عنوان البحث :

اليهودية والصهيونية.. تعريفهما ونشأتهما وعلاقتهما بإسرائيل




إعداد وتنفيذ / حسين بن علي أبو هدية





المقدمة

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده ، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وبعد :
فهذا بحث بعنوان : ( اليهودية والصهيونية .. تعريفهما ونشأتهما وعلاقتهما بإسرائيل ) .
تناولت في هذا البحث المحاور التالية :

إن المتتبع لأحوال بني إسرائيل ، يجد أن أكثر الأنبياء فيهم ( أي في بني إسرائيل ) ، وكثرة الأنبياء في بني إسرائيل لا تدل على مكانة ورفعة ، فالمريض إذا اجتمع عنده الأطباء وأتوا زُرافاتِ ووحدانا ، وتحلقوا من حوله ، فهذا لا يدل على شفائه ، بل يدل على خطورة حالة هذا المريض .
وكثرة الأنبياء في بني إسرائيل دليل على فسادهم وقسوتهم وبعدهم عن المنهج الحق .
قال تعالى :  وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ  [سورة البقرة ، آية87]

إذاً هذا ديدن اليهود كما أخبر الله تبارك وتعالى عنهم ، التكذيب لفريق من الأنبياء والقتل لفريق آخر .

قد استعرضت في بحثي هذا المباحث التالية :

الــمبــحث الأول :
اليهودية
- تعريفها
- نشأتها
المبـحث الـــثاني :
اليهود والتعايش السلمي في بعض البلدان العربية
- في مصر .
- في البحرين .
- في المغرب .




المبـحث الــثالث
الصهيونية

- أصل التسمية .
- خلفية تاريخية .
- أسباب الظهور.

المبحث الــرابـع :
تأسيس الحركة الصهيونية

المبحث الخامس :
- الصهيونية وإسرائيل .
- دعم الصهيونية من غير اليهود .

المبحث السادس :
الصهيونية والعرب

المبحث الـسابــع :
اليهودية والصهيونية

الـمبـحث الــثامن :
كيف يفكر اليهود ؟

وأخيراً خاتمة لتتمة هذا البحث .

هذا وبالله التوفيق فهو الهادي لأقوم طريق ، وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


اليهودية

تعريفها :

اليهودية من المصطلحات التي تسبب اختلافا في دلالتها. يشير اليهود إلى عقيدتهم باسم التوراة (أي
القانون، أو الشريعة). ظهر المصطلح للمرة الأولى في العصر الهيليني تمييزا بين عقائد وممارسات
اليهود، والعبادات الموجودة في الشرق الأدنى.
وأول من أشار إلى عقيدة اليهود باليهودية هو المؤرخ اليهودي المتأغرق يوسيفوس فلافيوس، وذلك
بالمقارنة مع "الهيلينية": عقيدة أهل مقاطعة يهودا مقابل عقيدة سكان مقاطعة هيلاس. فالمصطلحان بدءا
اسمين جغرافيين قبل أن يشيرا إلى النسقين العقائديين.
وقيل التهود في اللغة التي كان يتحدثها موسي بمعنى العودة أو التوبة كما جاء في القران :

إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ [سورة الأعراف:156] أي تبنا إليك وعدنا.




نشأتها :
نشأ يعقوب (إسرائيل) – عليه السلام – في فلسطين ، وأخبرنا القرآن عن قصة يوسف – عليه السلام – وإخوته ، وقد استغرقت أحداثها في تقديرات أهل العلم حوالي أربعين سنة ، وانتهت بقول ، [ يوسف – عليه السلام -: وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ [يوسف : 93]


وانتقلت عائلة إسرائيل بكاملها إلى مصر ، وأقمت بها ، ولم يبق في فلسطين أحد منهم مع الأخذ في الاعتبار أنهم كانوا في ذلك الوقت عائلة ( أسرة كبيرة ) ، وليست شعبا ، وأما سكان فلسطين الأصليون فهم الكنعانيون .
* وفى مصر دعا يوسف – عليه السلام – المصريين إلى التوحيد ، وزاد عدد بنى إسرائيل في مصر بمرور الزمن حتى وصل في تقدير المؤرخين إلى نصف مليون ، ويلاحظ هنا أن هذه هي الهجرة الثانية من فلسطين إلى مصر ، وأما الأولى فكانت من العراق إلى فلسطين في عهد إبراهيم – عليه السلام – وقد قام الفراعنة في مصر بإذلال الإسرائيليين واستبعادهم فترة طويلة من الزمن من بعد وفاة يوسف – عليه السلام – إلى أن نجاهم الله مع موسى – عليه السلام – وقد ذاقوا في هذه الفترة صنوفا من العذاب والذل والهوان ؛ فكان الفراعنة يذبحون أبناءهم !! ويستحيون نساءهم ويستبعدون الرجال ، حتى قيل :
إن الفرعوني كان يركب الإسرائيلي كالحمار !!
* وبعد بعثة موسى – عليه السلام – وقعت أحداث ومواقف تحدث عنها القرآن الكريم نعرض هنا جانباً منها لما فيه من الدلالة القوية القاطعة على ما وصل إليه اليهود من فساد وانحراف وضلال
مبين .
* لما هدد فرعون موسى – عليه السلام – وبنى إسرائيل بالبطش والفتك ،
 قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف: 128]
* فكان جوابهم يعبر عن ذلة نفوسهم ، وهزيمة أرواحهم بسبب طول الذل والاضطهاد ،  قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا [الأعراف: 129 ]!
أي : لا أمل فيما تدعو إليه ، فقد آذانا الفراعنة من قبل ومن بعد .
* وافق فرعون على طلب موسى – عليه السلام – أن يرسل معهم بنى إسرائيل لما رأى الآيات ، ثم رفض ، ثم وافق ، وقال :
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ ۖ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ [الأعراف: 134]
ثم غدر فرعون فلم يف بوعده ، فأوحى الله إلى موسى وهارون – عليهما السلام - :
 وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس : 87]
* واستجاب بنو إسرائيل لذلك الأمر ، وبنوا مع موسى – عليه السلام – بيوتا لهم في مكان منعزل بمصر بعيدا عن الفراعنة ، وتجمعوا فيه ، وأقاموا الصلاة ، وهم يبحثون أي مخرج ينجيهم من فرعون وقومه !!.
* ثم أوحى الله إلى موسى – عليه السلام - : وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ [الشعراء: 52 ]


فأمره بالهجرة من مصر ومعه بنو إسرائيل ، ونجا الله موسى – عليه السلام – وقومه ، وهى أحداث مشهورة معروفة ذكرها القرآن بالتفصيل والبيان .
* ومع أن نجاة بنى إسرائيل وإخراجهم من ذل العبودية والهوان يعد أعظم نعمة بعد الإيمان بالله ، إلا أن بنى إسرائيل لم يشكروا نعمة الله ، وأتوا بأمر لا ينقضي منه العجب !!
فما أن نجوا ، ودخلوا أرض سيناء ، ومروا بأهل قرية يعكفون على أصنام لهم ، حتى قالوا :
يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ [الأعراف: 138 ] !!
فهم يكفرون بالله ، وهم مغمورون بنعمة النجاة .
* وبعد فترة يسيرة قصيرة تركهم موسى – عليه السلام - وذهب
لميقات ربه يتلقى وحي الله . عند جبل الطور ، واستخلف عليهم أخاه
هارون – عليه السلام – وقال له :ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف: 142]
فقام رجل إسرائيلي يقال له : السامري يجمع حلى النساء ، وصنع منها عجلا ذهبيا له خوار ، وقال لهم : فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ [طه: 88 ] ! ودعاهم إلى عبادته فعبدوه إلا قليلا منهم ! ولما نهاهم هارون – عليه السلام – عن الشرك قالوا له : قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ‏ [طه: 91 ] !! يعنى : سنظل نعبد العجل
إلى أن يعود موسى من رحلته ، فإن أقرنا عبدنا ، وإن نهانا انتهينا!!.

* وعاد موسى – عليه السلام – فوجد قومه قد أشركوا فأحرق العجل وألقاه في البحر ، ووبخ السامري وعاقبه وعنف قومه ، ثم اختار موسى من قومه سبعين رجلا من خلاصة العلماء والمشايخ ، وذهب بهم إلى ميقات ربهم ليعتذروا عن شركم قومهم ، ويطلبوا التوبة لهم ،
ولما وصلوا إلى جبل الطور وأظلهم الغمام ، وبدأ موسى – عليه السلام – يناجى ربه ،
قالوا :  وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النساء: 153 ] !! فأخذتهم الرجفة
فماتوا جميعا ، ثم دعا موسى – عليه السلام –ربه فأحياهم وعاد بهم

إلى قومه ، ومعه حكم الله : وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة: 54]
* إن علماء بنى إسرائيل يشكون في صدق نبيهم فكيف بعامتهم وجهالهم !!.
* وأنزل الله التوراة على موسى – عليه السلام – فيها هدى ونور وأمر موسى – قومه أن يأخذوا التوراة قراءةً وفهماً وتطبيقاً وامتثالاً ، فأبوا وتمردوا وادعوا العجز وعدم القدرة !! فرفع الله جبل الطور فوق رءوسهم تهديدا وتخويفا ، فنظروا فإذا الجبل قد ارتفع حتى صار فوقهم
في موضع السحاب ، وعند هذا فقط أذعنوا لأمر الله ، وأعطوا العهد والميثاق على التمسك بالتوراة ، قال الله عز وجل وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة: 63]
* وبعد فترة قصيرة من الزمن نقضوا عهدهم مع الله ، فأنزل الله عليهم اللعنة ، قال تعالى :
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة : 13]
إن هؤلاء القوم قد فسدت طباعهم أيام اضطهاد الفراعنة لهم حتى أصبحوا لا يذعنون إلا للقوة ، ولا يستجيبون للحق إلا إذا شعروا بضعف وخوف !! وهذه الحقيقة تراها ماثلة اليوم في زماننا ، بل وفى كل زمان قبلنا !!
* وإن أرض فلسطين أرض مقدسة ، وقد حاول موسى – عليه السلام - وبذل جهدًا عظيماً في إقناع اليهود بدخول فلسطين ، فلم يستطع ، وأصر اليهود إصراراً قوياً على عدم دخول فلسطين أو الاقتراب منها .
عند رفض اليهود القاطع لدخول الأرض المقدسة (فلسطين) ، قال الله عز وجل : يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [المائدة: 20]
وكان المانع لليهود من دخول فلسطين التي كانت يسكنها العمالقة في ذلك الوقت هو الضعف والخوف ! فإنهم قوم جبناء ، لا تردعهم إلا القوة ، ولا يحملهم على الحق إلا السيف ، ولذلك قالوا  قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ  [المائدة: 22 ] !!
وحاول موسى – عليه السلام – جاهدا ، ولكن اليهود – كعادتهم دائماً – تمردوا على نبيهم ، وقالوا له قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة: 24]
فتوجه موسى – عليه السلام – إلى ربه قائلاً : قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة: 25 ]
والقوم الفاسقون هم بنو إسرائيل ، الذين نجاهم الله من فرعون وقومه ، وأراد أن يعزهم بطاعته فأذلوا أنفسهم بمعصيته ، فأنزل الله عليهم هذه العقوبة القاتلة ، وهى من جنس عملهم ، قال الله – عز وجل : قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
[المائدة: 26 ]
وهذا يعنى أن الله حرم على اليهود دخول فلسطين لمدة أربعين سنة ، ظلوا خلالهم تائهين في صحراء سيناء لا يخرجون منها ، ولا يدخلون غيرها !!.
وقبل انقضاء مدة العقوبة الربانية كان موسى وهاون – عليهما السلام – قد ماتا ، وانتقلا إلى الرفيق الأعلى ، وتولى يوشع بن نون خلافة بنى إسرائيل ، وانتهت مدة العقوبة ، فقاد قومه لقتال العمالقة حتى هزمهم وأخرجهم من فلسطين ، وامتن الله عليهم بقوله:  وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ  [الأعراف: 137]
وبعد فترة من الزمن عاد اليهود إلى الفسق والفجور ، والسرف والترف ، فسلط الله عليهم أهل بابل ( من العراق ) بقيادة بختنصر، فسلبوا ونهبوا وقتلوا وخربوا بيت المقدس ، وأحرقوا التوراة ومزقوها، وأخذوا التابوت إلى بلادهم ، وهو صندوق فيه بقايا مما ترك آل موسى وآل هارون .
واستمر احتلال الباليين لفلسطين مئات السنين ، عاش خلالها اليهود في ذل وشقاء ، وتعاسة وبلاء واضطهاد واستبعاد ، لا يقل كثيرا عما لاقاه آباؤهم على أيدى الفراعنة فى مصر !!.
وتعاقبت أجيال على هذا الاحتلال حتى نشأ جيل يرغب في الحرية ، ويحب القتال فى سبيل الله ، وذهب هذا الملأ من بنى إسرائيل إلى نبيهم فى ذلك الوقت ، وقالوا له :  أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ  [البقرة: 246 ]
يعنى عين لنا قائدا نقاتل خلفه ، ونجاهد تحت رايته ، فقال لهم نبيهم :  قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا [البقرة: 246 ]
يعنى : أخشى أن يكتب عليهم القتال فلا تطيقوه ولا تصبروا عليه ، وذلك لما يعلمه عن قومه بنى إسرائيل من جبن وخوف ، وهلع وضعف ! فقالوا له :  قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ‏ [البقرة: 246 ]
وقال لهم نبيهم :  وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا  [البقرة : 246 ]
وبمجرد سماعهم لهذا الاسم اعترضوا اعتراضاً شديدا على هذا الاختيار، مع أنهم طلبوا من نبيهم أن يختار لهم ، ثم رفضوا اختياره !! قائلين :  قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ  [البقرة: 247 ] !!
وبصعوبة بالغة استطاع نبيهم أن يقنعهم بأن كثرة المال ليست مقياساً لاختيار القيادة الراشدة كما تعتقدون، وذكر لهم ثلاثة أمور كانت وراء اختيار طالوت :
- الأول : اصطفاء الله  قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ  [البقرة: 247]
- الثانى : بسطة العلم والجسم :  قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ  [البقرة: 247]
- الثالث : آيه من آيات الله (معجزة) سوف تقع أمامكم فتكون علامة ظاهرة على أن الله قد اختار طالوت ملكا عليكم، وهذه الآية هي :عودة التابوت (الصندوق) الذى اغتصبه أهل بابل ، قال تعالى :  وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  [البقرة: 248]
وأخيراً وافق بنو إسرائيل على قيادة طالوت لهم ، فسار بهم إلى عدوهم ، وفى الطريق أراد أن يختبر المجاهدين ، فقال لهم :  إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ  [البقرة: 249 ]
والعجب أن هؤلاء المجاهدين اليهود لم يكن لديهم قدر من الإيمان والعزيمة يكفى لعبور هذا النهر بغير شرب :  إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ  [البقرة: 249 ]
وهذا القليل الذى لم يشرب لم يتمالك نفسه من الخوف والرعب بمجرد أن رأى العدو ! فصاح أكثرهم :  لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ  [البقرة: 249]!!
وجالوت هو قائد قوات العدو ، وبقيت فئة أقل من القليل تنادى على هؤلاء الذين هزمتهم نفوسهم قبل أن يهزمهم عدوهم :  كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة: 249 ]
وقبل القتال بدأت المبارزة ، فكانت نتيجتها :  فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ 
[البقرة: 251]
وداود أحد المقاتلين من بنى إسرائيل ، وشاء الله وقدر لحكمة بالغة يعلمها أن تقوم مملكة بنى إسرائيل ، فى عهد سليمان – عليه السلام – استجابة لدعائه :  قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ  [ص: 35
فآتاه الله سلطانا وملكاً عظيماً امتد بين المشارق والمغارب ، ومضت فترة من الزمن بعد عهد سليمان – عليه السلام – وعاد اليهود إلى سيرتهم الأولى ، فقتلوا الأنبياء! وأمروا بالمنكر ! ونهوا عن المعروف ! ولم يتركوا إثما إلا اقترفوه ، ولا ذنبا إلا فعلوه ! فكتب الله عليهم الذل والهوان ، وسلط عليهم الروم يسومونهم سوء العذاب ، فتشرد اليهود ، وهاموا على وجوههم فى شتى بقاع الأرض يتقلبون في جحيم الذل ، ويذوقون ألوانا من الشقاء والبلاد ، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون !! وقد طبع ذلك الضياع في قلوب اليهود حقداً رهيباً وحسداً لكى بنى آدم ، ورغبة جامحة في الانتقام من العالم بأسره !! واستعلاء على كل البشر لعله يعوضهم عما ضاع من
كرامتهم ، ويستر ذل نفوسهم ، فقالوا :  نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ .!![ المائدة: 18 ]
مع أنهم يعلمون علم اليقين أنه لا يوجد في تاريخهم دليل واحد يشهد لهذه المقولة الكاذبة ، فلا هم أبناء ، ولا أحباء ، ولا شعب مختار ، بل إن أصدق وصف لهم أنهم يقتسمون مع الشيطان ، غايته وهدفه !
فالشيطان يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، وهذا يعنى أن غايته التي يسعى إليها هي حرمان البشر من الجنة ، وغاية اليهود التي
يسعون إليها هي حرمان العالم من الأمن والاستقرار ونظر اليهود حولهم فلم يجدوا لهم ملاذاً آمناً في العالم يلجئون إليه فراراً من اضطهاد الروم النصارى لهم إلا جزيرة العرب ، فهاجروا إلى الجزيرة العربية ، حيث لم يكن للروم سلطان عليها ، وسكنوا يثرب وخيبر وغيرهما .
وكانت التوراة قد بشرت بظهور نبي جديد يخرج من جبال فاران (إشارة إلى مكة) ، وتكون يثرب عاصمة ملكه ودار هجرته ، فسبق اليهود إليها طمعاً في أن يكون هذا النبي من بنى إسرائيل ، فينقذهم من ذل النصارى الروم ، وبعث الله رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، وعلم اليهود أنه من العرب ، وليس من بنى إسرائيل ، فتحرك الحقد فى
قلوبهم ، وثار الحسد فى نفوسهم مع أنهم : يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ!  [البقرة: 146 ]
ونقض اليهود كل العهود والمواثيق ، التي أبرموها – كتابة – مع الله رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وتآمروا وغدروا وتحالفوا مع قريش ، وكادوا للمسلمين بالدسائس ، والمؤامرات –
كشأنهم اليوم مع العرب – ولم تنفع معهم جميع محاولات الإصلاح ، لم يجيبوا داعى الله مع أنهم يعلمون على اليقين أن الإسلام هو دين الحق ، ولم يحافظوا على معاهدات السلام وحسن الجوار ، بل تنكروا لهم ونقضوها ، ولم يعيشوا يوما مع المسلمين فى الجزيرة العربية بغير غدر ولا خديعة ، ولم يصلح لهم سوى حل واحد فقط : هو الجلاء عن المدينة المنورة ، فأجلاهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عنها ، والعجيب أن طرد اليهود وجلاءهم كان هو الحل الوحيد المناسب على مر التاريخ مع اختلاف الزمان والمكان !!.
وقد تحدثت كتب السير والتاريخ عما فعله اليهود تفصيلا مع رسولنا والمتتبع لهذه الأحاديث سوف يرى بوضوح وجلاء أنه لا حل لمشكلة اليهود اليوم إلا بالجلاء !! فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وهو قدوتنا وأسوتنا لم يجد حلا لمشكلة اليهود – بعد الصبر والعناء – إلا بإخراجهم من المدينة المنورة ! ولم يجد الخلفاء رضى الله عنهم – من بعده – حلا لمشكلة اليهود إلا بإخراجهم من جزيرة العرب !!.
فاليهود داء ، والجلاء دواء ، والمعاهدات مسكنات !
فلا نامت أعين الجبناء ، والله من ورائهم محيط .





اليهود والتعايش السلمي في بعض البلدان العربية

اليهود في مصر

اليهود في عصر جمال عبد الناصر
في عصر جمال عبد الناصر زاد الصراع بين مصر وإسرائيل زيادة شديدة ، وبداية من قيام "دولة إسرائيل" ودعوتها لليهود من جميع أنحاء العالم للهجرة إليها، بدا المسلمون في حرق محلات يهودية شهيرة لأنهم كانوا من أغنياء مصر في ذلك الوقت مثل شيكوريل و عدس و غيرهم .
بدأ يهود مصر يتحولون إلى إسرائيل ، وزيادة انتمائهم إليها عن مصر، وقد تم كشف العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية ، التي كان أعضائها من يهود مصر، وبعد احتلال إسرائيل لسيناء وبدأت إسرائيل استخدام بعضهم للتجسس علي نطاق واسع .
وبعد انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973، في الثمانينيات تم رصد بعض محاولات النزوح لمصر من قبل عدد قليل جدًا من العائلات ، ولكن طبقًا للدستور المصري، بحصول هؤلاء اليهود علي الجنسية الإسرائيلية فأنه تم تجريدهم من الجنسية المصرية نهائيًا ، وتم رفض طلبات النزوح وترحيل اليهود من الحدود المصرية .

يهود مصر في الألفية الجديدة
كانت آخر إحصائية لتعداد اليهود في مصر كانت عام 2003 وكان عددهم لا يتجاوز (5680الف نسمة ،المصدر يافا باحثة فلسطينية) يعيشون في القاهرة وإسكندرية والفيوم وهم آخر من تبقى من الطائفة التي كان عددها وقت قيام إسرائيل عام 1948 نحو 90 ألف نسمة، وكانوا أعضاء فاعلين في المجتمع المصري ويعيشون في تناغم مع بقية الطوائف المصرية، رغم أن قيام إسرائيل جعلت انتماء بعضهم يتحول إليها أكثر من الوطن الذي يعيشون عليه .





اليهود في البحرين

يهود البحرين

يهود البحرين طائفة تعود جذورها إلى ما قبل زمن النبي محمد حيث ذكرت بعض الروايات عن وجود لليهود في البحرين إلا أن الوجود الحالي لليهود في البحرين يعود لمهاجرين يهود قدموا للبحرين خلال القرنين المنصرمين من مدينتي البصرة وبغداد في العراق ومدينة بوشهر في إيران وأقدم وجود موثق رسميا يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر حيث تذكر وثائق بريطانية إلى أن أحد اليهود ويدعى " نسيم اليهودي" صاحب أشهر بقالة في المنامة آنذاك ويعتقد أن أحد أحفاده قد هاجر إلى السويد ويعتبر اليوم أشهر تاجر لبيع السجاد الفاخر من اصل بحريني يهودي يقطن في مدينة مالمو بجنوب السويد . و يذكر ان عدد اليهود في تلك الفترة لم يتجاوز ال500 شخص ويوجد لهم كنيس في المنامة القديمة وقد بني عام 1931 ميلادي وهو يتوسط المنامة القديمة . كما أن سوق الأقمشة في المنامة كان يدعى بسوق اليهود لتواجدهم الكثيف فيه . والجدير بالذكر أن لليهود حالياً نائب واحداً يمثلهم في مجلس الشورى وهي ( هدى عزرا نونو ) والتي جاءت خلفاً لإبراهيم نونو الذي أكمل دورتين في المجلس .

الهجرة يهود البحرين

تناقصت أعداد اليهود حيث هاجروا على دفعتين، الأولى في العام 1948 مع احتلال فلسطين إذ غادر قسم منهم طوعا إلى خارج البحرين ومنهم من ذهب إلى بريطانيا واخرون ذهبوا إلى كندا والولايات المتحدة ويقال أن أحدهم ويدعى صالح عزرا قد هاجر إلى تل ابيب.
اما الدفعة الثانية فقد هاجرت في العام1967 أي بعد حرب حزيران وأيضا طوعا إذ يقال أن تاجرا في مجال إلكترونيات وووكيل شركة هيتاشي اليابانية يسمى جرجي قد غادر إلى إسرائيل وهو حاليا يعمل في تجارة العقارات.

عائلات يهودية بحرينية

عائلة نونو حيث أن ممثل اليهود الحالي في مجلس الشورى هو من هذه العائلة
روبين ، خضوري ، يادكار ، مراد .
ومن بين هذه العوائل التي لها ذكريات مع اليهود بحكم الجوار في فريق "حي" واحد مثل بن رضي والهاشمي وآل شريف في فريق "الحطب" إضافة إلى العوائل الأخرى التي اقامت في فريق العوضية والحورة والفاضل وجميعهم كانوا يتمتعون بعلاقات طيبة معهم مثل عائلة أكبري وقاسم البنا وخليفة وامين وغيرهم. فالناس يتذكرون جيرانهم اليهود وأبوابهم الملاصقة لبيوتهم إلى الأحياء التي كانوا يجولون فيها غير ان القليل والقليل ما وثق منها في الكتب لاعتبارات قد نعلمها أو نجهلها حتى اليوم. ورغم ذلك فانه لولا الأسماء المميزة لليهود لربما ضاع تاريخ هؤلاء الذين تمتد جذورهم إلى العراق وإيران وهما دولتين لا يزالا تأثيرهما جليا على البحرين ، فالعلاقات كانت قائمة على العيش المشترك وهي ميزة جمعت كل فئات الشعب أي من الطبقات الفقيرة إلى الطبقات الغنية .







اليهود في المغرب

المغاربة اليهود ، والمعروفين أيضًا باسم اليهود المغاربة، هم المغاربة الذين يعتنقون الديانة اليهودية، وعلى الرغم أن العديد منهم قد هاجر إلى إسرائيل، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بمعابدهم الدينية الأثرية، بالإضافة إلى الأحياء القديمة التي كانوا يعيشون فيها المعروف بالملاح . كان المغاربة اليهود في حدود 250 ألف عام 1940. وكان ذلك الرقم يمثل نسبة 10 % من مجموع سكان البلاد، ثم بدأت بعد ذلك هجراتهم إلى مختلف بقاع العالم بما في ذلك إسرائيل، إلا انه ظل لديهم ارتباط بثقافة بلدهم الأصلي حتى بين أفراد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين.
الوجود اليهودي بالمغرب قديم ، ويرجح عدد من الدراسات أن قدومهم إلى شمال أفريقيا جاء في أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م ، وتوالت بعد ذلك الهجرات . وكانت أقواها تلك التي جاءت بعد ظهور علامات النفي والترحيل والطرد لليهود والمسلمين من الأندلس في 1492 والبرتغال في 1497. ويوجد نحو 36 معبداً يهودياً في المغرب وعدد هام من الأضرحة والمزارات اليهودية في مختلف المناطق المغربية أشهرها في فاس (كنيس دنان) ، الصويرة ، وزان ، مراكش ، تارودانت ، صفرو ، وجدة وتطوان .
قررت الدولة المغربية سنة 1976 بعدم إسقاط الجنسية المغربية عن اليهود المغاربة الذين هاجروا في المراحل السابقة ، وبذلك يمكنهم العودة إلى بلدهم متى شاءوا باعتبارهم مواطنين مغاربة.
التقديرات حول عدد المغاربة اليهود المقيمين حالياً داخل المغرب غير معروفة بدقة ، 10 آلاف يهودي يتوزعون في المدن المغربية الرئيسية وبالذات في الدار البيضاء نصفهم فقط هو المقيم بشكل دائم في المغرب أما النصف الثاني فلديه إقامة ثانوية فقط في المغرب. في تقديرات أخرى وحسب تقرير صادر سنة 2010 عن منظمة أمريكية مهتمة بمراقبة الأديان وحقوق الأقليات في العالم تدعى منتدى بيو للديانة والحياة العامة - يشكلون - نسبة 0,2 في المائة، أي حوالي 70 ألف من مجموع المغاربة المحدد عددهم في حوالي 35 مليون نسمة
لليهود في المغرب نشاط كبير ، سواءً في المجال الاقتصادي أو السياسي ، فقد كان يشارك في السلطة المغربية عدد من اليهود نذكر منهم سيرج بيرديغو الذي كان وزيراً للسياحة وكان يوجد في البرلمان جو أوحنّا نائب عن منطقة الصويرة وكان للملك الحسن مستشار للشؤون الاقتصادية يهودي يدعى أندريه أزولاي والذي ما زال يشغل نفس المنصب في فترة حكم الملك محمد السادس ، وفي عام 1986 تم تعيين النائب اليهودي في البرلمان جو أوحنا في البرلمان المغربي وأمينا لصندوق رئاسة البرلمان .


الصهيونية

الصهيونية هي حركة سياسية يهودية ، ظهرت في وسط وشرق أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للعودة إلى أرض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات , وبعد فترة طالب قادة الحركة إلى إنشاء دولة منشودة في فلسطين والتي كانت على جزء من الأراضي التي تسيطر عليها الدولة العثمانية وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم ، وبعد تأسيس دولة إسرائيل أخذت الصهيونية توفير الدعم المالي والمعنوي وهناك طرف آخر يصفها بالإيدلوجية والعنصرية المتطرفة كتطرد الفلسطينيين من أرضهم وأول من استخدم مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890 وقد عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية .

أصل التسمية

كلمة "صهيوني" مشتقة من الكلمة صهيون وهي أحد ألقاب جبل صهيون في القدس كما هو ورد في سفر إشعياء ، فيما وردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم عندما تعرض للملك داود الذي أسس مملكته 1000-960 ق.م ، فيما صاغ هذا المصطلح الفيلسوف ناثان بيرنبوم في عام 1890 لوصف حركة أحباء صهيون ، وأقر التسمية المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897
ميلادي .

خلفية تاريخية
يرى البعض أن بدايات الفكر الصهيوني كانت في إنجلترا في القرن السابع عشر في بعض الأوساط البروتستانتية المتطرفة التي نادت بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين شرطاً لتحقيق الخلاص وعودة المسيح لكن ما حصل هو أن الأوساط الاستعمارية العلمانية في إنجلترا تبنت هذه الأطروحات وعلمنتها ثم بلورتها بشكل كامل في منتصف القرن التاسع عشر على يد مفكرين غير يهود بل معادين لليهود واليهودية .

أسباب الظهور
يعود ظهور الصهيونية لأسباب عدة منها فشل المسيحية الغربية في التوصل إلى رؤية واضحة لوضع الأقليات على وجه العموم ، ورؤيتها لليهود على وجه الخصوص ، باعتبارهم قتلة المسيح ثم الشعب الشاهد (في الرؤية الكاثوليكيـة) وأداة الخلاص (في الرؤية البروتستانتية) كما ساعد انتشار الرؤية الألفية الاسترجاعية والتفسيرات الحرفية للعهد القديم التي تعبِّر عن تزايد معدلات العلمنة .
في حين لعب وضع اليهود كجماعة وظيفية داخل المجتمع الغربي (كأقنان بلاط ـ يهود بلاط ـ يهود أرندا ـ صغار تجار ومرابين) وهو وضع كان مستقراً إلى حدٍّ ما إلى أن ظهرت البورجوازيات المحلية والدولة القومية العلمانية (المطلقة والمركزية) فاهتز وضعهم وكان عليهم البحث عن وظيفة جديدة بالإضافة إلى مناقشة قضية إعتاق اليهود في إطار فكرة المنفعة، ومدى نفع اليهود للمجتمعات الغربية .

تأسيس الحركة الصهيونية

ثيودور هيرتزل
في عام 1896 قام الصحفي اليهودي المجري ثيودور هرتزل بنشر كتاب دولة اليهود وفيه طرح أسباب اللاسامية وكيفية علاجها وهو في رأيه إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين لما تتمتع به من مكانة دينية واستراتيجية واقتصادية واتّصل بإمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني فنجح في الحصول على دعمه ، كما اتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني ولكن محاولته باءت بالفشل وحتى طلب المال من قبل الأغنياء اليهود باء بالفشل.
في عام 1897 نظم هرتزل أول مؤتمر صهيوني في بازل في سويسرا حضره 200 مفوض، وصاغوا برنامج بازل والذي بقي البرنامج السياسي للحركة الصهيونية، وأقام المؤتمر الصهيوني العالمي اللجنة الدائمة وفوضها بأن تنشئ فروعاً لها في مختلف أنحاء العالم. وعندما فشل هرتزل في ديبلوماسيته مع السلطان العثماني وجه جهوده الديبلوماسية نحو بريطانيا ولكنّها قدّمت دعمها المالي لإقامة مستعمرة في شرق إفريقيا (أوغندا) فانشقّت الحركة الصهيونية بين معارض ومؤيد، فاتّهم الصهاينةُ الروس هرتزل بالخيانة ولكنه استطاع أن يسوي الأمر معهم إلا أنه مات. وعندما عقد المؤتمر السابع عام 1905 رُفِضَت أوغندا، وشكل أرائل لانغول المنظمة الإقليمية اليهودية وكانت ذات صلاحية اختيار موطن مناسب للشعب اليهودي.
استطاعت الحركة الصهيونية أن تحقق أهم انجازين لها وهما وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917، والثاني هو إقامة كيان لليهود سمي دولة إسرائيل عام 1948، وذلك على أرض فلسطين وذلك عن طريق القتل والتهجير والمذابح لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم بالقوة .



الصهيونية وإسرائيل

بعد هزيمة وتفكك الإمبراطورية العثمانية في العام 1918 وبفرض الانتداب الإنجليزي على فلسطين من قبل عصبة الأمم في العام 1922، سارت الحركة الصهيونية مساراً جديداُ نتيجة تغير أطراف المعادلة وكثفت الجهود في إنشاء كيان صهيوني في فلسطين وتأسيس البنى التحتية للدولة المزمع قيامها، وقامت المنظمة الصهيونية بجمع الأموال اللازمة لهكذا مهمة والضغط على الإنجليز كي لايسعوا في منح الفلسطينيين استقلالهم.
شهدت حقبة العشرينيات من القرن الماضي زيادة ملحوظة في أعداد الصهاينة المتواجدين في فلسطين وبداية تكوين بنى تحتية يهودية ولاقت في نفس الجانب مقاومة من الجانب العربي في مسألة المهاجرين الصهاينة.
تزايدت المعارضة اليهودية للمشروع الصهيوني من قبل اليهود البارزين في شتّى أنحاء العالم بحجة أن باستطاعة اليهود التعايش في المجتمعات الغربية بشكل مساوي للمواطنين الأصليين لتلك البلدان وخير مثال لهذه المقولة هو "ألبرت أينيشتاين". في العام 1933 وبعد صعود أدولف هتلر للحكم في ألمانيا، سرعان ما رجع اليهود في تأييدهم للمشروع الصهيوني وزادت هجرتهم إلى فلسطين لا سيما أن الولايات الأمريكية المتحدة أوصدت أبواب الهجرة في وجوه المهاجرين اليهود، وبكثرة المهاجرين الصهاينة إلى فلسطين، زاد مقدار الغضب والامتعاض العربي من ظاهرة الهجرة المنظمة. وفي العام 1936، بلغ الامتعاض العربي أوجه وثار عرب فلسطين، فقامت السلطات الإنجليزية في فلسطين بالدعوة إلى إيقاف الهجرة اليهودية.
واجه الصهاينة الثورة العربية بتأسيس ميليشيات صهيونية بهدف القضاء على مقاومة السكان العرب الأصيلين في الأرض (ويجب الإشارة إلى تكون العرب في فلسطين من تنوع يعود للكنعانيين وسواهم من سكان البلاد التاريخيين والذين يعود وجودهم لما قبل المرور العابر "غير المثبت تاريخياً" للعبرانيين)ومن أهم هذه المنظمات الهاغاناه والأرغون.
مع أحداث الحرب العالمية الثانية، قرر الطرفان المتنازعان تكثيف الجهود في وجه هتلر النازي عوضاً عن ضرب الإنجليز.
قضى النازيون خلال الحرب العالمية الثانية على ما يقرب من 6 ملايين يهودي[18]، كما خلّفت الحرب مئات الآلاف من اليهود مشردين في أنحاء العالم ولا ينوون العودة إلى بلادهم الأصلية التي سلمتهم لقمة سائغة لهتلر ومن جانب آخر سعت المراكز الاستعمارية للاستمرار بنيتها بناء معسكر لها في قلب الوطن العربي وتحديداً بعد التحول الحاصل لديها واستنتاجها ضرورة الانسحاب من الكثير من مستعمراتها في العالم وتحديداً تحت ضغط تنامي الشعور القومي بالمستعمرات وظهور الإتحاد السوفييتي القوي القادر على دعم نضالاتها الاستقلالية وهو ماغطته بدعوي إعلامية من وزن الشعور بالذنب نتيجة تقاعسها عن دحر القوات النازية حين نشأتها وترك هذه الدول هتلر يعيث في أوروبا الفساد، وهوالمشروع الذي ورثته الإمبراطورية الأمريكية الصاعدة عن المركز البريطاني المتهالك بعد الحرب. وكان من أبرز الداعين لهذا الدور الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي بدوره ضغط على هيئة الأمم المتحدة لتعترف بدولة إسرائيل على تراب فلسطين خصوصاً أن بريطانيا كانت في أمس الحاجة للخروج من فلسطين والتخلص من الصهاينة في أوروبا وباقي أنحاء العالم.
أعلنت القوات البريطانية نيتها الانسحاب من فلسطين في العام 1947، وفي 29 نوفمبر من نفس العام أعلن مجلس الأمن عن تقسيمه لفلسطين لتصبح فلسطين دولتين، الأولى عربية والثانية يهودية وذللك لتهجير الصهاينة من أوروبا وباقي أنحاء العالم إلى فلسطين. أندلع القتال بين العرب والصهاينة، وفي 14 مايو 1948 أعلن قادة الدولة اليهودية قيام دولة إسرائيل. شكّل الإعلان نقطة تحول في تاريخ المنظمة الصهيونية حيث إن أحد أهم أهداف المنظمة قد تحقق بقيام دولة إسرائيل وأخذت مجموعات الميليشيات الصهيونية منحى آخر وأعادت ترتيب أوراقها وشكلت من الميليشيات "قوة دفاع إسرائيل". السواد الأعظم من العرب الفلسطينيين إمّا هرب إلى البلدان العربية المجاورة وإمّا طُرد من قبل قوات الاحتلال الصهيونية، في كلتا الحالتين، أصبح السكان اليهود أغلبية مقارنة بالعرب الأصليين وأصبحت الحدود الرسمية لإسرائيل تلك التي تم إعلان وقف إطلاق النار عندها حتى العام 1967.
في العام 1950، أعلن الكنيست الإسرائيلي الحق لكل يهودي غير موجود في إسرائيل أن يستوطن الوطن الجديد، بهذا الإعلان، تدفق اللاجئين اليهود من أوروبا وباقي اليهود من البلدان العربية .

دعم الصهيونية من غير اليهود

لاقت الصهيونية دعما واضحا من جهات كثيرة ابرزها الملكة فكتوريا، نابليون والملك إدوارد السابع والرئيس الأمريكي جون آدامز والجنوب أفريقي جون سموتس والفيلسوف الإيطالي بينيدتو كروتشه و جان هنري دونانت الذي كان له الدور في تاسيس الصليب الأحمر ،وفريتيوف نانسين ووفقا لتشارلز ميركلي من جامعة كارلتون، فإن الصهيونية المسيحية تعاظمت بشكل كبير بعد حرب الأيام الستة في عام 1967 ميلادي .
الصهيونية والعرب
أيقن الصهاينة منذ البداية أن سكّان فلسطين الأصليين (العرب) الفلسطينيين سيرفضون التخلي الطوعي عن الأرض وهم لذلك ومنذ بداية وجودهم على الأرض الفلسطينية عملوا بكل طاقتهم للقضاء على مقاومة أهل الأرض ومن المهم التأكيد على التناغم مع الاستعمار البريطاني صاحب المشروع ومركزه وهما قاما لهذا بقمع أي محاولة تعبير عن النفس والمطالبة بالحقوق مما ولد مقاومة شعبية عرفت أشكالاً متعددة من النضال للتخلص من المشروع الاستيطاني الاحتلالي فكانت منها ثورة فلسطين 1936 الشعبية التي قوبلت بوحشية وأصبحت لاحقاً نموذج التعامل العنصري المستمر ضد الشعب العربي الفلسطيني وهو ما مكن الحركة الصهيونية لاحقاً بدعم منقطع النظير من المركز الإمبريالي البريطاني (ولاحقاً الأمريكي) من إرهاب أهل الأرض، وأدى لتراجع مقاومتهم محدودة الدعم ومهد للاغتصاب الكبير في 1948 كما قامت إسرائيل بمشاركة كل من بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، كما قامت عام 1967 باحتلال باقي الأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان في سوريا وسيناء في مصر ، وقامت بارتكاب جرائم حرب في كل من فلسطين المحتلة ومصر كمجزرة دير ياسين.
وحتى الآن لم ينته الصراع العربي الإسرائيلي حيث قامت إسرائيل بحرب على لبنان عام 2006 وبحرب على غزة في 2008 وحرب عامود السحاب كما سمتها إسرائيل أو السماء الزرقاء كما سمتها فصائل المقاومة الفلسطينية عام 2012 .

مختصر بروتوكولات حكماء صهيون

مختصر الأربعة وعشرين بروتوكولاً، وفقاً لوجهات نظر بعض الكُتّاب والمفكرين المعادين للسامية :
البروتوكول الأول : الثورات والحروب والفوضى
أفضل وسائل الهيمنة على العالم تأتى بأتباع أساليب العنف والإرهاب.
الأخلاق والسياسة لا يجتمعان ولهذا السبب يجب الالتجاء إلى الدهاء والمكر.
الاضطرابات الداخلية والفوضى وانتشار الجرائم والجهل والفقر والحروب الداخلية والأهلية، كلها وسائل تساعد على إنهاك الدولة وتُسَهِل عملية السيطرة عليها.
نشر الأفكار التحرُّريّة لتخريب القواعد والنُظم, والقوانين الداخلية للدولة.
ففي ضل تلك الفوضى والفساد، ستظهر مدى قوة وتماسك الحكم اليهودي ومدى صحة بناءه .

البروتوكول الثاني : الهيمنة على التعليم والصحافة والرأي
نتيجة لكثرة الحروب ، سيقع الجانبان (الدولتان) في عجز اقتصادي وقد يحتاجان لتدعيم مادى ومساعدات ماليّة من اليهود، وبذلك سيتحكم اليهود في اقتصاد الدولة بشكل كامل.
وبعد ذلك ستتجه كل دولة لإعادة بناء حكومتها ، وبذلك سيتدخل اليهود بشكل أو بأخر لتعيين رؤساء من العامة والذين ليس لديهم أي خبرة عن فن أدارة الدولة والحكم ليصبحوا مثل قطع الشطرنج تحت أيدى حكماء اليهود.
الصحافة هي أعظم سلاح يعتمد عليه اليهود في توجيه والسيطرة على أفكار الأمّيّن والطبقات المتعلمة على حد سواء وذلك بطرق غير مباشرة، فمن خلال الصحافة والاعلام يحقق اليهود نفوذاً يبقيهم وراء الستار.
البروتوكول الثالث : إسقاط الحكم وإبادة الارستوقراطية
تقسيم الدولة إلى أحزاب ووضع كل حزب وكل قوى سياسية ضد الأخرى، وتشجيع كل منهم على الميل نحو الاستقلال ثم تسليحهم وبذلك تصبح السلطة مطمع وهدف كل حزب وينتج عن ذلك اشتعال الحروب الحزبية وبذلك تتفتت اركان الدولة ويسقط هيبة النظام الحاكم.
إبادة الارستوقراطية بيد الشعب وبالأخص الطبقات الفقيرة من الشعب لكى يقع الشعب فريسة تحت سلطة الماكرين والمستغلين والأغنياء، فيأتي اليهود بدورهم ويظهرون بمظهر حب انقاذ ذلك الشعب الفقير من البلاء مستخدمين ما يسمى بحقوق الشعب والتي لا ينال منها الشعب شيءً والتي لا وجود لها من الأساس.
يقوموا بدعوة الفقراء والأمين من الشعب للانضمام لصفوفهم تحت لواء الاشتراكية الفوضوية والشيوعية.
أن كلمة الحرية تؤدى إلى نزاع بين القوى السياسية وبذلك يعمل اليهود على إمحاء تلك الكلمة من معجم الإنسانية وذلك بخلط مفهوم الحرية في أذهان الشعب وتعريفها بأنها رمز الوحشية والتخريب والفوضى.
البروتوكول الرابع : السيطرة على التجارة وتدمير الدين
للحرية معاني وأوجه مختلفة فهي سلاح ذو وجهين ولكن يختلف استخدامها فيمكن ان تسعد الناس وتكون أساس تقدمهم إذا كانت قائمه علي خشيه الله وعلي التسامح والإنسانية ولا يوجد بها تناقض أي تـعطي للـرجل حريتـه وللـمرأة حريتـها ، الله ذكر الـمرأة في القرآن وأعطـي حقوق لـها ولكن لا يساويها بالرجل فلكل منه واجبات تختلف عن الأخر.
وعلـــى الناس الذين يـضعون مصالـــحهم تحت شعار الإسلام التــخلي عن هذه الـفكرة فهم بذلك لا يرون مصالحهم ولا أعمالهم ، فعلي كلا من المسيحي والمسلم أن يضع إيمانه في قلبه وعمله وتقدمه في عقله حتي تتقدم الأمم نحو الأفضل.
ان الفكر الصهيوني قام على السيطرة على التجارة منذ العصور القديمة ما بين الصكوك واقراض الأموال بالفوائد والعمل على كسب المال السريع دون العمل او التعرض للأعمال الشاقة او المجهدة ، منذ الأزل وقد قام اليهود على معارضة الأديان السماوية وقتلهم الأنبياء وتفتيت الأديان بمقارنة المذاهب ونشر الجهل الديني من فترة لأخرى حتي يستطيعوا ان يضعوا ما ليس هو بحقيقة في المذاهب الدينية المتعددة وبما ان الجهل الديني منتشر فسيكون من الصعب كشف المستور من أكاذيب مزروعة من تجاههم ثم يقومون بعد ذلك بالإيقاع بين المذاهب المختلفة حتي تشتعل نار الفتنة بين أبناء الدين الواحد من جهه وأبناء الوطن الواحد وعلى غير دين من جهة أخرى .
البروتوكول الخامس : ابعاد السياسة عن مضمونها
حين تنتشر الرشوه ويعم الفساد في كل أنحاء المجتمع : حيث يصبح الغني مرتشي وتصبح الخلافات هي الأساس وتحتاج الأخلاق والقيم إلي قوانين تحكمها وتعيد بنائها وتصبح المبادئ في تدهور وغير مطاعه وحين تمحي المشاعر الوطنيه والدينية من القلوب يأتي دورنا وعصرنا في إنشاء حكومه بل دوله قويه تحكم الاميين وتعطي لنا الحق في كبت الحريات بقوانين جديده وبذلك تقوي حكومتنا بحيث تمحي كل من هو غير يهودي متمود.
كان الناس في الماضي ينظرون الي الملوك وكأنهم اً لهه أحكامهم مطاعه دون تفكير مهما كان الحكم صعب, ولكن منذ أن تسللنا إلي عقول العامه ووضعنا فكره الحقوق الذاتيه في عقولهم وأن لكل مواطن حق أصبحوا ينظرون إلي الملوك وكأنهم أشخاص عاديين مثله مثلهم فسقطت حينها هيبه وعزة الملوك في نظر الرعاع ومن هنا انتقلت القوه من الملوك الي الشارع بين الرعاع وبالتالي فإختطفنا منهم القوه.
يزرع اليهود بين كل فرد وأخر التعصبات الدينية والقبيلية وبذلك لم تستطيع أي حكومة منفردة ايجاد عوناً لها من الدول والحكومات الأخرى لتساعدها على المقاومة ضد اليهود.
الدول لا تستطيع القيام بعقد أى معاهدات دون أن يتدخل فيها اليهود سراً.
السعي وراء احتكار الصناعة والتجارة ليصبح لرأس المال مجال حر لجعل من التجارة قوى سياسية.
زرع الخلافات بين جميع القوى السياسية وتفتيت أي تحالف ربما يعوق الأغراض اليهودية.
البروتوكول السادس : الهيمنة على الصناعة والزراعة
ترتيب واعداد احتكارات هائلة للاستيلاء على الثروات، لكى تتلاشى تلك الثروات ويتلاشى أيضاً ثقة الشعب بحكومته.
تجريد الأرستقراطيين من اراضيهم بدفع الأجور والضرائب فيقل انتفاعهم بها وبالتالي سينهارون خاصاً الاميين منهم لعدم قناعتهم بالقليل.
فرض سيطره قويه علي الصناعه والتجاره وزيادة الغلاء علي الأراضي وبالتالي تنهار الزراعه بوضعها في الرهون العقاريه ومن هنا تتحول ثروة العالم بأكمل الي أيدي اليهود.
ولتخريب الصناعة، يساهم اليهود في زيادة أُجور العاملين بحجّة مساعدة الطبقات العامة ومساعدة العاملين في زيادة الأسعار ويعملوا على نشر الفوضى وإدمان العاملين للخمور وبالتالى ترهق أصحاب المصانع.
البروتوكول السابع : التحريض على الحروب العالمية
تقويه الجيش وإعداد القوة البوليسية المخلصة لإتمام الخطط السابقه وضرورة وجود طبقة ما يسمون بالصعاليك بجانب الجيش والبوليس لإتمام أغراضهم.
بمجرد معارضة أي دوله لليهود، سيدفعوا الدول المجاورة لها بإعلان الحرب عليها وأذا تلك الدول المجاورة عارضوا فكرة الحرب، سيقوم اليهود بإعلان الحرب العالميه عليهم.
إظهار استعباد الحكماء اليهود لبعض حكومات أوروبا وإظهار الجرائم العنف والإرهاب عليهم حتى لا يستطيعوا معارضة اليهود وإذا تم معارضتهم سترد عليهم بالمدافع الأمريكيه أو الصينيه أو اليابانيه.
البروتوكول الثامن : إبعاد القوانين عن مضمونها
اللجوء إلى اكثر التعبيرات والمصطلحات تعقيدأ ليظن الشعب والعامة ان تلك القوانين ذو نمط أخلاقى عالى وانها هي التي ستحقق العدالة.
بما ان في ذلك الحين كان تعيين اليهود في المناصب الحكومية للدول الأوروبية لم يكن مأموناً (لم يعد ذلك موجوداً الآن، فأن اليهود اليوم يشغلون مناصب حكومية في أوروبا) فسوف يلجأون إلى تعيين من ساءت اخلاقهم من الشعب كى يصيروا تحت ايديهم وإذا عصوا أوامر اليهود فليس لهم إلا المحاكمة والسجن وبذلك سيحافظوا على اتمام مصالح اليهود.
البروتوكول التاسع : بذر العملاء وتدمير الأخلاق
تغيير أخلاق الشعب الخاصة بكل أمة مهما كان تماسكه بها، حتى وأن استغرق ذلك العشرات من السنين، حتى تصبح حينها هذه الأمه خاضعه لليهود.
استخدام الكلمات التحررية وهي " الحرية والمساواة والإخاء" فهي أفكار شعاريه كفيله بتدمير أي قوي حاكمة.
تسخير أناساً في خدمة اليهود من جميع الأحزاب والطوائف الذين يريدون ملكيات وسلطه ويحاول كل واحد منهم أن يأخذ بقدر ما يستطيع ما تبقي من السلطة دون الالتفات للقوانين القائمة وبهذا تنهار الحكومات وتقدم أي تضحيه من أجل السلام ولكن لم يمنحهم اليهود السلام إلا بعد إيمانهم بالحكومة اليهودية.
البروتوكول العاشر : إنشاء الدساتير المهملة
منع المجالس الشعبيّة عن حقهم في السؤال عن الخطط التي تقوم بها الحكومة وذلك بحجة أنّها ٍسر من أسرار الدولة.
استمرار الحروب والاضطرابات بين الحكومة والشعب فتكثر العداوات والكراهية والاستشهاد، إلى جانب الجوع والفقر والفوضى وانتشار الأمراض إلى أن يلجأ الأمّيون إلى الاحتماء بسلطة اليهود.
البروتوكول الحادي عشر : رئيس الجمهورية له جميع الصلاحيات
سيكون من حق رئيس الجمهورية أن يعين رئيسًا ووكيلاً لمجلس النواب ولمجلس الشيوخ، وسيصبح له الحق في دعوة البرلمان وحله رأس السلطة التنفيذية سيكون أيضاً حقّ الغاء ونقد واقتراح قوانين وقتية جديدة.
البروتوكول الثاني عشر : الهيمنة على النشر والصحافة
لا يصل خبر إلي أي مجتمع دون أن يمر علي اليهود اولاً فالأخبار تعرفها وكالات إخباريه قليله في أنحاء العالم وتنشر داخل المجتمع بعد تصريح من اليهود حيث يرى الشعب أمور العالم من خلال الأقنعة والمناظير التي وضعنها اليهود علي أعينهم.
من يرغب في أن يصير ناشراً أو طابعاً لا يأخذ رخصته إلا بشهاده من اليهود تسحب منه أذا وقع منه أي مخالفات.
ستضطر الضرائب علي نشر الكتب الطويلة وبالتالي يقل تناولها بين العامة لطولها وثمنها وبينما ستنشر كتبنا الرخيصة الثمن كي نقود العامة للطريق الذي اوضعه اليهود.
البروتوكول الثالث عشر : تغييب الوعى لدى الشعوب
محاولة الهاء الشعوب بالرياضة والألعاب والملاهي والأفلام والأغاني والرقص والمسابقات وأمور الدنيا التافه.
البروتوكول الرابع عشر : البعد عن الدين
سيعملون على نشر جميع انواع اللهو وهو ما يسمى اللهو الخفي لكى يبعدوا الناس عن دينهم.

البروتوكول الخامس عشر :
يجب الإكثار من المحافل الماسونية في العالم وربطها بإدارة مركزيه على ان ينضم لتلك المحافل رجال أمن من تلك البلاد لكي يقمعوا المتمردين ويكونوا ستار لأعمالهم ويتم استغلال الماسوني من غير اليهود دون علمه والذي يعترض يقتل بطريقه تبدو طبيعية وعند قيام مملكتهم سيتم قتل كل
من يحمل سلاح لمقاومتهم ، و تجريد عملائهم من أسلحتهم ونفيهم اما ذو الخبرة منهم يعفو عنه بطريقه تبقيه خائف ، وإنزال العقوبات الشديدة بالجرم لكي تبقى هيبة القانون.

البروتوكول السادس عشر :
تغيير التعليم الجامعي في مملكة اليهود عن طريق أساتذة تم إعدادهم في برامج خاصة وسرية وسيتم اخراج دستور الدولة وكل ما له صله به من هذه البرامج ويدرس لطلبه يتم اختيارهم لذكائهم حتى لا تخرج الجامعات كل سنة مجموعات لا تفهم تتسبب بسقوط النظام كما هو حال الغوييم ، وستحل برامج المستقبل محل تدريس الآداب والفنون الكلاسيكية وتمحى القرون الماضية
من عقل الشعوب الا ما فعلته حكوماتهم السابقة ، وسيتم إعلاء من شأن فلسفة النظريات الجديدة حتى ينالها الاعتقاد الذي للعقائد بالأديان.


البروتوكول السابع عشر :
اسقاط الدين المسيحي بإسقاط هيبة رجال الدين ونشر حرية الضمير والسيطرة على البلاط البابوي بطرق غير مباشره حتى تنهار الديانة المسيحية ،الاديان الاخرى سيكون التعامل معها أسهل ، اما في مملكة اليهود سيكون العقاب رادع لكل من يخل بالنظام وسيكون ثلث الشعب يتجسس على الثلثين الاخرين وسيتم ضبط مهنة المحاماة التي فسدت.

البروتوكول الثامن عشر :
إظهار القوة لإرهاب الجماهير من خلال افتعال حركات تمرد وهمية على أنظمة الحكم وقمع عناصرها بالقوة بالاعتقال والسجن والتعذيب والقتل لنشر الذعر في قلوب الجماهير ليشعر الناس بظلم السلطة، اما ملك اليهود سيكون خالي من العيوب يخرج للشعب يحيط به أناس من الجنسين في حلقات متتاليه هم في حقيقتهم من الحرس اما في ظاهرهم يبدون من عامة الشعب فإذا تدافعت الجماهير ردتها الحلقات واذا اراد شخص تسليم رساله للحاكم تناقلتها منه أيادي اشخاص الحلقات
حتى يراها صاحبها وهي تستقر بيد الحاكم و يقرأها بنفسه.

البروتوكول التاسع عشر :
يتم القضاء على الشغب السياسي في حالة الشخصيات الساعية للبطولة بإحالتها للمحاكمة متهمة بأفظع التهم وابشع الجرائم وأقذر الجنايات لتلتبس الحقيقة على الرأي العام فمن كانوا يرونه بالأمس حسن السيرة مسموع الكلمة يرونه اليوم متهم فيحتقرونه ويتخلون عنه.



البروتوكول العشرون :
اقتراح أنظمه إقتصادية مدمرة على الدول لإيقاعها بالقروض الداخلية والخارجية التي تبقى فوق رؤوس الحكام معلقة كالسيوف ، القروض الداخلية عند غير اليهود تنتقل من جيوب الفقراء للأغنياء وعندما يتم تدبير قرض خارجي تنتقل أموال الأمم إلى اليهود ويتم صرف الحكام عن الاهتمام بدولهم عن طريق مراسم ومهرجانات ومحافل وولائم وتوزيع العملاء في بلاطهم وهكذا يتم السيطرة على الدول ، أما في مملكة اليهود فلن ترهق الحكومة الشعب بالضرائب لتبقى الحكومة بمقام الأب الوصي فتقر الضريبة التصاعدية على صفقات البيع والشراء والأملاك بنسبة مئوية مريحة وعلى الأغنياء أن يضعوا جزء من أموالهم تحت تصرف الدولة وعلى أقرباء الحاكم وأهله العمل ما عدا ورثته حتى لا تستنزف الخزينة ويتم إنشاء ديوان للمحاسبة وإلغاء المراسم والتشريفات حتى لا تأخذ وقت الملك للنظر في أمور الدولة.

البروتوكول الواحد والعشرون
إنشاء احتكارات عالمية ضخمة ، بحيث لا يمكن لأي ثروة من ثروات الصمود أمامها مما يؤدي إلى التحكم بالأسواق المالية ، سيتم استبدال هذه الاسواق المالية عند قيام مملكتهم بمؤسسات حكومية للإقراض تستطيع أن تغرق السوق بمبالغ كبيره من سنداتها الصناعية وان تشتري من السوق سندات تعادل نفس القيمة بيوم واحد .

البروتوكول الثاني والعشرون
حكومتهم المقبلة هي إرادة الله وامتلاكهم لكنوز المال سيمكنهم من إقامة الحجه على الشر الذي نشروه وارتكبوه لقرون فالظلم مباح للوصول لهدفهم وحين يأتي الوقت الموعود على الشعوب أن تعلم وترى أنهم أعادوا الخير والحرية والسلام لهذا العالم الممزق ويجب إفهام الناس عندئذ أن الحرية ليست في الانحراف والفساد بل هي كرامة وقوة إرادة ويجب ان يكون خشوعهم لسلطة ملك اليهود كخشوع العبادة .

البروتوكول الثالث والعشرون :
زرع الطاعة في أذهان الناس بالتقليل من إنتاج الكماليات وأدوات الزينة لتترقى الاخلاق التي أفسدها الترف الذي نشروه ، الاهتمام بإعادة إنشاء صناعات متوسطة للسيطرة على كبار الصناعيين والقضاء على البطالة ، تحريم الخمر ويعاقب شاربها بشدة ،على ملك اليهود ان يمحو جميع المجتمعات ولو صبغها بدمه حتى يبعثها على شكل جنود منتظمة الصفوف تقاتل لأجل الدولة ، محو مبادئ الحرية والحقوق التي أفسدت الدول والنظم الاجتماعية .

البروتوكول الرابع والعشرون :
يرشح بعض الاشخاص من نسل داوود لولاية العرش ويتم إعدادهم واطلاعهم على أسرار السياسة وأساليب الحكومات ومراحلها وإدارة العلاقات الإنسانية فإذا ظهر أن المرشحين من نسل داوود غير أكفاء يتم تنحيتهم ويتسلم السلطة صاحب القوة والمقدرة من بين الحكماء ولا يجب أن يعلم أحد عن مخططات الملك للحاضر والمستقبل سوى الملك نفسه وثلاثة من أعوانه وعلى الملك أن يضحي بشهواته ويكون فوق كل عيب ليكون المثل الأعلى .

اليهودية والصهيونية

الكثير من الناس لا يعرفون الفارق بين الصهيونية و اليهودية .. و هل الاثنان مرادفان لشيء واحد أم أن بينهما تضاد .. لذلك سنحاول هنا أن نوضح ما هي الصهيونية و ما أوجه هي الاختلاف بينها و بين الديانة اليهودية .

الصهيونية كلمة مشتقة من اسم ( جبل صهيون ) في القدس , و هو يشير – في التراث الديني اليهودي – إلى الأرض المقدسة ككل .. و يعتقد اليهود في عقيدتهم أن المسيح المخلِّص – و هو ملك من نسل الملك داود – سيأتي في آخر الزمان ليجمع اليهود من شتاتهم و يعود بهم إلى أرض الميعاد , و يحكم العالم من جبل صهيون و يتخذ من أورشليم عاصمة له , و بعد ذلك يبدأ الفردوس الأرضي الذى سيدوم ألف عام , حيث يعم الخير و العدل و السلام العالم كله .. هذا في العقيدة اليهودية .

أما الصهيونية كحركة سياسية فلم تظهر إلا عام 1897 عندما عقد ثيودور هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول .

و لأن القرن التاسع عشر هو عصر القوميات فإن الدولة اليهودية ما هي إلا صورة من صور القوميات على النمط الغربي تماماً .. و قد انبثقت الحركة الصهيونية من النزعة الاستعمارية التي سادت أوروبا في ذلك العصر .. أي ينبغي إقامة هذه الدولة اليهودية في مكان شاغر في العالم دون عمل اعتبار للسكان الأصليين .

و لم يكن للمكان أهمية كبرى في نظر هرتزل , لذلك اقترح في البداية عدة أماكن لإقامة هذه الدولة مثل أوغندا و الأرجنتين و ليبيا ثم وقع الاختيار أخيراً على فلسطين .

و خوفاً من رفض اليهود للهجرة إلى فلسطين , استخدمت الحركة الصهيونية و على رأسها هرتزل المعتقد الديني لليهود فى سطر أسطورة العودة إلى أرض الميعاد .. و الادعاء بأن اليهودي الذى يموت خارج أرض الميعاد يظل جسده يصرخ حتى يدفن في أرض الميعاد .. و ضرورة إعادة بناء الهيكل الذى هدمه الرومان منذ ألفى عام .. مع تحويل جميع الشعارات و الرموز الدينية إلى شعارات و رموز دنيوية سياسية .. كما تعمل الحركة الصهيونية على تأجيج إحساس اليهود بالاضطهاد و بأنهم ضحايا العداء الأزلي الذى يكنه الآخرون لهم , و ذلك كي يفقدوا الشعور بالانتماء إلى أوطانهم التي يعيشون فيها , ليكون خلاصهم في الهجرة إلى إسرائيل و الولاء لها في النهاية .

و لذلك حينما ظهرت الحركة الصهيونية عارضتها العديد من المنظمات اليهودية فى العالم .

و يحرص الصهاينة بشدة على طمس الفارق بين الصهيونية و اليهودية , و يعملون على إقناع الآخرين بأن الصهيونية تتفق مع اليهودية .. لذلك كلما حاول أى شخص إيجاد الفوارق و كشف زيف الادعاءات الصهيونية يرفعون الدعاوى القضائية ضده و يتهمونه بما يطلقون عليه معاداة السامية .

و رغم تنوع المدارس الصهيونية ما بين يمينة و يسارية و دينية و ملحدة و رأسمالية و اشتراكية و اختلاف اتجاهاتها و رؤيتها للصهيونية .. إلا أنها تتفق جميعاً على إسقاط حقوق الفلسطينيين .. و قد ظلت المقولة الأساسية التي تستند إليها كل التيارات الصهيونية هي مقولة ( الشعب اليهودي ) , أي الإيمان بأن الأقليات اليهودية فى العالم لا تشكل أقليات دينية لها انتماءات عرقية و قومية مختلفة , لكنها تشكل أمة متكاملة موجودة في الشتات أو في المنفى بعيدة عن وطنها الحقيقي في فلسطين .

و يمكن تقسيم المدارس الصهيونية كلها إلى فرقتين أساسيتين :

صهيونية استيطانية : و تهدف إلى تجميع اليهود و توطينهم في فلسطين .

صهيونية تدعيمية : و تهدف إلى تجنيد اليهود في جميع أنحاء العالم ليتحولوا إلى جماعات ضغط تعمل لمصلحة إسرائيل .

و الحركة الصهيونية عنصرية سواء في موقفها من العرب أو من يهود الشتات .. فهى تنكر على الفلسطينيين حقهم في وطنهم .. و تنكر أيضاً على يهود الشتات حقهم في الانتماء إلى الأوطان التي يعيشون فيها , و تفترض دائماً أنهم يتسمون بحالة من الشذوذ المرضى .

و لذلك نجد معارضة يهودية تتركز بين اليهود الاندماجيين الذين لا يريدون ترك أوطانهم الأصلية من أجل الانتماء إلى وطن وهمى , مثل بعض اليهود الاشتراكيين الذين يعتبرون الصهيونية حركة إمبريالية تستخدم اليهود من أجل مصالحها الإمبريالية , كما أن هناك فريقاً من اليهود الأرثوذكس يعارضون الصهيونية باعتبارها نوعاً من أنواع الكفر و الإلحاد.





معادات بعض الحركات اليهودية للصهيونية وإسرائيل ( حركة ناطوري كارتا )

تسجيل مرئي
http://www.youtube.com/watch?v=SiWBQa8qOhY




















كيف يفكر اليهود ؟
إن الواقع المعاصر يفرض على المسلم أن يعرف عدوه معرفة صحيحة ، وأن يرى ببصيرته – قبل بصره – حجم المؤامرة التى يدبرها اليهود لأمته ، معتصما فى كل ذلك بالله ، ومستعينا به ، على ضوء من الكتاب والسنة ، ونور من الله :
 وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ . [النور: 40]
إن علماء السياسة يذكرون أن سياسة اليهود تجاه مصر– بصفة خاصة – منذ توقيع اتفاقية السلام تقوم على ثلاثة أمور :
أولاً : تخريب مصر من الداخل !!
ثانيا : عزل مصر عن العالم العربي !!
ثالثا : تقليص دور مصر الإقليمي في المنطقة كدولة ذات وزن وتأثير .
أما المحور الأول : وهو تخريب مصر من الداخل ، فإن اليهود قد
جعلوه جزءاً من عقيدتهم ! وكتبوه في التوراة المحرفة ليتقربوا إلى الله به !!
• تقول التوراة فى سفر أشعياء النبى ( 19/1 : 10 ) :
( .... وحى من جهة مصر ، هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة
وقادم الى مصر ، فترتجف أوثان مصر من وجهه ، ويذوب قلب مصر داخلها ، وأهيج مصريين على مصريين !! ( تأمل ) فيحارب كل واحد أخاه ، وكل واحد صاحبه ! مدينة مدينة ، ومملكة مملكة ، وتهراق روح مصر داخلها ، وأفنى مشورتها فيسألون الأوثان والعارفين
وأصحاب التوابع والعرافين ، وأغلق على المصريين فى يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجر مكتئبي النفس)!
وفى سبيل تحقيق هذا الهدف فإن إسرائيل تسعى الى تدمير ركائز القوة في المجتمع المصري المسلم ، وهى : الشباب ، والعقول ،
والقيادات .
فهي تحاول ضرب الشباب المسلم في مصر عن طريق توفير جميع وسائل الانحراف الخلقي والديني والاجتماعي .. إلخ بواسطة عملائها في الداخل ، كما أنها تحرض الشباب ضد حكومته والحكومة ضد أبنائها ، ويسعى اليهود الى اغتيال العقول المصرية الرائدة ؛ وذلك بالوقوف فى وجهها وعرقلة تفوقها ، بل وقتل أصحابها ، وأما القيادات فإن إسرائيل تنفث سمومها دائما لزعزعة الأمن والاستقرار ، بحيث تشغل القيادة والحكومة المصرية بمواجهة شعبها بدلاً من عدوها .
وأما المحور الثاني : وهو عزل مصر عن المحيط العربي ، فقد نجح اليهود بعد تحقيقه بعد اتفاقية السلام المزعومة نجاحاً كبيراً . وقد استطاع اليهود لسنوات طويلة ان يزرعوا بذور العداوة بين
مصر والدول العربية بصورة لم يسبق لها مثيل .
وبهذا نجح اليهود فى تفكيك الوحدة العربية ووجدت كل دولة من دول المواجهة نفسها تواجه إسرائيل منفردة .
المحور الثالث : وهو ضرب دور مصر الإقليمي في المنطقة ، وتحويلها الى دول هامشية ليس لها وزن في منطقة الشرق الأوسط ، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف سعت إسرائيل الى إقامة تحالفات مع كل من : طهران ، وانقرة ، وأديس أبابا .
ويصور خبراء السياسة خطة اليهود فى هذا التحالف على النحو
التالي :
- علاقات ثنائية بين تل أبيب وكل من هذه العواصم .
- إقامة تجانس بين مصالح أمريكا ومصالح إسرائيل مع الدول
الثلاث إيران ، تركيا ، أثيوبيا .
( لاحظ وجود دولتين مسلمتين بين الدول الثلاث )
- إقامة تكتل ثلاثي ضد المنطقة العربية بصفة عامة ، ومصر بصفة خاصة !!
على ان يتم هذا التكتل بصورة منفصلة تشمل : ( تل أبيب ، واشنطن ، طهران ) ثم ( تل ابيب ، واشنطن ، وأنقرة ) ثم ( تل أبيب ، واشنطن ، اديس أبابا )!!
حاول أن تربط بين هذه الخطة والواقع العملي :
تقارب مع ايران ، قضاء على الحكم الإسلامي في تركيا وإعادة العلمانية ، تلاحم مع أديس أبابا مع توفير البديل في إريتريا .
وترى إسرائيل أن تجعل هذه الدول الثلاث مساندة لها في التدخل في المنطقة العربية : الحبشة في قرن أفريقيا ، وحوض النيل ( مصر والسودان ) ولقد كنا – وما زلنا – نعتقد أن محاولة الاعتداء على الرئيس مبارك في أثيوبيا قد خطط لها اليهود لتقريب هذا الهدف !
( إثارة مشاكل سياسية تحقق مواجهة عسكرية بين مصر واثيوبيا والسودان ).
وكذلك تسخر إسرائيل تركيا في المواجهة والتدخل في العراق وسوريا وإيران في منطقة الخليج ، والواقع يؤكد هذا ويشهد عليه ، وتسعى إسرائيل الى محاصرة الدول العربية وإحكام السيطرة عليها من خلال هذه الدول الثلاث .
ومن نظر الى خريطة المنطقة فهم ذلك بوضوح وجلاء .
وأخطر سلاح يستعمله اليهود للوصول الى أهدافهم هو غسل عقول الطبقة المثقفة في مصر ، وإيجاد جيل مثقف لا يعرف الإسلام ولا يعمل للإسلام ، ولا يدافع عنه ، ولا يحتكم اليه ...
وساهمت وسائل الإعلام المصرية مساهمة كبيرة وفعالة في هذا المجال ! وتهيئة العقول لقبول السلام الوهمي مع اليهود ، وهو سلام من طرف واحد ، لأن اليهود لم ولن يجنحوا للسلم ، فسعادتهم في سفك الدماء ، ونعيمهم في زعزعة أمن واستقرار غيرهم ، وهذا الحديث يفرض علينا تساؤلاً هاماً :

هل إسرائيل تريد السلام ؟

والجواب : أن إسرائيل ترفع شعار السلام لتخدير مشاعر الأمة ،
ولأن ديننا يأمرنا بالإخلاص ، وينهانا عن النفاق ، فحكامنا وأولوا الأمر فينا يتحدثون عن السلام من قلوبهم؛ بينما يتحدث عنه اليهود من ألسنتهم !
أما قلوبهم فتعد العدة لحرب قادمة شاملة مدمرة ! ونحن ننام في أوهام السلام !!









الخاتمة

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .

ثم أما بعد :
فأحمد الله أن يسر لي هذا البحث ، فإن يكن من صواب فمن الله ، وإن يكن ثمت خطأ فمن نفسي
والشيطان ، والله ورسوله صل الله عليه وآله وسلم منه بريئان ، وأستغفر ربي وأتوب إليه .

هذا وبالله التوفيق فهو الهادي إلى أقوم طريق ، وصل الله على سيدنا وحبيبنا محمد وآله الطيبين
الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .