وصف استمراره بالمنطقي .. أحمد المرزوقي:
إدارة فهد بن خالد حبر على ورق

حاوره: محمد النعمي



أرجع المهندس أحمد المرزوقي استقالة رمز الأهلاويين الأمير خالد بن عبدالله من رئاسة هيئة أعضاء الشرف في النادي إلى جملة من الأسباب، بينها رغبته في الابتعاد عن مستوى الطرح الفكري الهابط في البيئة الرياضية الذي لا يتوافق مع الرؤية التي يتعاطى بها مع الرياضة بصفتها واجهة حضارية راقية، فضلا عن بعض ظروفه الخاصة، واصفا الأمر، في حواره مع «عكاظ» ، بالمؤلم على الأهلاويين والرياضيين عموما، معتبرا ذلك خسارة ليس لناديه فحسب، بل للرياضة السعودية بشكل عام.

وأبدى المرزوقي ثقته في قدرة الرئيس الأمير فهد بن خالد على تصحيح الأخطاء التي وقعت فيها إدارته في الدورة السابقة، متوقعا للنادي مزيدا من النجاح في الدورة الجديدة، وبرأ جماهير ناديه من الفوضى التي حدثت في نهائي كأس الملك، مشددا على أن مدرج ناديه واعٍ لا يقبل بالسلوكيات السلبية، وتناول جملة من المواضيع تطالعونها في السطور التالية:



خرج الفريق الأهلاوي خالي الوفاض هذا الموسم، إلى ماذا تعزو ذلك ومن يتحمل المسؤولية؟

•• حال كرة القدم فائزون وخاسرون، وعلى أية حال حتما سيكون هناك فرق ستغادر الموسم دون تحقيق بطولات، كما هو حال الهلال والاتحاد ــ مثلا، الجميع يتحمل الإخفاق الذريع، سواء أجهزة فنية وإدارية ولاعبون، خصوصا أن الأمير خالد بن عبدالله وفر لإدارة النادي جميع ما تحتاجه، وبالتالي أحضرت جهازا فنيا عالميا ومنحته كامل الصلاحية في تغيير جلد الفريق واختيار العناصر الأجنبية القادرة على صنع الفارق داخل المستطيل الأخضر، ولكنها أخفقت ولم تتمكن من عمل فارق فني، إضافة إلى الحظ الذي لعب دورا كبيرا، إلى جانب الإصابات التي ساهمت هي الأخرى وفي مباريات مفصلية في الخروج من الموسم بخفي حنين وبدون أي بطولة، خصوصا أن سقف البطولات عالٍ جدا مع المدرب العالمي، ولكن «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن».



ولهذه الأسباب تم الاستغناء عن المدرب البرتغالي «فيتور بيريرا»؟


•• ما أعرفه أن المدرب هو من طلب إنهاء عقده بالتراضي، ولا أستطيع أن أقول شيئا آخر طالما أنه خرج وقالها علانية أمام كافة وسائل الإعلام، المدرب أراد الرحيل، وليست إدارة النادي هي من طلبت، وما عرفته بان الأمير فهد بن خالد حاول كثيرا ثنيه عن القرار، ولكنه رفض
.

ولكن كثيرون لم يقنعهم ما قدمه المدرب ورأوا في الأمر خيرة للفريق؟


•• للأمانة، المدرب «بيريرا» عمل بجد واجتهاد وظهر مخلصا في عمله وحاول ترك بصمة وصناعة

فريق قادر على تحقيق البطولات ودخول التاريخ من أوسع أبوابه، ولكنه بشر يصيب ويخطئ، وأعتقد أنه أخفق مرارا وتكرارا في قراءة المباريات قبل بدايتها بدخوله بتشكيل خاطئ، كما حدث أمام الشباب مؤخرا عندما لعب بصالح الشهري، وكان بمقدوره اللعب برأس حربة واحد وتكثيف منطقة الوسط، وما شاهدناه هو أن الشباب سير المباراة كيفما شاء، ولم يقدم الأهلي أي شيء يذكر، أضف إلى ذلك عدم قدرته على إجراء تغييرات تعيد الأهلي مجددا لأجواء المباراة، ومع هذا كنت أتمنى استمراره شريطة مراجعته للأخطاء، وأتمنى للأهلي أن يوفق مع مدرب آخر، ليس شرطا أن يكون عالميا بقدر أن يكون قريبا من نفسيات اللاعبين العرب وثقافته بشكل عام، وهذا هو المهم
.

في نهاية الموسم، كان خروج الفريق مريرا على يد الشباب، وواكب ذلك ردة فعل جماهيرية غاضبة، خصوصا في ظل الاحتقان بينها وبين رئيس نادي الشباب خالد البلطان؟



•• جمهور الأهلي عرف عنه الرقي وتشجيع ناديه بإخلاص من أول دقيقة إلى ما بعد المباراة، ودائما سباق إلى رسم الأولويات كالنشيد الخاص والتيفو الجميل، إضافة إلى أنه صاحب حضور يرعب الخصوم، ومن الطبيعي أن يغضب لخسارة لقب، لكن التصرفات السلبية والهامشية لا تصدر عنهم، وما حدث في اللقاء الأخير من البعض لا يمثل الكل، فهي تصرفات مرفوضة من قبل مدرج الراقي، مبروك للشباب رئيس نادٍ وأعضاء شرف ولاعبين وجماهير الفوز بأغلى البطولات عن جدارة واستحقاق.

مهمة صعبة

بعد إطلاعكم على جميع الملفات المترتبة على النادي، ما تقييمك لعمل إدارة الأمير فهد بن خالد في الأربع سنوات الماضية؟



•• الوضع يحتاج إلى جهود جبارة حتى يستطيع النادي المضي قدما نحو الطريق الصحيح في الفترة المقبلة، صحيح الأربع سنوات الماضية كان هناك بعض الأخطاء الإدارية وبعض القصور في بعض أعضاء مجلس الإدارة، والذين كانوا في المجلس مجرد أسماء على ورق لا أكثر ولا أقل، ولم يتفاعلوا مع الأعضاء ولم يؤدوا أدوارهم بشكل كامل، وعليه من يرشح نفسه لعضوية مجلس الإدارة يجب أن يعي جيدا أن هناك التزاما على عضو المجلس بالتواجد والدعم والمؤازرة والوقوف على مسؤولياته، فكرسي عضو مجلس الإدارة وضع لخدمة النادي ولم يوضع كواجهة اجتماعية
.



ما هو عمل اللجنة التي ترأستها مؤخرا؟


•• اللجنة شكلت أساسا لاستقبال المرشحين لإطلاعهم على كل الملفات المتعلقات بالنادي الأهلي، سواء كرة قدم أو غيرها من الألعاب، وعقود مدربين واستحقاقات مدربين واستحقاقات أندية، بالإضافة إلى أمور إدارية تتعلق بالنادي واستثماراته وحقوقه وملف الرعاية وعدد من الالتزامات المترتبة على النادي والميزانية المحتملة مستقبلا؛ حتى تكون الصورة أمام المرشح مكتملة وواضحة، وبناء عليه يستطيع اتخاذ قراره النهائي.

ومن يتحمل هذا القصور الإداري، خصوصا أن الأمير فهد فاز بالتزكية، وبالتالي فإن الملف الرئاسي بما فيه أعضاء مجلس الإدارة هم من اختياره؟



•• الأمير فهد بن خالد لا يلام أبدا على اختياره، وتعشم في البعض خيرا، ولكنهم لم يقدموا المأمول منهم «خذلوه»، ولذلك يجب عليه في الفترة المقبلة اختيار العضو الأكفأ والأقدر على خدمة الكيان الأهلاوي بأمانة وصدق.

هناك من اتهم اللجنة بالانحياز المسبق لملف إداري معين، إضافة إلى أنها لم تتعاون بشكل كامل معهم في إيضاح الأمور المتعلقة على النادي؟



•• إيضاحا للحقيقة، الشاب عبدالله بترجي استقبلته اللجنة، ولكنه لم يتقدم بملف جاهز، ولم يكن لديه تصور كامل لكيفية الترشح واختيار أعضاء المجلس وإدارة أمور النادي، ومع هذا قمنا بعملنا على أكمل وجه وأجبنا على الأسئلة بكل وضوح، في المقابل استفسرنا منه عن القدرة المالية وكيفية تعامله مستقبلا مع الأزمات المالية حال مصادفتها له، فالأمور صارت بشكل طبيعي مع الشاب عبدالله بترجي، والذي أقدر طموحه وحماسه
.



وماذا حدث بعد ذلك؟


•• طلب منا منحه الوقت الكافي للمراجعة والمشاورة مجددا قبل العودة لتقديم ملفه الرئاسي، ومن ذلك اليوم لا حس ولا خبر ولم أتلق منه أي اتصال أو استفسار، وحتى توضح الصورة أكثر البترجي لا يحق له الترشح نظاما، كونه لا يملك العضوية الشرفية.

كفاءة وإمكانيات

هل ترى بأنه يملك المواصفات التي تؤهله لقيادة النادي في الفترة المقبلة؟


لا طبعا، فهو يفتقد للخبرة الإدارية والاستثمارية والمادية وبعيد كليا عن أجواء الأندية والمساهمات الرياضية، ولم يسبق له أن تواجد في النادي أو التحق بلجنة من اللجان، وبالإضافة إلى صغره في السن، فبالتالي كرسي رئاسة النادي ليس رخيصا لهذه الدرجة، ويتطلب شخصية تملك الكاريزما والخبرة الرياضية تمكنه من التعامل مع الإعلام والأندية وكيفية إدارة الأندية، فهي عملية إدارية ليست سهلة، بل صعبة، ولكن أحيانا الأضواء تخدع
.

وما هي الأسباب، من وجهة نظرك، التي واجهت الأمير فهد بن خالد وساهمت في تأخيره لقرار الاستمرار لفترة رئاسية ثانية؟



•• التأخير طبيعي جدا حتى يأخذ وقته الكافي في التفكير ويقيم تجربة أربع سنوات وإعادة حساباته حتى يصل لقناعة تامة قبل اتخاذه للقرار الأخير بمواصلة المهمة من عدمها. وللأمانة، في ظل الظروف التي يمر بها النادي الأهلي، إضافة إلى ظروف الأمير فهد بن خالد الأسرية ومرض ابنه، أرى بأن إعلانه للترشح مجددا بمثابة تضحية تستحق التقدير والوقوف عندها والإشادة بهذه الخطوة والالتفاف حوله من جميع الأهلاويين، وشخصيا أتمنى أن تكلل جهوده بالنجاح.

ابتعاد الرمز


استقالة الرمز صدمت الأهلاويين، ما أسباب ابتعاد الأمير خالد بن عبدالله عن منصب رئيس هيئة أعضاء الشرف؟



•• البيئة الرياضية أصبحت بيئة طاردة بما فيها من شد وجذب، خصوصا أن المساحة المفتوحة في الإعلام واسعة والأمير خالد على اطلاع تام بكل ما يدور ويتداول في الساحة، ويضايقه كثيرا ما وصل له مستوى الطرح من تدن على الصعيد الأخلاقي والفكري، ومن وجهة نظري أرى أن هذا الأمر من أهم الأسباب التي عجلت برحيل رمز رياضي كالأمير خالد بن عبدالله عن الرياضة.

لكنه لم يعلنها بشكل رسمي حتى الآن؟

•• قالها لي «سأترك المنصب بشكل رسمي، ولكني لن أبتعد عن النادي بالدعم المادي والمعنوي»؛ لذلك نحن كأهلاويين نحترم القرار، ونعلم بحكم قربنا منه أنه شخصية عاشقة ومحبة للنادي، وإن رحل عن المناصب لن يرحل حبه ودعمه عن النادي
.

من وجهة نظرك، وبحكم قربك من البيت الأهلاوي وأعضاء الشرف، من الأنسب لخلافة الأمير خالد بن عبدالله؟



•• كرسي أعضاء الشرف لا بد أن تشغله شخصية اعتبارية رفيعة، هذا ديدن الأهلاويين منذ تأسيس النادي، وكما قالوا في الأمثال «اللي ما له كبير يشتري له كبير» نتفق على الأمير خالد بن عبدالله كبير الأهلاويين، وإن ابتعد عن منصبه في الوقت الحالي، وبالتالي يتطلب الكرسي وجود شخصية كبيرة صاحب علاقات اجتماعية قوية وتأثيره وله كلمته المسموعة حتى يجمع جميع الأهلاويين على كلمة واحدة متى ما اختلفت الآراء، والأمير خالد بن عبدالله قادر على ترتيب أمور البيت الأهلاوي، وشخصيا على قناعة تامة بأنه لن يترك المنصب قبل أن ينهي هذا الملف بصورة تنعكس إيجابيا على النادي مستقبلا، مستعينا بخبرته العريضة ونظرته الثاقبة في اختيار الاسم الأنسب لخلافته في هذا المنصب الهام.



وما ردك على من طالب باسمك لخلافة الأمير خالد بن عبدالله في المنصب الشرفي؟


•• أحترم جميع من طالب باسمي في الفترة الماضية، وأتشرف بخدمة النادي في أي منصب آخر كعضو عامل في المكتب التنفيذي لأعضاء الشرف، فما يهم هو العمل والإنتاجية، وليس المنصب بالنسبة لي.

كلمة أخيرة

•• ما يدور في الساحة الرياضية من تراشق إعلامي وإساءات ما بين مسؤولي الأندية ومسئولين في الاتحاد أمر يندى له الجبين ومؤسف، خصوصا عندما تكون موجهة لرموز رياضية لها تاريخها الكبير، والحقيقة أصبحت البيئة الرياضية طاردة أكثر من كونها مصدر جذب، الأمر يعود لدخول كل من هب ودب للوسط الرياضي، وللأمانة هذا من الأسباب الرئيسية لعدم دخولي سباق الترشح على رئاسة النادي.