أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الظلم من صفات العباد لا المعبود
قال تعالى "وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب *مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد"(غافر31-30)
هناك فرق في المعنى بين:
قوله تعالى"وما الله يريد ظلما للعباد"
وبين قولنــا:وما يريد الله ظلما للعباد"
في الآية الكريمة هناك تسليط للنفي على لفظ الجلالة ،فالنفي منصب على ذات الله ،والمعنى أن الظلم ليس من صفاته تعالى ،وليس من شأنه ،فالله سبحانه وتعالى عادل لا يظلم ، وهذا النفي دائم ومستمرلأنه دخل على جملة اسمية ،خبرها فعل مستمر،والمعنى ثبات واستمرار نفي الظلم عن الله تعالى،فالناس هم الذين يظلمون أنفسهم ،وما يحل بهم هو من عمل أيديهم ، ومما يدل على ذلك قوله قبل هذا "وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب* مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم"فعقاب هذه الأقوام كان نتيجة أعمالهم. بينما في قولنا:وما يريد الله ظلما للعباد"فالنفي منصب على فعل الإرادة،وهي جملة فعلية غير ثابتة ،ومعناها نفي إرادة الظلم عن الله تعالى،وقوله تعالى أبلغ وأفصح.
والفرق بين المعنيين نابع من تغير العلاقات المعنوية بين أجزاء التركيبين،وهذا يدل على أن المتكلم يتكلم تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،واختلاف منازل الكلمات يؤدي إلى اختلاف المعنى نتيجة تغير العلاقات المعنوية المبنية على الاحتياج المعنوي .