أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إخواني الكرام:
يسعدني أن أرفع إليكم هذا الإشكال بعد أن أعياني حله فلعل من عنده نسخة عتيقة من فتح الباري لابن حجر يهتدي للصواب فيه إن لم يكن الخطأ فيه من الحافظ نفسه وهذا أمر مستبعد لوضوح وجه الخلل فيه.
والإشكال المذكور هو في قول الحافظ رحمه الله في فتح الباري2/ 158 ما نصه:
«وذلك أن البخاري أخرج هذا الحديث من رواية شعبة وأخرجه في موضع آخر من رواية خالد الحذاء كلاهما عن أنس بن سيرين عن عبد الحميد بن المنذر بن الجارود عن أنس وأخرجه أبن ماجة وبن حبان من رواية عبد الله بن عون عن أنس بن سيرين عن عبد الحميد بن المنذر بن الجارود عن أنس فاقتضى ذلك أن في رواية البخاري انقطاعا وهو مندفع بتصريح أنس بن سيرين عنده بسماعه من أنس فحينئذ رواية بن ماجه إما من المزيد في متصل الأسانيد وإما أن يكون فيها وهم لكون بن الجارود كان حاضرا عند أنس لما حدث بهذا الحديث وسأله عما سأله من ذلك فظن بعض الرواة أن له فيه رواية وسيأتي الكلام على فوائده في باب صلاة الضحى»
اهـ كلام الحافظ.
ولا يخفى ما في نسبة رواية عبد الحميد بن المنذر بن الجارود إلى البخاري من خلل فهذا الراوي ممن انفرد ابن ماجه بالرواية عنه والحديث المذكور لا وجود له في شيء من الكتب الستة إلا في رواية ابن ماجة وقد اخرجه أيضا أحمد وابن حبان وأبو يعلى
ويبدو أن هذا التخليط -في نسخة الفتح- قديم إذ أن صاحب كوثر المعاني الدراري نقل العبارة بما فيها من خلل دون أن يتنبه لهذا الأمر الجلي.
وقد نبهني إلى هذا الخلل وإلى تكرره في جميع ما وقفت عليه من النسخ المطبوعة العلامة المغمور محمد موسى بن عبد الرحمن الاستاذ في مركز تكوين العلماء بانواكشوط فجزاه الله خيراٌ