أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فقد ظهر كلام لعرفات المحمدي اليمني المقيم بالمدينة النبوية، تكلم فيه عن شخصي وعن صالح البكري بكلام عشوائي بعيد عن أخلاق طلبة العلم والطرح العلمي، ومن باب قول النبي- صلى الله عليه وسلم-:{على رسلكما انها صفية}. وقوله- صلى الله عليه وسلم-:{إن لصاحب الحق مقالا}. سأقف مع بعض فقراته مبينا ما فيها من الخطأ والزلل، والبعد عن منهج العلماء في النقد.
فأقول مستعينا بالله- جل وعلا -:
أولا: على الأخ عرفات أن يربط الشباب السلفي بالعلماء، ولا يتصدر للفتيا حتى يشهد له العلماء بذلك، خاصة في أمور النوازل، وأمور الجرح والتعديل، فهو بين ظهراني العلماء الكبار، أمثال الشيخ عبيد وشيخنا محمد بن هادي المدخلي وغيرهما، وقد قيل لا يفتي أحد ومالك في المدينة. ولم يجلس مالك على كرسي التعليم حتى شهد له سبعون شيخًا من أهل العلم أنه موضع لذلك كما وردت الرواية في "الديباج المذهب" لابن فرحون (1/21).
ثانيا قوله:" أن صالحا البكري محذر منه وحذر منه المشايخ والعلماء".
أقول: على طالب العلم عند قدحه في الأشخاص أن يذكر الأسباب والدوافع التي جعلت المشايخ والعلماء يحذرون من هذا الشخص، حتى يكون السلفي على بينة من أمره. لذلك أساله عن هذه المخالفات التي وقع فيها البكري العقدية والمنهجية والتي جعلت المشايخ يحذرون منه كي نحذرها ونحذر منها ؟؟؟؟
ثالثا قوله:" أن الشيخ الوالد عبيد الله الجابري حذر من البكري" قول خلاف الواقع والمنشور في الساحة، فالذي أعرفه ويعرف غيري- وهو المشهور- عن الشيخ عبيد الجابري- حفظه الله تعالى- انه يزكي البكري، ويثني عليه خيرا- كما في شريط:" التحف الجابرية على الأسئلة اليافعية" حيث قال- حفظه الله تعالى-:" فإن الأخ الشيخ صالح البكري هو عندنا من علماء السنة وأشياخهم وأرى أنه يطلب العلم عليه كما يطلب على إخوانه من مشايخ السنة في اليمن". فتبقى تزكية الشيخ عبيد الجابري لصالح البكري قائمة بكلماتها ومضمونها حتى يأتي ما ينقضها من الشيخ نفسه- حفظه الله تعالى- والأصل عدم الالتفات لكلام عرفات- هداه الله-.
رابعا قوله:" وقد حذرنا منه أكثر من مرة"
أقول: هذا التعبير المنطوق بصيغة المتكلم بالجمع لا بالإفراد هو من قبيل الغرور النفسي والخيلاء اللفظي من عرفات المحمدي، فالذي يتكلم عن نفسه بصيغة الجمع بدل الإفراد نوع من التوهيم للسامع، إذ لا يفهم منه إلا تعظيم النفس وحشرها في زمرة العلماء، والحق أن عرفات ليس كذلك ليس بعالم ولم يشهد له احد من أهل العلم أنه عالم، وأنا أنصحه أن يترك هذا الأسلوب المتعالي في الخطاب، لان هذه الطريقة تؤدي بصاحبها إلى مهالك كثيرة، أهونها الغرور والإعجاب بالنفس؛ ورحم الله من عرف قدر نفسه، ومن باب النصح لله وفي الله أذكر عرفات بما قاله ابن قيم- رحمه الله- في كتابه العظيم:"إعلام الموقعين ج 1/ ص 28، وهو:" وكان الإمام أحمد- رحمه الله- يكره أن يكتب كلامه، ويشتد عليه جدا، فعلم الله حسن نيته وقصده، فكتب من كلامه وفتواه أكثر من ثلاثين سفرا". وكذلك ما ذكره ابن الجوزي- رحمه الله- في "صفوة الصفوة عن ابن المبارك": وبينا هو بالكوفة- يعني ابن المبارك- يقرأ عليه كتاب المناسك، إنتهى إلى حديث وفيه: قال عبد الله: وبه نأخذ. فقال: من كتب هذا من قولي ؟ قلت: الكاتب الذي كتبه، فلم يزل يحكه بيده حتى درس ثم قال: ومن أنا حتى يكتب قولي؟!"
ولما ألف شيخنا ربيع- حفظه الله تعالى- كتاب:" أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية"، اتصل بالشيخ حمود التويجري فقال له: أنا ذكرتك مع العلماء الذين لا يفرقون بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية. فغضب الشيخ حمود وقال: لا تذكرني مع العلماء، فأنا لست بعالم". وأريد أن أزيده من نصحي فأقول: أما علمت يا عرفات أن الإمام الألباني- رحمه الله- رغم جلالة قدره وعظم علمه، كان يقول عن نفسه:" ما أنا إلا طويلب علم" واستحيى أن يقول عن نفسه طالب علم.
فما أحوج الأخ عرفات ومن على شاكلته إلى دراسة آداب العلم وطلبه.
خامسا قوله:" وهذا الأخ الذي ذكر ينصح ويبين له وإن أصر والظاهر أنه مصر لا شك أن ما قاله أخونا مصطفى، الشيخ مصطفى بن مبرم حفظه الله قد أصاب في ذلك"
أقول: قول عرفات أن ما قاله مصطفى مبرم في أبي أنس مصيب هو قول باطل، لا لجام له من بينة ولا خطام من دليل، وقد بينت وجه بطلان كلام مصطفى في ردي عليه فلا حاجة إلى إعادته في هذا المقام. لكن أضيف شيئا لعله غاب عن عرفات ومبرم، وهو أن مسألة الإلزام والإلحاق بغير حجة ولا برهان قول مبتدع محدث، ووجه بدعيته أن السلف لم يقولوا بمسألة الإلحاق إلا في أهل البدع.
قال أبو داود السجستاني- رحمه الله-:" قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل البيت مع رجل من أهل البدع أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمْهُ أنَّ الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به".
فمن وافق المبتدع ورضي ببدعته فهو مبتدع مثله يهجر كما يُهجر المبتدع، ولا أعلم أحدا من أهل العلم بدع البكري أو جرحه تجريحا منهجيا. ومن ثم يلزم من قول مبرم وعرفات أن شيخنا ربيع يلحق بالبكري لأنه يثني عليه ولا يقبل الكلام فيه، وينصح بالتآلف والتآخي معه.
سادسا قوله:" أما المعاند والمكابر والذي يتعلق بكلام فلان، والله الشيخ فلان قال هكذا، لا ينظر إلى الدليل، ولا ينظر إلى ما هي أسباب الجرح لصالح؟ ولماذا جرحه الشيخ الوصابي ؟ ولماذا جرحه الشيخ عبيد ؟".
أقول: يا عرفات المحمدي! المعاند والمكابر هو الذي يرد الحق بعد معرفته له بالأدلة والبراهين، أما العبد الضعيف، الخائف من الخبير اللطيف أبو أنس جواد المغربي فقد تعلق بالحق، والتزم به، وأخذ بما أشار به الشيخ ربيع- حفظه الله- وهو عدم الطعن في البكري، والأمر بالتآلف والـتآخي معه.
وأما قولك أني لم أنظر إلى سباب الجرح، فهو قول بلا حجة ولا برهان، لأني اقتديت بالشيخ ربيع- حفظه الله تعالى- في رد أسباب جرحك ومن على شاكلتك للشيخ صالح البكري- حفظه الله- ولم يعتبرها جرحا ولا نقدا واضحا، وإنما قال أن بين الشيخ البكري وبين مشايخ اليمن خلاف لا يلتفت إليه. وقد رد العلماء الجرح المفسر إذا لم يظهر صوابه كردهم تكذيب بعض الأئمة لعكرمة كما في مقدمة الفتح، وردهم تكذيب النسائي لأحمد بن صالح المصري- كما في ميزان الاعتدال-، ولم يقبلوا طعن الذهلي وأبي حاتم وأبي زرعة في الإمام البخاري- رحمه الله-، وقبلهم رد النبي- صلى الله عليه وسلم- قول عمر- رضي الله عنه- في حاطب بن أبي بلتعة- رضي الله عنه- بأنه منافق ولم يقبل قوله؛ ولم يقبل قول الأنصاري الذي قال في مالك بن الدخش أنه منافق، والأمثلة في ذلك كثيرة قد ذكرت بعضها في ردي على مبرم، فارجع إليه مراجعة إن كنت منصفا.
سابعا قوله:" وله الآن ردود وإن كانت هذه الردود هو لم يجتهد فيها، هو أخذها من غيره وللأسف، نسب شيئا كثيرا لنفسه هو أخذها من غيره، كان الواجب أن ينسب للإخوة الذين كتبوا هذه الأمور، وأصحاب الردود المعروفين بذلك؟".
أقول: قولك هذا يا أخي عرفات فيه تقليب للحقائق، وأنت فيه غير صادق، فأبو أنس جواد المغربي- وبكل تواضع- من أوائل من رد على الحجوري- هداه الله-، حيث ناقشه في درسه العام لما نسب الإرجاء لزمن الصحابة- رضي الله عنهم- وجمع صوتياته وسلمها للعلماء في أرض الحرمين، وكتب أخطاء الحجوري في مذكرة صغيرة وطبعها في اليمن سنة 2002 ميلادي، أما أنت والأخ مبرم يومئذ كنتما ترفعان الحجوري إلى السماء، وتغلوان فيه، ثم تلاها ردود الشيخ البكري على هذا الحجوري والتي عنون لها بـــــ:"الرد السلفي على يحيى الحجوري"، وتبين كذب المفتري يحيى بن علي الحجوري والرد على النبذة اليسيرة، ثم بعدها بسنوات قليلة كتب الشيخ البكري الدامغة في الرد على الحجوري قوله:" وكفر بعض الصحابة"، وكان من بين آخر ما كتب: الدفاع عن الشيخ ربيع دفاع عن الحق، رد فيها على الحجوري وعصابته، وهذه الكتب قال عنها شيخنا ربيع- حفظه الله تعالى-: " كتب جيدة"، وأذن في نشرها.
فمن الذي نقل واقتبس واختلس من الإخوة، ولم ينسب الرد لصاحبه؟ أبو أنس جواد المغربي أم عرفات المحمدي ؟؟؟؟
وان كنت تعني بقولك الآنف الذكر ردي الأخير على الحجوري الذي أسميته بـــ "البيان المختصر فيمن حول دار دماج من السنة إلى الضرر والخطر". فقد أحلت القراء في آخر البحث إلى المراج، وأنا ولله الحمد لست ممن يتشبع بما لم يعط .
ثامنا قوله:" يقول أنه ضد الحجوري، صالح الآن مع الحجوري واتصل به فما هو موقفك السلفي من اتصال صالح بالحجوري ؟ ومن المقال الذي أنزله ؟ ومن اضطرابه في موقعه، مرة يحذف ومرة يأتي ومرة ؟؟".
أقول: نعم أنا ضد الحجوري، وضد كل مبطل يخالف الحق ويعادي أهله، وصالح البكري موقفه من الحجوري موقف أهل السنة والجماعة، ويعتبره من رؤوس الضلال ومن أهل البدع والزيغ، واتصاله بالحجوري كان بسبب أحد المندسين شريطة أن يراجع الحجوري أموره ويتعظ بما حصل له من قبل الروافض ويجمع شمله مع مشايخ اليمن ولا اعلم عن البكري خلاف ما ذكرته ولو علمت عنه تعصبا للحجوري لتبرات منه بعد مناصحته .
تاسعا قوله:" فعلى كل حال نقول للأخ هذا: يترك هذا الأمر أو يترك صالح البكري ولا يحتج أن الشيخ ربيع فعل هذا أو لم يفعل هذا. الشيخ ربيع عالم لكن لا يطلع على كل الأمور ولا يعني كل من زار الشيخ يصير ممن يزكى وممن يثنى عليه وأن الشيخ أثنى عليه لأنه زاره لا هذا غير صحيح .
أقول: يا أخي عرفات اليمني! ليس الأمر في الترك أو الاخذ، وانما الأمر في صحة ما تقوله عن البكري، وصحة ما تنقله عن الشيخ ربيع، فأنا عندي ما يثبت أن الشيخ ربيع يثني عليه ويسعى في لم الشمل واصلاح ذات البين، وقد سألته قبل أسبوع عن الشيخ البكري فقال لي:" سلفي وانصحهم جميعا بالتآلف والتآخي وترك كل ما يسبب الفرقة والخلاف". وهو مطلع على الخلاف الذي بينكم وبين البكري من سنوات عديدة، ويعرفه من بدايته، ولو كان غير مطلع على الخلاف الذي بينكم لما دعاكم للتآلف والتناصح.
ثم أقول لك- ردا لكل احتمال-: ما دمت يا عرفات تعلم من الأمور ما لا يعلم الشيخ ربيع،لِمَ لا تسرع بالذهاب إليه لتخبره بالأمر وما استجد، فلن يعدمك النصح؛ والذي أراه من قولك أن الشيخ ربيع يثني ويزكي جزافا دون ادني علم عن المزكى أو المثنى عليه، وهذا عيب أن يقال في حق إمام عُرف بالتأني في الجرح، وعرف بالتأني في التزكية.
عاشرا قوله:" فأنا أنصح بترك صالح وبترك هذا الأخ إذا كان مصرا على التعصب لصالح، اتركوه ولا تنشغلوا به" .
أقول: أين وجه النصيحة في كلامك وأنت تفتي بهجر إخوانك، وإشعال الفتن بينهم، فكلامك عين الغش، وليس فيه رائحة النصح، ولو كنت صادقا لكلفت نفسك السفر إلى مكة وليس بينك وبينها إلا سويعات لتسأل شيخنا ربيع عما تفعله من شق عصى السلفيين وزرع الفتن بينهم، وما منعك إلا أنك تعرف جوابه مسبقا أنه المنع وعدم الجواز. وكذلك تسأله عن حال الشيخ البكري كما سألتُه أنا وسأله غيري، فتنهي مشكلة البكري من أصلها، وتريح السلفيين من التشغيب والردود الغير العلمية. لكن وكما قلت انك تعلم جيدا جواب الشيخ ربيع حق المعرفة، لذلك لم تتجرأ على معرفة الحق من لسان الشيخ ربيع - حفظه الله-. وهذا أخشى أن يكون إعراضا منك عن معرفة الحق.
وختاما أقول للأخ عرفات المحمدي: إن أخانا صالحا البكري قد سئل عن مشايخ اليمن ومراكزهم فأثنى عليهم خيرا ولم أر منه طعنا في أهل العلم ولا في مراكزهم، بل سمعنا منه عكس ذلك، فانت الان بين امرين احلاهما مر، اما ان تاتي بالبينة وهذا يريح كل السلفيين ويرفع من شأنك، واما أن تتراجع وتعترف بقذفك وطعنك في اخيك وهذا في أيضا رفعة لك عند اخوانك، والاعتراف بالخطأ فضيلة، والشيخ البكري كما اعرفه واسع الصدر يعفو ويصفع ويقبل الاعتذار. وعليك ان تعلم – بل وقد علمتَ-أن النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول:{البينة على المدعي واليمين على من أنكر} .
وما أكثر ما يشاع ولا أساس له من الصحة، وبناء عليه، فقد أشيع عن عرفات المحمدي في هذه الأيام أنه يحذر من مركز شيخنا محمد الإمام- مركز معبر- وأنا انتظر منك أن ترد على هذه الشائعة كي لا يقال عنك انك تطعن في مراكز أهل السنة.
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه أبو أنس جواد بندادا المغربي
نزيل جنوب المملكة العربية السعودية حرسها الله
الأربعاء 09/ 06 / 1435 منقول من موقع الشيخ محمد بن رمزان الهاجري على هذا الرابطhttp://hajree.hostoi.com/forum.php?action=view&id=154