أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


لن أُطيل في المقدمة فقد كتبتُ كثيرًا
ولكن منذ أول هذه الليلة أسأل نفسي: هل أخطأتُ عندما أثنيتُ على طبعة التأصيل لصحيح مسلم؟!!
الظاهر أنني أخطأتُ وأسأتُ
والظاهر أن هؤلاء الناس تخصصوا في حذف الأحاديث، لمجرد أنه لا يوجد في نسخهم الخطية.
وكأنهم جمعوا وحصروا جميع النسخ الخطية من عالم الغيب والشهادة
وبذلك: الحديث الذي لا يوجد في نسخهم هذه يجب حذفه، لأنه لا يوجد في هذه الدنيا، ولن يوجد في المستقبل، نسخ غيرها.
غريب؛ هل وصل مستوى التحقيق إلى هذه الهاوية.
كل ما توفر لدار التأصيل ثلاث نسخ خطية كاملة، وقطعتان صغيرتان.
وصحيح مسلم له عشرات النسخ غير هذه.
فليس من التحقيق في شيء أن الذي ليس في نسخك الثلاث يجب حذفه؟.
وقد بدأتُ في البحث عن الأحاديث التي حذفوها، فأبدأ على بركة الله، ولا أعرف كم من الأحاديث حذفوا، ولكن أبدأ بما عثرت عليه، وكلما جد جديد ذكرتُه هنا، لنواصل هذا العزاء المتواصل، سائلين الله الأجر في هذه الطامة، وتلك المصيبة.
خذ هذا الحديث:
1511- (313- 683) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (1)، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَعَرَّسَ بِلَيْلٍ، اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ، وَإِذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ (2).
_حاشية__________
(1) في حاشية الطبعة التركية (2/142): في نسخة أُخرى: «حدثنا إسحاق».
(2) هذا الحديث لم يرد في أصل طبعة التأصيل، وورد في الحاشية 2/422، وكتبوا: هذا الحديث عزاه لمسلم البيهقي في "السنن الكبير" 5/420، والحميدي في "الجمع بين الصحيحين" 1/462، وابن الأثير في "جامع الأصول" 5/20(3003)، والمزي في «تحفة الأشراف» (12087)، وقال المِزِّي: لم يذكره خلف، وذكره أَبو مسعود والحميدي، وقال أَبو القاسم: لم أجده في كتاب مسلم، ولم يذكره القاضي عياض في "الإكمال" 2/680، والنووي في شرحه 5/192، وفي "الأحكام الكبرى" 2/15، وقد بحثنا في غير نسخة أخرى للصحيح، منها نسخة الأوقاف العامة ببغداد، ونسختي مكتبة جامعة الرياض، فلم نقف عليه فيها (كذا)، وصوابه: (فيهما) انتهى كلام التأصيل.
- قال محمود خليل: هو ثابتٌ في «تحفة الأشراف» (12087)، ونسختَي دار الكتب المصرية الخطية، رقم (1471)، الورقة (61)، والأزهرية رقم (1882)، الورقة (347)، والتي لم يبحث فيهما محققو التأصيل، وجميع طبعات الكتاب، بما فيها الطبعة العامرة.
- وقال البيهقي: رواه مسلم في «الصحيح» عن إسحاق بن راهويه، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة. "السنن الكبير" 5/256.
وقد أرفقت لكم صورتين عن النسختين الخطيتين، وفيهما الحديث.

الصور المصغرة للصور المرفقة