.
.
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المجتبى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ...
اليوم سيكون حديثي عن أمر مهم للغاية بل أعدُه أنا الطابور الخامس في حياتنا /مجتمعنا / ثقافتنا / ماضينا / حاضرنا ..
نعم هي الصحافة وهي ذاك الجندي الخفي والذي ربما يكون يوماً ما عدوَّاً لوطنه وأهله وذويه رغبةً منه في الوصولِ لغايةٍ شخصيّةٍ وإن أهرق في سبيل تحقيق غايته نفوس وأرواح لاحصر لها !!
أشبهُ مايكونُ حال الصحافة بالشبح الغير مرئي ولكنَّها حقيقة لايمكن تجاهلها ....
فالكثير يخشى الصحافة ويخشى طرقها ومزالِقها ,وماذاك إلا لوعورتها وصعوبتها فهي ليست طريقاً ممهدة كما يتصورها الكثير !!
بل هي صحراء لاتجد فيها ظِلاَّ ولاماء ... وحينما يريد ذاك المنتسِب لها أن يرتوي بعذب الماء لابد له من عبور قناطير مقنطرة تميلُ به ريحُها يمنةً ويسرة , حتى إذا مابلغ فاهُ الماء ربَّما يكتشف في آخر لحظة أنَّ هذا هو السراب ولاشيء سوااه !!
لذا لابد من مؤنة يحملْها معه ذاك المسافر في صحراء الصحافة القاحِلة ...
فماهي تلك المؤونة؟ !! وماهو الزاد الذي يتقوت به الصحفي حتى يستحق أن يصل في نهاية المطاف لشخص يشار له بالبنان وينال الثناء والمديح بعد تلك الرحلة الشَّاقّة!!
فالمؤونة هي كالتالي :
1- الصحفي يولد صحفياً مذ نعومة أظفاره لايفرُق عن الشاعر بشيء ,فهو قوي الملاحظة , يهتم بما يحيط به , ويتحدث عن ذاك المحيط بما يعرف ..
.
2- أن ينظر االصحفي إلى أن الصحافة ليست صورة ووجاهة يفاخِر بها الآخرين ويقول أنا وأنا!! بل هي رسالة وليست وظيفة يسترزِق منها , يتعرف على قضايا مجتمعه , جريء جرأة محمودة لاتلك الجُرْأة الممقوته ..
3- النزاهة وهذه الخصلَة ربما تحتاج لمليون خط , حيثُ أن نزاهة الصحفي هي سبب رئيس في شرف المهنة ومصداقيتها ونقاء رؤيتها وإمكانية خدمتها لصاحبها حينما يكون نزيهاً لاينظر لمصلحته الشخصيَّة البتَّة لِقاء مصالح الآخرين ..
4- أن يكون صاحب خلق ودين , لديه مباديء وحصانة في سيرته الذاتية , فليس هو ذاك المتصابيء صاحب النزوات والرغبات والثلمات التى ستخدش تأريخ كتابته وتكون صفحة مظلمة في حياته !!بل و طالما أغرقت الكثير الكثير في دوامة ( االفضيحة ) ..
5- أن يكون عفيف اليد واللسان أميناً في طرح النقد دونما نيل من الآخر لغرض شخصي مطلقاً , بل يكون صاحب سمة موضوعية ومعه أدلة وبراهين تؤيد مايقول ..
6- يستخدم الإثارة الصحفية المتزنة الخالية من التهويل والمغالاة خصوصاً حينما يقوم بصياغة خبر فلابد أن يتضمن الخبر حقيقة المضمون لاكما يفعل البعض من زوبعة عناوين والمضمون مجرد خواء من كل شيء..
7-أن يتسم بالعلم والثقافة قدر الإمكان ويعني ذلك المعرفة التامَّة بمجتمعه ومافيه من مشاكل وأمور تأريخية سابقة تزيده خبرة ومعرفة لكيفية التعامل مع الواقع وتغييره للأفضل , وكذلك اللغة لابد من غزارتها , والصحَّة النحوية لابد من إجادتها ..
8 - أن يحذر من الإعجاب بنفسه , ويبتعد عن التعالي والغرور المذموم والذي لايقتل إلا صاحبه , بل ويجعله حقير في نظر الغير مما يحدوا بالآخرين عدم تقبُله والنيل من كل الصحافة بسببه هو دون سواه !!
9- محاولة إقامة علاقات جيدة مع مصادر الأخبار ومع رجال الفكر حتى تتسم مقالاته بالصدق والثقة وفي نفس الوقت الرقي والعلو بفكر المتلقي ...
10- أن يتذكر كل صحفي أنَّ هذه الأمانة الصحفية ربما تُحسَب له كالجهاد بالقلم حينما يكون التعامل بمصداقية مع أوضاع المجتمع وأخلاقه وتلك السلوكيات المنبوذة والتى سيحرص هو بقلبه وقلمه على تناولها والحديث عنها ومحاولة إزالة مثالبها من المجتمع ....
11- تحري الصدق والتثبُت والبعد عن تلك الحبكات والتى إن لم يخُنْ قلمي التعبير سأسميها بــ ( النكبات ) , والتى لايفقه فيها الكاتِب ماهية طريقتها وكيفية صياغتها , فتتحول القضية من حوار ورقي بفكر المتلقي , إلى أرض خصبة للخواء
والمعاني الجوفاء التى لاتسمن ولاتغني من جوع بل هي وهنٌُ على وهن
بعد كل ماذكرت أعلاه سوف نُلقي تصوُر بسيط على صحافتنا الغرَّاء لنرى كيف هم صحفيين هذا المجتمع !!
وماهي قضاياهم التى طالما سمعنا عنها وقرأناها وعانينا الأمرين من رزاياها حتى طابت النفوس من متابعتها ناهيكم عن
بذل الوقت للإطلاع عليها ..
كلمة أخيرة :
قال أحدُهُم ذات مساء / غباء , سأعتزِلُ يامُحِبِّي صَوْتِي النَّشَازَ الغِنَاء , فطارت اَسْرابُ الطيورِ مغرِدَةً " دنا فصلُ الربيع وغابَت عن مسامِعُنا قسْوَةَ الشَّتاء" ...
.
كُتِب المقال بقلم/ فكر : أمل بنت عبدالعزيز ...