أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مستويات تقديم مطلوب خبر "كان"
يتحدث الإنسان بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ،ومما يدل على ذلك هو مستويات تقديم مطلوب خبر كان ،حيث يختلف البصريون والكوفيون حول تقديم مطلوب خبر كان ، فالبصريون يجيزون تقديم مطلوب الخبر إن كان ظرفا أو جارا ومجرورا كقولهم:كان عندك زيد معتكفا" أما غير الجار والمجرور فلا يقع مباشرة بعد الناسخ لئلا يفصل بين الطالب والمطلوب أجنبي ، وهذا حق ، وهو مستوى الكلام المستقيم الحسن ، ولكن الكوفيين يجيزون تقديم غير شبه الجملة ، وقولهم حق أيضا، وأقل مستوى من الأول ، قال الشاعر:
قنافذ هدَّاجون حول بيوتهم//بما كان إياهم عطية عوَّدا
وقال الشاعر:
باتت فؤاديَ ذات الخال سالبة//فالعيش إن حم لي عيش من العجب
حيث تم تقديم معمول الخبر بالضابط اللفظي وهو من التقديم القبيح ،لأنه لا توجد علاقة معنوية بين كان والمطلوب المتقدم ،إلا أن المعنى مفهوم ، ذلك أن العلاقات المعنوية متى اتضحت ولم يحط بها شيء من اللبس جاز للمتكلم أن يباعد بين طرفي العلاقة المعنوية ، والكلام مفهوم وبعيد عن اللبس ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،حيث نصب كلمة "فؤاديَ" ليجعلها مفعولا به لاسم الفاعل القادم الذي ما زال في الذاكرة ،وهناك علاقة احتياج معنوي بين أجزاء التركيب سواء أتقدم الكلام أم تأخر.