أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


من متشابهات القرآن الكريم
قال تعالى"وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قوبكم به"(آل عمران 126)
وقال تعالى :"وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم"(الأنفال 10)
جاءت الآية الأولى على الأصل من تقديم الفاعل على الجار والمجرور بالمنزلة ،أما في الثانية فقد تقدم الجار والمجرور "به"على الفاعل ،"وأما تأخير "به" بعد قوله قلوبكم"فلأنه لما أخر الجار والمجرور في الكلام الأول وهو قوله"وما جعله الله إلا بشرى لكم"وعطف الكلام الثاني عليه وقد وقع فيه جار ومجرور وجب تأخيرها في اختيار الكلام ليكون الكلام الثاني كالأول في تقديم ما الكلام إليه أحوج وتأخير ما قد يستغني عنه ،وأما تقديم "به" في الآية الثانية فلأن الأصل في كل خبر يصدَّر بفعل أن يكون الفاعل بعده ثم المفعول والجار والمجرور ،وقد يقدم المفعول على الفاعل للتخصيص أو إذا كان اللبس واقعا فيه وأريد إزالته عنه ،وفي هذا الموضع إذ لم يعرض في اللفظ من التوفقة ما يوجب إجراء الكلام على الأصل كما كان في سورة آل عمران فإن المعتمد بتحقيقه عند المخاطبين إنما هو الإمداد بالملائكة وهو الذي أخبر عنه الله تعالى أنه لم يجعله إلا بشرى فوجب أن يقدم في الكلام الثاني وهو المضمر بعد الباء في قوله تعالى"به" على الفاعل فقال"ولتطمئن به قلوبكم "(1) وهذا يدل على أن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .
===================
(1)الخطيب الإسكافي - درة التنزيل وغرة التأويل ص38 بتصرف