أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي (وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

تذكير أهل الإسلام أن خلق العفو من شيم الكرام

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن من الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة التي ينبغي على كل مسلم أن يتحلى بها هي صفة العفو وهي:"التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه".لسان العرب لابن منظور (15/72)
لماذا أيها الأحبة الكرام؟!
لأن الله جل وعلا يُحبها، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ اللَّهَ عز وجل عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ".رواه الإمام أحمد في مسنده(1/438)،وصححه الشيخ الألباني–رحمه الله-في السلسلة الصحيحة (1638)
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :"وهو سبحانه لمحبته للعفو والتوبة خلق خلقه على صفات وهيئات وأحوال تقتضي توبتهم إليه،واستغفارهم،وطلبهم عفوه ومغفرته".شفاء العليل (1/116)
فكيف لا يحب الباري جل وعلا هذه الصفة الحميدة والخلق الرفيع؟!.
ومن أسمائه سبحانه "العفو"،ومن صفاته جل وعلا صفة" العفو"، يقول تعالى:(إن الله كان عفوا غفورا)[النساء:43] وقال تعالى:(إن الله لعفو غفور)[الحج: 60].
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله-:"أي:يعفو عن المذنبين،فلا يعاجلهم بالعقوبة ، ويغفر ذنوبهم ، فيزيلها،ويزيل آثارها عنهم،فالله هذا وصفه المستقر اللازم الذاتي،ومعاملته لعباده في جميع الأوقات بالعفو،والمغفرة". تفسير السعدي(1 /543)
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- في نونيته (ص210)
وهو العفُوُّ فعفوُهُ وسِعَ الوَرَى
لـولاه غَارَ الأرضُ بالسُّكان
يقول الشيخ خليل الهراس –رحمه الله- :" أي : ولولا كمال عفوه وسعة حلمه لغارت الأرض بأهلها لكثرة ما يرتكب من المعاصي على ظهرها". شرح النونية (2/81)
ولأن هذه الخصلة الكريمة أيها الأفاضل كان يتحلى بها من سبقنا من الأنبياء والمرسلين ومن جاء بعدهم واتبع هديهم من العلماء والصالحين.
فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لقوا من أقوامهم ما لاقوه من سوء المعاملة!والتحريض عليهم!بل وصل الأمر إلى التعدي عليهم وضربهم! ومع هذا لم ينتقموا لأنفسهم!بل صبروا على الأذى الذي طالهم في سبيل نشر دعوتهم،وبذلوا وسعهم في بيان الحق لمن أرسلوا إليهم،وقابلوا إساءات أقوامهم بالصبر والشفقة عليهم ودعاء الله تعالى لهم، فعن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- قال:كأنِّي أَنْظُرُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نَبِيًّا من الأنبياء ضَرَبَهُ قَوْمُهُ وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجهه ويقول: "رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".رواه البخاري (3290) ومسلم (1792)، واللفظ له.
يقول الإمام النووي –رحمه الله- :"فيه ما كانوا عليه صلوات الله وسلامه عليهم من الحلم والتصبر والعفو والشفقة على قومهم ودعائهم لهم بالهداية والغفران وعذرهم في جنايتهم على أنفسهم بأنهم لا يعلمون، وهذا النبي المشار إليه من المتقدمين، وقد جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم مثل هذا يوم أحد ".الشرح على صحيح مسلم ( 12/150)
ويقول الإمام ابن القيم-رحمه الله-:(تأمل حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي حكى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم" أنه ضربه قومه حتى أدموه فجعل يسلت-أي يُزيل- الدم عنه،ويقول:(اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)"كيف جمع في هذه
الكلمات أربع مقامات من الإحسان قابل بها إساءتهم العظيمة إليه.
أحدها: عفوه عنهم، والثاني: استغفاره لهم، الثالث: اعتذاره عنهم بأنهم لا يعلمون، الرابع: استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال:(اغفر لقومي)كما يقول الرجل لمن يشفع عنده فيمن يتصل به هذا ولدي، هذا غلامي، هذا صاحبي، فهبه لي).بدائع الفوائد ( 2/ 468)
وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم آذاه قومه وأخرجوه من داره التي تربى فيها، وسعوا جاهدين لقتله،وادعوا زورا وبهتانا بأنه شاعر!وأنه كاهن! وأنه ساحر!،وغير ذلك من التهم الباطلة!التي هو منها صلى الله عليه وسلم براء.
ومع هذا صبر عليهم ولم ينتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه منهم، بل تمنى لهم الهداية إلى الإسلام، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله هل أتى عَلَيْكَ يَوْمٌ كان أَشَدَّ من يوم أُحد؟ فقال:"لقد لَقِيتُ من قَوْمِكِ وكان أَشَدَّ ما لَقِيتُ منهم يوم الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلَالٍ فلم يُجِبْنِي إلى ما أَرَدْتُ،فَانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ على وَجْهِي، فلم أَسْتَفِقْ إلا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ،فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإذا أنا بِسَحَابَةٍ قد أَظَلَّتْنِي،فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ فَنَادَانِي،فقال:إِنَّ اللَّهَ عز وجل قد سمع قَوْلَ قَوْمِكَ لك،وما رُدُّوا عَلَيْكَ، وقد بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، قال: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فسلم عَلَيَّ، ثُمَّ قال يا محمد إِنَّ اللَّهَ قد سمع قَوْلَ قَوْمِكَ لك،وأنا مَلَكُ الْجِبَالِ وقد بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فما شِئْتَ؟إن شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عليهم الْأَخْشَبَيْنِ-أي الجبلين- فقال له رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله من أَصْلَابِهِمْ من يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شيئا". رواه البخاري (3095) ومسلم (1795) واللفظ له.
يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-:" فالشاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤذى أشد الأذى، ومع ذلك يعفو ويصفح ويتأنى ويترجى، فبلَّغه الله – ولله الحمد- مراده وحصل له النصر المبين المؤزر.
وهكذا ينبغي للإنسان أن يصبر على الأذى، لاسيما إذا أوذي في الله فإنه يصبر ويحتسب وينتظر الفرج". شرح رياض الصالحين (3/605)
وهذا الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام حسده أخوته لمكانته من أبيه،فاجتمعوا على التخلص منه، فألقوه في البئر ، فنجاه الباري جل وعلا من كيدهم، وتفضل عليه سبحانه بأن وهبه قوة وسلطانا، بعد ابتلاء وصبر، فلما وقع إخوته بين يديه لم ينتقم منهم،بل عفا عنهم وسامحهم على ما كان منهم تجاهه، فقال لهم بعد أن اعتذروا منه عما كان منهم! كما أخبرنا بذلك ربنا جل وعلا:(لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)[يوسف: 92].
يقول الإمام ابن كثير –رحمه الله- :" أي لا تأنيب عليكم ولا عتب عليكم اليوم ولا أعيد عليكم ذنبكم في حقي بعد اليوم ثم زادهم الدعاء لهم بالمغفرة فقال ( يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )". تفسير ابن كثير (2/490)
وهذا أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- خاض من خاض في عرض ابنته الطاهرة أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- في حادثة الإفك ومنهم ابن خالته مِسْطَح بن أُثاثه –رضي الله عنه- قبل أن تنزل براءتها من فوق سبع سموات، وكان الصديق يُنفق على مِسْطَح -رضي الله عنه- فلما بلغه ما يقول في الصديقة – رضي الله عنها – منع عنه ما كان يُعطيه إياه، فأنزل الله جل وعلا بعد أن برأها سبحانه مما رميت به –رضي الله عنها- (ولا يأتل ألوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) [النور: 22].
يقول الإمام ابن كثير –رحمه الله- :" هذه الآية نزلت في الصدِّيق، حين حلف ألا ينفع مِسْطَح بن أثاثه بنافعة بعدما قال في عائشة ما قال، ... فلما أنزل الله براءةَ أم المؤمنين عائشة، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب الله على مَن كان تكلم من المؤمنين في ذلك، وأقيم الحد على مَن أقيم عليه، شَرَع تبارك وتعالى، وله الفضل والمنة، يُعطِّفُ الصدِّيق على قريبه ونسيبه، وهو مِسْطَح بن أثاثه، فإنه كان ابن خالة الصديق، وكان مسكينًا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر، رضي الله عنه، وكان من المهاجرين في سبيل الله، وقد زَلَق زَلْقَة تاب الله عليه منها، وضُرب الحد عليها. وكان الصديق، رضي الله عنه، معروفًا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب. فلما نزلت هذه الآية إلى قوله:( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي: فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك، وكما تصفح نصفح عنك. فعند ذلك قال الصديق: بلى، والله إنا نحب -يا ربنا -أن تغفر لنا. ثم رَجَع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا، في مقابلة ما كان قال: والله لا أنفعه بنافعة أبدًا، فلهذا كان الصدّيق هو الصديق رضي الله عنه وعن بنته". تفسير ابن كثير( 3/277)
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-رغم ما ألحقه به أعدائه من أذى وظلم وعدوان،كان-رحمه الله- يقول :"فلا أحب أن ينتصر من أحد بسبب كذبه علي أو ظلمه وعدوانه، فإني قد أحللت كل مسلم، وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد بكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي، والذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي، وأما ما يتعلق بحقوق الله، فإن تابوا تاب الله عليهم وإلا فحكم الله نافذ فيهم، فلو كان الرجل مشكورا على سوء عمله لكنت أشكر كل من كان سببا في هذه القضية، لما يترتب عليه من خير الدنيا والآخرة لكن الله هو المشكور على حسن نعمه وآلائه وأياديه التي لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له". العقود الدرية لابن عبد الهادي (ص281)
أوذي –رحمه الله- أشد الأذى من بعض القضاة! الذين كانوا سببا في سجنه وتعذيبه، فلما ضعفت شوكة خصومه وأراد السلطان أن ينتقم له منهم فقال له :إنهم قد آذوك وأرادوا قتلك مرارا، فقال له شيخ الإسلام –رحمه الله- :"من آذاني فهو في حل، ومن آذى الله ورسوله فالله ينتقم منه، وأنا لا أنتصر لنفسي، وما زال به حتى حلم عنهم السلطان وصفح.
حتى قال عنه أشد أعداءه القاضي ابن مخلوف المالكي :"ما رأينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه فلم نقدر عليه وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا ".البداية والنهاية لابن كثير (14/54)
فيا أيها الأفاضل الكرام هذه فقط نماذج يسيرة تُوضح لنا ما كان عليه من سبقنا من التحلي بخلق العفو والتسامح عن الآخرين، فلماذا لا نقتدي بهداهم ونسير على طريقهم؟!.
لماذا لا نُحاول أن نقدم دائما العفو والتسامح الذي نؤجر عليه عند العزيز العلام،وهو من شيم الكرام!على نصرة النفس! وحب الانتقام!ممن تعدى علينا من الأنام؟!.
ألم نقرأ قول الله جل وعلا:(فمن عفا وأصلح فأجره على الله) [ الشورى: 40].
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله-:" أي : يجزيه أجرا عظيما ، وثوابا كثيرا ، وشرط الله في العفو الإصلاح فيه ، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق بالعفو عنه وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته،فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به.
وفي جعل أجر العافي على الله، ما يُهيج على العفو،وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فليعف عنهم،وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم،فإن الجزاء من جنس العمل ".تفسير السعدي ( ص 760)
أين نحن من الذين وصفهم العزيز الحكيم في كتابه الكريم، حيث قال عنهم سبحانه: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) [آل عمران :134].
يقول الشيخ الشنقيطي –رحمه الله-:" دلت هذه الآية على أن كظم الغيط والعفو عن الناس ، من صفات أهل الجنة ، وكفى بذلك حثاً على ذلك ،ودلت أيضاً : على أن ذلك من الإحسان التي يجب الله المتصفين به".أضواء البيان(5/487)
إن الجزاء أيها الكرام من جنس العمل!فمن يريد العفو و الصفح يوم القيامة من العزيز العلام، فعليه كذلك أن يعفو و يتجاوز عمن أخطأ في حقه وتعدى عليه من الأنام!.
إن إيثار العبد أيها الأحبة الأفاضل للعفو والصفح على العقاب والتأنيب ما يزيده إلا علوا في المكانة بين الناس في الدنيا ورفعة عند العزيز الرقيب،فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال:قال رسول صلى الله عليه وسلم:"ما زَادَ الله عَبْدًا بِعَفْوٍ إلا عِزًّا ".رواه مسلم(2588)
يقول الإمام النووي –رحمه الله-:" فيه وجهان أحدهما: أنه على ظاهره، وأن من عُرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه وإكرامه.
والثاني: أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك".الشرح على صحيح مسلم (16/141)
إن السعادة والطمأنينة الحقيقية هي في العفو و الصفح! وليست في حب الانتقام للنفس!من البرية!، يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:"وفي الصفح والعفو والحلم:من الحلاوة والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام:ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام". مدارج السالكين (2/319)
فبعد أن عرفنا أيها الكرام فضل هذه الخصلة الحميدة والصفة الرفيعة، وأنها كانت من شيم الأنبياء ومن تمسك بهديهم من العلماء والأتقياء،فعلينا جميعا أن نسعى لتحقيقها ونسأل الله جل وعلا دائما العون على ذلك، ولنجاهد أنفسنا دائما على تقديم العفو على من أساء إلينا،وترك الانتقام وحب الانتصار للنفس.
يقول ابن حبان –رحمه الله-: "الواجب على العاقل توطين النفس على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة! إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسنُ من الإحسان، ولا سبب لنماءِ الإساءة وتهييجها أشدُّ من الاستعمال بمثلها". روضة العقلاء (ص166)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يرزقنا وإياكم محاسن الأخلاق ومكارمها ومنها العفو،وأن يصرف عنا شرورها ومساوئها ومنها الغضب وحب الانتقام للذات!، فهو سبحانه ولي ذلك ورب الأرض والسموات.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أبو عبد الله حمزة النايلي