عن الأهلي: وعن قطار العنصرية

الهتافات العنصرية البغيضة الصادرة من مدرجات النادي الأهلي ضد مدرج نادي الاتحاد، هي نفسها الهتافات القادمة من (محطة) الهلال، وهي نفسها التي ستغادر إلى محطة جديدة، ما لم توقفها قرارات حازمة جازمة مدوية. نحن، بالطبع، لن نستطيع فعل شيء تجاه عنصرية (الفرد) أو فوقيته، ولكننا نستطيع فعل كل شيء حينما يتحول الموضوع إلى سلوك جمعي مثل هذه المدرجات الهادرة التي تنضح بصوت واحد وتردد هذه الألفاظ المرفوضة. وحين يقول الأخ الكريم، عادل التويجري، في برنامج رياضي، (إن، علي الموسى، الذي "جيَّش" الرأي العام ضد الهلال، لن يستطيع أن يقول شيئاً تبعاً "لأهلاويته" المكشوفة).. سأقول له إنني سأذهب في نبذ ورفض الهتافات العنصرية إلى أبعد مما يتخيل:
سأقول للجميع إنني لو كنت في مكان صاحب القرار لنقلت فوراً أول مباراتين للأهلي على ملعبه إلى ملعب الفريق الخصم، ولو تكرر الأمر بشكل جمعي وجماعي مكشوف من جماهيره لسحبت كل نقاط المباراة، ولو كنت صاحب القرار لجعلت من (أهلاويتي) عبرة وعظة لكل الشارع الرياضي المليء بالتعصب. لكننا أخي، عادل التويجري، بالدفاع المكشوف الكاذب عن ممارسة جماهيرية خاطئة سمحنا للقطار بأن ينتقل من محطة إلى التي تليها، وما دمنا غير قادرين على عقاب المحطة الأولى فلنوقف عربات القطار العنصري فوراً وفي المحطة التالية: أما العذر الكاذب بأننا لن نعاقب الأهلي وجماهيره لأننا لم نعاقب الهلال فهذه جريمة أخلاقية، فخير للقرار أن يصل متأخراً من ألا يصل للأبد. وأنا كأهلاوي صميم أرفض مثل الفوز الأخير حين تشوهه الهتافات العنصرية، وأطالب بسحب نقاط الأهلي عقاباً وردعاً لأن قيمي ومبادئي تقبل الهزيمة في ميدان الرياضة مثلما ترفض بعنف هزيمة الأخلاق والقيم. قاموس القيم والأخلاق عندي أهم من الأهلي وأغلى من الفوز على النديم والجار، ولن أتلذذ بالفوز طالما أن جاري المواطن يشعر بالغبن على زلات لسان بغيضة.

الكاتب الاهلاوي علي سعد الموسى
2014-01-27 12:48 AM جريدة الوطن ف المحليات اخر صفحة