أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


التأويل بين المؤمن والكافر
قال تعالى"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب"صدق الله العظيم (آل عمران7)
يختلف المفسرون حول (الواو) في قوله تعالى"والراسخون في العلم"أهي للعطف أم للاستئناف ،والذي يبدو لي أن الواو للعطف وأن قوله تعالى"وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم "يترتب من الخاص إلى العام "بالزمن والأهمية والفضل والشرف ، للأسباب التالية:
1-إن الله تعالى قد وضع الراسخين في العلم ،الذين يعلمون المتشابه ،قائلين"آمنا به كل من عند ربنا "محكمه ومتشابهه ،فكله من الله فلا يختلف ،فترد المتشابه الذي يحتمل حقا وباطلا إلى المحكم الذي لا يحتمل إلا الحق ، وضعهم ،مقابل الذين في قلوبهم زيغ ،والمائلين عن الحق الذين يتعلقون بالمتشابه من الكتاب فيشككون به على المؤمنين،ويجعلونه دليلا على ماهم فيه من البدعة طلبا منهم لفتنة الناس والتلبيس عليهم وطلبا لتأويله وتفسيره وتصريفه على الوجه الذي يريدون ويوافق مذاهبهم الفاسدة .
2- لقول ترجمان القرآن ابن عباس –رضي الله عنه -أنا ممن يعلم تأويله، ،ومعناه:والراسخون في العلم يعلمون تأويله قائلين :آمنا به جميعا ،ولذلك مدحهم الله تعالى بقوله"وما يذكر إلا أولو الألباب ".
3-إن كان الراسخون في العلم لا يعلمون تأويله فما الفائدة من ذكرهم إن كانوا كبقية الناس ،خصوصا وأن الإنسان يتكلم بحسب الأهمية المعنوية .