أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست بذاك ولا هناك هذا أولاً. طبعاً المقصود أنا.
ثم ثانيا طالعت مسند الإمام أحمد واعترضني سقط وقع في إسناده حديث في للصحابي نوفل بن معاوية رضي الله عنه، رجح محققي طبعة الرسالة أنه وهم من الراوي ولكن استبعدت هذا الشيء ووقع في خاطري أن سقط بسبب النساخ والله أعلم، فبحثت في كثير من المراجع حتى أثبت هذا السقط ولكن لم أجد ما يسعفني في ذلك فاجتهد وكتبت هذا البحث.
ولكن يتوجب علي عرضه على أهل العلم والاختصاص علهم يوضحونه أكثر ويوجهوني سواء أخطأت أم أصبت.

أقول:
حديث ابن عمر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ، وَمَالَهُ ".
رواه أحمد (4545) والبخاري (552) ومسلم (626).

وقد أخرج البخاري (3602) ومسلم (2886) نحو حديث ابن عمر من حديث نوف بن معاوية، وذلك في ضمن حديث لأبي هريرة في الفتن عند البخاري (3601) ومسلم (2886) .

فراواهما البخاري بقوله:
حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتَكُونُ فِتَنٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ».
وَعَنْ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، هَذَا إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ «مِنَ الصَّلاَةِ صَلاَةٌ مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ».

وكذلك رواهما مسلم عن عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثلاثتهم: عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح ابن شهاب بهما جميعا إلا إن مسلم ذكر السند بتمامه لحديث نوفل فقال: حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ - قَالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنِي، وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا - يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ثم ذكرالحديث.

وقد أخرجه الإمام أحمد بقوله: حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيِّ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْفِتَنِ -وفي جامع المسانيد مِثْلَ حَدِيثِ سَالِمٍ- إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ: " مِنَ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ، مَنْ فَاتَتْهُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ ".

قال محققو طبعة الرسالة: وقد وهم -فَزَارَةُ بْنُ عُمَرَ- في هذا الحديث، فأسقط الواسطة بين إبراهيم بن سعد وبين ابن شهاب الزهري، وهي صالح بن كيسان، وأثبتها عبد العزيز الأويسي ويعقوب بن إبراهيم يقصدون كما عند البخاري ومسلم.

أقول وظني أن صالح بن كيسان سقط من مسند أحمد بسبب النساخ في هذا الموضع وهو خطأ قديم والله أعلم، فقد روى الإمام أحمد في المسند (23291): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيُّ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ، وَمَا ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا أَسَرَّهُ إِلَيَّ لَمْ يَكُنْ حَدَّثَ بِهِ غَيْرِي، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ، سُئِلَ عَنِ الْفِتَنِ وَهُوَ يَعُدُّ: " الْفِتَنَ فِيهِنَّ ثَلَاثٌ لَا يَذَرْنَ شَيْئًا مِنْهُنَّ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ، مِنْهَا صِغَارٌ، وَمِنْهَا كِبَارٌ "، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي.
ثم ساق الإمام أحمد حديثا عقبه مباشرة في المسند (23292) فقال: حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

فأنت ترى أن الإمام أحمد بعد أن ذكر حديثا في الفتن من حديث حذيفة أحال على حديث نوفل بن معاوية وذكر السند دون أن يسقط منه صالح بن كيسان، وحديث فزارة بن عمر حسن في المتابعات وقد توبع.
فصنيع أحمد شابهه تضمين البخاري ومسلم حديث نوفل في حديث أبي هريرة في الفتن.

قال ابن حجر في فتح الباري وَقَوْلُهُ -يعني البخاري - وَعَنِ الزُّهْرِيِّ هُوَ بِإِسْنَادِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَوَهِمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِالْإِسْنَادَيْنِ مَعًا مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وقال ابن حجر: الا أَن أَبَا بكر يَعْنِي بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَيْخَ الزُّهْرِيِّ وَقَوْلُهُ يَزِيدُ مِنَ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَبُو بَكْرٍ زَادَ هَذَا مُرْسَلًا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ زَادَهُ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.

والمراد بِالصَّلَاةِ الْمَذْكُورَةِ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَذَا أَخْرَجَهُ أحمد (24009/46) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عِرَاكَ بْنِ مَالِكٍ الْغِفَارِيِّ، سَمِعْتُ نَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيَّ - وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ - يَقُولُ: صَلَاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَتْرَ أَهْلَهُ وَمَالُهُ. قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِي الْعَصْرُ ".
(24009/47) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، (ح) وَهَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ ". قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: الْعَصْرُ. وَقَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَمَّا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ [أَبُو بَكْرٍ، فَحَدَّثَنَاهُ] سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ ".

ويشهد له حديث ابن عمر المتقدم. وانظر أيضا رواية أخرى لحديث نوفل عند أحمد (23642).

هذا و الله أعلم وأستغفر الله لي ولكم.


--------