أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إعلام الأحبة
بثبوت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم
بثاني عشرة من ربيع الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – صلى الله عليه وسلم –
أما بعد : فهذه كلمة مختصرة حول أثر رواه الحافظ الجورقاني في الأباطيل والمناكير من حيث الإسناد وبيان ما اشتمل عليه , وأرجوا من إخواني القراء المعذرة لصاحب المقال لضيق الوقت وقلة البضاعة والله وحده أسأل أن يسدد أعمالنا وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه , وقد سمعت أن هناك بحث في هذه المسألة ولكن لم أطلع عليه .
قال العلامة الألباني – رحمه الله - :
و مخالفة رأي الجمهور لدليل أمر جائز، أما من غير دليل فلا شك أن النفس تطمئن إلى اﻷكثرية أكثر من اﻷقلية، و لكن إن كان هناك دليل فالواجب إتباعه سواء كان موافقا لرأي الجمهور أو مخالفا "
المسائل العلمية والفتاوى الشرعية ص 47 دار الضياء
وإليك أيها القارئ بيان المقصود والله أسأل التوفيق والسداد.
قال الحافظ الجورقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير رقم (122):
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، عَنْ سَلِيمِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَا، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمَا قَالَا: «وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفِيلِ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَفِيهِ بُعِثَ، وَفِيهِ عرجَ إِلَى السَّمَاءِ، وَفِيهِ هَاجَرَ، وَفِيهِ مَاتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» إسناده صحيح على شرط مسلم إلى جابر
مناقشة رجال الإسناد :
1 ) الجَوْرقَانِيُّ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ جَعْفَرٍ الحَافِظُ المُفِيْدُ،
سير أعلام النبلاء (20\ 177)
2 ) مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ
قَالَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِر.
وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن مَنْدَه: كَانَ ابْنُ طَاهِر أَحَدَ الحُفَّاظِ، حسنَ الاعتقَاد، جَمِيْلَ الطّرِيقَة، صَدُوْقاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، لاَزماً لِلأَثر.
وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ طَاهِر يَقُوْلُ: كَتَبتُ (الصَّحِيْحَيْنِ) وَ (سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ) سَبْعَ مَرَّاتٍ بِالأُجرَة، وَكَتَبتُ (سُنَنَ ابْنِ مَاجَه) عشر مَرَّات بِالرَّيِّ.
وَقَالَ شِيْرَوَيْه بنُ شَهردَارَ فِي (تَارِيخ هَمَذَانَ) :ابْنُ طَاهِر سَكَنَ هَمَذَانَ، وَبَنَى بِهَا دَاراً، دَخَلَ الشَّامَ، وَالحِجَاز، وَمِصْر، وَالعِرَاق، وَخُرَاسَان، وَكَتَبَ عَنْ عَامَّةِ مَشَايِخ الوَقْتِ، وَرَوَى عَنْهُم، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، حَافِظاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، حَسنَ المَعْرِفَة بِالرِّجَال وَالمُتُوْنِ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ، جَيِّدَ الخَطِّ، لاَزِماً لِلأَثرِ، بَعِيداً مِنَ الفُضُولِ وَالتَّعصُّب، خَفِيفَ الرُّوحِ، قَوِيَّ السَّيرِ فِي السَّفَرِ، كَثِيْرَ الحَجّ وَالعُمْرَةِ، مَاتَ بِبَغْدَادَ مُنْصَرِفاً مِنَ الحَجّ.
سير أعلام النبلاء (19\361)
3 ) ابْنُ النَّقُّوْرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ المَقْدِسِيُّ
قَالَ الخَطِيْبُ :كَانَ صَدُوْقاً. وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: ثِقَة.
سير أعلام النبلاء (18\ 372)
4 ) أَبُو القَاسِمِ عِيْسَى بنُ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ البَغْدَادِيُّ، وَالِدُ الوَزِيْرِ العَادلِ أَبِي الحَسَن وصفه الذهبي : الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، العَالِمُ، المُسْنِدُ، قال الخطيب: كان ثبت السماع، صحيح الكتاب.
سير أعلام النبلاء (16\ 549)
وقال الذهبي في ميزان الإعتدال : أملى مجالس عن البغوي وطبقته، ووقع من عواليه، وسماعاته صحيحة.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يرمى بشئ من رأى الفلاسفة. قلت: لم يصح ذا عنه. انتهى كلام الذهبي
5 ) البَغَوِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ
وَقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنِ البَغَوِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، جَبَلٌ، إِمَامٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، ثَبْتٌ، أَقَلُّ المَشَايِخِ خَطَأً، وَكَلاَمُهُ فِي الحَدِيْثِ أَحسَنُ مِنْ كَلاَمِ ابْنِ صَاعِدٍ.
سير أعلام النبلاء (14\ 440)
6 - عَفَّانُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ الصَّفَّارُ الإمام الحافظ محدث العراق قال أبو حاتم : ثِقَةٌ، مُتْقِنٌ، مَتِيْنٌ
سير أعلام النبلاء ( 10\ 242)
7 - سليم بن حيان بن بسطام وثقه أحمد ويحيى والنسائي تهذيب الكمال (11\ 348)
8 ) سَعِيْدُ بنُ مِيْنَا الحِجَازِيُّ
قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي : ثقة
تهذيب الكمال ( 11 \ 84) سير أعلام النبلاء ( 5\ 245)

فوائد هذا الأثر
1 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد العام الفيل وقد ورد في الباب حديث ابن عباس وقيس بن مخرمة وفي أسانيد كل منهما ضعف وبمجموعهما حكم العلامة الألباني بأنه حسن لغيره في الصحيحة (3152) ,
وقد نقل بعض العلماء الإجماع على ذلك قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: وَالْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: وَهُوَ الَّذِي لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ
البداية والنهاية (3\377)
قال ابن رجب في لطائف المعارف : وأما عام ولادته فالأكثرون على أنه عام الفيل وممن قال ذلك: قيس بن مخرمة وقبات بن أشيم وابن عباس وروي عنه: أنه ولد يوم الفيل وقيل: إن هذه الرواية وهم إنما الصحيح عنه أنه قال: عام الفيل ومن العلماء من حكى الإتفاق على ذلك وقال: كل قول يخالفه وهم والمشهور أنه صلى الله عليه وسلم ولد بعد الفيل بخمسين يوما وقيل: بعده بخمس وخمسين يوما وقيل: بشهر وقيل: بأربعين يوما وقد قيل: إنه ولد بعد الفيل بعشر سنين وقيل: بثلاث وعشرين سنة وقيل: بأربعين سنة وقيل: قبل الفيل بخمس عشرة سنة وهذه الأقوال وهم عند جمهور العلماء ومنها لا يصح عمن حكي عنه .
2 - أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة قال العلامة ابن رجب - رحمه الله - : أما ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين فكالمجمع عليه بين العلماء وقد قاله ابن عباس وغيره وقد حكي عن بعضهم أنه ولد يوم الجمعة وهو قول ساقط مردود
راجع لطائف المعارف . وقال العلامة ابن كثير في البداية والنهاية : وَهَذَا مَا لَا خِلَافَ فِيهِ أَنَّهُ وُلِدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَأَبْعَدَ بَلْ أَخْطَأَ مَنْ قَالَ وُلِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ نَقَلُهُ الْحَافِظُ ابْنُ دحية فيما قرأه في كتاب أعلام الروي بأعلام الهدى لبعض الشيعة. انتهى كلامه (3\374) ط هجر .

3 – فيه دليل على أن ولد صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول وقد نقل بعض العلماء الإتفاق على ذلك كابن الجوزي في صفة الصفوة وابن الملقن في الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (1\75) وقال النووي في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج : وَاتَّفَقُوا أَنَّهُ وُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي شَهْرِ ربيع الاول وتوفي يوم الِاثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ انتهى كلامه .
وقال العلامة ابن رجب في لطائف المعارف : ولكنه قول جمهور العلماء

4 – وفيه دليل لما عليه الجمهور: أنه ولد ثاني عشر من ربيع الأول وهو قول ابن إسحاق وغيره قال العلامة ابن رجب في لطائف المعارف : ثم اختلفوا في أي يوم كان من الشهر: فمنهم من قال: هو غير معين وإنما ولد في يوم الإثنين من ربيع من غير تعين لعدد ذلك اليوم من الشهر والجمهور على أنه يوم معين منه ثم اختلفوا فقيل: لليلتين خلتا منه وقيل: لثمان خلت منه وقيل: لعشر وقيل: لاثنتي عشرة وقيل: لسبع عشرة وقيل: لثماني عشرة وقيل لثمان بقين منه وقيل: إن هذين القولين غير صحيحين عمن حكيا عنه بالكلية والمشهور الذي عليه الجمهور: أنه ولد يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول وهو قول ابن إسحاق وغيره
5 - أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في شهر ربيع الأول لا سيما الثاني عشر من ربيع الأول يوم الاثنين قال العلامة ابن القيم – رحمه الله - :
وَلَا خِلَافَ أَنَّ مَبْعَثَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَاخْتُلِفَ فِي شَهْرِ الْمَبْعَثِ. فَقِيلَ: لِثَمَانٍ مَضَيْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ مِنْ عَامِ الْفِيلِ، هَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ، وَقِيلَ: بَلْ كَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، وَاحْتَجَّ هَؤُلَاءِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185] [الْبَقَرَةِ: 185] قَالُوا: أَوَّلُ مَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِنُبُوَّتِهِ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ يحيى الصرصري حَيْثُ يَقُولُ فِي نُونِيَّتِهِ:
وَأَتَتْ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ فَأَشْرَقَتْ ... شَمْسُ النُّبْوَةِ مِنْهُ فِي رَمَضَانِ
وَالْأَوَّلُونَ قَالُوا: إِنَّمَا كَانَ إِنْزَالُ الْقُرْآنِ فِي رَمَضَانَ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ، ثُمَّ أُنْزِلَ مُنَجَّمًا بِحَسَبِ الْوَقَائِعِ فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ، أَيْ فِي شَأْنِهِ وَتَعْظِيمِهِ وَفَرْضَ صَوْمِهِ.
وَقِيلَ: كَانَ ابْتِدَاءُ الْمَبْعَثِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ. زاد المعاد ( 1\76-77)

قال العلامة الشنقيطي – رحمه الله - :
قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} لم يبين هنا هل أنزل في الليل منه أو النهار ؟ ولكنه بين في غير هذا الموضع أنه أنزل في ليلة القدر من رمضان وذلك في قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ، وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} لأن الليلة المباركة هي ليلة القدر على التحقيق وفي معنى إنزاله وجهان:
الأول: أنه أنزل فيها جملة إلى السماء الدنيا، كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والثاني: أن معنى إنزاله فيها ابتداء نزوله كما قال به بعضهم.
راجع أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
أما أثر ابن عباس فإليك بعض أسانيده مختصرة :
قال أبوعبيد في فضائل القرآن : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً وَقَرَأَ: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106] قَالَ: وَلَا أَدْرِي كَيْفَ قَرَأَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ (فَرَقْنَاهُ) مُشَدَّدَةٌ أَمْ لَا؟ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ إِلَّا بِالتَّشْدِيدِ (فَرَّقْنَاهُ)
سنده صحيح
وداود بن أبي هند : قَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل ، عَن أبيه: ثقة ثقة.
قال: وسئل عنه مرة أخرى، فقَالَ : مثل دَاوُد يسأل عنه ؟.
يزيد بن هارون : أَبُو خالد الواسطي وَقَال أَبُو حاتم : ثقة، إمام صدوق، لا يسأل عن مثله .

وقال النسائي في السنن الكبرى : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَسَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «فُصِلَ الْقُرْآنُ مِنَ الذِّكْرِ فَوُضِعَ فِي بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَجَعَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَتِّلُهُ تَرْتِيلًا» قَالَ سُفْيَانُ: «خَمْسَ آيَاتٍ، وَنَحْوهَا»
رجال السند
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ قال النَّسَائي : لا بأس به , وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس: كَانَ ثقة، حدث بكتاب "المغازي تهذيب الكمال (25\ 504)
الفريابي : مُحَمَّد بن يوسف بن واقد بن عثمان أَبُو عبد الله الفريابي قال الحافظ في التقريب : ثقة فاضل يقال أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق من التاسعة مات سنة اثنتي عشرة ع
أقول ولم يتفرد هنا بل تابعه غيره كما سيأتي .
سفيان هنا الثوري كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (7\ 466) :
وَيَقَعُ مِثْلُ هَذَا الاشْتِرَاكِ سَوَاءً فِي السُّفْيَانَيْنِ، فَأَصْحَابُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ كِبَارٌ قُدَمَاءُ، وَأَصْحَابُ ابْنِ عُيَيْنَةَ صِغَارٌ، لَمْ يُدْرِكُوا الثَّوْرِيَّ، وَذَلِكَ أَبْيَنُ، فَمَتَى رَأَيتَ القَدِيْمَ قَدْ رَوَى، فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَأَبْهَمَ، فَهُوَ الثَّوْرِيُّ، وَهُمْ كَوَكِيْعٍ، وَابْنِ مَهْدِيٍّ، وَالفِرْيَابِيِّ، وَأَبِي نُعَيْمٍ.
فَإِنَّ رَوَى وَاحِدٌ مِنْهُم عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بَيَّنَهُ، فَأَمَّا الَّذِي لَمْ يَلْحَقِ الثَّوْرِيَّ، وَأَدْرَكَ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَلاَ يَحْتَاجُ أَنْ يَنْسِبَهُ، لِعَدَمِ الإِلْبَاسِ، فَعَلَيْكَ بِمَعْرِفَةِ طَبَقَاتِ النَّاسِ.
الأعمش : سليمان بن مهران قال الحافظ في التقريب :
سليمان ابن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمد الكوفي الأعمش ثقة حافظ عارف بالقراءات [بالقراءة] ورع لكنه يدلس من الخامسة مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وكان مولده أول سنة إحدى وستين ع
وعده الحافظ ابن حجر في كتابه تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس في المرتبة الثانية وقد قال الحافظ عن هذه المرتبة بقوله : الثانية من احتمل الائمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لامامته وقلة تدليسه في جنب ما روى انتهى

حسان بن أَبي الأَشرس قال النسائي : ثقة تهذيب الكمال ( 6\ 12)
سعيد بن جبير : وصفه الذهبي بقوله : الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، الشَّهِيْدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ - وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ - الأَسَدِيُّ، الوَالِبِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. سير أعلام النبلاء (4\ 321)
وقال الحافظ في التقريب : ثقة ثبت فقيه من الثالثة
عبد الله بن عباس : الصحابي الجليل المعروف بالبحر أحد المكثرين في الحديث وأحد العبادلة شهد له الصحابة بالعلم كما هو مدون في مظانه .
وذكر السيوطي أن القرطبي حكى الإجماع على أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا.
وحكاية الإجماع في ذلك لا تصح لوجود المخالف في ذلك وتعدد المذاهب فيه .
نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لمؤلفه: محمد بن عبد الرحمن الشايع

سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي هذا السؤال :
صحة الأثر المروي عن ابن عباس رضي الله عنه: أن القرآن نزل جملة واحدة إلى بيت العزة ثم نزل بعد ذلك منجماً حسب الوقائع؟ وهل فيه تأييد لقول الأشاعرة بأن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ.
فقد سمعنا من ينكر هذا الأثر لهذه الشبهة؟
الجواب
هذا مروي عن ابن عباس وسنده لا بأس به، وعلى القول بصحته فلا منافاة، فقد نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة، وتكلم الله به وأنزله على نبينا صلى الله عليه وسلم مفرقاً على حسب الوقائع.
شرح الاقتصاد في الاعتقاد للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي
دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامي.
قال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ :
وهذا لا ينافي ما جاءَ عن ابن عباس وغيره من السلف في تفسير قوله تعالى: (. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أنه أَنزله إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم أَنزله بعد ذلك منجمًا مفرقًا بحسب الحوادث. ولا ينافي أَنه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله، كما قال تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ) الآية وقال: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) الآية وقال (إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ) الآية (1) وقال (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ) الآية (2) . وكونه مكتوبًا في اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لا ينافي أَن يكون جبريل نزل به من الله، سواء كتبه الله قبل أَن يرسل به جبريل وغير ذلك، وإذا كان قد أَنزله مكتوبًا إلى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أَن ينزله، والله تعالى يعلم ما كان وما لا يكون أَن لو كان كيف كان يكون، وهو سبحانه قدر مقادير الخلائق وكتب أَعمال العباد قبل أَن يعملوها كما ثبت ذلك بالكتاب والسنة وآثار السلف، ثم إنه يامر الملائكة بكتابتها بعدما يعملونها، فيقابل بين الكتابة المتقدمة على الوجود والكتابة المتأخرة عنها فلا يكون بينهما تفاوت، هكذا قال ابن عباس وغيره من السلف، وهو حق. فإذا كان ما يخلقه بائنًا عنه قد كتبه قبل أَن يخلقه فكيف يستبعد أَن يكتب كلامه الذي يرسل به ملائكته قبل أَن يرسلهم به.
الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية انزال القرآن الكريم
(أَو) ((نقد قول السيوطي في الاتقان: أن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد))
فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (1\214)
وسئل العلامة العباد كما في شرح سنن أبي داود :
السؤال هل يصح أن يقال: إن القرآن حادث؛ لأن الله تكلم به في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا قبله؟
الجواب :
القرآن موجود في اللوح المحفوظ؛ لكن لا يقال: إن الله تكلم به في الأزل، وإن كلام الله كله حصل في الأزل، فالله عز وجل تكلم بالقرآن وكتبه في اللوح المحفوظ، وأنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا كما جاء ذلك عن ابن عباس، وفي كل هذه الأمور هو كلام الله عز وجل، لكن لا يقال: إن كلام الله عز وجل كله قديم أزلي، وإنه لا يتعلق بمشيئة وإرادة، وإنه لا يتكلم إذا شاء كيف يشاء؛ لأن هذا خلاف النصوص؛ قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف:143]، فالتكليم حصل بعد المجيء للميقات، وسمع موسى كلام الله من الله، ولهذا قال عز وجل: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء:164]، وهذا الكلام الذي كلم الله به موسى قد كتب في اللوح المحفوظ من قبل؛ ولكن الكتابة لا تنافي أنه يتكلم به عند إنزاله وعند حصوله.(22\536)

6 – أن الإسراء والمعراج وقع في شهر ربيع الأول قال العلامة العثيمين : بل إن الذي يظهر أن المعراج كان في ربيع الأول، مجموع فتاوى ورسائل (20\69) وقال أيضا : وأحسن وأظهر الأقوال أن الإسراء والمعراج كان في ربيع الأول مجموع فتاوى ورسائل (22\274)
وقال أبو الخطاب عمر بن حسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي (المتوفى : 633هـ) في كتابه : " أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب " :
وذكر بعْض القصاص أن الإسراء كانَ في رجب وذلك عنْد أهل التعديل والتجريح عيْن الكذب ) (53 -54) ط المكتب الإسلامي
ونقل قوله الحافظ ابن حجر في تبيين العجب بما ورد في شهر رجب وأقره

قال العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي (المتوفى: 1393هـ) في
نهج التشريع الإسلامي وحكمته :
ثمَّ بعد ذَلِك شرع لَهُ أدته الصَّلَوَات الْخمس الْمَكْتُوبَة لَيْلَة الْإِسْرَاء والمعراج. وَالتَّحْقِيق أَنَّهُمَا فِي لَيْلَة وَاحِدَة. وَعَن الزُّهْرِيّ وَعُرْوَة أَن الْإِسْرَاء الْمَذْكُور كَانَ قبل هجرته بِسنة وَعَن السّديّ أَنه كَانَ قبلهَا بِسِتَّة عشر شهرا. قَالَ الْحَافِظ ابْن كثير رَحمَه الله فِي تَارِيخه: "وعَلى قَول السّديّ يكون الْإِسْرَاء فِي شهر ذِي الْقعدَة. وعَلى قَول الزُّهْرِيّ وَعُرْوَة يكون فِي ربيع الأول.
وَذكر رَحمَه الله عَن جَابر وأبن عَبَّاس أَن الْإِسْرَاء كَأَنَّمَا فِي ربيع الأول وان الْحَافِظ عبد الْغنى الْمَقْدِسِي اخْتَار أَنه فِي ربيع الأول. وَبِذَلِك تعلم أَن مَا يَفْعَله الْعَوام فِي رَجَب بِنَاء على أَن الْإِسْرَاء كَانَ لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين مِنْهُ بِدعَة مَبْنِيَّة على بَاطِل. وَإِنَّمَا قُلْنَا أَنَّهَا بِدعَة لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَفْعَلهَا وَلم يَأْمر بهَا هُوَ وَلَا خلفاؤه الراشدون وَالْخَيْر كُله وَالْهدى فِي اتِّبَاعه هُوَ وخلفائه الرَّاشِدين مَعَ أَنه لم يثبت من طَرِيق صَحِيح وَلَا حسن أَن الْإِسْرَاء كَانَ فِي رَجَب. والوارد فِي ذَلِك لَا أصل لَهُ

وقال الشيخ بكر أبو زيد في تصحيح الدعاء ص111: "وليعلم أن تحديد الإسراء والمعراج في هذا التاريخ هو أضعف الأقوال"

7 : وقوع هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – في شهر ربيع الأول وفي صحيح البخاري من مرسل عرة بن الزبير : حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ (3906)
قال الحافظ ابن حجر : ذَلِكَ أَنَّ الْقُدُومَ كَانَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ بِلَا خِلَافٍ
فتح الباري (1 \ 96 – 97) وقال أبو حاتم بن حبان في صحيحه : وَذَلِكَ أَنَّ قُدُومَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ كَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ
قال الحافظ ابن كثير في البداية النهاية :
قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُ: وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.
وَحَكَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُعَرِّجْ عَلَيْهِ ورجَّح أَنَّهُ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْهُ، وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ.(4\514).
قال العلامة ابن القيم : " فَخَرَجَ مِنْ مَكَّةَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَقِيلَ فِي صَفَرٍ، وَلَهُ إِذْ ذَاكَ ثَلَاثٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً " زاد المعاد (1\98)

8 – أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِاتِّفَاقِ النَّاسِ تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، منهاج السنة ( 4 \ 430)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توفي في شهرِ ربيع الأول شهرِ مولده وشهرِ هجرته، وأنه توفي يوم الاثنين، وفيه وُلِد وفيه أُنزِل عليه
جامع المسائل لابن تيمية - عزير شمس (3\97)

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8\129) :
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِلَا خِلَافٍ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَكَادَ يَكُونُ إِجْمَاعًا
وقال أيضا : وَكَانَتِ الْوَفَاةُ النَّبَوِيَّةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ بِاتِّفَاقٍ فتح الباري ( 9\448)
وقال ابن رجب في لطائف المعارف : وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين في شهر ربيع الأول بغير خلاف
وقال العراقي في شرح التبصرة والتذكرة : وأمَّا تاريخُ وفياتِهِمْ فتُوفِّيَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شهرِ ربيعٍ الأولِ سنةَ إحدى عشرةَ، ولا خلافَ بينَ أهلِ السِّيَرِ في الشهرِ، وكذلكَ لا خلافَ في أنَّ ذلكَ كانَ يومَ الاثنينِ، ( 2\299)
قال ابن كثير في البداية والنهاية : " وَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ، بِلَا خِلَافٍ أَيْضًا " (6\ 624) ط هجر
أما ما رواه ابن أبي حاتم (2944 ) عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: آخِرُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ كُلِّهِ {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} [البقرة: 281] يَعْنِي: تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ، يَعْنِي بَرًّا أَوْ فَاجِرًا. وَعَاشَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ تِسْعَ لَيَالٍ، ثُمَّ مَاتَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ .
ففي سنده : عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف .
إشكال وجوابه :
قال العلامة ابن كثير في الفصول في السيرة :
وقال السهيلي ما زعم أنه لم يسبق إليه: من أنه لا يمكن أن تكون وقفته يوم الجمعة تاسع ذي الحجة، ثم تكون وفاته يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول بعده، سواء حسبت الشهور كاملة أم ناقصة، أم بعضها كاملاً وبعضها ناقصاً.
وقد حصل له جواب صحيح في غاية الصحة ولله الحمد، أفردته مع غيره من الأجوبة، وهو أن هذا إنما وقع بحسب اختلاف رؤية هلال ذي الحجة في مكة والمدينة، فرآه أهل مكة قبل أولئك بيوم، وعلى هذا يتم القول المشهور ولله الحمد والمنة .
ص 260 ت الشيخ سليم الهلالي

قال العلامة ابن رجب في لطائف المعارف : ولكن أجيب عن هذا بجواب حسن وهو أن ابن اسحاق ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول وهذا ممكن فإن العرب تؤرخ بالليالي دون الأيام ولكن لا تؤرخ إلا بليلة مضى يومها فيكون اليوم تبعا لليلة وكل ليلة لم يمض يومها لم يعتد بها كذلك إذا ذكروا الليالي في عدد فإنهم يريدون بها الليالي مع أيامها فإذا قالوا عشر ليال فمرادهم بأيامها ومن هنا يتبين صحة قول الجمهور في أن عدة الوفاة أربعة أشهر وعشر ليال بأيامها وأن اليوم العاشر من جملة تمام العدة خلافا للأوزاعي وكذلك قال الجمهور في أشهر الحج: إنها شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وأن يوم النحر داخل فيها لهذا المعنى خلافا للشافعي وحينئذ فيوم الإثنين الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم كان: ثالث مضى لم يؤرخ بليلته إنما أرخوا بليلة الأحد ويومها وهو الثاني عشر فلذلك قال ابن إسحاق توفي لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول والله أعلم.
تنبيه :
الأول : وقد يجمع الله في الوقت شخصًا أو نوعًا من النعمة التي تُوجب شكرًا، أو المحنة التي تُوجِب صبرًا، كما أنّ سابعَ عشر شَهر رمضان فيه كانت وقعةُ بدرٍ، وفيه كان مقتلُ عليّ. وأبلغ من ذلك أن يوم الاثنين في ربيع الأول مولد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفيه هجرته، وفيه وفاته.
جامع المسائل لابن تيمية تحقيق : محمد عزير شمس (3\95)
الثاني : لا يجوز للمسلم أن يحتفل بيوم ولادته صلى الله عليه وسلم ولا يوم هجرته ولا ليلة الإسراء والمعراج لأن ذلك لم يفعله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضوان الله عليهم أجمعين .

كتبه أبو عبدالله سليمان بن أحمد العبدلي السلفي الأثري – حفظه الله تعالى –
ليلة الإثنين 14\1\1434 ه

* * *