أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أجمع العلماء على مشروعية ابتداء البسملة في أوّل السور سوى براءة فلا يشرع في أوّلها إجماعاً وكذا في وسطها على قولٍ إِذِ الْبَسْمَلَةُ فِي وَسَطِ السُّورَةِ تَبَعٌ لِأَوَّلِهَا ، وَلَا تَجُوزُ الْبَسْمَلَةُ أَوَّلُهَا فَكَذَلِكَ وَسَطُهَا .
واختلف العلماء هل البسملة آية في أوّل كل سورة سوى براءة أم آية من الفاتحة فقط أم آية مستقلّة أم أنّها ليست بآية سوى سورة النمل ؟ على أقوال أصحّها أنّها آية من الفاتحة وغيرها ويدّلّ على انّها من الفاتحة حديث أبي هريرة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ : " إِذا قَرَأْتُمْ الْحَمد لله ، فاقرؤوا " بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم " فَإِنَّهَا أم الْقُرْآن ، وَأم الْكتاب والسبع المثاني ، و" بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم " إِحْدَى آياتها " رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ .وَقَالَ : " رجال إِسْنَاده ثِقَات كلهم.
وحديث أم سَلمَة : " أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) فِي أول الْفَاتِحَة فِي الصَّلَاة ، وعدها آيَة " رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي " صَحِيحه " وصحّحهما النوويّ في الخلاصة .
وأمّا الدّليل على أنّها آية في أوّل كلّ سورة إجماع الصحابة على كتابتها في المصحف .
قال النوويّ في " الخلاصة " قَالَ أَصْحَابنَا أَقْوَى الْأَدِلَّة فِيهَا إِجْمَاع الصَّحَابَة عَلَى كتَابَتهَا فِي الْمُصحف بِخَطِّهِ .اهـ
قال أيضاً في شرح مسلم. (ج1: ص172): اعتمد أصحابنا ومن قال بأنها آية من الفاتحة أنها كتبت في المصحف بخط المصحف وكان هذا باتفاق الصحابة وإجماعهم على أن لا يثبتوا فيه بخط القرآن غير القرآن، وأجمع بعدهم المسلمون كلهم في كل الإعصار إلى يومنا وأجمعوا على أنها ليست في أول براءة، وأنها لا تكتب فيها. وهذا يؤكد ما قلناه .ا ه
وقال العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقه على الترمذي(2/19)"اتفق المسلمون جميعًا على أن البسملة جزء من آية في سورة النمل ، ثابتة ثبوتالتواتر القطعي الموجب لليقين .
. ثم اختلف الفقهاءوغيرهم بعد ذلك : هل هي آية من كل سورة من سور القرآن سوى براءة ؟ أو هي جزء من آية؟ أو هي آية مستقلة نزلت مع كل سورة - سوى براءة - لافتتاحها وللفصل بينها وبينغيرها ؟ أو هي آية من الفاتحة فقط ؟ أو ليست آية أصلا ، لا في الفاتحة ولا في غيرها؟
... فنقل العلماء عن مالك والأوزاعي وابن جريرالطبري وداود أنهم ذهبوا إلى أنها ليست في أوائل السور كلها قرآنا ، لا في الفاتحةولا في غيرها ! .
... وحكاه الطحاوي عن أبي حنيفة وأبييوسف ومحمد ، وهو رواية عن أحمد ، وقول لبعض أصحابه ، واختاره ابن قدامة في المغني .
... وقال أحمد : هي آية في أول الفاتحة وليست قرآنافي أوائل باقي السور ؛ وهو قول إسحاق وأبي عبيد وأهل الكوفة وأهل مكة وأهل العراق ،فيما نقله العلماء ؛ وهو أيضا رواية عن الشافعي .
... وقال الشافعي وأصحابه : هي آية من كل سورة سوى براءة ، وحكاه ابن عبد البرعن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وعطاء وطاووس ومكحول ، وحكاه ابن كثير عن الرازيالجصاص الحنفي في أحكام القرآن أن الشافعي لم يسبقه أحد إلى هذا القول !
... وذهب أبو بكر الرازي الجصاص إلى أنها آية في كل موضع كتبتفيه في المصحف ، وليست آية من الفاتحة ولا من غيرها ، وإنما أنزلت لافتتاح القراءةبها وللفصل بين كل سورتين - سوى ما بين الأنفال وبراءة - وهو المختار عند الحنفية ،قال محمد بن الحسن (ما بين دفتي المصحف قرآن) وهو قول ابن المبارك ورواية عن أحمدوداود ؛ وقال الزيلعي في نصب الراية
(وهذا قول المحققين من أهل العلم)
.. ونسبة هذا القول إلى الحنفية استنباط فقط ، فقد قال أبو بكرالجصاص في أحكام القرآن ( 1/8 ) : ( ثم اختلف في أنها من فاتحة الكتاب أم لا ،فعدها قراء الكوفيين آية منها ، ولم يعدها قراء البصريين ، وليس عن أصحابنا روايةمنصوصة في أنها آية منها ، إلا أن شيخنا أبا الحسن الكرخي حكى مذهبهم في ترك الجهربها ، وهذا يدل على أنها ليست منها عندهم ، لأنها لو كانت آية منها عندهم لجهر بهاكما جهر بسائر آي السور) .
... وقال شمس الأئمة محمدبن أحمد بن أبي سهل السرخسي في المبسوط ( ج1 ص 16 ) : ( وعن معلى قال : قلت لمحمد - يعني ابن الحسن - : التسمية آية من القرآن أم لا ؟ قال : ما بين الدفتين كله قرآن ،قلت : فلمَ لم تجهر ؟ فلم يجبني . فهذا عن محمد بيان أنها آية أنزلت للفصل بينالسور ، لا من أوائل السور ؛ ولهذا كتبت بخط على حدة ، وهو اختيار أبي بكر الرازي - رحمه الله - ، حتى قال محمد - رحمه الله - : يكره للحائض والجنب قراءة التسمية علىوجه قراءة القرآن ؛ لأن من ضرورة كونها قرآنا حرمة قراءتها على الحائض والجنب ،وليس من ضرورة كونها قرآنا الجهر بها ، كالفاتحة في الأخريين) .
... وقد استدل كل فريق لقوله بأحاديث منها الصحيح المقبول ومنهاالضعيف المردود.
... وأما أئمة القراءات فإنهم جميعًااتفقوا على قراءة البسملة في ابتداء كل سورة ، سواء الفاتحة أو غيرها من السور ،سوى براءة . ولم يُرْوَ عن واحد منهم أبدًا إجازة ابتداء القراءة بدون التسمية .
... وإنما اختلفوا في قراءتها بين السور أثناءالتلاوة ، أي في الوصل . فابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر وقالون وابن محيصنوالمطوعي وورش من طريق الأصبهاني : يفصلون بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفالوبراءة ، وحمزة يصل السورة بالسورة من غير بسملة ، وكذلك خلف ؛ وجاء عنه أيضا السكتقليلا - أي بدون تنفس - من غير بسملة . وجاء عن كل من أبي عمرو وابن عامر ويعقوبوورش من طريق الأزرق : البسملة والوصل والسكت بين كل سورتين سوى الأنفال وبراءة .
... وكل من رُوي عنه من القراء العشرة حذف البسملةرُوي عنه أيضا إثباتها ، ولم يرد عن أحد منهم حذفها رواية واحدة فقط .
... وهؤلاء هن أهل الرواية المنقولة بالسماع والتلقي شيخا عنشيخ في التلاوة والأداء ، وقد اتفقوا جميعا على قراءتها أول الفاتحة وإن وصلتبغيرها . قال إمام القراء أبو الخير ابن الجزري في كتاب النشر في القراءات العشر ( 1/262 ) : ( ولذلك لم يكن بينهم خلاف في إثبات البسملة أول الفاتحة ، سواء وصلتبسورة الناس قبلها أو ابتدئ بها ؛ لأنها ولو وصلت لفظا فإنها مبتدأ بها حكمًا ؛ولذلك كان الواصل هنا حالا مرتحلا ) .
... ولا خلافبين أحد من أهل النقل وأهل العلم في أن جميع المصاحف الأمهات التي كتبها عثمان بنعفان وأقرها الصحابة جميعًا دون ما عداها : كتبت فيها البسملة في أول كل سورة ، سوىبراءة ، وأن الصحابة رضوان الله عليهم إذ جمعوا القرآن في المصاحف جردوه من كل شيءغيره ، فلم يأذنوا بكتابة أسماء السور ولا أعداد الآي ولا ( آمين ) ، ومنعوا أنيجرؤ أحد على كتابة ما ليس من كتاب الله في المصاحف ، حرصا منهم على حفظ كتاب الله؛ وخشية أن يشبه على أحد ممن بعدهم فيظن غير القرآن قرآنا ، فهل يعقل مع هذا كله أنيكتبوا مائة وثلاث عشرة بسملة زيادة على ما أنزل على رسول الله ؟ ألا يدل دلالةقاطعة منقولة بالتواتر العملي المؤيد بالكتابة المتواترة على أنها آية من القرآن فيكل موضع كتبت فيه ؟؟!
... والقاعدة الصحيحة عند أئمةالقراء أن القراءة الصحيحة المقبولة هي : ما صح سنده ووافق رسم المصحف ولو احتمالاوكان له وجه من العربية ، وأنه إذا فقد شرط من هذه الشروط في رواية : كانت قراءةشاذة أو ضعيفة أو مردودة . وقد ذهب بعض القراء إلى أن التواتر شرط لصحة القراءة . والحق أن شرط في إثبات القرآن . وأما القراءة فيكفي فيها صحة السند مع ما سبق ،وهذا الذي اعتمده إمام القراء ابن الجزري وغيره .
... ولكن لم يخالف واحد منهم في اشتراط موافقة رسم المصحف ، وفي أن القراءة التيتخالفه قراءة غير صحيحة ولو صح سندها .
... فإذا سلكناجادة الإنصاف في تطبيق القواعد الصحيحة على الأقوال والقراءات السابقة ، وتنكبناطريق الهوى والعصبية ، علمنا علمًا يقينيًّا ليس بالظن أن القول الذي زعموا نسبتهإلى مالك ومن معه - في أنها ليست آية أصلا - قول لا يوافق قاعدة أصولية ثابتة ، ولاقراءة صحيحة . وأن قراءة من قرأ بإسقاطها في الوصل بين السور قراءة غير صحيحة أيضًا، لأنها فقدت أهم شرط من شروط صحة القراءة ، أو هو الشرط الأساسي في صحتها ، وهوموافقة رسم المصحف ، وظهر أن الحق الذي لا يتطرق إليه الشك ولا يستطيع مجادل أنينازع فيه : أنها آية في كل موضع كتبت فيه في المصحف ، وأما أنها آية من السورالمكتوبة في أولها أو آية مستقلة ، فإنه محل نظر وبحث .
والذي يظهر لي : ترجيح أنهاآية من كل سورة كتبت في أولها ، أي من جميع سور القرآن سوى براءة ، وأنه لا يجوزلقارئ أن يقرأ أيّة سورة من القرآن - سوى براءة - من غير أن يبدأها بالتسمية التيهي آية منها في أولها ؛ سواء أقرأها ابتداء أم وصلها بما قبلها . وهذا الذي اختارهالشافعي رضي الله عنه فيما نقله عن العلماء ، وهو الذي يفهم من كلامه الذي نقلناآنفا عن كتابه ( الأم (
... وبعد ؛ فقد يبدو للناظربادئ ذي بدء أن يتكره هذا القول وينكره ؛ لما فيه من الحكم على بعض أوجه القراءاتالسبع بعدم الصحة ، لما شاع بين المتأخرين والعامة ؛ من أن هذه القراءات السبعمتواترة تفصيلا ؛ بما فيها من بعض الاختلاف في الحروف وبما فيها من أوجه الأداء ،وهذه شائعة غير صحيحة ، بدأ القول بها بعض متأخري العلماء ثم تبعه فيها غيره ؛ ثمأذاعها عامة القراء وعامة أهل العلم من غير نظر صحيح ولا حجة بينة ؛ وقد ردهاكثيرون من أئمة القراء والعلماء ، قال أبو شامة المقدسي : ونحن وإن قلنا إنالقراءات الصحيحة إليهم نسبت وعنهم نقلت ، فلا يلزم أن جميع ما نقل عنهم بهذه الصفة، بل فيه الضعيف لخروجه عن الأركان الثلاثة .
... وقالإمام القراء الحافظ أبو الخير بن الجزري في كتاب ( النشر ) ( 1/9 ) : كل قراءةوافقت العربية ولو بوجه ؛ ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا ، وصح سندها ،فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعةالتي نزل بها القرآن ، ووجب على الناس قبولها ، سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عنالعشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين . ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثةأطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أو عمن هو أكبر منهم . هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف ، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمروعثمان بن سعيد الداني ، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب . وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي . وحققه الإمام الحافظ أبو القاسمعبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامه ، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحدمنهم خلافه . قال أبو شامه - رحمه الله - في كتابه المرشد الوجيز : فلا ينبغي أنيغتر بكل قراءة تعزى إلى واحد من هؤلاء الأئمة السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة ؛ وإنهكذا أنزلت : إلا إذا دخلت في ذلك الضابط . وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره ،ولا يختص ذلك بنقلها عنهم ؛ بل إن نقلت عن غيرهم من القراء فذلك لا يخرجها عن الصحة، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف ، لا عمن تنسب إليه . فإن القراءاتالمنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ ، غير أنهؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع في قراءتهم ؛ تركن النفس إلى ما نقل عنهمفوق ما ينقل عن غيرهم . اهـ
... ولم يكن الأئمةالسابقون من العلماء يحجمون عن نقد بعض قراءة القراء السبعة وغيرهم ، بل كثيرا ماحكموا على بعض حروفهم في القراءة بأنها خطأ ، وقد يكون الناقد هو المخطئ ولكنه ينقدعن علم وحجة فلا عليه إن أخطأ . ولو كانت حروف القراء كلها متواترة تفصيلا كما يظنكثير من العلماء وغيرهم : لكان الناقد لحرف منها خارجا عن حد الإسلام ، ولم يقلبهذا أحد . والعياذ بالله من أن نرمي أمثالهم بهذا .
... فمن أمثلة ذلك أن إمام المفسرين وحجة القراء أبا جعفر محمد بن جرير الطبريرد قراءة حفص عن عاصم من السبعة ويعقوب من العشرة في قوله تعالى في سورة الحج ( آية 25 ) ( سواءً العـٰكف فيه والباد ) بنصب ( سواء ) ؛ فقال في تفسيره ( 17/103 ) : ( وقد ذكر عن بعض القراءة أنه قرأه ( سَوَاءً ) نصبًا ، على إعمال ( جعلنا ) فيه ،وذلك وإن كان له وجه من العربية فقراءة لا أستجيز القراءة بها ، لإجماع الحجة منالقراء على خلافه( ! .
... وقد رد الطبري والزمخشري - وهما إماما العربية والتفسير - قراءةَ ابن عامر في قوله تعالى في سورة الأنعام ( آية 137 ) : ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولـٰدهم شركاؤهم ) ؛ فقال الطبري ( 8/33 ) : ( وقرأ ذلك بعض قراء أهل الشام ( وكذلك زُين ) بضم الزاي ( لكثير منالمشركين قتلُ ) بالرفع ( أولـٰدهم ) بالنصب ( شركائهم ) بالخفض ، بمعنى : وكذلكزُين لكثير من المشركين قتلُ شركائهم أولادَهم ، ففرقوا بين الخافض والمخفوض بماعمل فيه من الاسم ، وذلك في كلام العرب قبيح غير فصيح ، وقد روي عن بعض أهل الحجازبيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرت من قراءة أهل الشام ، رأيت رواة الشعروأهل العلم بالعربية من أهل العراق ينكرونه ) . وقال الزمخشري في الكشاف ( 2/42 ) : ( وأما قراءة ابن عامر ( قتلُ أولادَهم شركائِهم ) برفع القتل ونصب الأولاد وجرالشركاء ، على إضافة القتل إلى الشركاء ، والفصل بينهما بغير ظرف : فشيء لو كان فيمكان الضرورات - وهو الشعر - لكان سمجًا مردودًا ، كما سمج ورد [ زج القلوص أبيمزاده ] فكيف به في الكلام المنثور ! فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته !! ) .
... وقد أطال الإمام ابن الجزري في كتاب ( النشر ) القول في الرد على الطبري والزمخشري في نقدهما هذا الحرف على ابن عامر ،وعقد لذلك فصلا نفيسًا ( 2/254 - 256 ) ، ولسنا بصدد تحقيق الصواب في هذا الخلافهنا ، ولا نبغي أن نحكم بالخطأ على ابن عامر ، إنما نريد أن ندل على أن المتقدمينلم يكونوا يرون أن وجوه القراء في حروفهم متواترة كلها ، وإلا كان في الإقدام علىإنكار بعضها جرأة غير محمودة .
... وكذلك أنكر أبوإسحاق الزجاج حرفا من قراءة حمزة في قوله تعالى في سورة الكهف ( آية 97 ) ( فمااسْطـٰعوا ) إذ قرأها بتشديد الطاء ، كما في النشر وغيره من كتب القراءات ، قال فيلسان العرب ( 10/112 ) : ( وكان حمزة الزيات يقرأ ( فما اسْطَّـٰعوا ) بإدغام الطاءوالجمع بين ساكنين . وقال أبو إسحاق الزجاج : من قرأ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ ،زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه وجميع من يقول بقولهم) .
... ولذلك كله لا نرى علينا بأسا أن نقول : إن قراءة من قرأ بحذف البسملة بينالسور في الوصل قراءة غير صحيحة ، إذ هي تخالف رسم المصحف فتفقد أهم شرط من شروطصحة القراءة ، وأن البسملة آية من كل سورة في أولها سوى براءة ، على ما ثبت لناتواترًا صحيحًا قطعيًّا من رسم المصحف .اهـ
وفي الكلام تحقيق فرحمه الله وأجزل الله شكره على الشّيخ أحمد شاكر .