لغز يحيّر ومعضلة في الفهم والتحليل، لتفكيك وفهم مسيرة سامي ، ابتداء بسامي الاعب ثم سامي الاداري وأخيرا سامي المدرب.استمر موضع خلاف ومايزال لجمهور الأزرق قبل الجماهير الاخرى نجوميته مختلفة وهي موضع تسائل دائماً ، مالذي يحدث بالفعل مع هذا السامي ؟ النقاد وخبراء الكرة أعطو سامي تقييم مرتفع لان كرة القدم لعبة أرقام ،لكن هناك في الشارع الرياضي من يشكك في استحقاقه ونجوميته، وهو امر شخصي بحت ،فالجميع له الحق في ابداء رأيه ،السبب محير وغير قابل للفهم ! فسامي لم يكن من نوعية اللاعبين الذي لديهم سلوك غير رياضي داخل الملعب، ولم يكن من اللاعبين المستفزيّن فالاعبين المستفزيّن يحدث لهم هذا الامر باستفزاز الخصوم والجمهور ،بحق تمتع بروح وأخلاق رياضية بشهادة الجميع ، ولم يكن سامي من اللاعبين الذين تمت مجاملتهم بنهاية مسيرتهم والأمثلة كثيرة بهذا الخصوص لايتسع المجال لذكرها، الامر فعلا محير! لنرجع بالذاكرة قليل، انخفض مستوى سامي اللاعب فترة، وجمهور الهلال يذكرها جيدا،توترت العلاقة بين سامي والجمهور لبعض الوقت واستغله الاعلام المنافس بالتأكيد على ان على سامي ان يسجل الأهداف فقط، استمر سامي بالصيام عن التهديف لكنه كان عنصر فاعل في صناعة الأهداف الامر الذي لم يرضي تماماً الجمهور الهلالي ، استمر التوتر بين سامي والشارع الرياضي ، وكان سامي دائماً يعود ويصالح ويسعد الهلاليين في النهائيات.
ماجد عبدالله نجم النجوم وأسطورة الأساطير بالنظر لتاريخه فهو لم يسجل في كاس اسيا في جميع مشاركاته سوى اربع أهداف!! تعتبر قليل من نجم أسطوري لكن ثمنها غالي فثمنها كأس اسيا 84 و88 السؤال / هل اربع اهداف كافية لتأتي ببطولة واحدة ناهيك عن بطولتين ؟ الجواب قطعاً لا لأن ياسر سجل سبع اهداف خلال مشاركاتين ولم نحصل على اللقب.
أن هدف ماجد الشهير في الصين (كسّر طقم الصين كله ) هو من صنع هوية وشخصية للمنتخب السعودي، وهو مجرد هدف لكنه جعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز وحفر في وجدان السعوديين كافة وهو ما جعل ماجد بهذا الهدف رمز مقدس في كرة القدم السعودية لا يجب المساس به ،وماجد ليس استثناء فمردونا بهدفه الشهير في الإنجليز وهو مجرد هدف زلزل ثقافات وحير مفكرين وكسر تابوهات، ابعاده تجاوزت كرة القدم والرياضة، ليست مبالغة ان هدف مردونا غير العالم في فهم الكرة والحياة، وغير حياة الأرجنتينيين على وجه الخصوص، هنا مشكلة سامي انه تمت مقارنته بالرمز ماجد ، فبلغة الأرقام تجوز المقارنة وهي مشروعة بل قد ترجح كفة سامي في بعض المنجزات العالمية، وجميعنا نعرف الجدل التاريخي بهذا الخصوص بل اصبح مادة للإثارة الإعلامية بخروج نجوم سابقين كل فترة وإبداء رأيهم في هذا الموضوع أيهم افصل ماجد ام سامي؟

سامي الاداري : بشهادة مدربين اشرفوا على تدريب الهلال، بشهادة رئيس النادي ونائبه ،بشهادة لاعبين الهلال، بشهادة المهتمين بشأن الرياضي ،قدم سامي عمل احترافي في العمل الاداري بنادي الهلال وكان تأثيره قوي وواضح حتى ضن الهلاليين ان سامي لم يعتزل، الغريب انه لا الجديد في الشارع الرياضي ،مازال منقسم في الآراء بخصوص سامي ،فهناك من يرى انه طارد لنجوم ،نسبت له التعاقدات الفاشلة مع المدربين واللاعبين، اتهم بانه سمسار ،اتهم بانه هو من ابعد محمد الدعيع و من كان وراء مشاكل ياسر و خالد عزيز والقائمة تطول وتطول، المنطق يقول اذا صحة هذه الادعاءات فسامي سلطة خطيرة ستدمر الهلال لامحالة، لكن الواقع يقول أن انجازات الهلال في عهد سامي الاداري تحتاج صفحات، افضل التعاقدات مع المدربين، افضل الاستقطابات للاعبين الأجانب وكان سامي خلفها كيف لا وهو (الخبير) وبشهادة رئيس النادي الامير عبدالرحمن بن مساعد ،التنظيم والاحترفية بالعمل كانت واضحة للعيان ،شكل مع الامير عبدالرحمن بن مساعد والامير نواف بن سعد ثلاثي رائع و هي تعد سابقة في العمل الاداري للأندية السعودية.
سامي المدرب: قبل أن يبداء التدريب كان هناك صوت قوي يقول نجح سامي كلاعب ونجح كأداري لكنه قد لايستطيع النجاح كمدرب،وهذا صحيح، المنطق والعقل يقول ذلك، لكن تشعر وانت تسمع هذا الكلام ان هناك من لا يريد نجاح سامي ، لم نسمع مثل هذا الامر مع المدربين الوطنيين حين بداؤ العمل الفني مع فرقهم على العكس سمعنا التشجيع والمؤزرة، هناك امر اخر ،جميع الإداريين والمدربين الوطنيين السعوديين كافة كأمثال يوسف خميس وناصر الجوهر وخالد القروني وخليل الزياني وفؤاد أنور والمعجل وفهد المصيبيح واحمد عيد وجميع من استمر بالعمل في المجال الرياضي بعد اعتزاله الكرة، ينسى الوسط الرياضي لوهله الاعب السابق، يتم الفصل بين اللاعب السابق والإداري أو بين الاعب السابق والمدرب ،لكن مع سامي لم يحدث هذا، زادالربط بين سامي الاعب وسامي الإداري وسامي المدرب، وأصبح حديث المجالس اكثر من أي وقت مضى ،البرامج الرياضية لم تستطع ان تواكب الاعلام الحديث فبدأت تستخدم الأدوات الشعبية (كلام الاستراحات ولغة التويتر)في النقد والتجريح لتشبع نهم الشارع الرياضي بجميع أطيافه، تجاوز الموضوع كرة القدم.
النصر متصدر وهلال سامي الوصيف، أشتعلت الإثارة لتغطي لهيبها العالم العربي بأكمله، خسر سامي نهائي ولي العهد وهو قريب من خسارة الدوري رغم هذا لازال سامي اكثر شخصية يتم الحديث عنها في الشارع الرياضي، جماهير النصر تتكلم عن سامي اكثر من جماهير الهلال ! تبقى الآن ثلاث جولات لدوري، وبعد ايام مباراة الاهلي الإماراتي في دور الأبطال وايضاً تبقى كاس الملك، المنطق يقول الدوري لنصر، لكن سامي كما يعرفه محبوه وخصومه هو رجل النهائيات هو رجل الأوقات الصعبة هو رجل الأوقات الضائعة ،ومبارة النصر الاخيرة رغم النقص العددي الا انه استطاع الفوز على النصر برباعية تاريخية بتوقيت صعب تذكرنا بسامي اللاعب سامي النهائيات.
في المؤتمر الصحفي عقب مبارة النصر كشر الذيب عن أنيابه ورفع عقيرت التحدي كان واثق ومنفعل لم يفرح بسذاجه لانه لم يتناسى الإساءات من محبيه وخصومه، وجه لهم رساله قويه لم يجعل الامر شخصي فنسب الفوز للاعبين والجماهير الهلاليه،لايستطيع على هذا ألا سامي.

في القادم من الأيام سنرى الكثير من الإثارة بتحقيق هلال سامي احد الألقاب او خسارتها، وفي كل الحالتين سيضل الاختلاف وتباين وجهة النظر هي الامر المستمر بخصوص هذااللغز هذا السامي.


تكفى يابوعبدالله افعلها

عذراً للإطالة