أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دور الاحتياج المعنوي في حذف أحد المتضايفين
يتحدث الإنسان تحت رعاية الاحتياج المعنوي تقديما وتأخيرا ،ذكرا وحذفا.....إلخ مع علامات أمن اللبس ،وقد يحذف المتكلم أحد المتضايفين عند العلم بهما ، فإن كان المحذوف المضاف فالغالب أن يخلفه المضاف إليه في إعرابه وهذا بسبب منزلة المعنى بين أجزاء التركيب ، قال تعالى:واسأل القريةَ" أي:أهل القرية ، وتنتقل الجملة من الحقيقة إلى المجاز،لأن الفعل سأل لا يدل على القرية.
وقد يبقى على جره كقولهم:ما مثل عبد الله ولا أخيه يقولان ذلك ،أي:ولا مثل أخيه وقول الشاعر:
أكل امرئ تحسبين امرأ// ونارٍ توقد بالليل نارا
أي:وكل نارٍ
وبقاء علامة الإعراب في المضاف إليه أو عدم بقائها شيء يقرره المتكلم ، ولا يقدر عليه إلا المتكلم .
وإن كان المحذوف المضاف إليه فالمتكلم في شأنه على ثلاثة أقسام:
1- لأنه تارة يزول من المضاف ما يستحقه من إعراب وتنوين ويبنى على الضم نحو،ليس غيرُ ،ونحو:من قبلُ ومن بعدُ"2-وتارة يبقى إعرابه ويردُّ إليه تنوينه وهو الغالب نحو"وكلاً ضربنا له الأمثال"و"أياً ما تدعوا" 3- وتارة يبقى إعرابه ويترك تنوينه كقولهم"خذ نصف وربع ما حصل أي:نصف ما حصل وربعه.
فالمتكلم يتكلم تحت رعاية الاحتياج المعنوي ويتصرف بالمضاف والمضاف ذكرا وحذفا وبعلامات أمن اللبس كيفما يشاء وبحسب المعنى المقصود ،والمتكلم يذكر ما يحتاج إليه ويحذف ما يستغني الكلام عنه ،فالإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .