتشدد أو بين معتدل ومتشدد أو بين معتدل ومتساهل .


إذا ثبت أن التعارض بين الجرح والتعديل حقيقي فهو من علماء الجرح و التعديل وأنه موجه لمعنى العدالة عند أهل الحديث


فتأتي الخطوة التالية :

الخطوة الثانية : وهي النظر في الجرح والتعديل الصادر من علماء الجرح والتعديل من حيث التفسير والإجمال .
أ- الجرح والعديلمجملين غير مفسرين ، فيقدم الجرح لأن عند المجرح مزيد علم فهو يخبر بما عنده من علم يسقط الاحتجاج بروايته بخلاف المعدل فهو يتحديث عن الأصل .
ب- الجرح مفسر والتعديل مجمل بالتأكيد أنه يقدم الجرح خاصة إذا بين خطأ المعدلين.
ت- أن يكون التعديل مفسراً والجرح مجملاً فيقدم التعديل خاصة إذا بين ما يعتقد أنه جرح بسببه الراوي بأن يقول وقد جرح بسبب روايته عن فلان ونحوه .
ث- إذا كان كلا الجرح والتعديل مفسرين بما يفيد قبول رواية الراوي مطلقاً أو ردها مطلقاً

الخطوة الثالثة :


الآن ظهر لنا بعد الخطوتين الأولى والثانية أن الجرح والتعديل حقيقيين ومفسرين بما يثبت أن الراوي محتج به أو ساقط الاحتجاج فهنا نعمد إلى الترجيح بما يلي:

1- يرجح قول العلماء المتفق على أنهم من المعتدلين على من خالفهم ممن وصف بالمتشدد أو التساهل ( وقد احترزت بقول المتفق على أنهم من المعتدلين لأن التشدد التساهل أمر نسبي فقد يختلف في بعض علماء الجرح في وصفه بالتساهل أو الاعتدال إلا أن ثلة من العلماء متفق على أنهم من المعتدلين المتثبتين في الجرح أو التعديل ).

2- فإذا مرت جميع الخطوات السابقة فلا سبيل إلا بإعادة النظر إلى مرويات الراوي من حيث هل فيه تفرد أم أن عامتها مما وافق فيه الثقات فإن كان عامة أحاديثة غرائب فالجرح أولى من التعديل وإن كان الأغلب في أحاديثه موافقة الثقات فيقدم التعديل .

وهنا تنبيه إذا كان الراوي مقلاً فالأمر هين والخطب يسير ولكن إذا كانت أحاديثه تملأ الكتب فهذا هو من يحتاج إلى طول دراسة ونظر

والله ولي التوفيق .