شكر وتقدير ، وعرفان بالجميل لكل معلمة أفنت عمرها في التعليم ، وأخرجت الأجيال جيلا بعد جيل ،أعطت فما بخلت ، وأدت ما عليها وما توانت 00
واليوم وهم يحتفلون باليوم العالمي للمعلم ، نحن لا نريد أن نحتفل ، بل نريد أن تعود إلينا مكانتنا التي سلبتنا إياها القوانين والأنظمة والمتغيرات ، نطالب بعودة هيبتنا التي نسفت ، لا نريد أن نحتفل بل نريد أن نذكر بعضنا بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا ، نريد أن نبكي تقصيرنا ونستلهم العون والسداد والتوفيق والثبات من القوي العظيم ، نريد أن نشعر بواجبنا تجاه أمتنا التي تكالب عليها أعداؤها بسبب ضعف أبنائها00نريد أن نشحذ همم بعضنا وندرك معنى الشعار الذي نعمل تحته "شعار التربية والتعليم" فقدمت التربية على التعليم لأن العلم لن يرفع أبناءنا ما لم يصحبه عمل وإحساس وثبات وتربية نفسية وأخلاقية 00
أختي المعلمة : أنت واقفة على ثغر خطير من ثغور الأمة لأن بيدك عقول وأخلاق ناشئة هذه الأمة وأجيالها00
بيدك أخيتي أمانة عظمى ، 0 فالتعليم رسالة عظيمة حملها المعلمون والمعلمات ليرتقوا بجيل الأمة إلى أعاظم الأمور ، فالتعليم ليس حرفة بقدر ما هو واجب وأمانة وغرس وتوجيه،
هذا الجيل هو إفراز الحضارة والقنوات الفضائية وضعف الرقابة وكثرة الرغبات والغرور والصلف والعنجهية والعناد وقلة الوعي وضعف الهمة وعدم وضوح الهدف والانطلاق دون قيود أو تفكير 00
هذا هو جيلنا جيل ضعيف جيل بلا جذور وانتماء واضحين، جيل بلا هوية ، جيل يتخبط في الحياة كمن لا وعي له00
وبيدك أنت أن تعيدي إليه وعيه ليدرك حقيقة وجوده وانتماءه لخير أمة أخرجت للناس وواجب هذا الانتماء المفروض عليه ، امنحيه هويته ليشعر بالعزة ويرتفع حين يفقه أن هويته إسلامية لا شرقية ولا غربية، بيدك أن تجعليه يبصر زيف هذه الحضارة التي تنطوي على كثير من المساوئ ، ويتنبه لفساد القنوات الفضائية وما تحمله من سموم وأدواء استعصى على الأطباء علاجها ، وفتكت بشبابها00بيدك أن تجعليه يرتقي بإيمانه ويسمو بأخلاقه ، ويرتفع بإنسانيته إلى أعلى وأعلى و أعلى ، تماما كما أراد له رب البرية أن يكون 00
نعلم أختي المعلمة أنك تتعبين وتكدحين وتعانين وتبذلين لكن نتمنى مضاعفة الجهد ليتساوى مع حجم المطلوب منك لمواجهة هذه الموجة التي جرفت هذا الجيل حتى أفلت من بين أيدينا00وتذكيرك أن لا يطغى اهتمامك بالتعليم على اهتمامك بالتربية ، وأن لا تنسي جانب التربية وسط حشود المعلومات المطالبة توصيلها وقذفها في أذهان الطالبات00 ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، فهو الذي أنشأ جيلا سليم المعتقد ، صادق النية ، قوي الهمة ، واضح الهدف ، عظيم الوعي والإرادة ، ثم تحدى بهم جيوش الشرق والغرب00
غرس في نفوسهم أن لا حياة دون إيمان ، ولا إيمان دون علم ، ولا علم دون عمل ، ولا عمل دون أخلاق0000!!!
وما ارتفعت أمة وسمت إلا بالإيمان والعلم والأخلاق ، وما اندثرت أمة إلا بفقدانها00
أختي المعلمة : هذا باب من أبواب الجنة فتح لك "إنه باب الطالبة التي أمامك" فلا تغلقيه دونك ولا تزهدي فيه بل احرصي أن تلجي منه واثقة بعون الله وتوفيقه وتيسيره00
وأذكرك أن زماننا ليس بسهل ، بل هو والله صعب صعب ، وما أريد تثبيطك وإنما لفت انتباهك لتعظم همتك وتقوى إرادتك وتسعين في ركاب من سبقك من عظماء هذه الأمة وعلى رأسهم الحبيب المصطفى الذي أوذي في ذات الله ونيل الهدف أشد الإيذاء فما زاد على أن قال : "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون!!!"
وأخيرا 00إني لأتساءل دائما : لماذا وصل التعليم في بلادنا إلى هذا المستوى ، علم بلا فقه أو فهم أو عمل 00 لماذا وصلت العلاقة بين المعلمة والطالبة إلى هذا المنحنى الخطير والمضطرب المليء بالأحقاد والإيذاء والسخرية وقلة الاحترام وعدم المبالاة00 لماذا فقدنا الإحساس بذواتنا والآخرين والواجب والمسؤولية وخلدنا إلى الرضى بالقليل وحب الراحة مع العلم أن السفر طويل000 فهل سأجد عندك أختي المعلمة وابنتي الطالبة جوابا شافيا لتساؤلاتي؟!
إني انتظر 00 والله يعلم وأنتم لا تعلمون
رد مع اقتباس
