أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحلقة الأولى
قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)ومن مجاهدة النفس مجاهدة اللسان، فهو مجمع الأهواء، وجهاده من أشق الجهاد، وجهاد النفس أصعب من جهاد البدن؛ لأن البدن مأمور، والنفس أمارة بالسوء. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الْجِهَادِ أَنْ تُجَاهِدَ نَفْسَك وَهَوَاك في ذَاتِ اللهِ -عَزَ وَجَلَ-) (رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني).
وقد أصبح اللسان في هذه الأزمنة أصل البلايا والرزايا مما يتلفظ به من الباطل، والكذب والسب، واللعن والطعن، والغمز واللمز، والخوض في الأعراض، والاستهزاء والسخرية، والاستخفاف بالدين والشرع، وأعراض العلماء والدعاة والصالحين. وقال محمد بن واسع لمالك بن دينار -رحمهما الله-: "يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم".

وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحتَ يهمك لسانك أصبحت في غم شديد".

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكَ بِحُسْنِ الخُلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَجَمَّل الخَلاَئِقُ بِمِثْلِهِمَا) (رواه أبو يعلى، وحسنه الألباني).