بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:



فإن حسن الخاتمة [ ] أمنية يرجوها كل مؤمن ومؤمنة، وسوء الخاتمة [ ] دركة يستعيذون الله منها إلحاحاً وعبودية، ولذا أشفق الصالحون منها، ورغبوا في حسن العواقب، حيث استقر في قلوبهم أصل عظيم وجليل، وهو أن السعادة [ ] والشقاوة مناطة بخاتمة الإنسان، حيث الأعمال بالخواتيم.

والأصل في هذا ما صح في الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن -صلى الله عليه وسلم- التقى هو والمشركون، وفي أصحابه رجل لا يدع شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منّا اليوم أحد كما أجزأ فلان.. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هو من أهل النار).

فقال رجل من القوم: أنا أصاحبه فاتبعه، فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه على الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على نفسه فقتل نفسه.. فخرج الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أشهد أنك رسول الله، وقصّ عليه القصة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة [ ] فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار [ ] فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة، إنما الأعمال بالخواتيم).

وهذا يتفق مع حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعاً وفيه: (فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة [ ] حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة [ ] فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار [ ] حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة [ ] فيدخلها). متفق على صحته.

فالحديثان يفسران بعضهما ويؤكدان على أهمية حسن الخاتمة، والتحذير والتنبيه من سوئها.

لقراءة المقال كاملاً أضغط على الصورة في بداية المقال