أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المدح والذم بين الماضي والمضارع
"إن" حرف شرط يستعمل في المشكوك بحصوله والنادر والمستحيل ،ومن حقها أن يليها الفعل المضارع المجزوم الذي يدل على قلة الحدث ومبهمه،من أجل تناسب المعاني.
إلا أن زهيرا قال :
وإنْ أتاه خليلٌ يومَ مَسْغبةٍ//يقولُ لا غائب مالي ولا حرم
فقد عدل زهير عن اختيار الفعل المضارع المجزوم الذي يفيد تقليل الحدث والشك فيه إلى اختيار الفعل الماضي الذي يزيد عن المضارع المجزوم في الدلالة على الحدث،ولكنه لا يصل إلى حد التعارض مع دلالة "إن" من أجل المبالغة في مدح الممدوح،فهو كثير الضيفان ،كريم،ثم أعقب ذلك بالفعل المضارع المرفوع الذي يفيد الحدوث واستمراريته ،من أجل تناسب المعاني.
وكان باستطاعة زهير أن يختار الفعل المضارع المرفوع إلى جانب "إن"من أجل المبالغة أكثر في الدلالة على كرم الممدوح ، ولكن يمنعه من ذلك مانعان وهما:
أولا :المعنى: لأن المضارع المرفوع يفيد الحدوث واستمراريته ,وهذا يتعارض ويتنافى ويقبح مع"إن" التى تفيد الإبهام والشك والاستحالة.
ثانيا:الوزن.
ومن هنا فالكلام اختيار وتأليف بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم ،والألفاظ هي الصورة الحسية للمعاني التي يربط المتكلم بينها برابط الاحتياج والأهمية المعنوية ،فالإنسان يتثقف لغويا ويفكر ليقول ما يشاء كيفما يشاء وبمستويات متعددة تحت رعاية منزلة المعنى وعلاماتها ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض.