أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أحيا الإله الأرض بعد موتها

بعد الاستغفار والدعاء، وصلاة الاستسقاء، استجاب الله للمؤمنين دعاءهم،
وقبل صلاتهم، فغفر ذنبهم، وفرج كربهم، وأنزل أمطار الرحمة، وسقى العباد
والبهيمة، وأحيا الأرض بعد موتها، فرحل بفضل الله شبح الجدب، وانزاح
كابوس الجفاف، وعادت الحياة إلى المزارع والحقول، واخضرت الأراضي في
الجبال والسهول، وسالت الأودية والأنهار، وتعمَّمت الرواسي بالثلوج،
وتكللت الربا بالورود والأزهار، وامتلأت الخزانات والسدود حتى فاضت،
فكان الجو مناسبا للإبداع الأدبي، وقول الشعر، وصياغة الكلمة الموزونة،
لذلك عاد الأديب الشاعر إبراهيم نجاح الأكماري إلى ميدان النظم وساحة
الإبداع، فنظم قصيدة شعرية رائية شكراً لله على النعمة، وحمدا له على
الرحمة، داعيا الناس إلى الاستمرار على درب الطاعة، وسبيل الهداية،
والتزام التوبة والإنابة، وعدم العودة إلى مراتع الفساد والإفساد.
ولما ما قرأ الأديب الشاعر امحند إيهوم التناني قصيدة نجاح أثارته للنظم
فشارك بأبيات، ثم قرأ الأديب الشاعر محمد مستقيم البعقيلي ما قالاه فشارك
بدوره في الموضوع بقصيدة رائية أطال فيها النفس، وهذا نص المشاركات
الثلاث:

إبراهيم نجاح:
لكَ الحمد يا مَولايَ يا مُنزل القَطْـر * لك الشكــر يا ربـــاه يا ناشــر الخير
دعاك العباد في مساجدهم وفي * منازلهـــم: سقياك ياعالـــي القـــدر
فجادت علينا السُّحْب بالغيث منزَلا * وفاضت مياه في العيون وفي النهر
وغنت طيور الأيك في الروض بكــرة * ويا حبذا شَدْوُ الحمائم والطير
وأحيا الإلهُ الأرضَ مــن بعـــد موتها ومــنَّ علينا بالأماطر والقَطْر
وزاحتْ همومٌ في القلوب تراكمــت * وعمت تباشير الـمســرة والبشــر
ألا يا عباد الله أدوا لربكـم * شكورا فطوبى للذي قام بالشكر
وعودوا لدين الواحد الحق تُفْلِحوا * ولا تُظهروا الإفساد في البر والبحر
أفيقوا وهل يرضَى الفسادَ إلَـهُكم * وما أهلُه إلا ذَوُو الكفر والشر
وتُوبوا إلى الرحمـن واستغفــروا له * تُـجَازُوا بأجرٍ خُطَّ في صفحة الأجـر
أجل هكذا يحيى حياة كريمة * تَقِيٌّ ويحظى بالمثوبة في الحشر
وإياكمُ والذنبَ فالذنبُ أهله * يُـجَازون في الدارين بالْـهول والخسر
ألا إن من يخشى الإله فإنه * يفوز برزق طيبٍ أبد الدهـر

امحند إيهوم:
جزاك إلهُ الناسِ يا شاعراً شَدا * فأطربنا مثل الحمائم والطيرِ
شكرتَ ـ وشكر اللهِ ـ حتمٌ وواجبُ * ومن يشكرْ الوهاب ينعم بالأجرِ
وأهديتَ "للزوارِ" نصحك? خالصا * وبشرتَهم بالخيرِ والفوزِ والبشرِ
وأبدعتَ في صوغِ القريضِ وسبكه * ودانت لك الفصحى تقول متى تَدرِي
تشنفُ أسماعَ الأحبةِ مبْدعاً * وتُتحفهمْ منْ جودِ نترك والشعرِ

محمد مستقيم:
نَعَمْ يَا نَجَاحَ الدِّينِ والعِلْمِ والشِّعْرِ * نَجَحْتَ بِمَـا أنْشَأْتَ مِن دُرَرٍ غُرِّ
أَطَاعَكَ صَوْغُ الْقَافِيَاتِ وَأَسْلَسَتْ * لَك الرَّاءُ فِي نَظْمِ الْقَرِيضِ وَفِي النَّثْرِ
إِذَا شِئْتَ نَظْمـاً قَالَ: لَبَّيْكَ عَاجِلاً * فَتَسْبَحُ فِي بَحْرِ الْـخَلِيلِ عَلَى الْفَوْرِ
تُشَنِّفُنَا دَوْماً بِشِعْرٍ مُهَذَّبِ * وَتُتْحِفُنَا مِن ذَاكَ بِالأَدَبِ الْـحُرِّ
فَيَا لَكَ مِنْ ندْبٍ يَفِيضُ لِسَانُه * بِمَـا جَلَّ مِنْ شِعْرٍ وَمَا حَلَّ مِنْ سِحْرِ
بَيَاناً وَإبْدَاعاً وَعِلْماً وَحِكْمَةً * وَرَأْياً سَدِيداً فِي الْـمَقَالِ وَفِي الْفِكْرِ
عَهِدتُّكَ مِنْ عَهْدٍ وَقَدْ شِدتَّ سُؤدَداً * وَمَـجْداً عَرِيضاً لاَ يُـحِيطُ بِهِ شِعْرِي
عَهِدْتُّكَ دَعَّاءً لِسُنَّةِ أَحْـمَدٍ * شَفِيعِ بَنِي الإنسَانِ فِي مَوْقِفِ الْـحَشْرِ
وَمُذْ كُنْتَ فِي (أَوْلاَدِ جَرَّارَ) لَـمْ تَزَلْ * تَدُلُّ عِبَادَ اللهِ بالنَّهْيِ والأمْرِ
وَتَزْرَعُ فِي تِلْكَ الْقُلُوبِ هِدَايَةً * كَمَـا يَزْرَعُ الفَلاَّحُ حَقْلَيْهِ بِالْبَذْرِ
وَمِنْ بَعْدُ فِي (تَرَّسْتَ) كُنْتَ مُـجَاهِداً * وَشَهْمـاً خَطِيباً يُرْشِدُ الْـخَلْقَ لِلْخَيْرِ
وَهَا أَنْتَ ذَا لَـمَّـا تَزْلْ ثَمَّ رَافِعاً * لِوَاءَ الْـهُدى وَالرُّشْدِ يَا عَالِـمَ الْقُطْرِ
تُنَادِي جُـمُوعَ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ * وَتَدْعُوهُمُ لِلْـحَقِّ فِي الْبَدْوِ وَالْحَضْرِ
وَتَنْصَحُهُمْ وَالنُّصْحُ في الدِّينِ وَاجِبٌ * كَمَـا صَحَّ فِي قَوْلِ الرَّسُولِ وَفِي الذِّكْرِ
بِأَنْ يَتَّقُوا الْـخَلاَّقَ جَلَّ جَلالُهُ * وَأَنْ يُـخْلِصُوا الأَعْمَـالَ فِي السِّرِّ وَالْـجَهْرِ
وَأَنْ يَلْهَجُوا بالْـحَمْدِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ * عَلَى نِعَمٍ جَلَّتْ عَن الْعَدِّ وَالْـحَصْرِ
نَعَمْ رَبُّنَا الرَّحْـمَـانُ أَنْزَلَ غَيْثَهُ * فَأحْيَا بِهِ مَا مَاتَ - أَوْ كَادَ - فِي قُطْرِي
أَجَابَ دُعَاءَ السَّائِلِينَ تَضَرُّعاً * وَأَبْعَدَ مَا مَسَّ الْـخَلاَئِقَ مِنْ ضُرِّ
أثَارَ سَحَاباً بِالرِّيَاحِ مُلَبَّداًَ * فَجَادتْ عَلَى الْقُطْر الْغَمَـائِمُ بِالْقَطْرِ
فَتِلْكَ عُيونٌ بِالْـحَياةِ تَفَجَّرَتْ * وَتِلْكَ مِيَاهٌ فِي مَنَابِعِهَا تَـجْرِي
وَتِلْكَ سُدُودٌ مَاؤُهَا مُتَدَفِّقٌ * لِيَسْقِيَ دَوْحاً فِي حَدَائِقِهَا الْـخُضْرِ
وَهَذِي جِبَالٌ بِالثُّلُوجِ تَكَلَّلَتْ * وتِلْكَ رِيَاضٌ بِالبَنَفْسَجِ وَالزَّهْرِ
وتِلْكَ غُصُونُ الْبَانِ تَصْدَحُ فَوْقَهَا * - صَبَاحَ مَسَاءٍ – كُلُّ شَادِيَةِ الطَّيْرِ
وَذَلِكَ زَرْعٌ أَخْرَجَ اللهُ شَطْأَهُ * لِيْمْلأَ بَيْتِي بِالشَّعِيرِ وَبِالْبُرِّ
فَلاَ زِلْتَ إبْرَاهِيمُ تَـجْلُو هُـمُومَنَا * وَتُسْمِعُنَا غُرَّ القَوَافِي مَدَى الْعُمْرِ
وَتُوقِظُنَا مِنْ غَفْلَةٍ طَمَّ دَاؤُهَا * وَمِنْ فِتْنَةٍ عَمَّتْ فَأَعْمَتْ بَنِي عَصْرِي
نَسُوا اللهَ بِالدُّنْيَا وبِالنَّفْسِ وَالْـهَوَى * فَضَلُّوا سَبِيلَ الرُّشْدِ فِي الْبَحْرِ وَالْبَرِّ
وَهَـمُّهُمُ الدِّرْهَامُ إِنْ بَانَ طَأْطَأُوا * رُؤُوساً؛ غَنِيُّ النَّاسِ مِنْ قَبْل ذِي فَقْرِ
عَمُوا ثُمَّ صَمُّوا فَالرَّجِيمُ يَسُوقُهُمْ * كَمَـا شَاءَ فِي دَرْبِ الضَّلاَلةِ والكُفْرِ
وَظَلَّ يُمَنِّيهِمْ أمَانِيَ لَـمْ تَكُنْ * - إِذَ انْكَشَفَتْ – إِلاَّ سَرَاباً عَلَى الْقَفْرِ
تَعَدَّوْا حُدُودَ الشَّرْعِ حَقَّا وَأَسْرَفُوا * عَلَى نَفْسِهِمْ فِيمَا جَنَوْهُ مِن الْوِزْرِ
فَطَوْراً عَلَى نَهْجِ اليَهُودِ وَتَارَةً * عَلَى نَهْجِ عُبَّادِ الصَّلِيبِ ذَوِي الْـمَكْرِ
وَأُخْرَى عَلَى دِينِ الْـمَجُوسِ أَرَاهُمُ * وَمَا سَجَدُوا يَوْماً لِنَارٍ وَلاَ جَـمْرِ
مَنَاكِرُ شَتَّى والْفَوَاحشُ مِثْلُهَا * وَأَفْظَعُهَا شُرْبُ الْـحَشِيشَةِ وَالْـخَمْرِ
وَأَمَّا عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ فَدَاؤُهُ * سَرَى بَيْنَنَا يُعْدِي الْـخَلائقَ كَالْعُرِّ
وَقَطْعٌ لأَرْحَامٍ وَهَجْرُ أَقَارِبٍ * وَزُورٌ وَأنْوَاعُ الْـخِيَانَةِ وَالْغَدْرِ
وَتَـمْزِيقُ جِلْبَابِ الْـحَيَاءِ وَنَبْذُهُ * وَكَثْرَةُ أوْلاَدِ السِّفَاحِ كَمَـا تَدْرِي
وَإِنْ كَانَ عُرْسٌ فَاخْتِلاَطٌ مُـحَرَّمٌ * وَرَقْصٌ وَتَصْفِيقٌ إلى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
وَدَعْ عنْكَ مَا يَنْدَى الْـجَبِينُ لِذِكْرِهِ * إِذَا سُقْتُ مَا يَـجْرِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ
وَدَاهِيَةٌ أُخْرَى تَطَايَرَ شَرُّهَا * فَكَانَتْ – لَعَمْرُ اللهِ– قَاصِمَةَ الظَّهْرِ
فَتَاوَى بِلاَ عِلْمٍ تُضِلُّ عَنِ الْـهُدَى وَتَـجْعَلُ مِنْ زَيْدٍ فَقِيهاً وَمِنْ عَمْرِو
وَإِلْغَاءُ حُكْمِ اللهِ رَغْمَ شُمُولِهِ * وَإِبْعَادُ مَا أوْحَاهُ بِالصَّدِّ وَالْـهَجْرِ
وَتَكْذِيبُ مَنْ يَرْوِي حَدِيثَ مُـحَمَّدٍ * وَإنْ كَانَ فِي الإسْنَادِ وَالْـمَتْنِ كَالبَدْرِ
وَطَعْنٌ وَتَـجْرِيحٌ لأَعْلامِ مِلَّتِي * وَجَهْلٌ وَتنْقِيصٌ لأَنْـجُمِهَا الزُّهْرِ
تَبَرّأْتُ مِن نَّذْلٍ أطَالَ لِسَانَهُ * فَعَابَ أَبَا حَفْصٍ وَآذَى أَبَا بَكْرِ
وَيَزْعُمُ أَنَّهُ يَدِينُ لِرَبِّهِ * بِحُبِّ بَنِي الزَّهْرَاءِ فَاطِمَةَ الطُّهْرِ
وَأَشْيَاءُ أُخْرَى لاَ يُعَدُّ وَبَالُـهَا * وَقَدْ ضَاقَ عَنْهَا مَا نَظَمْتُ مِن الشِّعْرِ
فَيَارَبِّ أَدْرِكْنَا بِلُطْفِكَ عَاجِلاً * وَطَّهِّرْ بِلاَدَالْـمُسْلِمِينَ مِن الشَّرِ
وَصَلِّ عَلَى الْـهَادِي الأَمِينِ وَآلِهِ * وَأَصْحَابِهِ طُرّاً وَأَزْوَاجِهِ الْغُرِّ
وَأَتْبَاعِهِمْ وَالتَّابِعِينَ لِـهَدْيِهِمْ * إِلَى أَنْ يَقُومَ النَّاسُ لِلْوَاحِدِ الْبَرِّ
1 - 17ربيع الثاني 1435هـ/1-17فبرائر 2014م