ياليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيما

في الأيام التي مضت رحلت إلى مكه وأعتمرت
رحلت براً يوم الإربعاء ورجت هذا اليوم الفجر يوم السبت 19/6/1435هـ

كان في قلبي حرقة لا يعلمها إلا الله
وكادت الكبد أن تنصدع من جوفها
أيقنت أن الدنيا ليست دار صفاء بل هي والله دار همٍّ وغمٍّ وكدر

لا أخفي عليكم أنني في الأشهر الماضية عشت بقلبي حياة الملوك ليس بغناة المال فحسب
بل عشتها بغناة الكمال النفسي , فقد وجدت نفسي ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين في هذه الدنيا
عشت حياة حُبٍ بُني أولها على سعادة وخُتمت نهايتها على تعاسة وبؤسٍ لذاك القلب المكلوم

في الأسبوع الذي مضى أتتني صدمة نفسيه لا يعلم وجعها إلا في قلبي إلا الله
وُجهت إلي صفعة , وسيعجز عن دوائها من صفعني , مع إنني لم أجد من يوآسيني بعد تلك اللطمة الموجعة

بعدها حاربني النوم مراراً وتكرارا
ولم أذق طعم الأكل وأنا أتجرعه ولا أستسيغه
أجلس وحيداً في مكانٍ نائياً عن البشر فإذا صخب الإزعاج يلاحقني وكأنني بين ملايين الجمهور من قوة الأصوات التي أشتد صداع رأسي منها
تغيرت الحال في يومين

وأشفقت علي والدتي فهي القلب الحنون , القلب الذي لا يغدر ولا يُشفق إلا هو
أسأل الله العظيم أن يطيل في عمرها لتفرح بما تتمناه لي وهو أن تكون لي أسرة وذرية تأنس القلوب بهم

علمت والدتي بما في قلبي من بُحة عظيمة
فقالت يابني إذهب إلى بيت الله واغسل قلبك من أوجاعه وهمومه
فتوجهت إلى بيت الله وأنا بين الركن والمقام وعند المُلتزم ملتصق أدعوا الله ودموعي حرًا حرا
يعلم الله أنني أبكي بكاء ثكلاً فقدت رضيعها , وأبكي بكاء مُبصراً فقد بصره , وأبكي بكاء عجوزاً فقد أولاده
فسألت الله أني يجلي همي وأن يجعل لي من كل همٍ فرجا ومن كل ضيق مخرجا
وأن يريح قلبي مما هو فيه وأنا في صحن الحرم
والحمدلله أبشر والدتي أنه منذ خروجي من مكة أجاب الله دعوتي وأقالني عثرتي
رجعت وكأنني مولود بلا هموم قد غسل الله قلبي من وشاح همومه وألبسه الله لباس الراحة

فنصيحتي لكم ياإخواني من كان في قلبه هم جلل فليتوجه إلى بيت الله الحرام وليكن على يقينٍ أن الله فارج الهم وسيفرج همه

اللهم لا تعلق رجائي إلا بك ولا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ فأهلك دونها
اللهم إن رجائي معلق بك
فالحمدلله الذي جعل لي من همي مخرجا
والحمدلله الذي جبر قلبي برحمته
والحمدلله رب العالمين

أخوكم
أطلال