كتب كارلوس كيروش صفحة جديدة في تاريخ الساحرة المستديرة في البرتغال. فبعد قيادته للجيل الذهبي للشبان للظفر ببطولتي كأس العالم تحت 20 سنة fifa عامي 1989 و1991، أضحى كيروش أول مدرب برتغالي يشارك في نسختين من كأس العالم. في جنوب أفريقيا 2010، تبخر حلم البرتغال في الدور ثمن النهائي أمام أسبانيا، غير أن كيروش يواجه الآن تحدياً جديداً: تسليح إيران بالفخر والإعتزاز ومساعدتها على تجاوز مرحلة المجموعات لأول مرة في العرس الكروي العالمي.

وفي الحوار الذي خُص به المدرب ، عرضنا عليه بعض الصور التي تعكس لحظات رمزية في مشواره لكي يبدي ملاحظاته عليها:


لقبي كأس العالم تحت 20 سنة fifa عامي 1989 و1991
قبل انطلاق البطولتين، هل كنت واثقا من جودة اللاعبين البرتغاليين الشبان؟


كنت أتصور أننا كنا نحظى بظروف مواتية. في 1990، كنا قد أخذنا مساراً إيجابياً في كرة القدم الأوروبية للناشئين وكانت المقارنات تُظهر أن اللاعبين البرتغاليين ينعمون بجودة هائلة للعب كرة القدم. ولكن هذا الجيل جمع بين الجانب الفني والتكتيكي والبدني وبين الجوانب العقلية والثقافية التي بنت روح الفريق والمنتخب، وهذا لا يزال قائماً حتى اليوم. وساهمت هذه الفترة من العمل من جانب الاتحاد البرتغالي لكرة القدم في بناء ثقافة المنتخب البرتغالي. ولا تزال هذه الهوية حتى اليوم جزءاً لا يتجزأ من روح منتخب الكبار وباقي الفئات.

الفترة التي كان فيها مساعداً للمدرب لأليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد

إنها فترة أخرى من حياتي. قضيت نصف مسيرتي في الأندية والنصف الآخر في المنتخبات، وكانت هذه الفترة أهم صفحة في مشواري لعدة أسباب. أولاً لأن مانشستر وبكل احترام يعتبر أفضل نادٍ في العالم ويملك أفضل محيط وجمهور رائع. كانت فرصة العمل في كرة القدم الانجليزية وفي مانشستر يونايتد وتقديم مساهمتي ومعرفتي وإخلاصي، فضلاً عن العمل بجوار أليكس فيرجسون، امتيازاً وشرفاً سأحتفظ به إلى الأبد. يعتبر مانشستر نادياً رائعاً ولا توجد كلمات يمكن وصف أليكس فيرجسون بها. تعلمت الكثير، وبعد ست سنوات من الإخلاص للنادي كسبت أصدقاء أعزاء، وواحد منهم هو أليكس فيرجسون.

ما هو أهم درس تعلمته من المدرب فيرجسون؟

تعلمت عدة أشياء مهمة. أحدها كان إرث القيادة في مستوى معيّن. المفتاح الأول هو الثقة التي يضعها القائد في جميع الحالات في الأشخاص الذين يختارهم. كنا نعمل وسط هالة من الثقة التامة. الدرس الثاني المهم للنجاح في مانشستر يونايتد مفاده أن لا أحد يمكنه أن يكون فوق النادي وأن الجميع لديهم وظيفة مهمة لخدمة المصلحة الجماعية للنادي والأنصار. يعطي الجمع بين هاتين الصيغتين حلاً هائلاً لنجاح يونايتد.



((سيكون هدفنا واحد: لم تتخط إيران قط دور المجموعات وستكون مهمتنا هي تقديم كل ما في وسعنا لتحقيق التأهل.)) %%كارلوس كيروش%%


المشاركة البرتغالية في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 fifa

كانت هذه البطولة مع منتخب الكبار عبارة عن دراما. لم يحالفنا الحظ بسبب وقوعنا في طريق أسبانيا؛ المنتخب الذي فاز بكأس العالم. حيث كان في ذروة مستواه ويملك روحاً عالية جداً، وكان ينقصنا بعض الإلهام الفردي والحظ في تلك المباراة. كان مستوانا منخفض قليلاً حيث تعرض بعض اللاعبين للإصابة، وكانت تنقصنا الحلول، كما أن المباراة أمام البرازيل (في دور المجموعات) كانت صعبة جداً. واجهنا أسبانيا وكان لدينا الحد الأدنى من الحلول، وبعد ذلك تلقينا الهدف. كان بإمكاننا أن نسجل هدفاً، ولكن جاء الهدف لصالح أسبانيا. يجب أن أعترف أن فوز أسبانيا كان مستحقاً، ولكن هكذا هي كرة القدم حيث لو كان قد حالفنا قليل من الحظ لربما كان بإمكاننا أن نصل بعيداً.

ولكنك كنت راضياً عن أداء منتخب "داس كيناس"؟

هكذا هي دراما وإثارة كرة القدم. بقينا على قناعة بأننا أدينا الواجب وغادرت البرتغال مرفوعة الرأس رغم أننا لم نصل إلى مستوى توقعاتنا. عندما تواجه أسبانيا أو البرازيل أو ألمانيا فأي منتخب يمكنه الخروج من البطولة. كانت المباراة بمثابة نهائي مبكّر. قال لي فيسينتي ديل بوسكي بعد نهاية المباراة إنهم ابتداءاً من ذلك الحين تعززت ثقتهم في حظوظهم في الفوز بلقب كأس العالم. كان يمكن أن تكون النتيجة مختلفة...لم تكن لحظة سعيدة بالنسبة للبرتغال ولا بالنسبة لي. ولكن هذا لم يغيّر شيئاً من الفخر الذي أشعر به لتدريبي المنتخب البرتغالي. كانت أسبانيا أفضل منا بعض الشيء ولم تكن فردياتنا بنفس مستوى فرديات الأسبان. هنا يكمن الفارق عندما تكون الكفة بين الفرق متكافئة: دائما ما يُنتظر من كريستيانو أو ميسي أن يصنعا الفارق، إلا أن في ذلك اليوم أحدث تشافي وفيا فارقاً أكبر من لاعبينا الذين كانوا قد أعطوا أقصى ما في جعبتهم في المباريات السابقة.

تأهل المنتخب الإيراني لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014 fifa

إنها اللحظة التي سجل فيها رضا (جوتشانيجاد) الهدف أمام كوريا الجنوبية وقاد الإيرانيين إلى المركز الأول في المجموعة والتأهل إلى نهائيات كأس العالم. كان مساراً صعباً جداً: خوض تصفيات آسيا معقد للغاية لأن الرحلات طويلة جداً ودرجة الحرارة والرطوبة متنوعة جداً ويصعب اتخاد القرارات. يعتبر هدف رضا من بين هذه اللحظات: هناك شعرنا أن التأهل لن يفلت منا. بالنسبة لإيران، كانت رحلة التأهل عبارة عن جحيم، والآن بدأت الرحلة إلى الجنة. سندخل إلى الملعب لنستمتع، وسنبذل قصارى جهدنا لجلب الشرف والسعادة لأنصار المنتخب الإيراني.

دائماً كنت تشير إلى أنه بالإضافة إلى الوصول إلى كأس العالم fifa، تريد أن تساهم في خلق مواهب جديدة في كرة القدم الإيرانية. هل نجحت في ذلك؟

لا يمكن تصور المشاركة في بطولة كأس العالم بلا تجربة أو خبرة في المنافسات الدولية. تمكنا بفضل عمل دام عامين من إيجاد وتحفيز لاعبين إيرانيين ينافسون في مختلف بلدان أوروبا. عندما وصلت، كان لدينا لاعب واحد فقط يحترف خارج إيران، والآن لدينا ستة أو سبعة لاعبين. هل هذا كاف؟ لا أعتقد ذلك، ولكن هذا أفضل مما كنا عليه في البداية. يعتبر رضا أحد الأمثلة الملموسة للمستوى الذي ارتقينا إليه.

ما هي الأهداف التي تسعى إلى بلوغها بعد الآن؟

تحمّلنا خلال سنتين ونصف مسؤولية تأهيل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم وعلى عاتقنا ضغط 78 مليون إيراني. إنه ثقل كبير أن يُلقى على اللاعبين حلم وطن بأكمله. حيث يصبح القميص ثقيلاً ونعي في هذه اللحظة أنه يجب تحويل الحلم إلى حقيقة. تبدأ الآن مرحلة جديدة: يجب التأكيد على أننا لن نذهب إلى البرازيل في نزهة ولن نكون سندريلا المجموعة. نريد أن نلعب ضد أفضل منتخبات العالم بشرف وكرامة واحترام وبأكبر قدر ممكن من التنافسية، وسيكون هدفنا واحد: لم تتخط إيران قط دور المجموعات وستكون مهمتنا هي تقديم كل ما في وسعنا لتحقيق التأهل. أعلم أن المنتخبات الـ31 الباقية كانت ترغب قبل القرعة في الوقوع في مجموعة إيران لأننا لسنا مرشحين، ولكننا سنحاول أن نجعل أحد هذه المنتخبات تندم على التفكير بهذا الشكل.