أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دور الاحتياج المعنوي في التنازع
يتحدث الإنسان تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض ، والمتكلم يذكر ما يحتاج إليه ويحذف ما يستغني الكلام عنه ،لأن الكلام مفهوم بدونه ، ومما يدل على ذلك موضوع التنازع .
والتنازع كماهو معروف:أن يتقدم فعلان متصرفان أو اسمان عاملان (طالبان) أو فعل متصرف واسم يشبهه ويتأخر عنهما معمول(مطلوب)لكل منهما من حيث المعنى ،مثال الفعلين:
"آتوني أفرغ عليه صبرا"
ومثال الاسمين قول الشاعر:
عُهدتَ مغيثا مغنيا من أجرته// فلم أتخذ إلافناءك موئلا
ومثال المختلفين "هاؤم اقرأوا كتابيه"
وقد تتنازع ثلاثة ،وقد يكون المتنازع فيه متعددا ومثالهما الحديث:تسبِّحون وتكبِّرون وتَحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ،فتنازع ثلاثة في اثنين :ظرف ومصدر.
وإذا تنازع العاملان (الطالبان) جاز إيجاد علاقة (الطلب المعنوية) مع أيهما شئت وذلك بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ،وأما العامل الآخر فقد يعمل في (يطلب) ضمير المتنازع فيه وقد لا يطلبه ، وذلك بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم لأن الكلام مفهوم ، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض ،وكلام الله تعالى وكلام العرب وأشعارهم تشهد على ذلك ،تقول العرب:قام وقعدا أو ضربتهما أو مررت بهما أخواك ،وقال الشاعر:
بعكاظ يعشي الناظريـــــــــــ// ن إذا هم لمحوا شعاعُه
وقال آخر:جفوني ولم أجف الأخلاءَ إنني// لغير جميل من خليليَ مهمل
وقال آخر:
تعفق بالأرطى لها وأرادها//رجالٌ فبذَّت ـ نبلهم وكليب
والفراء يقول:إن استوى العاملان في طلب المرفوع فالعمل(الطلب )لهما جميعا نحو:قام وقعد أخواك ،وإن اختلفا أضمرته متأخرا نحو:ضربني وضربت زيدا هو .
والأقوال كثيرة تؤكد أن الإنسان يتكلم بحسب الحاجة المعنوية وعلامات أمن اللبس ، ويكفيه أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض من دون قواعد وتفصيلات وفلسفة ومنطق .